عربي21:
2025-06-04@18:18:57 GMT

حزب العمال الكردستاني في مفترق الطرق

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

وضعت التطورات الأخيرة التي شهدتها تركيا والمنطقة، حزب العمال الكردستاني أمام مفترق الطرق، بعد أن قاتل ضد القوات التركية منذ آب/ أغسطس 1984 بهدف تقسيم تركيا وإقامة دولة كردية على جزء من أراضيها. وقتل في هذا الصراع الدموي آلاف من عناصر التنظيم الإرهابي، والجنود ورجال الأمن الأتراك، بالإضافة إلى المدنيين العزل، كما تكبدت تركيا خسائر مالية كبيرة.



الحكومة التركية أطلقت عام 2013 عملية سلام لطي صفحة الصراع مع حزب العمال الكردستاني، إلا أن التنظيم الإرهابي استغل تلك العملية لتكديس السلاح في مدن جنوب شرقي البلاد، لشن معركة الشوارع ومحاولة فرض أمر واقع. وظن قادة حزب العمال الكردستاني آنذاك أن الظروف الدولية والإقليمية تغيرت بسبب ثورات الربيع العربي، وأنهم يمكن أن يقيموا دولة كردية في الشمال السوري إن استغلوا التوازنات الجديدة، الأمر الذي دفعهم إلى قلب طاولة المفاوضات مع أنقرة. وعززت هذا الحلمَ سيطرةُ وحدات حماية الشعب الكردي التابعة للتنظيم الإرهابي، على مناطقة واسعة في شمال سوريا وشرقها، بدعم القوات الأمريكية.

رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، أطلق في نشرين الأول/ أكتوبر الماضي مبادرة دعا فيها مؤسس حزب العمال الكردستاني وزعيمه، عبد الله أوجلان، إلى إلقاء كلمة أمام نواب حزب المساواة والديمقراطية للشعوب في البرلمان التركي ليعلن فيها حل التنظيم الإرهابي. ودشَّنت هذه المبادرة مرحلة جديدة في جهود إنهاء الإرهاب الانفصالي في تركيا، إلا أن التطور الأهم جاء بعد فترة وجيزة من كلمة بهتشلي الشهيرة، وهو نجاح فصائل الثورة التي تدعمها تركيا في إسقاط النظام في سوريا.

التوازنات التي جعلت حزب العمال الكردستاني يحلم بدولة كردية مستقلة في الأراضي السورية لم تعد موجودة بعد سقوط نظام الأسد وخروج روسيا وإيران من سوريا. وتشدد الإدارة السورية الجديدة على حماية وحدة تراب سوريا، ورفض مشاريع التقسيم والفيدرالية. كما أن تركيا تؤكد أن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يقودها حزب العمال الكردستاني ويشكل عمودها الفقري، على مناطق في سوريا، مشكلة تعني الإدارة السورية الجديدة بالدرجة الأولى، مضيفة أنها مستعدة للقيام بعملية عسكرية لدعم دمشق في حل تلك المشكلة. وإضافةً إلى ذلك، يميل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى سحب القوات الأمريكية من سوريا. ولا يترك هذا الوضع الجديد أمام حزب العمال الكردستاني مساحة كبيرة للمناورة.

وفد حزب المساواة والديمقراطية للشعوب الموالي لحزب العمال الكردستاني زار أوجلان أواخر الشهر الماضي في محبسه بجزيرة إمرالي، ثم قام بزيارات لأحزاب سياسية ممثلة في البرلمان التركي، كما زار القيادي الكردي صلاح الدين ديمرطاش، والنائبة التركية السابقة الموالية لحزب العمال الكردستاني، فيغن يوكسكداغ. وأبدى الجميع استعدادهم للقيام بما يقع عليهم من مسؤولية لطي صفحة الصراع الدموي. ومن المتوقع أن يعلن أوجلان حل حزب العمال الكردستاني، وأن يدعو إلى إلقاء السلاح، بعد الزيارة الثانية أو الثالثة التي سيقوم بها وفد حزب المساواة والديمقراطية للشعوب.

تركيا تمنح جميع مواطنيها، بمن فيهم الأكراد، كافة حقوق المواطنة، على رأسها ممارسة الأنشطة السياسية. وتتعهد الإدارة السورية الجديدة بأن الأكراد سيتمتعون بالحقوق التي حرموا منها في عهد النظام البائد، وأن أبناء جميع أطياف المجتمع سيكونون مواطنين متساوين دون أي تمييز، وبالتالي، لا داعي لحمل السلاح بحجة الدفاع عن حقوق الأكراد. وبعد إعلان أوجلان حل التنظيم الإرهابي، سيبقى أمام حزب العمال الكردستاني خياران لا ثالث لهما: إما إلقاء السلاح وإما مواصلة القتال والإرهاب لصالح قوى دولية وإقليمية، وإن اختار الثاني فسيقع بين مطرقة الجيش التركي وسندان الثوار السوريين.

مليشيات "قسد" سبق أن رفعت على مقراتها أعلام الولايات المتحدة وروسيا والنظام البائد، بهدف حماية نفسها من ضربات القوات التركية. وها هي اليوم تستنجد بإسرائيل وغيرها لتبقى على قيد الحياة، إلا أنها لا يمكن بعد الآن أن تفرض أجندتها بقوة السلاح حتى لو حصلت على دعم خارجي، في ظل الغليان الشعبي الرافض لتواجدها في المناطق التي تسيطر عليها، وعزم أنقرة ودمشق تحرير تلك المناطق لحماية وحدة تراب سوريا. ومن المتوقع أن تبدأ العملية العسكرية المرتقبة لتحرير مناطق شرق الفرات بعد دعوة أوجلان لإلقاء السلاح، إن لم تعلن "قسد" حل نفسها.

الإرهاب لن ينتهي تماما في المنطقة ما دام هناك صراع بين القوى الدولية والإقليمية. وتشهد معظم دول العالم بما فيها الولايات المتحدة والدول الأوروبية عمليات إرهابية بين الحين والآخر. وقد يرفض بعض قادة حزب العمال الكردستاني وعناصره دعوة أوجلان، ويختارون مواصلة أنشطتهم، أو ينضمون إلى تنظيمات إرهابية أخرى، إلا أن زوال التهديد الذي يشكله الإرهاب الانفصالي، أو تراجعه إلى حد كبير، سيريح تركيا لتوظِّف بعد ذلك جميع طاقاتها لتطوير البلاد في مختلف المجالات وتحسين اقتصادها.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا العمال الكردستاني سوريا قسد سوريا تركيا العمال الكردستاني اوجلان قسد مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الکردستانی التنظیم الإرهابی إلا أن

إقرأ أيضاً:

الإمارات تُطبق «حظر العمل وقت الظهيرة» من 15 يونيو الجاري إلى 15 سبتمبر

دبي: «الخليج»
أعلنت وزارة الموارد البشرية والتوطين عن تطبيق حظر العمل للأعمال تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة اعتبارا من 15 يونيو المقبل وحتى 15 سبتمبر المقبل وذلك من الساعة 12.30 ظهرا وحتى الساعة الثالثة من بعد الظهر.

بيئة عمل آمنة

ويأتي «حظر العمل وقت الظهيرة» للعام 21 على التوالي انطلاقا من منهجية مستدامة تطبقها دولة الامارات في اطار حرصها على توفير بيئة عمل آمنة تستجيب لأفضل ممارسات واشتراطات الصحة والسلامة المهنية بما يجنب القوى العاملة الإصابات والأضرار التي قد تنتج جراء العمل في درجات الحرارة المرتفعة خلال أشهر الصيف.
وقال محسن النسي وكيل الوزارة المساعد لقطاع التفتيش والامتثال «حقق حظر العمل وقت الظهيرة مستوى رائد من الامتثال وصل إلى أكثر من 99% لأعوام متتالية، ما يؤكد رسوخ القيم الاجتماعية والإنسانية لدى مجتمع الأعمال وشركات القطاع الخاص في دولة الامارات، والوعي بأهمية الحفاظ على العنصر البشري الذي يشكل أهم موارد الشركات، كما يعكس الصورة الإنسانية والمضيئة للتشريعات والممارسات المطبقة في الدولة لا سيما ما يتعلق بمعايير واشتراطات الصحة والسلامة المهنية».

حظر العمل وقت الظهيرة

وأوضح حرص الوزارة على توعية المنشآت والعاملين لديها بأهمية الالتزام بأحكام «حظر العمل وقت الظهيرة» وذلك من خلال الزيارات الميدانية للمفتشين والتي تشمل مواقع العمل والسكنات العمالية وهو ما يسهم في تعزيز الوعي باشتراطات الصحة والسلامة المهنية وتجنيب العمال ضربات الشمس والاجهاد الحراري.
من جهتها، أشارت دلال الشحي وكيل الوزارة المساعد لقطاع حماية العمل بالإنابة الى ان «حظر العمل وقت الظهيرة» أصبح يشكل أحد نماذج الشراكة الرائدة بين الوزارة والقطاع الخاص، وأفراد المجتمع عبر تطوير الشركاء لمبادراتهم للعمال خلال فترة الحظر، وهو ما يعزز مفهوم المسؤولية الاجتماعية، ويؤكد نجاح منهجية التوعية ورسوخ المفاهيم الإنسانية في بيئة العمل بدولة الامارات التي تستضيف أكثر من 200 جنسية للعيش والعمل والاستثمار الامر الذي يتواكب مع مستهدفات رؤية نحن الإمارات 2031.

استراحات مجهزة

وأشادت بمنشآت القطاع الخاص التي بادرت على مدار السنوات الماضية بتوفير استراحات مجهزة بكامل المستلزمات بما يضمن توفير الراحة التامة للعمال خلال الفترة اليومية لحظر العمل، الامر الذي يؤكد وعي هذه المنشآت بأهمية اتخاذ كافة السبل الرامية للحفاظ على صحة العمال قبل استئناف عملهم اليومي بعد فترة التوقف، داعية منشآت القطاع الخاص الى تطبيق مثل هذه المبادرات التي من شأنها الانعكاس إيجابا على صحة العمال وتعزيز انتاجيتهم.
وتُلزم أحكام «حظر العمل وقت الظهيرة» الشركات بتوفير أدوات ومستلزمات خاصة بفترة الحظر، وتجهيز أماكن مظللة للعمال تقيهم من أشعة الشمس خلال فترة التوقف عن العمل، أو خلال ممارستهم للأعمال المرخصة، وتأمين أدوات التبريد المناسبة مثل المراوح، وكميات كافية من المياه، ومواد الترطيب مثل الأملاح ومثيلها مما هو معتمد للاستعمال من السلطات المحلية في الدولة، وغيرها من وسائل الراحة، ومعدات الإسعاف الأولية في أماكن العمل.
وتعزز وزارة الموارد البشرية والتوطين حملات التوعية والزيارات الميدانية الخاصة بتعريف العمال وأصحاب العمل بأحكام «حظر العمل وقت الظهيرة» وأهمية التقيد بالقرارات النافذة بهذا الشأن، وذلك بالتعاون مع شركائها في الجهات الحكومية والقطاع الخاص

أعمال مستثناة


وتراعي أحكام حظر العمل وقت الظهيرة، ضمان استمرار العمل بما يخدم أهداف المصلحة العامة، حيث تنص على استثناء بعض الأعمال التي يتحتم فيها العمل دون توقف لأسباب فنية؛ مثل أعمال فرش الخلطة الإسفلتية وصب الخرسانات إذا كان من غير الممكن تنفيذها أو تكملتها بعد فترة الحظر، والأعمال اللازمة لدرء خطر أو إصلاح الأعطال التي تؤثر على المجتمع بشكل عام مثل انقطاع خطوط تغذية المياه، أو انقطاع التيار الكهربائي، أو انقطاع حركة السير، وغيرها من الأعطال في الخدمات الأساسية، كما يشمل الاستثناء الأعمال التي يتطلب تنفيذها تصريحاً من جهة حكومية مختصة لتأثيرها على الحركة والحياة العامة.
وتعمل وزارة الموارد البشرية والتوطين عبر منظومتها الرقابية على متابعة مدى التزام الشركات بالمطلوب منها خلال أشهر تطبيق الحظر، كما تستقبل الوزارة البلاغات حول الممارسات السلبية أو أية تجاوزات يتم رصدها من أفراد المجتمع عبر مركز الاتصال على الرقم 600590000 ومن خلال الموقع الالكتروني والتطبيق الذكي للوزارة.
ومن المقرر تطبيق غرامات مالية على الشركات المخالفة بواقع 5 لاف درهم عن كل عامل مخالف، وبحد أقصى 50 ألف درهم في حال تعدد العمال.

مقالات مشابهة

  • تركيا تثبت أقدامها في سوريا.. دعم للقوات الحكومية وانتشار طويل الأمد
  • كيف ستنعكس نتائج مذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة ومجموعة شركات دولية على واقع المنشآت السياحية في سوريا؟
  • تركيا: البوادر الأوليّة لقرارات رفع العقوبات عن سوريا بدأت تظهر
  • العراق على مفترق طرق: رواتب ضخمة وتنمية معطلة
  • تطبيق حظر العمل وقت الظهيرة من 15 يونيو إلى 15 سبتمبر 2025
  • تطبيق حظر العمل وقت الظهيرة من 15 يونيو إلى 15 سبتمبر
  • الإمارات تُطبق «حظر العمل وقت الظهيرة» من 15 يونيو الجاري إلى 15 سبتمبر
  • خلال حضوره إطلاق المجلس الاقتصادي الكندي -الكردستاني .. رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار يؤكد ..
  • تركيا تصدّر السلاح إلى العالم كله: رقم قياسي في 5 أشهر فقط
  • تركيا تستعد للعيد بخطة أمنية ضخمة.. وهذه المركبات تُمنع من السير