عبدالله آل حامد: الإعلام الرقمي يلعب الدور الأكبر في تشكيل مستقبل المجتمعات
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
دبي (وام)
أكد معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، أن الإعلام الرقمي يلعب اليوم الدور الأبرز في تشكيل مستقبل المجتمعات، وسيكون له تأثير قوي على مختلف جوانب الحياة، مشدداً على أن هذا التأثير يجب مواكبته بجاهزية كبيرة لاستثمار فرصه لصالح المجتمعات وتنميتها، وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات التي تفرضها التطورات المتسارعة لقطاع الإعلام الرقمي بمسؤولية مشتركة بين الجميع.
جاء ذلك، خلال جلسة حوارية مع معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، بعنوان «صنّاع المحتوى.. سلاح ذو حدين؟»، أدارها الإعلامي عمار تقي، ضمن فعاليات قمة المليار متابع 2025، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وتستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 11 إلى 13 يناير الجاري، في (أبراج الإمارات، ومركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل) بدبي، تحت شعار «المحتوى الهادف»، حيث تشهد القمة في نسختها الثالثة زخماً كبيراً بمشاركة أكثر من 15 ألف صانع محتوى ومؤثر وأكثر من 420 متحدثاً و125 رئيساً تنفيذياً وخبيراً عالمياً.
تنمية الوعي وتعزيز الإيجابية
قال معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد: يجب أن ننظر إلى الإعلام الرقمي على أنه فرصة ثمينة يمكن استثمارها في إحداث نقلات وتحولات اجتماعية لصالح الإنسان والمجتمعات والدول، فهو يفتح آفاقاً غير مسبوقة يمكن استثمارها في تنمية الوعي، وتعزيز الإيجابية، وتشارك القيم الإنسانية المحفزة للتقدم والازدهار ونشر الخير للجميع. وأضاف معاليه: الفوائد العظيمة التي يحملها التطور المتزايد للإعلام الرقمي وتقنياته، لا تخلو من تحديات متزايدة على الأفراد والمجتمعات، وهو ما يحتم علينا أن نسارع إلى مواكبة هذا التطور برؤية استباقية واضحة لتعزيز جاهزيتنا وقدرتنا على التعامل مع المخاطر التي يفرضها هذا القطاع، سواء على مستوى التقنيات أو صناعة المحتوى، وأحد عناوين هذه التطورات المتلاحقة الرئيسية أن المستقبل لن يسمح لأحد بأن يظل منغلقاً، وعلى الجميع أن يفكر منذ الآن كيف يمكنه التعامل مع هذا التطور الذي يعتبر سلاحاً ذا حدين، بفرصه الثمينة ومخاطره المتزايدة، وعلى الجميع أن يضع الرؤى والاستراتيجيات التي تضمن له التفاعل الإيجابي مع هذا الانفتاح والتغيرات والتحولات العالمية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على هويته وتحقيق النفع والخير لمجتمعه وللجميع.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات بفكر قيادتها الاستباقي، ورؤيتها الاستشرافية للمستقبل، أدركت مبكراً أهمية هذه الجوانب، وعملت وفق خطط واستراتيجيات مستقبلية مدروسة، لريادة هذا القطاع وليكون لها دور قيادي في تشكيل مستقبله وجني ثمار ما يأتي به من فرص اقتصادية وتنموية. كما أنها عملت بجاهزية كاملة ووفق تصورات مدروسة أيضاً للتعامل مع تحدياته الاجتماعية والثقافية.
الدعم والتحفيز والتمكين
وقال معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام: قمة المليار متابع، برهان واضح على ريادة الإمارات في دخول بوابة المستقبل حيث تعمل اليوم بجهود متكاملة لقيادة الفرص في هذا القطاع عبر بناء قطاع اقتصادي مستدام في مختلف مجالاته، كما أن شعار القمة «المحتوى الهادف»، هو دليل التزام الإمارات بمسؤولية ورسالة عظيمة لاستثمار تطورات هذا القطاع الحيوي في تحقيق النفع والخير للمجتمعات وازدهارها وتقدمها.
وأضاف معاليه: التشخيص السريع لما ستحمله رياح المستقبل من فرص كبيرة وتحديات، يفرض مسؤوليات علينا جميعاً، يجب أن نتشاركها بشفافية ووعي، مسؤوليات تقع على الحكومات، وعلى المؤسسات والشركات الوطنية والخاصة، ومسؤوليات تقع أيضاً على صناع المحتوى، وعلى المجتمع ككل من جمهور مختلف منصات الإعلام الرقمي. وأكد معاليه بالقول: على الحكومات أن تقدم الدعم والتحفيز والتمكين لصناع المحتوى الهادف، والمبدعين القادرين على إنتاج وابتكار هذا المحتوى، وكذلك على المؤسسات والشركات الاستثمارية أن تلعب دوراً مهماً في هذا التمكين من خلال دعم الشركات الناشئة وأصحاب الأفكار المبتكرة ورواد الأعمال في هذا المجال.
رسالة إيجابية عظيمة
قال معالي عبدالله آل حامد: ننظر اليوم إلى دور صانع المحتوى على أنه دور محوري في هذه الرسالة الإيجابية العظيمة، حيث تقع على عاتقه مسؤولية مجتمعية مهمة في المساهمة في رفع وعي المجتمع وبث الأفكار التي تعمل على تعزيز تنميته وازدهاره، ونقل صورة إيجابية عن مجتمعه وتطلعاته وتحفيزه على التفاعل مع التغيرات العالمية مع الحفاظ على قيمه وثقافته وهويته. وأضاف معاليه: المحتوى الهادف ودعمه وتمكين انتشاره، لم يعد اليوم ترفاً، بل ضرورة لا غنى عنها، في ظل الانتشار السريع للمعلومات الخاطئة والمضللة، الأمر التي تقع مسؤولية محاربته على الجميع، وخصوصاً جمهور الإعلام الرقمي من أفراد المجتمع، الذين تقع عليهم مسؤولية كبيرة أيضاً في تشجيع المحتوى الهادف، وتعزيز وعيهم بأساليب الإعلام المضلل، والحصول على المعلومات من مصادر موثوقة.
وتابع معاليه: نحن اليوم أمام نقلة عالمية غير مسبوقة، بوابتها الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى، وعلينا أن نكون حاضرين بقوة للتفاعل بإيجابية مع هذه النقلة بفرصها وتحدياتها، فالتطورات المتسارعة لا تنتظر أحداً. وأكد معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام، أن صناعة المحتوى مهارة ومسؤولية في آن واحد، فهي من ناحية تتطلب إطلاق العنان للإبداع لتقديم ما يجذب المتابعين، ويحفزهم على التفاعل، ومن ناحية أخرى تتطلب من صاحبها أن يتحلى بروح المسؤولية التي تؤهله لتقديم محتوى إيجابي ينفع ولا يضر، ويتضمن قيماً هادفة مفيدة.
نصيحة لصناع المحتوى
في نهاية الجلسة، توجه معاليه بالنصيحة إلى كل شباب صناع المحتوى قائلاً: اجعل قيمك نبراساً يوجه خطواتك، وازرع في كل كلمة بذور الأمل والمعرفة والإيجابية، ولا تغفل قوة التواضع، ولا تنس أن أعظم نجاحاتك يكمن في التأثير الإيجابي الذي تتركه في حياة الآخرين، اصنع محتوى يُحدث الأثر، ويُحيي الأفكار، ويبني جسور المستقبل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عبدالله آل حامد قمة المليار متابع دبي العصر الرقمي المحتوى الرقمي الإمارات صناع المحتوى الإعلام الرقمی المحتوى الهادف معالی عبدالله هذا القطاع آل حامد
إقرأ أيضاً:
ابتكار رقمي يثير المخاوف.. «مسح العين» للتحقق من الهوية على الإنترنت
دخل مشروع “التحقق الرقمي” الذي أطلقه سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، حيز التجربة في بريطانيا هذا الأسبوع، بهدف توفير هوية رقمية عبر مسح العين للمواطنين، حسبما أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز.
يتيح المشروع، عبر جهاز كروي يُعرف باسم “The Orb”، مسح قزحية العين للتحقق من هوية الأفراد والتأكد من كونهم بشراً وليسوا ذكاءً اصطناعياً، وتُستخدم الهوية الرقمية الناتجة للوصول إلى خدمات ومنتجات عبر الإنترنت، بما في ذلك العملة الرقمية الخاصة بالمجموعة، Worldcoin.
وجمعت Worldcoin 135 مليون دولار مؤخراً لتطوير الأجهزة وتوسيع المشروع دولياً، مع مستثمرين بارزين مثل Andreessen Horowitz وBain Capital Crypto، ورغم عدم تحقيق المجموعة لأي إيرادات حتى الآن، فإنها تستكشف فرض رسوم على شركاء مثل شركة Match Group، المالكة لتطبيق Tinder.
ويأتي المشروع في ظل قفزة كبيرة في قدرات الذكاء الاصطناعي التي تجعل من الصعب التمييز بين البشر والآلات، حيث يُتوقع أن يصل المحتوى المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى 90% من إجمالي المحتوى على الإنترنت خلال عامين.
وتشدد الفرق المطورة على ضرورة وجود أدوات تحقق بيومترية لحماية الأنظمة من الاحتيال وضمان استضافة البشر فقط على المنصات الرقمية.
رغم ذلك، يواجه المشروع انتقادات في أوروبا، خاصة في إسبانيا والبرتغال، بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمن، وجرى التحقيق معه من قبل هيئة حماية البيانات الألمانية. وتؤكد الشركة أن البيانات تبقى مخزنة محلياً على أجهزة المستخدمين دون رفعها إلى خوادم مركزية.
ويبقى مشروع Worldcoin واحداً من أبرز المبادرات التي تحاول مزج تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيومترية لمواجهة تحديات المستقبل الرقمي.