مركبة فضائية تلتقط صورا مذهلة لسطح عطارد
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
التقطت مركبة “بيبي كولومبو” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية صورا مذهلة عن كثب أثناء مرورها الأخير بالقرب من سطح كوكب عطارد الذي يكتوي بأشعة الشمس.
وأفادت وكالة الفضاء الأوروبية يوم الخميس 9 يناير أن المسبار الفضائي الأوروبي الياباني “بيبي كولومبو” (BepiColombo،) أجرى تحليقه السادس فوق عطارد يوم الأربعاء، حيث مر على بعد 295 كيلومترا من سطح الكوكب المظلم البارد.
وبعد سبع دقائق، حلقت المركبة الفضائية مباشرة فوق القطب الشمالي لعطارد، والتقطت فوهات بروكوفييف وكاندينسكي وتولكين وغورديمر، التي تلقي حوافها بظلالها الدائمة على قيعانها.
ووفقا لوكالة الفضاء الأوروبية، فإن هذه الميزة تجعل هذه الفوهات غير المضاءة من أبرد الأماكن في النظام الشمسي، على الرغم من وقوعها على الكوكب الأقرب إلى الشمس.
وفي تلك الظلال، يعتقد أن هناك طبقة من الجليد، تحافظ على أدلة قد تساعدنا في فهم ماضي عطارد وربما مستقبله.
كما رصد المسبار سهول عطارد البركانية الشاسعة، التي تسمى “بورياليس بلانيتيا”، والتي تشكلت من ثوران الحمم البركانية السائلة قبل 3.7 مليار سنة مضت وهي مضاءة بنجمنا.
وتظهر الصورة التي التقطها المسبار الفضائي فوهة مندلسون، التي تحيط بها “بورياليس بلانيتيا”، بالإضافة إلى “حوض كالوريس” الذي يعد أحد أفضل الهياكل الصدمية المحفوظة على عطارد وأحد أكبرها في النظام الشمسي
كما تظهر الصورة فوهات أخرى مغطاة بالحمم البركانية الناتجة عن الانفجارات البركانية التي حدثت على الكوكب. وبالقرب من الحافة العليا لكوكب عطارد، يمكن رؤية المنطقة المعروفة باسم “فوهة ناثاير” التي ما تزال تحتفظ بعلامات أكبر انفجار بركاني معروف على عطارد، من خلال فوهة قطرها نحو 40 كم في مركزها.
وقال جي راينت جونز، عالم المشروع في وكالة الفضاء الأوروبية، خلال المؤتمر الصحفي السنوي للوكالة في 9 يناير: “في الأسابيع المقبلة، سيعمل فريق بيبي كولومبو جاهدين على فك رموز العديد من أسرار عطارد باستخدام البيانات التي تم جمعها من هذا المرور”. ومع إتمامها لمجموعة من المناورات المساعدة للجاذبية، ستدخل المهمة مرحلتها التالية استعدادا لجمع البيانات في عام 2027.
وأوضح جونز: “قد تبدأ المرحلة الرئيسية لمهمة بيبي كولومبو بعد عامين من الآن، لكن مرورها ست مرات بالقرب من عطارد قد وفر لنا معلومات جديدة لا تقدر بثمن عن هذا الكوكب الذي لم يتم استكشافه كثيرا”.
ويشار إلى أن عطارد أكبر من قمرنا، ويدور على مسافة قريبة جدا من الشمس، تقدر بنحو 58 مليون كم (36 مليون ميل) في المتوسط. ويتمثل غلافه الجوي في طبقة رقيقة من الغاز تتجدد باستمرار مع اصطدام النيازك والبلازما بسطحه، وهو معرض للإشعاع ومتآكل بفعل الرياح الشمسية.
وفي الظهيرة، قد تصل درجات الحرارة إلى 430 درجة مئوية (أكثر من 800 درجة فهرنهايت). ومن دون غلاف جوي ملحوظ لانتقال واحتجاز الحرارة، يمكن أن تصل درجات الحرارة في الشقوق المخفية وبرودة ما قبل الفجر إلى 180 درجة مئوية تحت الصفر.
ولا توجد معلومات حول ما يخفيه الكوكب تحت السطح، مثل الآليات المسؤولة عن الحقل المغناطيسي الغامض. ووفرة الكربون التي ربما تأخذ شكل طبقة سميكة من الماس، ونوع النشاط الذي قد يكون سببا في انكماش الكوكب تدريجيا بمرور الوقت.
المصدر: سبيس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الفضاء الأوروبیة
إقرأ أيضاً:
باحثون يطورون علاجا لهشاشة العظام.. النتائج مذهلة
بعد نحو ثلاثة عقود من البحث، أحرز الدكتور كريستوفر إيفانز، الباحث في مايو كلينك، تقدما كبيرا في تطوير علاج جيني جديد يستهدف هشاشة العظام، أحد أكثر أنواع التهابات المفاصل شيوعًا والذي يصيب أكثر من 32.5 مليون بالغ في الولايات المتحدة وحدها.
وقد نشر الدكتور إيفانز، مدير مختبر أبحاث العلاج الجيني العضلي الهيكلي في مايو كلينك، وفريق مكوّن من 18 باحثًا وطبيبًا، نتائج أول تجربة سريرية من المرحلة الأولى على البشر لهذا العلاج في مجلة "Science Translational Medicine".
وأظهرت النتائج أن العلاج آمن، ويؤدي إلى تعبير جيني مستمر داخل المفصل، مع مؤشرات أولية على تحسّن سريري لدى المرضى.
وقال الدكتور إيفانز: "هذا قد يُحدث ثورة في علاج هشاشة العظام"، موضحًا أن المرض يتسبب في تآكل الغضروف الذي يبطّن نهايات العظام، وقد يشمل أيضًا العظم ذاته، مما يجعله أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة وصعب العلاج.
وأشار إلى أن العقاقير التي تُحقن داخل المفصل غالبًا ما تُزال سريعا من الجسم، مما يحد من فعاليتها، وأضاف: "العلاج الجيني قد يكون الطريقة الوحيدة لتجاوز هذا الحاجز الدوائي الكبير".
ويعتمد النهج العلاجي الجديد على تعديل الخلايا الموجودة في المفصل وراثيًا لتفرز جزيئات مضادة للالتهاب من داخل الجسم نفسه، ما يجعل المفاصل أكثر مقاومة لتطور المرض.
وحددت أبحاث المختبر دورا رئيسيا لجزيء يُعرف باسم الإنترلوكين-1 (IL-1) في تعزيز الالتهاب والألم وفقدان الغضروف. ومن حسن الحظ، أن لهذا الجزيء مثبطًا طبيعيًا يُعرف باسم مضاد مستقبلات الإنترلوكين-1 (IL-1Ra)، الذي أصبح أساسًا للعلاج الجيني المقترح.
في عام 2000، بدأ الفريق بتعبئة جين IL-1Ra داخل فيروس غير ضار يُعرف باسم AAV، وتم اختباره بنجاح في الخلايا ثم على نماذج حيوانية.
وأظهرت التجارب أن الجين نجح في الوصول إلى بطانة المفصل والغضروف المحيط به، وقدم حماية ضد تآكل الغضروف.
ورغم الحصول على موافقة أولية للبدء في التجارب السريرية على البشر عام 2015، إلا أن العقبات التنظيمية والتحديات التصنيعية أجّلت بدء العلاج الفعلي حتى عام 2019. و
قد طورت مايو كلينك لاحقًا آلية جديدة لتسريع بدء التجارب السريرية، ما قد يُسهم في تسريع الأبحاث المستقبلية.
وخلال الدراسة الأخيرة، تم إعطاء العلاج الجيني لتسعة مرضى عبر حقنه مباشرة في مفصل الركبة. وبيّنت النتائج ارتفاع مستويات IL-1Ra في المفصل وبقائها مرتفعة لمدة عام على الأقل، إلى جانب تحسّن في الألم ووظيفة المفصل، دون ظهور آثار جانبية خطيرة.
وقال الدكتور إيفانز إن النتائج تشير إلى أن العلاج آمن وقد يُوفّر راحة طويلة الأمد من أعراض هشاشة العظام. وأضاف: "هذه الدراسة تقدّم طريقة واعدة ومبتكرة لمهاجمة المرض".