تحليل لميك كريفر من شبكة CNN

(CNN)--  لا تدع موافقة إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تخدعك: فهناك انقسامات عميقة في السياسة الإسرائيلية قد تهدد طول عمر الاتفاق.

إن وقف إطلاق النار كما تم الاتفاق عليه في قطر من المقرر أن يستمر 42 يومًا، وخلال هذه الفترة، من المتوقع إطلاق سراح 33 رهينة في مقابل مئات السجناء الفلسطينيين، وسيكون هناك انسحاب بطيء للجيش الإسرائيلي من المراكز الحضرية في غزة وزيادة في المساعدات الإنسانية.

ولكن هذا ليس نهاية دائمة للحرب، ولا يضمن الحرية للرهائن الـ65 الذين سيبقون في غزة في نهاية هذه المرحلة الأولى - والذين من المرجح أن يكون العديد منهم قد ماتوا.

 وهذا لم يتم التفاوض عليه بعد، بدءا من اليوم الـ16 من الهدنة.

وقد يكون أي من هذا قد تمليه تقلبات السياسة الإسرائيلية.

 إن الصفقة التي وافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشبه بشكل ملحوظ المقترح الذي كان يعارضه منذ ما يقرب من عام.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في فبراير/شباط من العام الماضي: "لم نلتزم بأي من المطالب الوهمية لحماس، ولقد أخبرت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أننا اقتربنا من تحقيق النصر الكامل".

وكان المقترح الذي كان ينتقده سيتضمن وقف إطلاق النار على مراحل متعددة، والانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية، والإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين.

وهذا هو بالضبط ما وافق عليه نتنياهو الآن.

وعلى الرغم من إضعاف حماس بشكل لا يمكن إنكاره، فإن إسرائيل لم تحقق "النصر الكامل" الذي وعد به نتنياهو منذ فترة طويلة.

 وقال بلينكن هذا الأسبوع: "نقدر أن حماس جندت عددًا من المسلحين الجدد يساوي تقريبًا عدد ما خسرته".

إن حلفاء نتنياهو المتشددين في الحكومة مرتبكون بسبب تحوله المفاجئ.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جو بايدن حركة حماس دونالد ترامب غزة

إقرأ أيضاً:

لحظة الاتفاق على وقف إطلاق النار

وَصَلَ الوضع في قطاع غزة إلى النقطة التي تحتم وقف إطلاق النار، من جانب نتنياهو، كما من جانب ترامب. وأصبح تقدير الموقف شديد الأهمية، بالنسبة إلى المفاوض الفلسطيني، من حيث شعوره بقدرته، في الردّ على أيّ اتفاق يعرضه الأمريكي، أو في الأصح ترامب نفسه.

هنا يجب أن يشدّد على أن نتنياهو، هو الذي يواجه المأزق الخائن، بالرغم مما يحاول أن يبديه من إصرار على مواصلة الحرب، وكذلك، أن ترامب في مأزق، يلحّ عليه، أن يوقف الحرب في أسرع ما يمكن.

لهذا فإن قدرة حماس على أن ترفض، القبول بأيّ اتفاق لا ينسجم مع ما حدّدته، من حدود لوقف إطلاق النار. وما ينبغي، لقسوة الضغوط الممارَسة، في تجويع الشعب، ورفع مستويات جريمة الإبادة ضدّه، أن يفرضا عليها، في هذه المعادلة، أن تقبل بشروط، تراها مدمّرة للشعب والمقاومة، والقضية الفلسطينية.

صحيح أن ما يتعرّض له المدنيون في غزة، من تجويع وجرائم إبادة، فوق تحمّل البشر، ويجب ان يوقف فوراً. ولكن يجب أن يحسم بأن المسؤول الوحيد عنه، والمحاسَب الوحيد عليه، هو نتنياهو. أو من يغطيه، أو يدعمه. ومن ثم فإن عدم الرضوخ في هذه اللحظات القليلة الباقية، للابتزاز الذي تتعرّض له حماس وبقية قوى المقاومة، كما الشعب، والرأي العام، هو الموقف الصحيح الذي يجب أن تعالَج المفاوضات بموجبه.

يكفي ملاحظة سرعة التطوّرات الأخيرة في الموقف الأوروبي والرأي العام، وحتى الارتباك الأمريكي الشديد، والمعارضة المتصاعدة، للإطاحة بنتنياهو داخلياً، للتأكد من أن ترامب، هو الذي عليه أن يتراجع خطوة، ليعود إلى الاتفاق الذي وافقت عليه حماس، مع مبعوثه ويتكوف، قبل المشروع المفبرك الأخير.وهو موقف لا يستند إلى عدالته فحسب، ولا إلى تحميل مسؤولية الجرائم لنتنياهو فحسب، وإنما أيضاً إلى أن ميزان القوى في مصلحة المقاومة، في هذه اللحظات، أكثر منه في مصلحة نتنياهو، أو ترامب.

ويكفي ملاحظة سرعة التطوّرات الأخيرة في الموقف الأوروبي والرأي العام، وحتى الارتباك الأمريكي الشديد، والمعارضة المتصاعدة، للإطاحة بنتنياهو داخلياً، للتأكد من أن ترامب، هو الذي عليه أن يتراجع خطوة، ليعود إلى الاتفاق الذي وافقت عليه حماس، مع مبعوثه ويتكوف، قبل المشروع المفبرك الأخير.

الذين يعتبرون أن رفض حماس لمشروع ويتكوف الأخير، يحرجها، حتى لو قال ترامب بأنها المسؤولة، يخطئون في تقدير الموقف، لأن استمرار القتال، والجرائم لأيام أخرى، سيزيد من عزلة نتنياهو، وحرج ترامب.

ففي كل الأحوال، إن المعركة السياسية في هذه الجولة من الحرب كسبتها حماس، وخسرها نتنياهو. وهو تطوّر يفرض اتفاقاً، تقبل به حماس، وليس اتفاقاً لُفِّقَ في اللحظة الأخيرة.

بل إن عدم الرفض السريع، لخطة ويتكوف الأخيرة، من قِبَل حماس ومواجهتها بضرورة تعديلها، شكّل الموقف الصحيح الذي سيفرض على ترامب التراجع.

إنها لحظة عضّ أصابع، فالذي يصرخ أولاً، يجب أن يكون نتنياهو. وفي كل الأحوال، دخل الوضع في غزة، مرحلة ستكون في مصلحة المقاومة، كما الوضع العام إقليمياً وعالمياً. وذلك مهما كان الاتفاق، رضِيَ من رضِي، وغضب من غضب.

مقالات مشابهة

  • جنوب لبنان تحت النار.. غارات إسرائيلية تهدد وقف إطلاق النار
  • عربي21 تنشر النص الكامل لمقترح ويتكوف ورد حماس عليه
  • 6 أسئلة عن آخر تطورات مقترح الاتفاق بين حماس وإسرائيل
  • إيجابي.. مصدر مطلع يوضح لـCNN كيف ردت حماس على مقترح وقف إطلاق النار
  • «مقترح ويتكوف».. اتفاق لوقف النار «يلوح بالأفق»
  • "ما قبل الصفقة".. حماس ومخطط ويتكوف بين الروايتين الإسرائيلية والأمريكية
  • موقع أمريكي: إسرائيل تشعر بتداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب مع الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • واقع البلدات الحدودية والانتهاكات الإسرائيلية جنوب لبنان
  • لحظة الاتفاق على وقف إطلاق النار
  • صحيفة تكشف أبرز ملامح رد حماس المُنتظر على مقترح ويتكوف الجديد