هل أحصل على ثواب الجماعة حال إدراك الإمام قبل التسليم؟.. دار الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
تناولت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية قضية تُثير تساؤلات الكثير من المصلين حول احتساب ثواب صلاة الجماعة إذا أدرك المصلي الإمام في التشهد الأخير قبل التسليم، أوضحت اللجنة أن الفقهاء اختلفوا في هذه المسألة، وتعددت الآراء حولها.
بحسب ما نُشر على الصفحة الرسمية للجنة الفتوى بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فإن هناك قولين رئيسيين بين الفقهاء.
القول الأول، وهو قول أبي حنيفة والمشهور من مذهب الشافعي ونص عليه الحنابلة، يذهب إلى أن المصلي الذي يدرك الإمام في التشهد الأخير قبل التسليم يُحتسب له ثواب الجماعة ويحصل على فضلها.
استدل هؤلاء بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أتيتم الصلاة؛ فعليكم بالسكينة؛ فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا"، وهو حديث متفق عليه، وكذلك حديث آخر عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سمعتم الإقامة، فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا؛ فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا".
أما القول الثاني، وهو مذهب الإمام مالك، فيرى أن المصلي لا يُعتبر مدركًا لصلاة الجماعة إلا إذا أدرك ركعة كاملة مع الإمام. واستدل أصحاب هذا الرأي بما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة"، وهو حديث صحيح متفق عليه.
وأشارت اللجنة إلى أن رأي جمهور العلماء يؤكد أن من أدرك الإمام قبل التسليم تُحتسب له الجماعة، لكنه يفقد أجر التبكير لحضور تكبيرة الإحرام.
هل الركوع يُعتبر إدراكًا للركعة؟
ورد سؤال آخر لدار الإفتاء المصرية عبر بث مباشر على صفحتها الرسمية حول إدراك الركعة عند دخول الصلاة أثناء ركوع الإمام. أجاب الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، موضحًا أن إدراك الركعة يتحقق بمجرد ركوع المصلي مع الإمام قبل أن يرفع رأسه من الركوع.
أما إذا كان الإمام قد نزل إلى السجود، فيلتحق به المصلي ويواصل الصلاة حيث كان الإمام، حتى وإن لم تُحتسب الركعة.
وأكد عبد السميع أن السجود يُعتبر من أعظم مظاهر الصلاة، ومن هنا تأتي أهمية متابعة الإمام في أي وضعية يكون عليها، مستدلًا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا".
حكم تغيير النية في الصلاة
تناولت لجنة الفتوى أيضًا قضية تغيير نية الصلاة خلال أدائها، وهو أمر شائع يطرحه الكثير من المصلين. أوضح العلماء أنه لا يجوز تغيير نية الصلاة بعد بدئها، مثل تحويل نية صلاة السنة إلى الفرض أو العكس. وبيّنوا أن هذا التصرف يُفقد المصلي الهدف الأساسي للصلاة، وبالتالي لن يحصل على ثواب الفريضة التي أداها، بل على ثواب السنة فقط.
أما بالنسبة للمصلين الذين يصلون خلف الإمام الذي غيّر نيته، فتُعتبر صلاتهم صحيحة لأن نيتهم تخصهم وحدهم، لكن الإمام في هذه الحالة عليه إعادة الصلاة لاحقًا إذا كانت فرضًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء لجنة الفتوى ثواب صلاة الجماعة المزيد صلى الله علیه وسلم قبل التسلیم الإمام فی إدراک ا
إقرأ أيضاً:
الإفتاء توضح ضوابط ممارسة الألعاب الإلكترونية
كشفت دار الإفتاء المصرية حكم الشرع وضوابط ممارسة الألعاب الإلكترونية قائلة أنه يجوز ممارسة الألعاب الإلكترونية إذا كانت تعود على الإنسان بالنفع، وتساعده في تنمية الملكات وتوسعة القدرات الذهنية، وكانت خالية من أيِّ محظور شرعي وأخلاقي، ولا تعود بالسلب على الإنسان نفسيًّا أو أخلاقيًّا، ولا تأخذ وقته كاملًا، وكذا بشرط ألا تكون محظورة قانونًا في البلاد، وبالنسبة للأطفال يجب أن تكون هذه الألعاب مناسبة للمرحلة العمرية للطفل، وأن تكون هذه الألعاب تحت إشراف الوالدين.
وأضافت دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، أن من المعلوم أنَّ نفسية الطفل مفطورة على الميل إلى اللعب والمرح، والشرع الشريف، أجاز اللعب الذي فيه فائدة تربوية تعود بالنفع على الطفل، ليقوم بدورٍ إيجابي في خدمة دينه ومجتمعه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عَلِّمُوا أَبنَاءَكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرَّميَ، وَالمَرأَةَ المِغزَلَ» رواه البيهقي
وتابعت الإفتاء المصرية، أن ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَلِي أَخٌ صَغِيرٌ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ، وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ يَلْعَبُ بِهِ، فَمَاتَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا، فَقَالَ: «مَا شَأْنُهُ؟» قَالُوا: مَاتَ نُغَرُهُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» متفق عليه. والنُّغَرُ: البلبل.
وأوضحت دار الإفتاء، أن استفاد العلماء من هذه الأحاديث أنه يجوز للوالدين ترك الولد للعب النافع، إذا لم يكن في هذا اللعب شيء من المحرمات.
وقالت الإفتاء: «من ألعاب الأطفال في العصر الحديث: الألعاب الإلكترونية أو ألعاب الفيديو، وقد أصبحت من أهم أنواع الألعاب بالنسبة للأطفال والمراهقين في كثير من البيئات، حتَّى جعلها الأطباء النفسيون عاملًا رئيسيًّا في تشخيص بعض الأمراض النفسية لدى الأطفال، وعنصرًا أساسيًّا في تحديد سلوكياتهم».
وأكدت بعض الدراسات العلمية الحديثة أنَّ هذه الألعاب على نوعين:
الأول: بعض هذه الألعاب له من الإيجابيات والفوائد ما يساعد في تربية الأطفال وتعليمهم وإكسابهم مهارات الترتيب والتنسيق وحل المشكلات بسرعة.
الثاني: البعض الآخر من هذه الألعاب له تأثير سلبيٌّ وضرر بالغ على سلوك الأطفال وتصرفاتهم، وكذلك على صحتهم وأبدانهم، كألعاب القتال "ببجي" وألعاب المقامرات المشتملة على الإباحية، والتي تورث لدى الطفل العنف والصراع والعدوانية.
وقالت دار الإفتاء المصرية بعد هذا التفصيل هو أنَّ حكم ممارسة هذه الألعاب الإلكترونية قد تكون جائزة، وقد تكون غير جائزة، وذلك على النحو التالي:
أولًا: تكون ممارسة هذه الألعاب الإلكترونية غير جائزة إذا توفر فيها أحد أشياء:
- إذا أَدَّت إلى الاكتئاب والقلق أو الانتحار.
- إذا رَبَّت في نفسية الطفل العنف وحب السيطرة والعدوانية.
- إذا أَدَّت إلى الإدمان، بحيث تشغل جميع أوقات الطفل، فلا يجد وقتًا للمذاكرة أو الدراسة أو التكلم مع أحد.
ثانيًا: تكون ممارسة هذه الألعاب الإلكترونية جائزة إذا توفرت فيها هذه الشروط جميعًا:
- أن تكون هذه الألعاب الإلكترونية مناسبة للمرحلة العمرية للطفل.
- تعود بالنفع على الطفل وتساعده في تنمية الملكات أو توسعة القدرات الذهنية.
- أن تكون هذه الألعاب تحت إشراف ولي أمر الطفل، وذلك لمراقبة سلوك وأخلاق الطفل.
- لا تعود بالسلب على الطفل نفسيًّا أو أخلاقيًّا، فيختار له من الألعاب ما يناسب طبيعته ويفيد في بنائه وتربيته.
- لا تكون هذه الألعاب الإلكترونية محظورة قانونًا في البلاد، لأنها تشجع على ارتكاب ممارسيها الجرائم والجاسوسية ضد أوطانهم.
- تُرَوِّح عن نَفس الطفل وتُشبِع رغبته في اللعب، بشرط ألا يكون فيها ممارسة قمار أو قتل، أو مشاهد إباحية، أو أي محظور شرعي وأخلاقي.
- لا تأخذ وقت الطفل كله، بل يكون ذلك في بعض الأوقات المناسبة، حتى لا ينشغل الطفل بها عن أداء واجباته ومتطلباته، أو تؤثِّر على صحته وعقله.
اقرأ أيضاًنزيف العملات عبر الألعاب الإلكترونية.. الأزمة والحل
«الألعاب الإلكترونية وتأثيرها السلبي على الشباب» ندوة توعوية لقومي المرآة بالبحر الأحمر
«هبعتلكم الأكواد على التليجرام».. القبض على نصاب الألعاب الإلكترونية في الجيزة