زنقة 20 | الرباط

يرى الخبير الاقتصادي إدريس الفينة، رئيس المركز المستقل للتحليلات الاستراتيجية، أن المغرب شهد خلال العقد الأخير، نمواً ملحوظاً في مبيعات السيارات واقتناء المنازل، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المؤشرات تعكس تحسناً حقيقياً في القدرة الشرائية للأسر المغربية أم أنها مجرد انعكاس لديناميكيات اقتصادية واجتماعية معقدة.

و ذكر الفينة، أن مبيعات السيارات، ارتفعت من 111,000 وحدة في عام 2011 إلى أكثر من 161,000 وحدة في عام 2023، مما يمثل زيادة بنسبة تقارب 45%.

هذا النمو بحسب الخبير المغربي ، يشير إلى عوامل متعددة، أبرزها توسع الطبقة المتوسطة، وتسهيلات الحصول على القروض الاستهلاكية، وتحسين البنية التحتية للنقل التي جعلت السيارة ضرورة ملحة، خاصة في المدن الكبرى.

كما لعبت الحوافز الضريبية، مثل الإعفاء من الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية والهجينة، دوراً في تعزيز الطلب يقول الفينة.

الخبير المغربي ، يرى أن هذا المؤشر لا يعكس القدرة الشرائية لجميع الشرائح الاجتماعية، حيث أشار إلى أن مبيعات السيارات تتركز بشكل كبير في الطبقة الوسطى والعليا التي تعيش في المدن، بينما تبقى المناطق القروية أقل استفادة بسبب محدودية الموارد المالية والافتقار إلى شبكات الطرق المتطورة التي تجعل السيارة استثماراً ضرورياً.

أما بالنسبة لاقتناء المنازل، فيعتبره الفينة، من أكثر المؤشرات استقراراً لقياس التحسن الاقتصادي. بين عامي 2015 و2023، سجل المغرب زيادة ملحوظة في معدلات تملك المنازل، مدعومة بزيادة القروض العقارية التي شهدت نمواً بنسبة 30% خلال نفس الفترة. وقد ساعدت السياسات البنكية المرنة، مثل تخفيض نسب الفائدة وزيادة فترات السداد، على تمكين العديد من الأسر من شراء منازل، خصوصاً في المدن الكبرى والمناطق القريبة من المحاور الاقتصادية.

رغم ذلك، يضيف الخبير المغربي، فإن هذه المؤشرات تخفي وراءها تفاوتات اجتماعية واقتصادية عميقة، حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 70% من طلبات القروض العقارية تأتي من المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط وطنجة، حيث التركيز الأكبر للفرص الاقتصادية. في المقابل، تُظهر المناطق القروية نمواً أبطأ في اقتناء المنازل بسبب ضعف البنية التحتية الاقتصادية وقلة فرص العمل. هذا يعكس انقساماً واضحاً في الديناميكيات الاقتصادية بين المركز والأطراف.

التحدي الرئيسي الذي يواجه القدرة الشرائية في المغرب بحسب الخبير المغربي ، هو الاعتماد الكبير على القروض، حيث ارتفع معدل المديونية الأسرية خلال العقد الماضي بنسبة 40%، مما يعني أن العديد من الأسر تعتمد على التمويل الخارجي لتلبية احتياجاتها الأساسية والاستثمارية.

هذا الوضع بحسب الفينة، يجعل التحسن في القدرة الشرائية مشروطاً بقدرة الأسر على تحمل عبء الديون على المدى الطويل.

“رغم كل هذه المعطيات، فإن هناك إشارات إيجابية تدعم فكرة التحسن النسبي في القدرة الشرائية. أولاً، ازدياد معدل تملك المنازل يشير إلى استثمار طويل الأجل وثقة في الاستقرار الاقتصادي. ثانياً، مبيعات السيارات تُظهر نمواً في استهلاك السلع المعمرة، وهو مؤشر على تطور نمط الحياة لدى شريحة واسعة من المغاربة ، و السياسات الحكومية التي تدعم الطبقة الوسطى، مثل برامج الإسكان الاجتماعي وتطوير البنية التحتية، تُساهم في تعزيز هذا التحسن وفق الخبير المغربي.

و يخلص الخبير المغربي إلى أن مبيعات السيارات واقتناء المنازل تظهر تحسناً نسبياً في القدرة الشرائية للأسر المغربية، ولكنه تحسن مشروط بالتفاوتات الاجتماعية والمجالية والاعتماد الكبير على القروض ، لفهم أعمق لهذه الديناميكيات، يقول الفينة “لا بد من ربط هذه المؤشرات بتحليل أشمل يشمل معدلات الادخار، الفوارق بين المناطق القروية والحضرية، ومستوى الاستدامة الاقتصادية للأسر على المدى البعيد”.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: فی القدرة الشرائیة مبیعات السیارات

إقرأ أيضاً:

إستشهاد 36 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على غزة .. وارتفاع ضحايا الجوع إلى 159 وفاة

عواصم "وكالات": إستشهد 36 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي وغاراته على أرجاء متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم.

وأفاد مستشفى العودة بالنصيرات، بـ"استقبال 12 شهيدا و65 إصابة جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي تجمعات المواطنين بالقرب من نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط قطاع غزة".

ووفق المركزالفلسطيني للاعلام ، "وصل خمسة  شهداء من بينهم 3 نساء وعدد من المصابين معظمهم من الأطفال صباح اليوم إلى مستشفى الكويت التخصصي الميداني شفاء فلسطين، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في مخيم حياة بمواصي خان يونس" .

وأشار إلى "استشهاد أربعة  ف من عائلة واحدة بقصف الاحتلال خيمة للنازحين في دير البلح وسط القطاع" ، لافتا إلى "استشهاد فلسطيني وطفلين وأم وثلاثة من أبنائها بمواصي خان يونس".

وكشف المركز عن "استشهاد  ثلاثة  مواطنين وإصابة أربعة آخرين باستهداف الاحتلال شقة في مدينة غزة".

ارتفاع ضحايا الجوع

ارتفع عدد الوفيات جراء الجوع في غزة إلى 159 منذ بدء الحرب بعد تسجيل حالتي وفاة جديدتين خلال الساعات الـ 24 الماضية إحداهما لطفل، حسب ما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم.

وبحسب بيانات الوزارة، من بين عدد الوفيات 90 طفلا، في وقت لا تزال فيه الإمدادات الغذائية والطبية محدودة بشكل حاد بسبب استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات.

ويشهد القطاع أزمة إنسانية حادة في ظل الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023 بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.

وكانت إسرائيل قد أغلقت في الثاني من مارس 2025 جميع المعابر المؤدية إلى غزة، وهو ما أدى إلى تفاقم أوضاع السكان الذين يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء.

وتحذر منظمات إنسانية دولية من خطر حدوث مجاعة واسعة النطاق، في وقت لا تزال فيه جهود الإغاثة محدودة وتعاني من قيود لوجستية وأمنية في معظم أنحاء القطاع.

10 آلاف معتقل

أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن عدد الأسرى والمعتقلين لدى الاحتلال بلغ حتى بداية الشهر الجاري أكثر من 10 آلاف و800 أسير، مشيرة إلى أن هذا الرقم لا يتضمن المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي. ووضحت الهيئة في بيان، أن من بين المعتقلين يوجد 48 أسيرة، وأكثر من 440 طفلاً، فيما بلغ عدد المعتقلين الإداريين أكثر من 3600 معتقل، تحتجزهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي دون توجيه تهم أو محاكمات. وأفادت بأن من بين الأسرى يوجد 2454 معتقلاً من غزة تصنفهم إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي "مقاتلين غير شرعيين". ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود. وأدى العدوان المستمر على غزة إلى استشهاد نحو 60 ألفًا وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى تشريد سكان القطاع بالكامل وتدمير واسع النطاق، وصف بأنه غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب تقارير فلسطينية ودولية.

مقتل فلسطيني وسط الضفة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الخميس مقتل فلسطيني "اختناقا" في هجوم للمستوطنين على بلدة سلواد قرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت الوزارة في بيان عن "استشهاد الشاب خميس عبد اللطيف عياد (40 عاما) جراء الاختناق بالدخان الناجم عن حرق المستوطنين لمنازل ومركبات للمواطنين في بلدة سلواد، فجر اليوم الخميس".

وفي البلدة حيث رصدت لقطات لفرانس برس مركبات محترقة وآثار ألسنة لهب على جدران عدة منازل، تداول الأهالي نفس الرواية.

وقال رأفت حامد وهو صاحب منزل هاجمه مستوطنون بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس إنه سمع ضجيجا حول بيته، فنظر من الشباك ورأى شخصين ظن بداية أنهما لصّان.

وأضاف "استدرت حول المنزل فوجدت المركبة محترقة"، مشيرا إلى مركبة كانت متوقفة أمام منزله.

وبحسب حامد، حرق المستوطنون الذي هاجموا البلدة عند انسحابهم مركبتين و"استشهد الشاب"، مؤكدا أنهم "حرقوا لجيراننا مركبتين" أيضا.

البرتغال تخطو بحذر

قال رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيجرو اليوم إن الحكومة المنتمية إلى تيار يمين الوسط ستتشاور مع الأحزاب السياسية الرئيسية والرئيس المحافظ مارسيلو ريبلو دي سوزا بشأن احتمال الاعتراف بدولة فلسطينية.

واتبعت البرتغال نهجا أكثر حذرا تجاه الاعتراف بدولة فلسطينية، قائلة إنها تريد التوصل إلى موقف مشترك مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى أولا.

ويخالف موقف البرتغال ذلك الذي اتخذته جارتها إسبانيا، التي اعترفت حكومتها اليسارية بدولة فلسطينية في مايو أيار 2024 إلى جانب أيرلندا والنرويج ودعت الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي إلى أن تحذو حذوها.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي أن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية، لتصبح بذلك أول دولة غربية كبرى وذات ثقل في الاتحاد الأوروبي تقوم بذلك.

واتخذ ماكرون هذه الخطوة وسط غضب عالمي متنام بسبب المجاعة والدمار الناجمين عن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة. وقالت بريطانيا وكندا إنهما ربما تعترفان أيضا بدولة فلسطينية.

وقال مونتينيجرو في بيان "قررت الحكومة تعزيز المشاورات مع الرئيس والأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان بهدف بحث الاعتراف بدولة فلسطينية في عملية قد يكون ختامها... في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر".

ويعترف نحو 144 دولة من أصل 193 في الأمم المتحدة، ومن بينها معظم دول جنوب العالم وروسيا والصين والهند، بدولة فلسطين.

لكن لم يعترف بدولة فلسطينية إلا عدد قليل من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وعددها 27، ومعظمها دول شيوعية سابقة بالإضافة إلى السويد وقبرص.

ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الاعتراف فعليا بفلسطين دولة ذات سيادة في نوفمبر 2012 من خلال رفع وضعها من "كيان" إلى "دولة غير عضو" تحمل صفة مراقب.

مقالات مشابهة

  • عشبة غير متوقعة تعالج النظر وارتفاع الكوليسترول
  • السودان يقابل الخبير “نويصر” بخطاب ناري ويوجه صفعة مزدوجة للأمم المتحدة
  • إستشهاد 36 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على غزة .. وارتفاع ضحايا الجوع إلى 159 وفاة
  • الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر
  • ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟.. أمين الفتوى يجيب
  • عاجل الحكومة تخفض أسعار البنزين 90 و 95 وارتفاع أسعار السولار لشهر آب
  • مديونية الأفراد ترتفع إلى 14 مليار دينار بنهاية 2024
  • الغلاء يبعد مغاربة المهجر عن شواطئ المملكة هذا العام !! (فيديو)
  • الصحافي المغربي محمد البقالي بعد وصوله مطار محمد الخامس..أدركت اليوم لماذا المغاربة لديهم باب وحارة باسمهم في القدس
  • الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة فرط صوتية ضد عار العالم