موقع 24:
2025-07-30@02:30:19 GMT

عرب المقاومة وفن صناعة الهزائم

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

عرب المقاومة وفن صناعة الهزائم

“خذ وطالب”. اقبل بالقليل للحصول على الكثير، هذه هي الفلسفة التي حاول الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة إقناع الحكام العرب والشعوب العربية بانتهاجها قبل 52 عاماً. لم نصغِ إليه سواء على المستوى الشعبي أو على مستوى القيادات، لنصل اليوم إلى وضع وجدنا فيه أنفسنا قد تخلينا عن الكثير، ولم نحرز سوى القليل.
رغم ذلك، هناك دلائل إيجابية تشير إلى أن العرب، حكومات وشعوبًا، بدأوا يدركون أهمية نصيحة الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة بعد أكثر من نصف قرن، ويبدون استعدادًا، أكثر من أي وقت مضى، للأخذ والمطالبة.


ماذا فعلنا خلال 52 عامًا، حتى لا أقول قبل 77 عامًا 1948، سوى خلق الأزمات والهزائم؟ والغريب أننا في كل مرة نتعرض فيها للهزيمة، وبعد أن يتدخل العالم لإنقاذنا، نتباهى بالنصر الذي حققناه.
في عام 1973، دعا بورقيبة العرب إلى فتح قنوات للحوار مع إسرائيل، ورأى في ذلك خطوة ضرورية نحو تحقيق السلام، معتبرًا أن الحلول العسكرية لم تعد كافية. وأشار إلى ضرورة الاعتراف بوجود إسرائيل كواقع يجب التكيف معه، مع التأكيد على أن هذا الاعتراف لا يجب أن يكون على حساب الحقوق الفلسطينية.


كان بورقيبة يدرك، بحكم علاقاته وخبراته، طبيعة العلاقات التي تربط إسرائيل بالغرب، بالتحديد الولايات المتحدة، وأن أيّ حرب بين العرب وإسرائيل، هي حرب بين العرب والولايات المتحدة. ومن هنا كان انتقاده للاستمرار في الصراع المسلح.
ما أراده الحبيب بورقيبة من العرب هو أن يعملوا بقوله تعالى: “لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”، مشددًا على الحاجة إلى إستراتيجيات جديدة تركز على المفاوضات والدبلوماسية.
أليس هذا هو أقصى ما نطمح إليه اليوم؟
عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، يعتقد أن حماس قد حررت القدس، غاب عنه ولم ينتبه إلى دور الرئيس الأمريكي القادم، دونالد ترامب، الذي أجبرت تهديداته إسرائيل على القبول باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
رغم كلمة الحية التي جاءت بمناسبة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وقال فيها إن “الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أيّ من أهدافه السرية أو المعلنة،” وأن “الاحتلال حاول منذ بدء العدوان تحقيق العديد من الأهداف، أعلن بعضها وأخفى البعض الآخر” ومنها، وفق الحية، “إنهاء آثار العبور المجيد في السابع من أكتوبر(تشرين الأول) 2023.” رغم هذا الإصرار على انتصار متوهم، هناك مؤشرات إيجابية بدأت تظهر معالمها قبل الاتفاق، وقبل خطاب النصر هذا.
ولكن، ما هي المؤشرات الإيجابية، ونحن ما زلنا نرى الحوثيين يهددون أمن المنطقة، وما زال حزب الله يبحث عن طريقة يفسد فيها فرحة اللبنانيين بانتخاب رئيس جديد واختيار رئيس للحكومة، وما زال المستقبل في سوريا غامضًا، والأطراف المتقاتلة في السودان تصر على التصعيد، وفي ليبيا، بعد 14 عامًا، لا توجد أيّ إشارة واضحة على أن المتصارعين على الثروات مستعدون لتقديم أيّ تنازلات.
باختصار، المناطق المهددة بالانفجار أكثر بكثير من المناطق التي يسودها الهدوء.
لن أكرر ما قاله يومًا الشاعر ابن النحوي: “اشتدي أزمة تنفرجي”. فالأزمات تحاصر المنطقة منذ الحرب العالمية الأولى وقبلها.. ماذا اختلف الآن حتى تنفرج؟
الاختلاف، دخول عاملين جديدين على الخط: العامل الأول هو الهوة الاقتصادية التي تركت دولًا يفترض أن تحيا شعوبها في وضع ميسور محاصرة بالجوع والخصاصة. والعامل الثاني هو ثورة الاتصالات والمعلومات التي أصبح احتكار الخبر فيها مستحيلًا حتى على أقوى الحكومات.
في عام 1956، شنت دول ثلاث هي بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عدوانًا على مصر، عرف بالعدوان الثلاثي، بهدف الإطاحة بالرئيس المصري جمال عبدالناصر الذي أعلن عن تأميم قناة السويس. وجرت ضغوط على الدول المعتدية من قبل الولايات المتحدة (التي كانت تخشى من تصعيد الحرب الباردة) لسحب قواتها. بينما لم تنتصر مصر عسكريًا، إلا أن انسحاب القوات المهاجمة ساهم في تعزيز مكانة جمال عبدالناصر، واعتُبر انتصارًا سياسيًا لمصر في سياستها القومية.


عاش الشارع العربي حينها على نشوة النصر ونشوة أغنية “الله أكبر”، وتحولت الأغنية إلى نشيد وطني رسمي في ليبيا من 1 سبتمبر 1969، وحتى 23 أغسطس 2011، أي طيلة حكم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
اليوم، وبفعل العاملين اللذين تم ذكرهما، لن نسمع أغنية تمجد انتصارات وهمية. الأمور ستسمى بأسمائها، حتى لو خرج علينا من يتحدث عن “العبور المجيد”.
في سوريا، لا يتحدث أحمد الشرع، رغم خلفيته الجهادية، عن انتصارات وهمية، بل يتحدث عن التسامح وعن علاقات طبيعية مع دول الجوار دون أن يستثني من ذلك إسرائيل.
أول قرار اتخذ في لبنان بعد الاتفاق مع إسرائيل وانتخاب رئيس جديد للبلاد هو إعادة التحقيق بانفجار مرفأ بيروت لكشف الحقائق ومحاسبة المسؤولين.
وفي غزة، يحلم الغزيون أن يتحول القطاع إلى هونغ كونغ جديدة حتى ولو كان ذلك بمساعدات من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي هدد بجحيم يجتاح المنطقة إن لم يتم التوصل إلى اتفاق.
الأمر لا يختلف في العراق، وفي اليمن، وفي السودان وفي كل بقعة تشهد صراعًا وأزمات. حتى في إيران، التي فقدت أذرعها، وثبت بالتجربة أن ترسانتها العسكرية منتهية الصلاحية ولا يمكن أن تحقق بواسطتها أيّ نصر عسكري أو حتى تكفي للدفاع عن نفسها، سعي طهران اليوم لامتلاك النووي يأتي من باب التهديد بالانتحار والعمل بالقول عليّ وعلى أعدائي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة

إقرأ أيضاً:

من الساعات إلي أحد أقطاب صناعة السيارات.. قصة نجاح فورد؟

بدأ هنري فورد حياته المهنية بالعمل في إصلاح الساعات ثم انتقل إلى العمل في ورشة آلات، وتعلم أساسيات تصميم الآلات من خلال عمله في إصلاح الساعات، مما ساعده لاحقًا في تطوير مهاراته الميكانيكية.

من الساعات إلي أحد أقطاب صناعة السياراتأغلى سيارة في التاريخ في مزاد علني.. تصنيع فيراري ومازيراتيبـ 3 مقاعد فقط.. شاهد سيارة ماكلارين لانزانتي الخارقة

وأهتم هنري فورد بالآلات والميكانيكا في وقت مبكر في سن 12 عام، وكان يقضي معظم وقته في متجر آلات صغير قام بتجهيزه بنفسه، وفي عام 1878، عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، بنى محركه البخاري الأول، وبعدها ترك المنزل ليصبح متدرب ميكانيكي في ديترويت عام 1879.

من الساعات إلي أحد أقطاب صناعة السياراتأول سيارة مركبة صممها هنري فورد

وبعد ذلك تمت ترقيته إلى كبير المهندسين، وسمح له هذا المنصب بالتركيز على تجاربه في محركات الاحتراق الداخلي، مما أدى إلى بناء أول مركبة ذاتية الدفع له في عام 1896.

من الساعات إلي أحد أقطاب صناعة السيارات

ويمكن القول أن عمل فورد في إصلاح الساعات كان بمثابة نقطة انطلاق له نحو عالم الآلات والهندسة، حيث اكتسب المهارات الأساسية التي ساعدته في مسيرته المهنية لاحقًا.

تأسيس شركة فورد للسيارات

وفي عام 1908 قدم هنري فورد نموذج T الذي أحدث ثورة في صناعة السيارات من خلال الإنتاج الضخم على خط التجميع، وبفضل خط التجميع، تمكن من خفض تكلفة إنتاج السيارة بشكل كبير، مما جعلها في متناول عامة الناس.

من الساعات إلي أحد أقطاب صناعة السيارات

وفي ذلك الوقت أنتجت شركة فورد أكثر من 15 مليون سيارة من طراز T بحلول عام 1927، وأطلق على شركة فورد سيارة القرن في عام 1999 من قبل لجنة من خبراء السيارات.

والجدير بالذكر ان هنري فورد من رواد الفكر الصناعي، حيث آمن بضرورة الإنتاج الضخم لخفض التكاليف وزيادة الإنتاج، وآمن أيضًا بضرورة دفع أجور عادلة للعمال من أجل تحسين مستوى معيشتهم وزيادة الإنتاجية، وكان ذلك بسبب تأثر بفلسفة "الفوردية" وهي فلسفة اقتصادية تقوم على مبادئ الإنتاج الضخم والأجور المرتفعة.

من الساعات إلي أحد أقطاب صناعة السياراتوفاه هنري فورد 

وتوفي هنري فورد في عام 1947 عن عمر يناهز 83 عام في منزله في ديربورن، بمشيجان، ويعتبر هنري فورد رائد في مجال صناعة السيارات ومؤسس لشركة فورد للسيارات التي لا تزال واحدة من أكبر أقطاب صناعة السيارات في العالم. 

طباعة شارك هنري فورد إصلاح الساعات شركة فورد للسيارات تأسيس شركة فورد مشيجان صناعة السيارات

مقالات مشابهة

  • الفلاحي: إسرائيل يمكنها توسيع عملياتها بغزة لكنها ستدفع الثمن
  • عصابات إسرائيل وعملاؤها يسرقون مساعدات أهل غزة
  • من الساعات إلي أحد أقطاب صناعة السيارات.. قصة نجاح فورد؟
  • لأول مرة… هولندا تدرج إسرائيل ضمن الدول التي تشكل تهديداً
  • الهزائم العسكرية العجيبة.. لماذا نتفاجأ مما نعرفه؟
  • الحوثيون يعلنون تصعيدا جديدا واستهداف جميع السفن التي تتعامل مع إسرائيل
  • ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
  • عاجل. خليل الحية ينتقد انسحاب إسرائيل من مفاوضات الدوحة رغم التقدم الذي تحقق ويدعو العرب للزحف نحو فلسطين
  • عاجل | الوكالة الوطنية للأمن في هولندا: إدراج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • هولندا تدرج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد