القاهرة والخرطوم.. تعاون استراتيجي يعزز الأمن المائي والتنمية المستدامة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
تُعتبر العلاقات المصرية السودانية واحدة من أبرز العلاقات الثنائية في المنطقة العربية والإفريقية، إذ تجمع بين البلدين روابط تاريخية وجغرافية وثقافية عميقة، إلى جانب مصالح استراتيجية مشتركة.
ويحرص البلدان على تعزيز التعاون المستمر في مختلف المجالات، انطلاقًا من مبدأ الأخوة والمصير المشترك. وفي هذا الإطار، جاءت زيارة وزير الخارجية المصري إلى السودان لتؤكد على دعم مصر الكامل للسودان في ظل التحديات الراهنة التي تواجهه، وحرصها على تحقيق الاستقرار والتنمية في البلد الشقيق.
عقد وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبدالعاطي، جلسة مباحثات رسمية مع نظيره السوداني الدكتور علي يوسف الشريف، خلال زيارته إلى مدينة بورسودان. تأتي هذه الزيارة في إطار توجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وحرص القيادة المصرية على تعزيز العلاقات مع السودان في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وخلال اللقاء، أكد الدكتور بدر عبدالعاطي على دعم مصر الكامل للسودان ووحدة أراضيه، مشيرًا إلى أن مصر تقف إلى جانب السودان في مواجهة التحديات الراهنة، وتدعم جهوده لتحقيق الاستقرار والتنمية.
وخلال المباحثات، شدد الوزير المصري على خصوصية وعمق العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن التعاون المصري السوداني يمتد إلى مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم، الصحة، الاقتصاد، والأمن القومي. كما أكد على أهمية العمل المشترك لتحقيق الاستقرار في السودان، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.
وأشار عبدالعاطي إلى أن مصر تواصل تقديم كافة أشكال الدعم للسودان، بما في ذلك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ودعم الجهود السودانية لتأمين حياة المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة.
وتناول اللقاء أيضًا اهتمام مصر بتوفير فرص التعليم لأبناء الجالية السودانية المقيمة في مصر. وأكد الدكتور عبدالعاطي على التزام الحكومة المصرية بتيسير امتحانات الثانوية العامة لنحو 28 ألف طالب سوداني في مصر، لضمان استمرارهم في مسيرتهم التعليمية، انطلاقًا من حرص مصر على دعم أشقائها السودانيين في كافة المجالات، وخاصة التعليم.
تعاون مصري سوداني في القضايا الإقليمية والدوليةاستعرض اللقاء مستجدات الأوضاع في السودان، وما تبذله مصر من جهود لدعم الاستقرار والأمن في السودان.
وأكد الوزير المصري على حرص مصر على أن يكون السودان شريكًا فاعلًا في المنظمات الإقليمية والدولية، وخاصة الاتحاد الإفريقي، مشددًا على أهمية توحيد الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق السلام في السودان.
كما شدد الوزيران على أهمية استمرار التنسيق المشترك في كافة المحافل الدولية، بما يخدم مصالح البلدين ويسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتطرق الوزيران خلال المباحثات إلى ملف المياه، باعتباره قضية وجودية مشتركة للبلدين. وأكد الطرفان على أهمية التنسيق المستمر في قضايا المياه، خاصة فيما يتعلق بملف سد النهضة، لضمان الحفاظ على حقوق البلدين في مياه نهر النيل.
واتفق الجانبان على ضرورة عدم التهاون في حقوق البلدين المائية، والعمل المشترك على تأمين المصالح الحيوية المتعلقة بالمياه، بما يضمن حماية الأمن القومي لكل من مصر والسودان.
وأكد الدكتور بدر عبدالعاطي على أهمية تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية للسودان، مشيرًا إلى أن مصر مستمرة في تقديم الدعم الإنساني للشعب السوداني الشقيق، خاصة في المناطق التي تشهد أوضاعًا إنسانية صعبة.
كما شدد على أهمية تعزيز التعاون الصحي بين البلدين، ودعم القطاع الطبي السوداني من خلال توفير الكوادر الطبية والمستلزمات الصحية اللازمة.
وفي ختام اللقاء، أكد الوزيران على ضرورة استمرار اللقاءات الثنائية بين المسؤولين من البلدين، وتعزيز التنسيق المشترك في كافة المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
كما أكد وزير الخارجية المصري على أن استقرار السودان هو جزء لا يتجزأ من استقرار مصر، مشددًا على أن مصر لن تدخر جهدًا في دعم السودان لتحقيق الأمن والاستقرار.
وأشار الوزير السوداني إلى تقدير السودان للدعم المصري المستمر، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين ستظل نموذجًا يحتذى به في الأخوة والتعاون العربي الإفريقي.
وتعد العلاقات المصرية السودانية من أقوى العلاقات في المنطقة، حيث ترتكز على روابط تاريخية وجغرافية وثقافية عميقة.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور خالد الشافعي، إن العلاقات المصرية السودانية تعد نموذجًا للتكامل الإقليمي الذي يعزز من فرص التنمية المستدامة في كلا البلدين، مشددًا على أهمية البناء على الروابط التاريخية والاقتصادية لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المشتركة ومواجهة التحديات الاقتصادية.
وأضاف الشافعي في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن زيارة وزير الخارجية المصري إلى السودان تأتي في إطار تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مواجهة التحديات الراهنة، بما في ذلك قضايا الأمن، التعليم، والمياه.
وأكد أن مصر تظل داعمًا رئيسيًا للسودان في تحقيق الاستقرار والتنمية، انطلاقًا من مبدأ الأخوة والمصير المشترك الذي يجمع بين الشعبين الشقيقين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الخارجية السودان العلاقات المصرية السودانية وزير الخارجية المصري المزيد وزیر الخارجیة المصری بین البلدین فی السودان على أهمیة أن مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
شنيكات: الأمن المصري يمتد لغزة وسوريا وإثيوبيا.. وتصفية القضية الفلسطينية خطر على المنطقة
قال الدكتور خالد شنيكات، أستاذ العلوم السياسية، إن إسرائيل تواجه ضغوطًا دولية متزايدة وتحاول عبر إعلامها العبري ومسؤوليها التنصل من مسؤولية ما يحدث في قطاع غزة من دمار وقتل، عبر توجيه الاتهامات إلى دول عربية، سواء بشكل فردي مثل مصر والأردن، أو بشكل جماعي للدول العربية، وكأنها شريكة في المأساة الإنسانية المتفاقمة.
الأوضاع في غزةوأضاف شنيكات، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية أمل الحناوي ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الأمن القومي المصري لا ينحصر داخل حدود الدولة فقط، بل يمتد إلى غزة وسوريا ويصل إلى إثيوبيا وربما أبعد من ذلك، وهو ما يفسر حرص مصر والأردن على استقرار الأوضاع في غزة ورفض سيناريوهات التهجير التي تهدد الأمن الإقليمي برمّته.
وأشار إلى أن الاتهامات المتكررة التي يوجهها الإعلام العبري للدول العربية، بزعم مشاركتها إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية، لا أساس لها من الصحة، مؤكدًا أن الموقف العربي كان وما زال واضحًا قبل وبعد 7 أكتوبر، ويتركز على أن الحل الوحيد الذي يحقق الأمن والاستقرار هو إقامة دولة فلسطينية، لأن القضية الفلسطينية ليست وليدة اللحظة بل تمتد لعقود من النضال والمعاناة.