الجزيرة:
2025-05-15@06:15:12 GMT

برج الفتاة أسطورة التاريخ والحب ولؤلؤة إسطنبول

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

برج الفتاة أسطورة التاريخ والحب ولؤلؤة إسطنبول

إسطنبول- تقول الأسطورة إن ملكا بيزنطيا تلقى نبوءة بأن ابنته ستموت بلدغة أفعى في عيد ميلادها ليقرر الملك بعدها حماية ابنته بأن يبني لها برجا على الجزيرة المعزولة وسط البوسفور والمحاطة بالمياه من كل جانب.

وتكمل الأسطورة أنه في يوم ميلاد الفتاة يرسل لها سلة من الفاكهة في مقر إقامتها داخل البرج وكانت الأفعى مختبئة في تلك السلة، وما إن مدت الأميرة يدها لتلتقط حبة فاكهة حتى لدغتها الأفعى وماتت الأميرة، كما تقول النبوءة.

هذه ليست الأسطورة الوحيدة التي تروى على برج الفتاة في بحر مرمرة بمدينة إسطنبول، ولكن هناك أسطورة أخرى وهي "أسطورة لياندروس" والتي تحكي عن قصة حب بين الفتى لياندروس وفتاة تعيش على الجانب الآخر من البوسفور.

البرج خضع لترميمات وأعيد فتحه للجمهور في 2023 (شترستوك)

وكان هذا الفتى يسبح كل ليلة للوصول إلى حبيبته، معتمدا على الضوء الصادر من منارة البرج، لكن مصباحها الذي كان يرشده انطفأ ذات ليلة وهو في عرض البحر، فضل طريقه وغرق ومات، لذا فإن بعض المصادر تطلق على البرج اسم "برج ليون" تخليدا لذكراه، وقد أضافت هذه الأسطورة بعدا رومانسيا للمكان، وأصبحت جزءا من التراث الشعبي الذي يحيط ببرج الفتاة، كرمز للحب والتضحية.

برج الفتاة أو "كز كولاسيه" (Kız Kulesi) يعد واحدا من أبرز المعالم السياحية في إسطنبول، يجمع بين التاريخ الغني والأساطير الرومانسية، ويحتل موقعا إستراتيجيا في مضيق البوسفور الذي يربط البحر الأسود ببحر مرمرة.

تم بناء البرج في الأصل كمنارة بحرية للدفاع والمراقبة، لكنه تطور عبر العصور ليصبح معلما سياحيا وثقافيا مهمًّا، يعكس التراث البيزنطي والعثماني الذي شكّل هوية المدينة.

إعلان تاريخ البرج

البرج الذي نراه الآن، هو نتاج لتاريخ طويل من التحولات والابتكارات التي بدأت منذ أكثر من 2500 عام، حيث يعود تاريخه إلى القرن الخامس قبل الميلاد، عندما تم بناؤه لأول مرة من الخشب على الجزيرة الصغيرة في مضيق البوسفور لأغراض دفاعية وتجارية بأمر من الحاكم الأثيني ألكيبيادس.

برج الفتاة من أهم الجزر الواقعة في مضيق البوسفور (شترستوك)

وقد خضع البرج للعديد من التحسينات والتعديلات في بنائه على مر العصور، ففي الفترة البيزنطية تم تحويله إلى نقطة دفاعية أساسية لحماية المدينة من الهجمات البحرية، ثم جرى تعزيز هيكله ليصبح من الحجر بدلا من الخشب.

وأما في الحقبة العثمانية، فقد شهد البرج تحولا كبيرا تحت حكم السلطان أحمد الثالث، حيث تم تجديده وإضافة طابع معماري يعكس الأسلوب العثماني المميز، كما استخدم البرج خلال هذه الفترة كمنارة لتنظيم حركة السفن في البوسفور، وأيضا كحجر صحي خلال تفشي الأمراض والأوبئة.

متحف ومركز ثقافي

وشهد برج الفتاة تحولا كبيرا في العصر الحديث، فقد قامت وزارة الثقافة والسياحة التركية، في إطار مبادرتها للحفاظ على المعالم التاريخية بالمدينة، بإخضاع البرج لعملية ترميم واسعة بدأت في مايو/أيار عام 2021 واستمرت لمدة عامين، وأعيد فتحه للجمهور في مايو/أيار 2023.

يمكن الوصول لبرج الفتاة عبر رحلات تنطلق من موانئ أسكودار وغالاتا في الجانب الآسيوي لإسطنبول (بيكسابي)

ونتج عن هذه الترميمات إعادة البرج إلى شكله المعماري الأصلي إبان فترة حكم السلطان العثماني محمود الثاني (1808-1839)، كما شملت أيضا تحويله إلى متحف يعرض تاريخه وأدواره المختلفة عبر العصور.

سياحة وترفيه

ويمكن الوصول إلى برج الفتاة عبر رحلات تنطلق من موانئ أسكودار وغالات، وتستغرق الرحلة بضع دقائق فقط، فالجزيرة الصغيرة التي يقع عليها تبعد تقريبا نحو 180 مترا عن ساحل منطقة سالاجاك في أسكودار بالجانب الآسيوي.

ويبلغ ارتفاع البرج نحو 35 مترا، ويتكون من عدة طوابق، الطابق الأرضي والأول منه يحتويان على مقهى ومطعم، كما يمكن الصعود لأعلى البرج للتمتع بإطلالات بانورامية على مياه البوسفور، وجانبي المدينة الآسيوي والأوروبي.

أحد أبرز الأنشطة التي يمكن للزوار الاستمتاع بها عند زيارة البرج هي العروض الليزرية الليلية التي تقام بعد غروب الشمس، وهي تسرد قصة البرج من خلال مزيج فني من الصوت والضوء، مما يضفي جوا سحريا على المكان.

برج القناة يقدم جولات تعليمية تهدف إلى تثقيف الزوار حول التاريخ العريق للبرج (الجزيرة) منارة محلية وعالمية

وإلى جانب الأنشطة الترفيهية، يقدم برج الفتاة أيضا جولات تعليمية تهدف إلى تثقيف الزوار حول التاريخ العريق للبرج ودوره في حماية المدينة، هذه الجولات تشمل معارض تفاعلية توضح كيف تطور البرج من حصن دفاعي إلى منارة ثم إلى متحف.

إعلان

كما يستضيف البرج فعاليات ثقافية ومعارض فنية، حيث يقدم مساحة للفنانين المحليين والعالميين لعرض أعمالهم، وبالإضافة لما سبق، تقام في البرج حفلات موسيقية ومعارض فنية دورية، مما يجعله مركزا حيويا للفنون والثقافة في المدينة.

وقد ظهر البرج في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية المحلية والعالمية، كما ظهر في فيلم جيمس بوند "العالم ليس كافيا" (The World is Not Enough) والذي أنتج عام 1999، وفيلم "هيت مان" (Hitman) في عام 2007.

ويبقى برج الفتاة شاهدا على تاريخ طويل ومعقد امتد عبر العصور، وتجربة زيارته تتجاوز مجرد كونه معلما سياحيا، فهو رمز يجمع بين التاريخ والثقافة، ويعكس روح مدينة إسطنبول العريقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الإرادَة فوق التكنولوجيا.. اليمن يهز أسطورة الأمن الإسرائيلي

يمانيون/ كتابات/ فهد شاكر أبو رأس

في خضمِّ العاصفة الجيوسياسية التي تضرب المنطقة، يقدِّم اليمن، بقوةٍ لا تُجارى نموذجًا فريدًا لـ”حرب الإرادات” التي تعيد صياغة قواعد المواجهة مع الكيان الصهيوني وحلفائه في المنطقة.

فبعد أن نجحت القوات المسلحة اليمنية في إيصال صواريخها الباليستية إلى قلب الكيان، مُعلنةً عن عجز أنظمة الدفاعات الجوية لكيان العدوّ المتطورة مثل “القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وحيتس الإسرائيلية، وثاد الأمريكية” عن صدِّها، تتحوَّل كُـلّ ضربةٍ يمنية إلى رسالةٍ مُدمِّغة: “التفوق التكنولوجي لا يُغني عن الإرادَة”.

فتعليق رحلات مطار اللُّــد لأسابيع، وفرار المستوطنين إلى الملاجئ، ليس مُجَـرّد حدثٍ عابر، بل هو مؤشرٌ على نجاح استراتيجية اليمن في تحويل الأمن القومي الصهيوني إلى ورقةٍ مهترئة، حتى تحت سقف السماء التي ادَّعى الكيان سيطرته عليها.

عسكريًّا، يعيد اليمن تعريف “حرب الفقراء” ببراعة. فبينما تُنفق (إسرائيل) مليارات الدولارات على الترسانة الأمريكية، وتشتري أحدث أنظمة الدفاع، تثبت الصواريخ الباليستية اليمنية والفرط صوتية أن التكنولوجيا العالية ليست حكرًا على القوى العظمى. فبحسب تقارير استخباراتية غربية، نفَّذ اليمنيون أكثر من 50 هجومًا باليستيًّا وبالطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مستغلين جغرافية اليمن الجبلية وشبكة الأنفاق كحاضنةٍ استراتيجية للتصنيع العسكري المحلي، مما حوّل اليمن إلى “قلعة مُعلِّبة” للعدو.

هذه الاستراتيجية لا تعتمد على القوة النارية فحسب، بل على “حرب الاستنزاف النفسي” التي تُكبّد العدوّ خسائرَ اقتصادية تفوق القصف الميداني.

فتعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى الكيان، يخسَّر الاقتصاد الإسرائيلي ما يُقارب 3 مليارات دولار شهريًّا، وفق تقديرات بنك الكيان الصهيوني، وهذه ضربة موجعة لأُسطورة “الجيش الذي لا يُهزم”.

سياسيًّا، تفضح الضربات اليمنية زيف التحالفات الغربية العربية.

فبينما تُعلن السعوديّة والإمارات وقطر عن شراكاتٍ مع الكيان الصهيوني، وتستضيف الرئيس الأمريكي؛ مِن أجلِ توفير الحماية لـ”عروشها الهشة” وإعطاءه مليارات الدولارات مقابل ذلك، يخرج اليمنيون من تحت الأنقاض ليرسموا درسًا في السيادة: “الجهاد لا يُشترى بالدولار”.

فصفقة التريليونات من الدولار التي وُصفت بـ”القرابين” التي تقدِّمها السعوديّة والإمارات وقطر لواشنطن لن تُجدِ نفعًا أمام صواريخ اليمن في المستقبل.

استراتيجيًّا، يُعيد اليمن إحياء ثقافة “الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى” كسلاحٍ وجودي.

فالمشهد اليوم ليس مُجَـرّد معركة عسكرية فحسب، بل صراعٌ بين مشروعين: مشروع التحرير القائم على “ثقافة الجهاد والاستشهاد”، ومشروع التطبيع القائم على “ثقافة الذل والخضوع “. ففي الوقت الذي تُجبر فيه أمريكا حلفاءها العرب على تمويل خزينتها، يرفع اليمنيون شعار “المعركة معركة عقيدة، لا معركة حدود”.

وهذه الروح الجهادية تفسِّر لماذا يقدم اليمن رغم حصاره منذ أكثر من 10 سنوات نموذجًا فريدا للصمود تفوق على جيوش مدججة بأحدث الأسلحة.

ختامًا، الضربات اليمنية ليست مُجَـرّد ردود فعل عسكرية، بل هي “بوصلة أخلاقية” تُذكِّر العالم بأن معادلة القوى لم تعد تُحسَب بالحديد والنار، بل بالإيمان الذي يحوِّل الصواريخ البدائية إلى رؤوس نووية معنوية.

فـ”شهادة” مقاتلٍ في البحرية اليمنية أَو مواطن يمني تُعادل بل تفوق صفقات التريليونات التي تُبادلها الأنظمة العميلة مع واشنطن.

وهنا يكسر اليمن القاعدة الاستعمارية القديمة: “مَن يملك القوة يفرض السلام”، ليكتب بدلًا منها: “مَن يملك الحقَّ يصنع النصر”.

مقالات مشابهة

  • الرئيس أحمد الشرع: سوريا لكل السوريين بكل طوائفها وأعراقها ولكل من يعيش على هذه الأرض المباركة، التعايش هو إرثنا عبر التاريخ وإن الانقسامات التي مزقتنا كانت دائماً بفعل التدخلات الخارجية، واليوم نرفضها جميعاً.
  • الإرادَة فوق التكنولوجيا.. اليمن يهز أسطورة الأمن الإسرائيلي
  • عودة جاك تُشعل المحيط من جديد.. Titanic 2 يعيد أسطورة الحب إلى الحياة
  • نهاية مميتة لفتاة ليل بعد سهرة محرمة مع شاب
  • زين تقدم حلول اتصالات متكاملة لمشروع “أبراج بوابة الأردن
  • رفح.. المدينة التي تحولت إلى أثرٍ بعد عين
  • السجن المشدد 5 سنوات لمحاسب هدد فتاة ووالدتها على مواقع التواصل الاجتماعى
  • «أسطورة الدراجات» يكشف تطورات معركته مع السرطان
  • خلال أيام.. مفاجأة سارة لمواليد هذا البرج
  • رحيل أسطورة العنف في الحلبة عن عمر 60 عاماً