لجريدة عمان:
2025-06-29@23:06:43 GMT

حكم التاريخ لن ينقذ غزة

تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT

ترجمة: أحمد شافعي -

في الخامس والعشرين من أكتوبر سنة 2023، نشر الروائي المصري عمر العقاد على موقع للتواصل الاجتماعي فيديو لشارع محطم مبعثر الركام في غزة، فكان لا يزال لتلك الصورة آنذاك القدرة على إثارة إحساس بالصدمة. وعلق قائلا «يوما ما، حينما نأمن، ولا يلحق بنا ضرر شخصي من جراء تسمية الأشياء بأسمائها، وبعد أن يفوت الأوان لمحاسبة أي شخص، سيقول الجميع إنهم كانوا دائما ضد هذا».

بمرور الزمن، أصبحت هذه الكلمات كتابا ذا غلاف صادم في طبعته البريطانية التي جعلت من النص الأصلي عنوانها. أما في الطبعة الأمريكية فحمل الغلاف صيغة أقصر من العنوان الأصلي وهي «يوما ما سيقول الجميع إنهم كانوا دائما ضد هذا». في هذا الشهر، حيث بدأت إسرائيل هجومها المباغت على إيران وقبل أن تنضم إليها القاذفات الأمريكية ـ مفتتحة بذلك فرصة لصراع إقليمي شديد التوسع والامتداد، أو حتى حربا عالمية ثالثة محتملة ـ أجد نفسي محملقا في غلافي هذا الكتاب، متسائلا: هل سيحدث هذا؟ أم أن الأرجح هو أن العالم سيمضي في طريقه؟ حينما وقعت الضربات الإسرائيلية الأولى على إيران في الثالث عشر من يونيو، بدا أنها تستهل فصلا جديدا في تفكك العالم الجاري خلال العقود القليلة الماضية، حيث تنحى الاستقرار النسبي لما عرف يوما بـ«النظام الدولي أمريكي القيادة» لصالح شيء ما أميل إلى العنف والفوضوية. لكن لعلها أيضا كانت نهاية فصل: فصل كان فيه سلوك إسرائيل في غزة موضوعا لتدقيق أخلاقي مستمر وإن تقطع ولم تترتب عليه بالضرورة عواقب.

ففي الشهر الماضي فقط وصف المستشار الألماني فريدريتش ميرز حرب غزة عبر التلفزيون بالحرب غير المبررة، ووصف رئيس وزراء أسبانيا دولة إسرائيل بـ«دولة الإبادة الجماعية» في البرلمان الأسباني. وأصدر قادة فرنسا وكندا وبريطانيا بيانا مشتركا وصفوا فيه معاناة أهل غزة بأنها «لا تطاق»، ووصفوا حجم المساعدات الإنسانية والغذائية بـ«غير الكافي» و«غير المقبول»، وبرغم اعترافهم بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام الإرهاب، فإنهم رأوا التصعيد الأخير «غير متناسب بالمرة» وهددوا بعمل ملموس إذا لم تعلِّق إسرائيل هجومها وترفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية.

بجانب أستراليا والنرويج وكندا ونيوزيلاندا، فرضت بريطانيا أيضا عقوبات على اثنين من المسؤولين الإسرائيليين ـ هما إيتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش ـ بسبب التحريض عل العنف ضد المجتمعات الفلسطينية، وتمثلت العقوبات في تجميد أصولهما ومنعهما من دخول بلدهما.

واليوم، بعد مرور أسابيع لا أكثر، يركز كثير من هؤلاء القادة على مكان آخر، ويصطف بعضهم مع إسرائيل والولايات المتحدة، ويؤكد آخرون مخاوفهم من سعي إيران إلى أسلحة نووية. ومثلما أسهم هجوم حماس الشنيع على إسرائيل في السابع من أكتوبر في صرف أنظار العالم عن أوكرانيا، يبدو أن هجمات إسرائيل المفاجئة في 13 يونيو قد صرفتها عن غزة إلى صراع آخر - صراع ذي مخاطر أعلى وقنابل أضخم، وأقل اصطباغا بالشعور القاهر بالحتمية القاتمة من المشهد الهستيري للاستعراض الترامبي. لقد قال الرئيس ترامب للصحفيين في 18 يونيو إنه «لا أحد يعرف ما سوف أفعله»، ذلك في الوقت الذي كانت فيه فوكس نيوز تقول لمشاهديها إنه من غير المستبعد تنفيذ ضربة نووية تكتيكية، وكانت شبكة سي إن إن وصحيفة وول ستريت جورنال تقولان إن مجتمع المخابرات الأمريكي يعتقد أن إيران على بعد سنين من تصنيع أسلحتها النووية الخاصة. وبعد ثلاثة أيام، وجه الرئيس الأمريكي القاذفات الأمريكية، بحافز في ظاهر الأمر من التغطية الإخبارية الإيجابية التي حظيت بها هجمة إسرائيل على شاشات التلفزيون. من أوجه واضحة، ترامب هو المخطط والمجسد لهذه الحقبة الجيوسياسية الناشئة التي تسمى في بعض الأحيان الحرب الباردة الجديدة أو عودة تنافس القوى العظمى، لكنها تبدو أيضا عصر دبلوماسية «المحارب الذئب» والارتداد الشرس إلى العصر القومي السافر الذي اتسمت به إمبريالية القرن التاسع عشر. ومهما يكن المصطلح الذي يروق لكم استعماله، فإنها فترة استنزفت أغلب خطابها الأخلاقي والتضامني والتعاوني الذي كان يضفي على الجغرافيا السياسية مظهر الشعور الإنساني والمبادئ العليا على الأقل. ولقد كانت في النظام القديم أوهام ونقاط عمياء غفيرة، أما النظام الجديد فقد ينظر حتى إلى الحملات التخريبية الكارثية بما يشبه اللامبالاة الأخلاقية. وما يوصف بـ«عودة التاريخ» قد جاء وبصحبته قبول رجعي لأهوال الحرب. قبل أسابيع، حدث أن اعترف المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر ـ خلال إدارة بايدن، وكان بمنزلة فقاعة السياسة الخارجية التي بدت داعمة بلا مواربة لحرب غزة ـ عرضا بأنه يرى «بلا أدنى شك صدق القول بأن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب». وفي حوارات عديدة على مدار الشهر الماضي، كرر رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود أولمرت مثل ذلك. فكتب في أواخر الشهر الماضي في ها آرتس أن «ما نفعله في غزة الآن حرب تخريب: وقتل إجرامي للمدنيين بلا تمييز ولا حدود وبقسوة... وهذه نتيجة سياسة الحكومة المفروضة عن وعي وشر وفساد وانعدام للإحساس بالمسؤولية. نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب». كم جريمة حرب؟ في تقرير قانوني شامل وعام نشرته مجلة نيويورك الأسبوع الماضي قدمت الصحفية سوزي هانسن تقديرا تقريبيا فكتبت أن اتهام إسرائيل بأنها ارتكبت «مئات، أو حتى آلاف» من جرائم الحرب قد أصبح «غير قابل للإنكار بأي حال». قد تبدو هذه اعترافات متأخرة بحقائق معلومة منذ أمد بعيد لمن يتابعون عن كثب. لكن تعليق ميلر كاشف بصفة خاصة، في ضوء كم الوقت الذي قضاه في تضييق الخناق على التحقيقات في سلوك إسرائيل في الحرب، ودعم أمريكا لها، منذ أيامها الأولى.

رفعت جنوب أفريقيا قضيتها الأولى على إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في ديسمبر 2023، أي بعد أقل من اثني عشر أسبوعا على بدء الحرب. وبحلول مايو، أصدرت المحكمة أمرا لإسرائيل بإيقاف هجومها في رفح، وبحلول يوليو أصدرت رأيا استشاريا تعلن في استمرار حضور إسرائيل في الأراضي «غير شرعي». وفي نوفمبر الماضي، انتهت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة في تحقيق لها إلى أن أفعال إسرائيل في غزة «تتوافق مع الإبادة الجماعية». وفي الشهر التالي، انتهت محكمة العدل الدولية إلى مثل ذلك.

قوبل كثير من هذه الاعتراضات بالقمع أو الرفض باعتبارها معادية للصهيونية بداهة، وهو مثلما حدث للمظاهرات الشعبية التي اندلعت في خريف عام 2023 ـ في واشنطن ولندن وغيرهما ـ وللمخيمات الجامعية التي أقيمت في الجامعات الأمريكية في الربيع التالي. ومثلما كتبت هانسن، فإن أولى الاعتراضات لم تنشأ بأثر رجعي وإنما في الوقت نفسه. إذ كتبت أن «باحث الإبادة الجماعية الإسرائيلي راز سيجال أطلق وصف الإبادة الجماعية اعتبارا من الخامس عشر من أكتوبر... وأن ثمانمائة باحث في الإبادة الجماعية وقعوا على رسالة تحذير من إبادة جماعية بعد ذلك بوقت قليل».

في السابع عشر من أكتوبر، بعد عشرة أيام من بدء الحرب، تقدم مسؤول في الخارجية الأمريكية يدعى جوش بول ـ كان قد ساعد في إدارة صفقات أسلحة لحلفاء لأمريكا ـ باستقالة من وظيفته احتجاجا على الحرب، ونشر خطاب استقالة مؤثر على لينكد إن، وأدلى بحوارات لبي بي سي وبي بي إس وغيرهما، وشارك في ملف في نيويوركر أعده أخي ونشر في 6 نوفمبر. وكان القتال آنذاك لم يتجاوز بعد شهرا واحدا.

وحينما أدى انفجار إلى مصرع مدنيين في مستشفى الأهلي بمدينة غزة في 17 أكتوبر، أثار ذلك فيضا من التعليقات والتكهنات والجدل حول المسؤول، وهو سؤال بادي الأهمية، وفي وقته، لأن ضرب مستشفى كان لا يزال يعد خطا أحمر غير قابل للتجاوز. وآنذاك، كان الجدل حول سلوك إسرائيل في الحرب متشابكا مع حجج كثيرة تتعلق بسياسة الدولة الأمنية، وخطابها القاسي، وتعاطف منتقديها، وحجم الصدمة الوطني من جراء السابع من أكتوبر، ونوع الرد الذي قد يبرره الدفاع عن النفس أو الانتقام. وكانت تصعب في بعض الأحيان رؤية تفاصيل معينة للرد العسكري بوضوح وسط كل تلك التشابكات، لكن بدا الأمر أيضا أشبه بمسألة مهمة تتطلب تفرقة جيوسياسية. تظهر تقارير الأمم المتحدة أن جميع مستشفيات غزة تقريبا تضررت أو تدمرت الآن، وكذلك أغلب المدارس والمساجد. ووفقا لمركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، فإن قرابة 70% من جميع مباني غزة قد تعرضت خلال أقل من سنتين لضرر محتمل أو متوسط أو شديد، أو تدمرت تماما. واعتبارا من يناير، أظهرت أرقام الأمم المتحدة أن تسعة من كل عشرة بيوت إما تضررت أو تدمرت. وأن قرابة 90% من الشعب قد نزحوا، ولمرات كثيرة في حالة أهل غزة. وأشارت دراسة نشرت في عدد يناير من مجلة ذي لانسيت الطبية اللندنية إلى أن قرابة خمسة وستين ألف فلسطيني تعرضوا للقتل بإصابات وجروح في الشهور التسعة الأولى من الحرب، وهذا الرقم يزيد بنسبة 40% عن تقديرات وزارة الصحة في غزة. وقدرت الدراسة أيضا أن أكثر من نصف الموتى نساء وأطفال، وتشير بعض التقديرات إلى أن نسبة الضحايا المدنيين أعلى من ذلك. وقد لقي أكثر من 175 صحفيا فلسطينيا مصرعهم.

تنازع إسرائيل وأنصارها في هذه الأرقام وكذلك في درجة تسبب هذه الحرب في قتل عدد من المدنيين يفوق أبشع الهجمات العسكرية الشنيعة في الذاكرة الحديثة (من قبيل الفلوجة والموصل). ولكنكم فيما تقرأون عن الضربات الحديثة المستهدفة لإيران، وقد قتلت وفقا للجيش الإسرائيلي عددا من كبار القادة العسكريين والنووين، يجدر بكم أن تفكروا في تقرير مجلة (+972) الصادر في وقت سابق من صراع غزة بأن كل مقاتل منخفض المستوى استهدفته إسرائيل بالذكاء الاصطناعي العسكري كان مسموحا في استهدافه بقتل ما بين 15 و20 مدنيا معه، وأنه في العديد من الحالات على الأقل، وفي حالة الشخصيات رفيعة المستوى، كان مسموحا بمائة أو أكثر من الوفيات بين المدنين. (في أواخر أبريل، كتبت عن تقرير +972، وتأكد كثير منه عبر تقارير أخرى لنيويورك تايمز).

في الأسابيع الأخيرة، تعلقت أكثر أخبار غزة رعبا بالهجمات على المصطفين من أجل الحصول على ألزم المساعدات الإنسانية. وفي وقت سابق من هذا الصراع، كان من اللافت بصفة خاصة أن شاهدنا سيندي ماكين - رئيسة برنامج الغذاء العالمي وأرملة السيناتور جون ماكين، الداعم القوي لإسرائيل لدرجة استعمال وجهه الضاحك في ميمات memes ضربات إيران الأخيرة ـ وهي تحذر من مستويات الجوع الخطيرة في أرجاء غزة. وفي مايو، حذرت من مجاعة، وظلت على هذا بصورة متقطعة طوال قرابة عام. وبعد ذلك التحذير، سرعان ما تأسس نظام لتوزيع الغذاء. ووفقا لمكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، لقي مئات الفلسطينيين مصرعهم منذ ذلك الحين، وهم في انتظار الطعام.

والذين كانوا يتابعون الصراع عن كثب، لن يجدوا الكثير من هذه المعلومات ـ أو حتى ما هو أكثر بكثير في مقال هانسن المطول ـ غريبا عليهم في الشكل أو الجوهر. ولكننا نتكلم عن انعدام الغرابة لنقصد به الألفة والاعتياد.

وقبل زمن غير بعيد، كان الأمريكيون كثيرا ما يتكلمون عن حكم التاريخ عندما يتعلق الأمر بنزاعات داخلية وصراع عالمي، وكأنما بمرور الزمن سوف يميل منظور العالم باتجاه العدالة لا محالة. لكن الأمور لا تميل دائما إلى الوضوح بمرور الزمن. ففي غالب الأحيان، تضعف الذاكرة، وتغيم التفاصيل، ويخفت صوت من يعترضون في ظل سخونة اللحظة بينما يمضي غيرهم على ما هم فيه.

ديفيد والاس-ويلز متخصص في العلوم وتغير المناخ والتكنولوجيا وهو من أكثر الكتاب مبيعا في هذه المجالات.

** خدمة نيويورك تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة الأمم المتحدة إسرائیل فی من أکتوبر فی غزة

إقرأ أيضاً:

هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 4% من سكان قطاع غزة

ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، الجمعة 27 يونيو 2025 ،  إن حصيلة الضحايا اقتربت من عتبة 100 ألف فلسطيني بنسبة تقارب 4 % من عدد سكان قطاع غزة ، الذين قتلوا بهجمات إسرائيلية أو توفوا نتيجة الآثار غير المباشرة للإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما يجعل هذه الحرب "الأكثر دموية في القرن 21".

وفي تقرير لها تساءلت الصحيفة عما إذا كانت إسرائيل قتلت 100 ألف فلسطيني في غزة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية، محاولة الإجابة بتسيلط الضوء على تقرير نشره فريق بحثي دولي دون الإشارة إلى عنوانه.

ونقلت الصحيفة تأكيد باحثين دوليين (لم توضح اختصاصهم)، أن عدد الضحايا بغزة جراء الهجمات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023 والذي أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، "أقل من الحجم الحقيقي للأزمة".

وقالوا بهذا الصدد: "الجوع والمرض وإطلاق النار الإسرائيلي على مراكز توزيع الغذاء جعل الحرب في القطاع واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين".

وفي الوقت الذي يرفض فيه متحدثون رسميون وصحفيون ومؤثرون بإسرائيل بيانات وزارة الصحة الفلسطينية مدعين أنها "مبالغ فيها"، يؤكد خبراء دوليون أن قائمة تلك الوزارة "بكل ما تجسده من فظائع، ليست موثوقة فحسب بل قد تكون متحفظة جدا مقارنة بالواقع".

وعن أبرز الدراسات الدولية التي تناولت هذه القضية، سلطت الصحيفة الضوء على دراسة نشرها البروفيسور مايكل سباغات الخبير العالمي في الوفيات خلال النزاعات العنيفة، وفريق من الباحثين هذا الأسبوع، إذ اعتبرتها "الأكثر شمولا حتى الآن بشأن موضوع الوفيات بغزة".

وأشارت الصحيفة إلى أن سباغات، وهو خبير اقتصادي في كلية هولواي بجامعة لندن، كتب عشرات المقالات عن الحروب في العراق وسوريا وكوسوفو، ودول أخرى.

وأوضحت أن سباغات وبمساعدة "عالم السياسة الفلسطيني الدكتور خليل الشقاقي، أجرى الفريق مسحا لـ 2000 أسرة في غزة، تضم نحو 10 آلاف شخص، وخلصوا إلى أنه حتى يناير/ كانون الثاني 2025، قتل حوالي 75 ألفا و200 شخص في غزة نتيجة أعمال عنف خلال الحرب، غالبيتهم العظمى بسبب الذخائر الإسرائيلية".

واستدركت: "في ذلك الوقت، قدرت وزارة الصحة في قطاع غزة عدد القتلى منذ بداية الحرب بـ 45 ألفا و660 قتيلا، وبعبارة أخرى، قللت بيانات وزارة الصحة من العدد الحقيقي للقتلى بنحو 40 بالمئة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الدراسة لم تخضع "لمراجعة الأقران، حيث نشرت كنسخة أولية، لكن نتائجها تشابهت إلى حد كبير مع نتائج دراسة أُجريت بأساليب مختلفة تماما ونشرها في يناير الماضي باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، وقدّرت تلك المجموعة أيضا التفاوت بين بيانات وزارة الصحة والأرقام الحقيقية بنحو 40 بالمئة".

وذكرت الصحيفة العبرية أن دراسة "سباغات وزملائه تحاول الإجابة عن سؤال الوفيات الزائدة في القطاع، وبمعنى آخر، كم عدد الأشخاص الذين ماتوا نتيجة الآثار غير المباشرة للحرب: الجوع، والبرد، والأمراض التي استحال علاجها بسبب تدمير النظام الصحي، وعوامل أخرى؟".

وقالت بهذا الصدد: "حتى دون احتساب موجات الوفيات الزائدة المتوقعة في المستقبل، أدى الجمع بين ضحايا العنف والوفيات الناجمة عن الأمراض والجوع إلى وفاة 83 ألفا و740 شخصا قبل يناير (2025)، مع الأخذ في الحسبان المسح والوفيات الزائدة".

وأضافت: "منذ ذلك الحين، ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 10 آلاف شخص، وهذا لا يشمل من هم في فئة الوفيات الزائدة، والخلاصة هي أنه حتى لو لم تتجاوز الحرب بعد خط 100 ألف قتيل، فهي قريبة جدًا من ذلك".

ونقلت الصحيفة عن البروفيسور سباغات، قوله إن "هذه البيانات تضع الحرب في قطاع غزة كواحدة من أكثر الصراعات دموية في القرن الحادي والعشرين".

وتابع: "حتى لو كان العدد الإجمالي لضحايا الحرب في سوريا وأوكرانيا والسودان أعلى في كل حالة، فإن غزة على ما يبدو تحتل المرتبة الأولى من حيث نسبة القتلى من المقاتلين إلى غير المقاتلين، وكذلك من حيث معدل الوفيات بالنسبة إلى حجم السكان".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "وفقا لبيانات المسح، والتي تتوافق مع بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 56 بالمئة من القتلى كانوا إما أطفالًا دون 18 عاما، أو نساء، وهذا رقم استثنائي مقارنة بجميع النزاعات الأخرى تقريبًا منذ الحرب العالمية الثانية".

وبحسب الصحيفة، فإن البيانات التي جمعتها ونشرتها منظمة سباغات، تشير إلى أن نسبة النساء والأطفال الذين قُتلوا نتيجةً للعنف في غزة تزيد على ضعف النسبة في جميع النزاعات الأخيرة تقريبًا، مضيفة: "بما في ذلك، على سبيل المثال، الحروب الأهلية في كوسوفو (20 بالمئة)، وشمال إثيوبيا (9 بالمئة)، وسوريا (20 بالمئة)، وكولومبيا (21 بالمئة)، والعراق (17 بالمئة)، والسودان (23 بالمئة)".

ومن البيانات المتطرفة الأخرى التي وُجدت في الدراسة، نسبة القتلى إلى عدد السكان، يقول سباغات: "أعتقد أننا ربما وصلنا إلى نسبة قتلى تُقارب 4 بالمئة من السكان".

ويضيف: "لست متأكدًا من وجود حالة أخرى في القرن الحادي والعشرين وصلت إلى هذا المستوى".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "على عكس ثراء البيانات التي تقدمها قوائم الوزارات الرسمية والدراسات البحثية، والتي تُؤكد أرقام وزارة الصحة في غزة، فإن صمت المتحدثين الرسميين الإسرائيليين عن عدد القتلى لافت للنظر".

وقالت: "حرب 7 أكتوبر (2023) هي الأولى التي لم يُقدم فيها الجيش الإسرائيلي تقديرات لعدد القتلى المدنيين من العدو".

وأضافت: "الرقم الوحيد الذي تُكرره وحدة المتحدث باسم الجيش والمتحدثون الرسميون الإسرائيليون الآخرون هو مقتل 20 ألفا من حماس ومنظمات أخرى. هذا الرقم غير مدعوم بقائمة أسماء أو أدلة أو مصادر أخرى".

وتابعت: "وفقا لسباغات، جرت محاولة لإحصاء عدد المسلحين الذين نشرتهم إسرائيل. وقد تمكن فريقه من الوصول إلى بضع مئات، لكن من الصعب إعداد قائمة تضم حتى ألفا".

المصدر : وكالة سوا - الاناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية كان : نتنياهو يعقد جلسة مشاورات أمنية وضغوط لجسر الفجوات كاتس: أوعزت للجيش بتحضير خطة للعمل الدائم ضد التهديدات الإيرانية محللون إسرائيليون: نتنياهو يرهن وقف حرب غزة بهذا الأمر الأكثر قراءة إصابة 6 مواطنين جرّاء اعتداء جنود الاحتلال ومستوطنين عليهم في الخليل ترامب: سأمهل إيران أسبوعين.. ولا يمكن لإسرائيل القضاء على كل المنشآت النووية سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم السبت 21 يونيو نحو 46 ألف طالب وطالبة يتقدمون لامتحان الثانوية العامة في فلسطين دون غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إسرائيل.. الزوال الحتمي
  • صحيفة بريطانية تفضح سرا يخص النووي الإيراني أخفته إسرائيل أكثر من 15 عاما
  • كيف غيّرت حرب غزة مزاج أوروبا تجاه إسرائيل؟
  • ما الذي دفع إسرائيل لوقف الحرب دون حسم؟
  • الكشف عن الخسائر المادية التي تكبدتها إسرائيل في الحرب مع إيران
  • هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 100 ألف فلسطيني في غزة
  • استشهاد عشرة آلاف سيدة منهن 6 آلاف أمّ خلّفن أكثر من 19 ألف طفل يتيم في القطاع
  • الجيش الإيراني يحصي قتلاه خلال الحرب مع إسرائيل
  • هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 4% من سكان قطاع غزة