عربي21:
2025-05-21@15:50:07 GMT

هل تمنح سوريا أردوغان فترة رئاسية جديدة؟

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

يوم السبت الماضي، وفي مهرجان جماهيري لحزب العدالة والتنمية في مدينة أورفا، وجّه المطرب المعروف إبراهيم طاطليسس سؤالا للرئيس أردوغان عن مدى استعداده لفترة رئاسية جديدة، فكان جواب الأخير: "إذا كنتَ أنت مستعدا، فأنا كذلك". وهو ما فهم منه أنه ترك الباب مفتوحا على تداول الفكرة.

يتناقض هذا الموقف مع تصريح شهير لأردوغان نفسه خلال الحملة الانتخابية للانتخابات المحلية الأخيرة قبل شهور، حين دعا أنصاره "للتصويت له للمرة الأخيرة"، وهو ما كان فُهم منه أنه لن يسعى للترشح مرة أخرى.

فهل سيترشح أردوغان مجددا؟ وهل يحق له؟ وكيف؟

دستوريا وعمليا، هذه هي العهدة الرئاسية الأخيرة لأردوغان، باستثناء وحيد. فقد كان انتخب رئيسا لأول مرة في 2014، لكن التعديل الدستوري الخاص بالتحول نحو النظام الرئاسي في 2017 نص على الحق في مدتين رئاسيتين ابتداء من الانتخابات التالية والتي جرت في2018، وفاز فيها أردوغان، ثم كذلك في انتخابات العام 2023.

ثمة حالتان دستوريتان تتيحان للرئيس أردوغان الترشح مرة أخرى للرئاسة، الأولى هي دعوة البرلمان لانتخابات مبكرة كما سبق، والثانية هي صياغة دستور جديد أو إجراء تعديل دستوري "يصفّر" ما سبق ويتيح لأردوغان الترشح مرة أخرى في صياغته
ولذلك، دستوريا، لا يحق للرجل الترشح مرة أخرى عام 2028، إلا في حالة واحدة، وهي دعوة البرلمان لانتخابات مبكرة، وتجرى في هذه الحالة انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، إذ يعدُّ ذلك انتقاصا من حق الرئيس في إكمال فترته، فيُمنح فرصة للترشح مرة إضافية. ولذلك، حين صرح أردوغان بأن الانتخابات البلدية الأخيرة هي "آخر انتخابات يخوضها"، جاء التعليق من نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية بكير بوزداغ بأنه "يحق له دستوريا الترشح مرة أخرى"، محيلا على فكرة الانتخابات المبكرة في حال قرر البرلمان ذلك.

بهذا المعنى، ثمة حالتان دستوريتان تتيحان للرئيس أردوغان الترشح مرة أخرى للرئاسة، الأولى هي دعوة البرلمان لانتخابات مبكرة كما سبق، والثانية هي صياغة دستور جديد أو إجراء تعديل دستوري "يصفّر" ما سبق ويتيح لأردوغان الترشح مرة أخرى في صياغته، كما حصل في تعديل عام 2017 المشار له أعلاه.

وفي الحالتين، لا يملك حزب العدالة والتنمية مع شركائه في تحالف الجمهور الأغلبية التي تتيح له ذلك، ولا يبدو حتى اللحظة ووفق المعطيات الراهنة إمكانية كبيرة لتغيير موقف أحد الأحزاب، باستثناء دعوة كان وجهها زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال باستعداد حزبه لدعم فكرة الانتخابات المبكرة، وبالتالي فتح الباب على ترشح جديد لأردوغان في حال كان الموعد المقترح قبل انتصاف فترته الرئاسية الحالية، وهو ما فُهم كمحاولة لاستغلال الأوضاع الاقتصادية والرغبة في عدم انتظار نتائج خطة الإصلاح الاقتصادي الحكومية على المدى البعيد، وبالتالي لم يحصل تجاوب مع الفكرة من الحزب الحاكم في حينه.

بيد أن هناك تطورين مهمَّيْن في السياسة التركية داخليا وخارجيا حصلا مؤخرا، وقد يكون من تبعاتهما تغيير جذري في هذا الموضوع:

التطور الأول هو سقوط نظام الأسد في سوريا ووصول المعارضة، ممثلة بإدارة العمليات العسكرية، للحكم في دمشق، لا سيما في ظل رسائلها الإيجابية جدا تجاه أنقرة. إذ ثمة اتفاق، بل شبه إجماع، بأن تركيا أحد أكبر الكاسبين مما حصل في سوريا، وأن مكاسبها تمتد من السياسي للعسكري ومن الاقتصادي للاستراتيجي. داخليا كذلك، نُظر للأمر على أنه إنجاز أو انتصار لأردوغان وسياسته السورية، رغم أنه كان يدعو الأسد لتطبيع العلاقات بين البلدين قبيل عملية "ردع العدوان".

الأهم في مكاسب أردوغان وتركيا سياقان، الأول متعلق بالاقتصاد حيث تشير توقعات العديد من الاقتصاديين إلى استفادة الاقتصاد التركي من استئناف التجارة مع سوريا بشكل كامل، وعودة الأخيرة لتكون بوابة للتجارة البرية بين تركيا والعالم العربي، فضلا عن عملية إعادة الإعمار التي يمكن للشركات التركية أن تلعب دورا محوريا فيها. والثاني يرتبط بالأمن القومي، إذ قدمت التغيرات في سوريا فرصة غير مسبوقة لتركيا لإنهاء المشروع الانفصالي المرتبط بمنظمة حزب العمال الكردستاني في الشمال السوري، من حيث قوة موقف تركيا ونفوذها في سوريا الجديدة وفقدان قوات سوريا الديمقراطية العديد من أوراق القوة والدعم.

يتناغم كل ذلك مع المبادرة التي أطلقها قبل شهرين داخليا حليف أردوغان، الزعيم القومي دولت بهتشلي، بخصوص المسألة الكردية، إذ دعا ضمنا لإطلاق سراح الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان ليلقي خطابا يعلن فيه إنهاء العمليات ضد تركيا وحل التنظيم، وهو ما عُدَّ إشارة على مسار سياسي قريب، تلته خطوات من بينها زيارة أوجلان في سجنه من قبل حزب مساواة وديمقراطية الشعوب "الكردي".

استمرار الاستقرار في سوريا لن يقف عند حدود إفادة تركيا في المجالات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والأمنية العامة، ولكنه قد يفيد أردوغان وحزبه بشكل مباشر فيما يتعلق بفكرة الترشح مجددا للرئاسة وبشكل دستوري وقانوني، لا سيما وأن ما سبق سيكون قد رفع من شعبيته ورصيده في الداخل
بالربط بين الملفين، فإن قدرة تركيا على تجاوز مخاوفها الأمنية في سوريا، وتحديدا من خلال حل سوري- سوري أو فك قوات سوريا الديمقراطية ارتباطها بالعمال الكردستاني واختيارها الانخراط في المؤسسات السورية الجديدة، ستعزز فرص نجاح المسار الداخلي للمسألة الكردية.

وعليه، فإن التطورات في سوريا قد فتحت الباب على إمكانية حل المعضلة الأكبر المتعلقة بالأمن القومي التركي، ورفد الاقتصاد بإمكانات ومجالات نشاط جديدة، كل ذلك في ظل رئاسة أردوغان، فضلا عن أمر مهم، وهو أن المسار السياسي الداخلي على الأغلب سيتضمن كتابة دستور جديدة للبلاد أو القيام بتعديل دستوري كبير، يمكن أن يكون من بين مواده إتاحة المجال لأردوغان للترشح مجددا، وبدعم من حزب مساواة وديمقراطية الشعوب. والاحتمال الآخر، أن يدعم الأخير قرارا من البرلمان بتبكير الانتخابات كجزء من تفاهمات يشملها المسار السياسي المشار له. وفي كلتا الحالتين سيفتح الباب أمام ترشح أردوغان مجددا وبشكل دستوري، وعبر البرلمان.

وهنا تحديدا، يأتي سياق التذكير بتصريح لافت للغاية لبهتشلي نفسه، بعد مبادرته سالفة الذكر، حين قال إن البلاد لن تجد مجددا مرشحا رئاسيا أفضل من الرئيس أردوغان "في حال نجح في إصلاح الاقتصاد والقضاء على الإرهاب".

وعليه، ختاما، فإن استمرار الاستقرار في سوريا لن يقف عند حدود إفادة تركيا في المجالات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والأمنية العامة، ولكنه قد يفيد أردوغان وحزبه بشكل مباشر فيما يتعلق بفكرة الترشح مجددا للرئاسة وبشكل دستوري وقانوني، لا سيما وأن ما سبق سيكون قد رفع من شعبيته ورصيده في الداخل كما فصّلنا وبالتالي من فرص فوزه بالانتخابات الرئاسية في حال ترشح. وبالتأكيد، فإن أردوغان حينها لن يمانع أو يفكر طويلا في استثمار هذه الفرصة، بل ربما صناعتها.

x.com/saidelhaj

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان الدستوري الانتخابات سوريا تركيا الكردية سوريا تركيا أردوغان انتخابات دستور مقالات مقالات مقالات عالم الفن سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا وهو ما فی حال ما سبق

إقرأ أيضاً:

عبد المولى يحذر: الإصرار على بقاء الدبيبة في السلطة قد يُشعل مواجهة جديدة

⚠️ عبد المولى: طرابلس قد تنزلق إلى حرب جديدة.. والدبيبة يتمسك بالسلطة رغم الغضب الشعبي

ليبيا – قال عضو مجلس النواب عبد النبي عبد المولى إن الأزمة الليبية تتمركز حاليًا في العاصمة طرابلس، محذرًا من أن “الثورة ضد عبد الحميد الدبيبة” قد تنزلق بالبلاد إلى حرب جديدة، في ظل التوترات الأمنية وانتشار السلاح داخل العاصمة وعلى أسوارها.

???? دعوة للمجلس الرئاسي لتهدئة الشارع ????️
وفي مداخلة له عبر برنامج “حوارية الليلة” على قناة “ليبيا الأحرار”، أكد عبد المولى أن الأوضاع تتطلب من المجلس الرئاسي تهدئة الشارع، محذرًا من أن الإصرار على بقاء الدبيبة في السلطة قد يُشعل مواجهة جديدة تؤثر على حياة المواطنين.

???? مجلس النواب يتقدم بمسارات سياسية معتمدة دوليًا ????
وأشار إلى أن مجلس النواب كُلّف من مجلس الأمن الدولي وشكّل لجنة 6+6 التي تم اعتماد مخرجاتها، إضافة إلى دعم البرلمان لـلجنة الـ20 التي شكّلتها البعثة الأممية، والتي يجري العمل على تسريع خطواتها.

كما أوضح أن أكثر من 120 عضوًا من مجلس الدولة و50 نائبًا من البرلمان قد وقّعوا على رسالة رسمية تطالب بـتشكيل حكومة موحدة تشرف على الانتخابات.

???? جهود لتوحيد المؤسسات وخطاب واضح من الرئاسة ????️
أكد عبد المولى أن مجلس النواب ماضٍ في خطواته لتشكيل حكومة تنفيذية توحد مؤسسات الدولة في الشرق والغرب، وأن خطاب رئيس البرلمان كان واضحًا وصريحًا بضرورة التعاون مع البعثة الأممية والدول الفاعلة لتجاوز الانقسام.

???? الدبيبة والحكومة الفاسدة تحت ضغط الشارع ????
وشدد على أن الشعب الليبي يطالب برحيل حكومة الوحدة الوطنية، التي وصفها بـ”الفاسدة”، مؤكدًا أن الأوضاع الأمنية والسياسية في طرابلس تتجه نحو مزيد من التأزم والانفجار المحتمل.

???? تركيا تواصل التأثير.. والمخابرات التركية في قلب طرابلس ????️
وكشف عبد المولى أن نائب رئيس جهاز المخابرات التركي هو من أوقف الحرب السابقة في طرابلس، وأنه لا يزال موجودًا داخل العاصمة، ما يشير إلى استمرار التأثير التركي المباشر على مجريات الأحداث.

???? البرلمان ليس تابعًا لأحد والتحقيق مطلوب في اختطاف الدرسي ????️
واختتم بالتأكيد على أن مجلس النواب ليس تابعًا لعقيلة صالح ولا لأي جهة، مطالبًا بفتح تحقيق شامل في جميع الانتهاكات، وعلى رأسها قضية اختطاف النائب محمد الدرسي، مؤكدًا مسؤولية الجهات الضبطية والقانونية عن هذا الملف.

مقالات مشابهة

  • أردوغان: ضرورة دعم وحدة أراضي سوريا
  • عبد المولى يحذر: الإصرار على بقاء الدبيبة في السلطة قد يُشعل مواجهة جديدة
  • محترف مصري بالخارج .. صفقة جديدة تقترب من الانضمام إلى الأهلي
  • 3 نجاحات استثنائية لأردوغان
  • قفزة جديدة في أسعار كيلو الذهب في تركيا
  • تركيا تعتقل 18 شخصا في حملة على الفساد ببلدية إسطنبول
  • أردوغان يُبشّر بنصّ يليق بقرن تركيا
  • دبلوماسي فرنسي: لهذا يجب علينا أن نقترب من تركيا أردوغان
  • «الأونروا» لـ «الاتحاد»: لا يوجد أي عملية تعليمية في غزة
  • أوامر رئاسية باتخاذ تدابير جديدة مع إمكانية استحداث ديوان وطني للسكر لضبط السوق