بوابة الوفد:
2025-10-13@03:08:34 GMT

الأمن القومى.. وضريبة الاستقرار

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

ضريبة كبيرة دفعتها وما زالت تدفعها الدولة المصرية من أجل ترسيخ الاستقرار على أرضها وفى مجتمعها، والاستمرار فى خططها التنموية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية، برغم كل التحديات والضغوط الهائلة فى محيطها الإقليمى، الذى بات يشكل قنابل موقوتة على شتى الاتجاهات من الحدود المباشرة لمصر، ولا تقف هذه المخاطر على تهديد الأمن القومى لمصر فحسب، وإنما تمتد لتهديد الاستقرار المجتمعى المصرى الذى يتعرض لحملات ممنهجة من تيارات الإسلام السياسى فى حملات متكررة وبائسة لإعادة انتاج دورات جديدة من الفوضى وعودة الإرهاب إلى المجتمع المصرى على غرار ما حدث فى 28 فبراير عام 2011 وما بعدها وتسبب فى ضرب الدولة المصرية فى مقتل على شتى المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية بعد أن تعرض الاقتصاد للشلل، وخسرت مصر مئات المليارات من الدولارات وانتشرت الفوضى والإرهاب، وتعرض الأمن القومى لأكثر من تهديد، ولم يكن قيام إثيوبيا ببناء سد النهضة إلا نتيجة لانشغال مصر بوضعها الداخلى والحفاظ على الدولة من السقوط إلى مستنقع الصراع والاقتتال الداخلى على غرار ما يحدث فى كل الدول المحيطة.

لا شك أن هناك نشاطاً واضحاً لتيار الاسلام السياسى منذ عدة أسابيع على وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا وبعض الفضائيات الممولة خارجيًا، تستهدف المجتمع المصرى، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها سوريا، ومنحت بعض الإرهابيين الفرصة للظهور الإعلامى، مثل الإرهابى المصرى أحمد المنصور الذى ينتمى إلى جبهة النصرة وغيره من المنتمين للجماعات الإرهابية الذين خرجوا ببعض التصريحات التحريضية ضد مصر وتلقفتها اللجان الإلكترونية للجماعة الإرهابية التى تجيد لعبة بث سمومها إلى الشرائح البسيطة.. إلا أن المفاجأة جاءت على عكس ما توقعته الجماعة الإرهابية، بعد أن استفزت هذه التصريحات مشاعر عامة المصريين ليس فقط لوعى المصريين بكل ما يحاك للدولة المصرية ولكن أيضًا لأسباب بسيطة وموضوعية، وهى أن فترة حكم الجماعة الإرهابية كان قبل سنوات قليلة وعايشها المصريون بكل مرارتها على شتى المستويات من فوضى وإرهاب وغياب أمن واستقرار، وانعدام الخدمات واختفاء السلع وطوابير ممتدة على المخابز ومحطات الوقود وغيرها من مشاهد العار، ولا مجال لمقارنتها بالنهضة والتطور التى تشهده مصر، ولا حتى بأى فترة أخرى مرت بها مصر.. الأمر الآخر الذى يعيه المصريون جيدًا، أن كل الدول التى تسيطر عليها هذه الجماعات تعيش تحت وطأة سلاح هذه الميليشيات، وطلب المساعدات الإنسانية لشعوبها، ولا تملك حتى الدفاع عن ترابها الوطنى.

مؤكد أن مصر قد حققت خلال العشر سنوات الماضية ما يشبه الإعجاز، عندما عملت فى مسارات متعددة ومتوازية فى آن واحد، وهى مواجهة ودحر الإرهاب وإعادة وترسيخ الأمن والاستقرار فى كل ربوع مصر، وفى ذات الوقت كان الانطلاق نحو التنمية والحداثة والتطور من خلال مشروعات عملاقة على شتى المستويات الخدمية والاقتصادية لم تشهدها مصر منذ عقود طويلة، وأدت إلى مضاعفة المساحة المستغلة من أرض مصر التى كانت تشكل حوالى 8٪ ووصلت إلى 15٪ الآن، كما انطلقت مصر إلى العالم الخارجى واستطاعت بدبلوماسيتها العريقة أن تحتل مكانتها من جديد فى القارة الإفريقية، والانضمام إلى مجموعة بريكس الواعدة، وتوقيع اتفاق العلاقات الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبى فى خطوة تشكل نقلة غير مسبوقة وتحقق عوائد اقتصادية وسياسية هامة، إضافة إلى استعادة وترسيخ العلاقات مع عشرات الدول والقوى الكبرى فى العالم.. ثم حققت مصر نقلة نوعية جديدة فى نظرية فرض التوازن الاستراتيجى بالمنطقة وحماية أمنها القومى من خارج حدودها وذلك من خلال امتلاكها لأحدث وسائل الردع بعد تنويع وتحديث مصادر السلاح لقواتها المسلحة لتصبح أكبر قوة فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وتدعم القرار المصرى فى حماية أمنه القومى على حدود غزة وفى ليبيا والسودان والقرن الإفريقى.

حفظ الله مصر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ ضريبة كبيرة الإسلام السياسي الدول المحيطة المجتمع المصري على شتى

إقرأ أيضاً:

عمرو دوارة .. ذاكرة المسرح المصرى

خسر المسرح المصرى والعربى شاهداً نادراً على تاريخه، ومؤرخاً جمع بحب وإخلاص ملامح قرن ونصف من الإبداع المسرحى، حيث ودعت الساحة الثقافية صباح يوم الخميس، أحد أعمدتها الراسخة، المخرج والمؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، الذى غيّبه الموت بعد صراع مع المرض، تاركاً خلفه إرثاً ضخماً من الإبداع والتوثيق المسرحى، ومجلدات حافلة تحفظ الذاكرة الفنية لمصر والعالم العربى.
أُقيمت صلاة الجنازة على الراحل عقب صلاة الظهر بمسجد الإخشيد بمنيل الروضة فى القاهرة، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى فى مقابر الأسرة بمدينة الإسكندرية، مسقط رأسه التى عشقها وعاد إليها أخيراً، كما لو أنه اختار أن يُغلق دائرة العمر حيث بدأ الحلم.
رحيل عمرو دوارة لم يكن مجرد فقد لمخرج أو كاتب، بل صفعة موجعة لكل من عرفه أو تتلمذ على يديه أو استفاد من علمه الغزير، فقد كان دوارة أكثر من مجرد فنان، كان مؤرخاً وفيلسوفاً للمسرح، منح حياته كلها لتوثيق هذا الفن النبيل.
ولُقب عن جدارة بـ «حارس الذاكرة المسرحية»، إذ كرّس سنوات عمره لجمع وتوثيق تاريخ المسرح المصرى والعربى فى مؤلفات موسوعية أصبحت مرجعاً لا غنى عنه لأى باحث أو مهتم بتاريخ الفن المسرحى.
وُلد الراحل فى بيتٍ عريق يتنفس الأدب والفكر، فهو نجل الناقد الكبير فؤاد دوارة، أحد أبرز النقاد المصريين فى القرن العشرين، بدأ عمرو دراسته الأكاديمية فى كلية الهندسة، لكنه سرعان ما استمع لنداء شغفه الأول، فالتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتخرّج فى عام 1984، ليبدأ رحلة طويلة من الإبداع والبحث والتأريخ.
لم يكن عمرو دوارة مجرد شاهد على تطور المسرح المصرى، بل كان مؤرخه الأمين، الذى سعى بكل ما أوتى من حب ووقت وجهد لتوثيق ملامح مسيرته، 
ففى عام 2025، صدرت له الطبعة الجديدة من كتابه المرجعى «المسرح المصرى وقرن ونصف من الإبداع»، بعد نفاد طبعته الأولى الصادرة عن المهرجان القومى للمسرح المصرى عام 2018، ويوثّق الكتاب أكثر من 7500 عرض مسرحى قُدّمت على خشبات مصر منذ عام 1870 وحتى نهاية عام 2024، تشمل العروض الخاصة ومسارح الدولة، ليكون بحق أرشيفاً بصرياً وتاريخياً فريداً للمسرح المصرى الحديث.
كما أعدّ دوارة موسوعة «سيدات المسرح المصري»، التى ضمّت أسماء 1500 سيدة قدّمن إسهامات رائدة فى الحركة المسرحية، متضمنة السير الذاتية والمهنية لنحو 150 فنانة من رواد المسرح بمختلف المناهج والمدارس الفنية، ولم يتوقف عند ذلك، فأصدر كتباً وموسوعات أخرى مثل: «المهرجانات المسرحية العربية بين الواقع والطموحات»، و«موسوعة المسرح المصرى المصورة»، وهى أعمال وصفها النقاد بأنها «ذاكرة مسرحية تمشى على الأرض»، لما تحمله من دقة أرشيفية وعمق تحليلى نادر.
وقدّم الراحل نحو 66 عرضاً مسرحياً تنوّعت بين الكلاسيكى والمعاصر، نذكر منها: وهج العشق، خداع البصر، عصفور خايف يطير، السلطان يلهو، يوم من هذا الزمان، النار والزيتون، بيت المصراوى، حاصل الضرب والقسمة، ممنوع الانتظار وغيرها.
كان دوارة يرى أن المسرح ليس مجرد عرض، بل فعل حضارى وتنويرى، وأن مهمة المخرج تتجاوز حدود الخشبة لتصبح رسالة ووعياً وثقافة.
وأسس عمرو دوارة عدداً من الفرق المسرحية المستقلة، وأطلق مبادرات ثقافية مهمة، أبرزها دعوته للاحتفال بمرور 150 عاماً على تأسيس المسرح المصرى الحديث بفضل ريادة يعقوب صنوع عام 1870، وهى الدعوة التى تبنتها لاحقاً وزارة الثقافة المصرية.
كما أسَّس الجمعية المسرحية لهواة المسرح، وترأس مهرجان المسرح العربى بالقاهرة، واضعاً نصب عينيه هدفاً واضحاً: أن يظل المسرح حياً فى وجدان الناس.
نال الراحل خلال مسيرته الطويلة العديد من الجوائز، تقديراً لإسهاماته الجادة فى إثراء الثقافة المصرية والعربية، من أبرزها: جائزة الدولة للتفوق فى الآداب عام 2022، والجائزة الأولى للتميز فى النقد المسرحى من اتحاد كتاب مصر، وهى من أرفع الجوائز التى يمنحها الاتحاد، إلى جانب تكريمات أخرى من مؤسسات ثقافية عربية عديدة.

مقالات مشابهة

  • تأجيل محاكمة 87 متهما في القضية الانضمام لجماعة داعش الإرهابية
  • قائد سنتكوم من غزة: لن ننشر قوات أميركية وسننسق لدعم الاستقرار
  • عرض جماهيرى لأفلام مهرجان بردية السينمائى فى ضيافة المركز القومى للسينما .. الاتنين
  • عرض جماهيرى لأفلام مهرجان بردية السينمائى فى ضيافة المركز القومى للسينما بسينما الهناجر.. الأثنين
  • قوافل الأحوال المدنية تستخرج 7768 بطاقة رقم قومي للمواطنين
  • البرلمان العربي: التدخلات الخارجية سبب رئيسي في تغذية النشاطات الإرهابية في أماكن الصراعات والنزاعات المسلحة
  • عمرو دوارة .. ذاكرة المسرح المصرى
  • من حق المصريين أن يفرحوا
  • القومى للمرأة يشيد بجهود القيادة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة
  • لافروف: عدم الاستقرار في ليبيا يعيق التعاون مع روسيا