موقع 24:
2025-06-02@06:03:37 GMT

عرب المقاومة وفن صناعة الهزائم

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

عرب المقاومة وفن صناعة الهزائم

“خذ وطالب”. اقبل بالقليل للحصول على الكثير، هذه هي الفلسفة التي حاول الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة إقناع الحكام العرب والشعوب العربية بانتهاجها قبل 52 عاماً. لم نصغِ إليه سواء على المستوى الشعبي أو على مستوى القيادات، لنصل اليوم إلى وضع وجدنا فيه أنفسنا قد تخلينا عن الكثير، ولم نحرز سوى القليل.
رغم ذلك، هناك دلائل إيجابية تشير إلى أن العرب، حكومات وشعوبًا، بدأوا يدركون أهمية نصيحة الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة بعد أكثر من نصف قرن، ويبدون استعدادًا، أكثر من أي وقت مضى، للأخذ والمطالبة.


ماذا فعلنا خلال 52 عامًا، حتى لا أقول قبل 77 عامًا 1948، سوى خلق الأزمات والهزائم؟ والغريب أننا في كل مرة نتعرض فيها للهزيمة، وبعد أن يتدخل العالم لإنقاذنا، نتباهى بالنصر الذي حققناه.
في عام 1973، دعا بورقيبة العرب إلى فتح قنوات للحوار مع إسرائيل، ورأى في ذلك خطوة ضرورية نحو تحقيق السلام، معتبرًا أن الحلول العسكرية لم تعد كافية. وأشار إلى ضرورة الاعتراف بوجود إسرائيل كواقع يجب التكيف معه، مع التأكيد على أن هذا الاعتراف لا يجب أن يكون على حساب الحقوق الفلسطينية.


كان بورقيبة يدرك، بحكم علاقاته وخبراته، طبيعة العلاقات التي تربط إسرائيل بالغرب، بالتحديد الولايات المتحدة، وأن أيّ حرب بين العرب وإسرائيل، هي حرب بين العرب والولايات المتحدة. ومن هنا كان انتقاده للاستمرار في الصراع المسلح.
ما أراده الحبيب بورقيبة من العرب هو أن يعملوا بقوله تعالى: “لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”، مشددًا على الحاجة إلى إستراتيجيات جديدة تركز على المفاوضات والدبلوماسية.
أليس هذا هو أقصى ما نطمح إليه اليوم؟
عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، يعتقد أن حماس قد حررت القدس، غاب عنه ولم ينتبه إلى دور الرئيس الأمريكي القادم، دونالد ترامب، الذي أجبرت تهديداته إسرائيل على القبول باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
رغم كلمة الحية التي جاءت بمناسبة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وقال فيها إن “الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أيّ من أهدافه السرية أو المعلنة،” وأن “الاحتلال حاول منذ بدء العدوان تحقيق العديد من الأهداف، أعلن بعضها وأخفى البعض الآخر” ومنها، وفق الحية، “إنهاء آثار العبور المجيد في السابع من أكتوبر(تشرين الأول) 2023.” رغم هذا الإصرار على انتصار متوهم، هناك مؤشرات إيجابية بدأت تظهر معالمها قبل الاتفاق، وقبل خطاب النصر هذا.
ولكن، ما هي المؤشرات الإيجابية، ونحن ما زلنا نرى الحوثيين يهددون أمن المنطقة، وما زال حزب الله يبحث عن طريقة يفسد فيها فرحة اللبنانيين بانتخاب رئيس جديد واختيار رئيس للحكومة، وما زال المستقبل في سوريا غامضًا، والأطراف المتقاتلة في السودان تصر على التصعيد، وفي ليبيا، بعد 14 عامًا، لا توجد أيّ إشارة واضحة على أن المتصارعين على الثروات مستعدون لتقديم أيّ تنازلات.
باختصار، المناطق المهددة بالانفجار أكثر بكثير من المناطق التي يسودها الهدوء.
لن أكرر ما قاله يومًا الشاعر ابن النحوي: “اشتدي أزمة تنفرجي”. فالأزمات تحاصر المنطقة منذ الحرب العالمية الأولى وقبلها.. ماذا اختلف الآن حتى تنفرج؟
الاختلاف، دخول عاملين جديدين على الخط: العامل الأول هو الهوة الاقتصادية التي تركت دولًا يفترض أن تحيا شعوبها في وضع ميسور محاصرة بالجوع والخصاصة. والعامل الثاني هو ثورة الاتصالات والمعلومات التي أصبح احتكار الخبر فيها مستحيلًا حتى على أقوى الحكومات.
في عام 1956، شنت دول ثلاث هي بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عدوانًا على مصر، عرف بالعدوان الثلاثي، بهدف الإطاحة بالرئيس المصري جمال عبدالناصر الذي أعلن عن تأميم قناة السويس. وجرت ضغوط على الدول المعتدية من قبل الولايات المتحدة (التي كانت تخشى من تصعيد الحرب الباردة) لسحب قواتها. بينما لم تنتصر مصر عسكريًا، إلا أن انسحاب القوات المهاجمة ساهم في تعزيز مكانة جمال عبدالناصر، واعتُبر انتصارًا سياسيًا لمصر في سياستها القومية.


عاش الشارع العربي حينها على نشوة النصر ونشوة أغنية “الله أكبر”، وتحولت الأغنية إلى نشيد وطني رسمي في ليبيا من 1 سبتمبر 1969، وحتى 23 أغسطس 2011، أي طيلة حكم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
اليوم، وبفعل العاملين اللذين تم ذكرهما، لن نسمع أغنية تمجد انتصارات وهمية. الأمور ستسمى بأسمائها، حتى لو خرج علينا من يتحدث عن “العبور المجيد”.
في سوريا، لا يتحدث أحمد الشرع، رغم خلفيته الجهادية، عن انتصارات وهمية، بل يتحدث عن التسامح وعن علاقات طبيعية مع دول الجوار دون أن يستثني من ذلك إسرائيل.
أول قرار اتخذ في لبنان بعد الاتفاق مع إسرائيل وانتخاب رئيس جديد للبلاد هو إعادة التحقيق بانفجار مرفأ بيروت لكشف الحقائق ومحاسبة المسؤولين.
وفي غزة، يحلم الغزيون أن يتحول القطاع إلى هونغ كونغ جديدة حتى ولو كان ذلك بمساعدات من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي هدد بجحيم يجتاح المنطقة إن لم يتم التوصل إلى اتفاق.
الأمر لا يختلف في العراق، وفي اليمن، وفي السودان وفي كل بقعة تشهد صراعًا وأزمات. حتى في إيران، التي فقدت أذرعها، وثبت بالتجربة أن ترسانتها العسكرية منتهية الصلاحية ولا يمكن أن تحقق بواسطتها أيّ نصر عسكري أو حتى تكفي للدفاع عن نفسها، سعي طهران اليوم لامتلاك النووي يأتي من باب التهديد بالانتحار والعمل بالقول عليّ وعلى أعدائي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تقوي مركزها في صناعة السلاح بــ1.5 مليار إسترليني.. ما علاقة أمريكا؟

قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إن بناء ستة مصانع على الأقل للذخيرة والمواد النووية "سيكون بمثابة ردع أفضل لأعدائنا"، وذلك في إطار خطط لإنشاء خط  "مستمر" لصناعة السلاح، وفق ما ذكرت صحف بريطانية.

1.5 مليار جنيه إسترليني

تعهدت الحكومة بتخصيص 1.5 مليار جنيه إسترليني كجزء من مراجعة الدفاع الاستراتيجي لإنشاء ستة مصانع على الأقل، وستدعم شراء ما يصل إلى 7000 سلاح بعيد المدى مصنوع في المملكة المتحدة .

العثور على طفل سعودي ميتًا بعدما سقط في نهر بتركيا منذ أسبوعالاستخبارات العسكرية الأوكرانية تكشف مخطط تفجير القطار الروسيالصين تتهم وزير الدفاع الأمريكي بـ الإساءة والتزوير وزرع الفرقةبن جفير يعلن رفضه مقترح ويتكوف.. ونتنياهو أخطأ

ويأتي هذا الإعلان استجابة لدعوة وزارة الدفاع الأمريكية إلى ضرورة الحفاظ على قدرة إنتاج الذخائر "المستمرة" والتي يمكن زيادتها بسرعة.

وقال هيلي: "إن الدروس المستفادة من الغزو غير القانوني الذي قام به (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتن لأوكرانيا تظهر أن الجيش لا يكون قوياً إلا بقدر الصناعة التي تقف وراءه.

وذكر "نحن نعمل على تعزيز القاعدة الصناعية في المملكة المتحدة لردع خصومنا بشكل أفضل وجعل المملكة المتحدة آمنة في الداخل وقوية في الخارج.

تابع “سنتبنى مراجعة الدفاع الاستراتيجي، مما يجعل الدفاع محركًا للنمو الاقتصادي ويعزز الوظائف الماهرة في كل دولة ومنطقة كجزء من خطة حكومتنا للتغيير.”.

وقالت المستشارة راشيل ريفز: “إن الاقتصاد القوي يحتاج إلى دفاع قوي، والاستثمار في الأسلحة والذخائر وتوفير ما يقرب من 2000 وظيفة في جميع بريطانيا  يسيران جنبًا إلى جنب”.

طباعة شارك وزير الدفاع البريطاني جون هيلي ستة مصانع المواد النووية مصانع وزارة الدفاع الأمريكية

مقالات مشابهة

  • «مقر المؤثرين» يستضيف صنّاع المحتوى وخبراء خلال الشهر الجاري
  • بريطانيا تقوي مركزها في صناعة السلاح بــ1.5 مليار إسترليني.. ما علاقة أمريكا؟
  • حازم الرحاحلة مديرا عاما لغرفة صناعة الأردن
  • النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على انتاج عسل النحل المصري
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 100% على صناعة الأفلام السينمائية
  • انخفاض صادرات السيارات في المغرب بسبب ضعف الطلب الأوروبي
  • لويس إنريكي: أريد صناعة التاريخ مع سان جيرمان
  • إعلام عبري: إسرائيل قررت منع وزراء الخارجية العرب من الوصول إلى رام الله
  • تعويض الهزائم بالجرائم