تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة خلال فصل الشتاء حراكاً سياحياً نشطاً بفضل تنوع الفعاليات والأنشطة التي تستقطب جميع الفئات العمرية وتلبي مختلف الاهتمامات. تأتي هذه الأجواء الحيوية بالتزامن مع حملة "أجمل شتاء في العالم"، التي أطلقتها الدولة لتعزيز السياحة الداخلية وتسليط الضوء على التنوع الجغرافي والثقافي للإمارات.

يُعد الشتاء فرصة مثالية لاستكشاف الأسواق التقليدية التي تعكس أصالة التراث الإماراتي. ويبرز في هذا السياق سوق الفهيدي وسوق الذهب في دبي، اللذان ينبضان بالحياة التجارية التقليدية، فيما يقدم سوق السجاد في أبوظبي وسوق العرصة في الشارقة تجارب فريدة لعشاق الحرف اليدوية والمشغولات التقليدية.

 الأنشطة الشاطئية

بفضل الطقس المعتدل، تتحول الشواطئ الإماراتية إلى وجهات نابضة بالحياة. يُعد كايت بيتش في دبي ملاذًا لمحبي التزلج على الماء وركوب الأمواج بالطائرات الورقية، مع مرافق رياضية وترفيهية متنوعة. أما شاطئ الكورنيش في أبوظبي، فيتميز بمناطقه المخصصة للسباحة الآمنة وممراته المخصصة للمشي وركوب الدراجات بإطلالات خلابة على الخليج العربي. وفي الشارقة، يوفر شاطئ خورفكان أجواءً عائلية متكاملة من خلال مرافقه الترفيهية المتنوعة.

مسارات الدراجات الهوائية

تعد الإمارات وجهة مفضلة لعشاق ركوب الدراجات بفضل مساراتها المجهزة. من أبرز هذه المسارات، مسار القدرة في دبي الممتد عبر الصحراء لمسافة 86 كيلومترًا، ومضمار الوثبة في أبوظبي الذي يوفر خيارات بطول 8 و16 و20 كيلومترًا، مع إضاءة ليلية ومناظر طبيعية خلابة.

التخييم والمغامرات الصحراوية

يعتبر التخييم واستكشاف الصحراء من أبرز الأنشطة الشتوية. وتعد صحراء ليوا في الربع الخالي بأبوظبي وجهة مثالية لعشاق المغامرات، بينما توفر بحيرات القدرة في دبي أجواءً طبيعية هادئة. كما تشكل جبال حتا في دبي وجبل حفيت في العين وجهات متميزة لمحبي التخييم والمغامرات الجبلية.

المتاحف والمواقع التراثية

تعكس المتاحف والمواقع الثقافية في الإمارات غنى التاريخ والتراث الوطني. يتصدر متحف اللوفر أبوظبي المشهد الثقافي كوجهة عالمية للفنون، فيما يقدم متحف الشارقة للحضارة الإسلامية لمحة شاملة عن التاريخ الإسلامي. أما متحف المستقبل في دبي، فيأخذ الزوار في رحلة استثنائية لاستكشاف مستقبل الابتكار والتكنولوجيا.

الحدائق والمنتزهات

تزخر الإمارات بالحدائق والمنتزهات التي توفر تجارب استثنائية، مثل حديقة زعبيل وحديقة الممزر في دبي، وحديقة أم الإمارات في أبوظبي، والمبزرة الخضراء في العين. كما تضم دبي حديقة المعجزة، التي تعرض أكثر من 150 مليون زهرة بتصاميم فنية مبهرة. وتعد مدينة باركس آند ريزورتس في دبي وعالم فيراري في أبوظبي وجهتين ترفيهيتين عالميتين تقدمان تجارب لا مثيل لها.

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات فی أبوظبی فی دبی

إقرأ أيضاً:

البحر يكتسح اليابسة.. 35% من شواطئ تونس تتعرض للتآكل

لم يتوقع محمد العيادي السويسي وهو صياد وصاحب مطعم على شاطئ جزيرة قرقنة بمحافظة صفاقس جنوب شرقي تونس أن تغمر مياه البحر جزءا كبيرا من مطعمه وتتهدد لقمة عيشه ومصدر رزقه نتيجة الانجراف البحري، وقد باتت هذه الظاهرة تتفاقم بفعل التغيرات المناخية والتوسع العمراني المفرط.

وتمثل الشواطئ الممتدة من شمال تونس إلى جنوبها إلى جانب المناطق الصحراوية والواحات، إحدى أهم الوجهات التي تسعى السلطات إلى التسويق لها في الخارج لاستمالة السيّاح الأوروبيين الباحثين عن أشعة الشمس على سواحل البحر الأبيض المتوسط.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3المانغروف.. كنز بيئي نادر تتهدده المشاريع الساحليةlist 2 of 3في يومها العالمي.. "الغابات المطيرة البحرية" في خطرlist 3 of 3هل يمكن أن تغرق مدينة الإسكندرية المصرية بسبب التغير المناخي؟end of list

لكن أكثر من 35% من شواطئ تونس تتعرض للتآكل حسب الدراسات، حيث تفقد مناطق مثل الحمامات بمحافظة نابل ما يصل إلى 8 أمتار من الشاطئ سنويا، وفق تقرير صادر عن البنك الدولي عام 2021. ويُعد أرخبيل قرقنة الهش على الساحل الشرقي المكان الأكثر وضوحا لذلك.

يقدر طول الشريط الساحلي المتضرر بنحو 260 كيلومترا من مجموع 670 كيلومترا من الشواطئ الرملية (رويترز)ثروة تحت الخطر

وتواجه السواحل التونسية تهديدا فعليا بخسارة متر ونصف متر من الخط الساحلي سنويا، مما أدى عمليا إلى اختفاء 90 كيلومترا من الشاطئ ويعرض للخطر 190 كيلومترًا إضافيا من الخط الساحلي الرملي البالغ طوله 570 كيلومترا الصالحة للسباحة.

وكان البنك الدولي قد كشف في تقارير سنة 2023 أن تونس تعد من بين أكثر البلدان تضررا من الانجراف البحري عالميا، حيث يقدر طول الشريط الساحلي المتضرر بنحو 260 كيلومترا من مجموع 670 كيلومترا من الشواطئ الرملية.

وتشير التوقعات بأن تبلغ تكلفة الخسائر الناجمة عن ذلك 1.37 مليار دولار حتى سنة 2030 وأكثر من 2.3 مليار دولار للفترة ما بين 2030 و2050.

وتحدث محمد العيادي السويسي بحرقة عما آل إليه الوضع في المنطقة الساحلية التي ركز فيها مشروعه، وقال لرويترز "خلال 5 سنوات أخرى، لن يبقى شاطئ"، مضيفا أن "المد يأتي ويمكنك أن ترى مستويات المياه ترتفع في كافة أنحاء قرقنة".

إعلان

وتشكل الطبيعة البيئية للسواحل في تونس عاملا مهما في الدخل للتونسيين كما تمثل المدن والقرى الساحلية في البلاد أهمية كبرى للإنتاج وتوفير فرص عمل في بلد تمتد سواحله بطول 1148 كيلومترا.

ويرى خبراء أن تونس تقف اليوم أمام خطر يهدد جزءا كبيرا من أراضيها وسواحلها، التي مثلت على مدى عقود رمزا للجمال الطبيعي ووجهة سياحية متميزة غير أن الانجراف البحري بات شبحا يهدد التوازن البيئي، والتنمية السياحية والاقتصادية، وحتى التاريخية.

وقال الجغرافي سمير القبايلي من مدينة قرقنة إن خلال الـ30 عاما الماضية "لاحظنا تآكلا كبيرا في منطقة قرقنة التابعة لمحافظة صفاقس تحت تأثير عوامل طبيعية مناخية وارتفاع مستوى سطح البحر".

وأضاف أن هناك عوامل بشرية أيضا منها تركز العديد من المباني مباشرة على الساحل مما تسبب في إعاقة النمو الطبيعي للشواطئ والسواحل.

كما أشار إلى أن خطر الانجراف "شمل حتى التاريخ، حيث توجد فوقنا هنا مدينة أثرية منذ العهد القرطاجي وتسمى "سرسينة" كانت تقع في الأصل بعيدا عن البحر ليغمر جزءا هاما منها الآن".

ومن جهته، بين رياض بوعزيز، أستاذ الجغرافيا لرويترز أن "معدل التعرية يتراوح بين 0.5 إلى 0.8 متر سنويا، استنادا إلى الصور الجوية من عام 1963 وحتى الآن"، مضيفا أن البحر "يكتسح اليابسة ومعدل تملح التربة يرتفع بشكل أسرع بما يصل إلى هكتارين سنويا".

وكما تهدد التغيرات المناخية بارتفاع معدل ملوحة المسطحات المائية إلى جانب خسارة ما يقارب 16 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية وفق دراسة أعدتها وزارة البيئة التونسية.

مصطافون في شاطئ مدينة المرسى حيث تمثل الشواطئ التونسية (رويترز)مبادرات إنقاذ

يؤكد مرسي الفقيه المدير الجهوي لوكالة حماية الشريط الساحلي بصفاقس لرويترز أن 30% من طول الشواطئ التونسية "مهددة بالانجراف البحري أو عرضة لتأثيرات التغيرات المناخية".

وضمن برامج الحماية قال إنه "في إطار التعاون التونسي الألماني وحماية الشريط الساحلي التونسي تمت برمجة حماية نحو 11 كيلومترا من جزيرة قرقنة من الانجراف والمد البحري في 7 مناطق".

ومع تفاقم الظاهرة، تتسابق الجهود الوطنية والدولية لإيجاد حلول عاجلة ومستدامة تنقذ ما تبقى من شواطئ تونس الذهبية لحمايتها من التآكل المستمر.

وكانت وزارة البيئة في تونس نبهت إلى الخسائر التي قد تنتج من هشاشة السواحل التونسية، وأكدت دراسة لها أن مستوى سطح البحر سيرتفع ليتراوح ما بين 30 و50 سنتيمترا بحلول عام 2050.

وذكرت الدراسة ذاتها أن ارتفاع مستوى البحر وتآكل السواحل بالمعدلات المذكورة يعد سببا في تدهور القطاع السياحي وتكبده خسائر قد تصل إلى 55%، بسبب خسارة الفنادق المحاذية للشواطئ لموارد تساوي تقريبا 30 ألف غرفة نتيجة انحسار الشواطئ، إضافة إلى تأثر البنية التحتية للموانئ.

وخلال الفترة من 2013 إلى 2024 تم إنجاز مشاريع حماية وإصلاح لنحو 35 كيلومترا من السواحل، شملت جزيرة قرقنة بمحافظة صفاقس، والرفراف في محافظة بنزرت، وسوسة.

كما شملت أيضا شاطئ حمام الشط بمحافظة بنعروس، وسليمان بمحافظة نابل، وجرجيس بمحافظة مدنين، إلى جانب استصلاح الكثبان الرملية الساحلية في طبرقة- الديماس بالمنستير، ومحافظة المهدية، وجرجيس وفق وزارة البيئة التونسية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي الأول» يفتتح مقره الجديد في المملكة المتحدة
  • سفير الاحتلال في الإمارات يتحـ.رش بالنساء.. أبوظبي: سلوك غير مقبول
  • «أبوظبي الأول» يفتتح مقره الجديد في لندن
  • بنك أبوظبي الأول يعزز حضوره في المملكة المتحدة بمقر جديد
  • نك أبوظبي الأول يعزز حضوره في المملكة المتحدة بمقر جديد
  • ماذا تقدم السعودية لعشاق سياحة المغامرات؟
  • اللوفر أبوظبي يسمي أعضاء تحكيم «فن الحين» وجائزة «ريتشارد ميل»
  • العين تحتضن «النسخة الثانية» من «كأس الإمارات للجولف»
  • البحر يكتسح اليابسة.. 35% من شواطئ تونس تتعرض للتآكل
  • أبرز الانتقالات الصيفية التي شهدتها القارة الأوروبية