الإمارات تدخل عصر صناعة الليثيوم بقطاعات السيارات والطاقة والالكترونيات
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
دخلت دولة الإمارات عصر صناعة الليثيوم لفتح المجال أمام تطوير قطاعات أبرزها: تخزين الطاقة والالكترونيات والبطاريات والصناعات الطبية والزجاج والسيراميك، والتي تتماشى مع خطط الدولة للتحول نحو اقتصاد مستدام مبني على الابتكار الصناعي.
وأكد مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” ومقره أبوظبي، أن استشراف دولة الإمارات لصناعات الليثيوم يأتي ضمن تعزيز القطاع الصناعي وجذب استثمارات خارجية في هذه الصناعة الحيوية والتي تعد المكون الرئيس لصناعات عديدة فيما يتوقع أن يتراوح حجم سوق الليثيوم العالمي خلال العام 2025 بين 15 إلى 18 مليار دولار.
استخدامات صناعية
وتبرز أهم استخدامات الليثيوم الصناعية في الإمارات في دعم الصناعات المتقدمة والابتكارات التكنولوجية ومنها: صناعة بطاريات الليثيوم أيون للسيارات الكهربائية التي تعتبر أحد المحاور الرئيسية في استراتيجية الإمارات للتحول نحو الطاقة النظيفة وفي الأجهزة الإلكترونية حيث يستخدم الليثيوم في بطاريات الهواتف والحواسيب المحمولة والأجهزة الذكية التي يتم إنتاجها أو تجميعها محلياً.
وتأتي صناعة تخزين الطاقة المتجددة كأحد أهم مستهدفات دولة الإمارات نحو الاستدامة حيث تحتاج مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى بطاريات كبيرة لتخزين الطاقة المنتجة، ما يعزز استدامة مشاريع الطاقة النظيفة وفي صناعة بعض الأدوية وصناعة الزجاج المقاوم للحرارة والسيراميك عالي الجودة وتستخدم سبائك الليثيوم في صناعة الطائرات والمركبات الفضائية وفي تصنيع مواد التشحيم الصناعية عالية الأداء.
استقطاب الاستثمارات
واستقطبت الإمارات مؤخراً استثمارات في قطاع الليثيوم كما قامت بتطوير مشاريع صناعية محلية حيث تخطط شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) لاستخراج الليثيوم من المياه المالحة في حقولها النفطية، باستخدام تقنيات متقدمة تُعتبر بديلاً صديقًا للبيئة مقارنةً بطرق التعدين التقليدية، حيث تتجنب الحاجة إلى مناجم مفتوحة أو أحواض تبخير كبيرة كما تتعاون أدنوك مع أرامكو، بهدف تعزيز القدرات المشتركة في هذا المجال.
وفي السياق أعلنت شركة “تايتان ليثيوم” عن خططها لإنشاء مصنع متطور لمعالجة الليثيوم على 3 مراحل باستثمارات تبلغ 5 مليارات درهم لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في منطقة خليفة الصناعية (كيزاد) بأبوظبي.
وتعتزم شركة “ليبيديكو” الأسترالية بناء منشأة لإنتاج هيدروكسيد الليثيوم والمواد الكيميائية المستدامة في “كيزاد”، باستثمار قدره 348 مليون درهم لتعزيز مكانة الإمارات في سلسلة توريد بطاريات الليثيوم.
وفيما يتعلق بالاستثمارات الخارجية: تستثمر شركة “UMPC” لمشاريع التعدين، ومقرها دبي، نحو 550 مليون دولار في مشروع لاستخراج الليثيوم في مقاطعة كاتاماركا الأرجنتينية.
نقل التكنولوجيا
وقال ” إنترريجونال”: من خلال هذه الاستثمارات والمبادرات، تسعى الإمارات إلى تعزيز مكانتها في سوق الليثيوم العالمي، مما يساهم في نقل التكنولوجيا وتوفير فرص عمل مع الالتزام بمبادئ الاستدامة والاقتصاد الدائري ويسرّع انتشار السيارات الكهربائية وتعزيز الابتكار في الطاقة النظيفة ضمن الالتزام بأهداف الاستدامة وتعزيز الصادرات مع تطوير قدرات إنتاج الليثيوم وتصنيع البطاريات للأسواق الإقليمية والعالمية.
ومن خلال هذه الاستثمارات والمشاريع، تهدف الإمارات إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي لصناعة الليثيوم وتلبية الطلب المتزايد على بطاريات السيارات الكهربائية، مما يدعم التحول نحو الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة.
سلسلة توريد متكاملة
وأكد ” إنترريجونال” أن دولة الإمارات تستطيع إنتاج الليثيوم محلياً لتعزيز صناعة السيارات الكهربائية، حيث تعمل على تطوير سلسلة توريد متكاملة تشمل استخراج ومعالجة الليثيوم وتصنيع البطاريات عبر تقديم دعم حكومي قوي واستراتيجيات طويلة الأمد، ضمن مشروع “300 مليار”، تستهدف تطوير الصناعات المتقدمة، بما في ذلك صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات، ما يوفر بيئة استثمارية محفزة للشركات العاملة في هذا المجال.
وأوضح “إنترريجونال” أن دولة الإمارات تمتلك بنية تحتية صناعية متطورة وموانئ ومناطق لوجستية تدعم استيراد خام الليثيوم من دول مثل زيمبابوي وأستراليا والأرجنتين ومعالجته محلياً، مما يفتح آفاقاً جديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم صناعة السيارات الكهربائية محلياً مع توقعات بواردات إلى الإمارات تصل إلى 150 ألف طن سنويًا لدعم مشاريعها الصناعية المتقدمة في مجال بطاريات السيارات الكهربائية.
ووصل الطلب العالمي على الليثيوم خلال 2024 إلى حوالي 1.4 مليون طن متري بزيادة بنسبة 53% مقارنة بعام 2023 ويُتوقع استمرار نمو الطلب 2025، مدفوعًا بالزيادة في إنتاج السيارات الكهربائية والتوسع في استخدامات البطاريات وتخطط دول مثل تشيلي لمضاعفة إنتاجها من الليثيوم خلال العقد المقبل.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة الطاقة النظیفة دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
عبدالله آل حامد يبحث في أوساكا آفاق التعاون مع قادة شركات عالمية في صناعة الإعلام والترفيه
عقد معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، سلسلة لقاءات ثنائية في مدينة أوساكا اليابانية مع كبار صناع الإعلام والترفيه العالميين، في إطار تعزيز الشراكات الاستراتيجية لتطوير صناعة الأفلام والمحتوى الإبداعي.
تركزت اللقاءات على استكشاف فرص التعاون مع الشركات العالمية في مجالات الإنتاج السينمائي، وتقنيات السرد البصري، وبناء منصات إعلامية حديثة.
وأكد معالي عبدالله آل حامد أن التحولات التكنولوجية التي نشهدها حالياً تدفع المؤسسات الإعلامية إلى أن تكون سباقة في تبني أدوات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات.
وتابع معاليه «رؤيتنا في دولة الإمارات ترتكز على بناء منظومة إعلامية مرنة، مبتكرة، وقادرة على استشراف احتياجات الجمهور وصناعة محتوى يعكس طموحاتنا الوطنية وهويتنا الراسخة».
وأضاف معاليه أن هذه اللقاءات تمثل خطوة جديدة في إطار استراتيجية الإمارات الإعلامية للانفتاح على الخبرات الدولية، وصناعة تحالفات مؤثرة تعزز من حضور الدولة على الخارطة الإعلامية العالمية، مشيراً معاليه إلى أن اللقاءات مثلت أيضاً فرصة لتعريف الشركاء الدوليين بقمة «بريدج» المرتقبة في أبوظبي ديسمبر المقبل، والتي تهدف إلى تعزيز الشراكات العالمية، وتوسيع الحوار حول مستقبل الإعلام في العالم.
وشملت اللقاءات كلاً من كورتني لاماركو، رئيس لجنة العمل السياسي لصناعة الترفيه بولاية واشنطن، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة LeMarco Global المتخصصة في إدارة العلامات التجارية وتطوير المحتوى الإعلامي بالشراكة مع كبريات المؤسسات العالمية مثل أمازون وديزني والمنتج التنفيذي للمسلسل الوثائقي المرشح لجائزة إيمي «المكتنزون»، والمحاضر الزائر في جامعة واشنطن.
كما التقى معاليه ب تايكي ساكوراي، الرئيس التنفيذي لشركة Salamander Pictures اليابانية، التي تتميز بنهج مبتكر في صناعة الأفلام، من خلال دمج الأساليب السينمائية التقليدية بأحدث تقنيات التكنولوجيا والإنتاج البصري عالي الجودة.