تكريم شباب مؤسسي مبادرتي "زواج دون ديون" و"أنا الراقي بأخلاقي" بقرية سنهور البحرية بالفيوم
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
شهدت قرية سنهور البحرية، التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، عصر اليوم، حفل تكريم مميز لشباب مؤسسي مبادرتي "زواج دون ديون" و"أنا الراقي بأخلاقي"، وذلك في كامبالفلاحة الساحر على ضفاف بحيرة قارون.
حضر الحفل لفيف من الأهل والأصدقاء ومجموعة من الشخصيات العامة والرموز المجتمعية، الذين أثنوا على الجهود المباركة التي تهدف إلى تعزيز القيم الأخلاقية وتخفيف الأعباء عن كاهل الأسر المصرية.
صرح الدكتور أحمد خاطر، أحد علماء الأزهر الشريف وعضو لجنة الإفتاء بالفيوم، قائلًا: "هذه المبادرات المباركة تأتي في إطار تعاليم الإسلام الذي يحث على التيسير في الزواج ونشر الأخلاق الحميدة في المجتمع. أشيد بهؤلاء الشباب الذين ضربوا أروع الأمثلة في خدمة مجتمعهم، وأدعو الله أن يبارك في جهودهم ويوفقهم لما فيه خير البلاد والعباد."
من جانبه، أكد الدكتور غيث رحيل، أحد داعمي المبادرتين، على أهمية استمرار مثل هذه المبادرات، قائلًا: "ما شهدناه اليوم يعكس روح التضامن والتعاون بين أبناء قرية سنهور البحرية. إن مبادرة "زواج دون ديون" تخفف العبء عن الأسر، بينما تزرع مبادرة "أنا الراقي بأخلاقي" القيم النبيلة في نفوس الشباب. نحن بحاجة إلى مزيد من هذه المبادرات لإحداث تغيير إيجابي حقيقي في مجتمعنا."
بدوره، أشاد الأستاذ محمود رضوان بالمبادرتين، قائلًا: "تكريم هؤلاء الشباب اليوم هو تكريم للقيم التي يؤمن بها المجتمع المصري الأصيل. أدعو الجميع لدعم مثل هذه المبادرات والعمل على تعميمها في باقي القرى والمراكز. فهم يقدمون نموذجًا يحتذى به للشباب الواعي والمسؤول."
وعبر الحاج أيمن عبد الحفيظ رحيل، أحد داعمي المبادرتين، عن فخره بهذا الإنجاز، قائلًا: "مبادرة "زواج دون ديون" تؤكد أن التيسير في الزواج هو مفتاح الاستقرار الأسري، ومبادرة "أنا الراقي بأخلاقي" تغرس الأخلاق والقيم التي تجعل مجتمعنا أقوى. كل الشكر والتقدير لهؤلاء الشباب المبدعين."
وأعرب الكاتب محمد السمالوسي، مؤسس المبادرتين، عن امتنانه وشكره لكل من ساهم في إنجاح الحفل، قائلًا:
هذه اللحظة ليست فقط تكريمًا لشباب المبادرتين، بل هي بداية لمرحلة جديدة من العمل المجتمعي. مبادرة "زواج دون ديون" تهدف إلى تحقيق حياة كريمة للأزواج الجدد، بينما تسعى مبادرة "أنا الراقي بأخلاقي" إلى الارتقاء بالمجتمع أخلاقيًا. شكرًا لكل من دعمنا وشاركنا في هذا النجاح."
وفي ختام الحفل تم توزيع الدروع التكريمية على مؤسسي المبادرتين، وسط أجواء من الفخر والاعتزاز بأبناء القرية الذين أثبتوا أن التغيير يبدأ بفكرة صغيرة وإرادة قوية.
مدير تعليم الفيوم يشهد حفل تكريم طلاب مدارس التعليم الفني IMG-20250117-WA0118 IMG-20250117-WA0117 IMG-20250117-WA0116 IMG-20250117-WA0115 IMG-20250117-WA0114 IMG-20250117-WA0113 IMG-20250117-WA0112 IMG-20250117-WA0111 IMG-20250117-WA0110 IMG-20250117-WA0109 IMG-20250117-WA0108 IMG-20250117-WA0107 IMG-20250117-WA0106 IMG-20250117-WA0105 IMG-20250117-WA0104 IMG-20250117-WA0103 IMG-20250117-WA0102 IMG-20250117-WA0101 IMG-20250117-WA0100 IMG-20250117-WA0099 IMG-20250117-WA0098 IMG-20250117-WA0097 IMG-20250117-WA0096 IMG-20250117-WA0095 IMG-20250117-WA0094 IMG-20250117-WA0093 IMG-20250117-WA0092 IMG-20250117-WA0091 IMG-20250117-WA0090 IMG-20250117-WA0089 IMG-20250117-WA0088 IMG-20250117-WA0087 IMG-20250117-WA0086 IMG-20250117-WA0085 IMG-20250117-WA0084 IMG-20250117-WA0083 IMG-20250117-WA0082 IMG-20250117-WA0081 IMG-20250117-WA0080 IMG-20250117-WA0079 IMG-20250117-WA0078
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفيوم تكريم شاب قرية سنهور مبادرة أنا الراقي بأخلاقي بحيرة قارون أنا الراقی بأخلاقی هذه المبادرات IMG 20250117 قائل ا
إقرأ أيضاً:
كيف نبني زواجًا ناجحًا؟
سلطان بن ناصر القاسمي
ليس الزواج مجرد ارتباط بين رجل وامرأة، بل هو قصة تبدأ من لحظة النية، وتُكتب فصولها كل يوم بالتفاهم، والرحمة، والالتزام. إنه ليس محطة عبور ولا تجربة عابرة، بل عقد مقدّس، وسكنٌ نفسي، وميثاق غليظ، كما وصفه الله في كتابه: ﴿وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾ (النساء: 21).
الزواج ليس فرارًا من الوحدة ولا بحثًا عن متعة مؤقتة، بل هو بناء لحياة مشتركة، ومسؤولية متبادلة، ومشروع إنساني عظيم يقوم على المودة والرحمة. قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ (الروم: 21). ونحتاج أن نتساءل: ما الذي يجعل الزواج ناجحًا؟ كيف يمكن أن نصنع من هذه العلاقة حياة مستقرة، رغم تقلبات الأيام واختلاف الطباع؟ وما هي الخطوات التي تحفظ الحب وتحمي الاستقرار؟
أُولى اللبنات في بناء زواج ناجح تبدأ من النية الصادقة. حين يكون دافع الارتباط هو الرغبة في تأسيس بيت متين، وأسرة فاعلة في المجتمع، يصبح الطرفان أكثر استعدادًا لتحمّل المسؤوليات. أما إذا كان الزواج هروبًا من ضغوط أو مجرد نزوة عاطفية، فسرعان ما ينهار أمام أول خلاف.
من العقبات الشائعة التي تعترض طريق الاستقرار: الضغوط المالية والأنانية. فالمشكلات المادية تتفاقم غالبًا حين يغيب الحوار الصادق، وتُغفل الشفافية. ولا يمكن لبيت أن يقوم على الصمت في هذه الأمور الحساسة، إذ لابد من الاتفاق المسبق على أساليب الإنفاق، وتحديد الأولويات، والتفكير المشترك في المستقبل. أما الأنانية، فهي أشد فتكًا؛ حين يرى كل طرف نفسه الأحق دائمًا، ويغفل عن الطرف الآخر، يبدأ الحب بالذبول، ويخفت نور التفاهم.
وهنا، تلعب ثقافة الحوار الدور الأكبر في إنقاذ العلاقة. فالحوار ليس تبادلًا للكلمات فحسب، بل هو استماع، وتفهّم، وحرص على عدم إيذاء الآخر، مهما كانت حدة الخلاف. ولا شك أن الخلافات أمر طبيعي، لكن طريقة إدارتها تحدد مصير العلاقة: هل ستبقى أم تنهار.
وفي ظل المتغيرات الحديثة، قد تشعر بعض الزوجات بأن الزواج يُقيد من حريتهن، ويمنعهن من ممارسة نمط الحياة الذي اعتدن عليه. وهنا تظهر أهمية التهيئة النفسية قبل الزواج، من خلال توعية البنات بأهمية هذا الرباط، وضرورة التكيف مع مسؤولياته. كما أن الزوج بدوره مطالب بأن يدرك أنه لم يعد حرًّا كما كان، بل أصبح ربًّا لأسرة تتطلب منه عناية، واحتواءً، وتخطيطًا.
أما الأسس الشرعية لعقد الزواج، فهي ضوابط لا غنى عنها: صيغة الإيجاب والقبول، ووجود الولي، والشهود، وأهلية الطرفين. قال ﷺ: "لا نكاح إلا بولي وشاهديْ عدل" (رواه ابن حبان). وقال أيضًا: "لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها، فإنَّ الزانية هي التي تزوج نفسها" (رواه ابن ماجه).
ومن الركائز الأساسية التي يقوم عليها الزواج الناجح:
• الاحترام المتبادل: احترام لا يقتصر على الألفاظ بل يمتد إلى المشاعر، الوقت، الخصوصية، وحتى الغياب. وهو ما يرسخ الأمان النفسي.
• احترام الأهل: تقدير أهل الطرف الآخر والتواصل معهم، يعزز الترابط ويُبقي المحبة قائمة.
• الاهتمام بالمظهر: لا يعني التأنق المبالغ، بل الحفاظ على صورة لائقة تعكس تقدير كل طرف للآخر.
• الصبر والمرونة: لا حياة زوجية بلا تحديات، لكن الصبر وحده يحوّل العثرات إلى فرص للنمو.
• النسيان والعفو: قال تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ (النور: 22)؛ فالعفو يبقي العلاقات نقية، ويمنع تراكم الجراح.
• التواضع والاعتذار: لا كرامة تُهدر حين نعتذر، بل قلوب تُصان. والاعتراف بالخطأ فضيلة تحمي البيوت من السقوط.
ولا يمكن إغفال أهمية الثقة، فهي لا تُمنح بالكلمات، بل تُكتسب بالأفعال عبر الزمن. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا﴾ (النساء: 58)، وهذه الأمانة تبدأ من الثقة المتبادلة بين الزوجين.
ولأننا لا نعيش في عالم مثالي، فلابد أن نتقبّل أن الحب وحده لا يكفي. نعم، هو الوقود الأول، لكنه لا يصمد وحده أمام متطلبات الواقع. لابد من تكامل في الدين، والفكر، والقيم، والكفاءة الاجتماعية والاقتصادية، كما أشار النبي ﷺ: "تُنكَح المرأةُ لأربعٍ: لمالِها، ولحسبِها، ولجمالِها، ولدينِها، فاظفَر بذاتِ الدِّينِ تربَتْ يداكَ" (متفق عليه).
ومن الأخطاء الفادحة الاتكال على المشاعر وحدها دون دراسة متأنية للشخص الآخر، دون استشارة أهل الرأي، أو حتى استخارة الخالق سبحانه، كما قال تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ (آل عمران: 159)، وقال ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ (آل عمران: 159).
والأنانية تظل العدو الأخطر للعلاقات، وهي التي تُفرغ الزواج من معناه، وتقود إلى الطلاق ولو بدت الأسباب الظاهرة مادية. قال الله تعالى في التحذير من تقديم النفس على المصلحة الجماعية: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ (الحشر: 9)، وما أجمل أن يسري هذا المعنى في الحياة الزوجية.
لذلك، فإن الزواج الناجح هو ثمرة جهد متبادل، ورغبة صادقة في إنجاح العلاقة، مهما كلف الأمر من تنازلات؛ فكُل طرف لا بُد أن يكون داعمًا، مشجعًا، صادقًا، متواضعًا، لا ينتظر الكمال؛ بل يصنعه بالمحبة والوعي والتجدد.
وفي الختام.. الزواج لا يُبنى على المصادفة، ولا يقوم على المشاعر العابرة، بل على الإرادة الواعية، والتخطيط، والتفاهم، والاحترام. قد تمر الأيام الصعبة، وتخبو المشاعر أحيانًا، لكن ما يبقى حقًا هو صدق النوايا، وصفاء القلوب، ووعي كل طرف أن الحياة الزوجية ليست نزهة؛ بل مسؤولية.
إلى كل شاب وفتاة مقبلين على الزواج: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات: 13)؛ فتسلّحوا بالحكمة، ولا تجعلوا أحلامكم تقودكم دون وعي. وازرعوا في بيوتكم حبًا صادقًا، واسقوه بالرحمة، وعضّوا عليه بالصبر. وحين يأتي الخلاف، تذكروا أن ما بينكما يستحق أن يُصان.
رابط مختصر