أركان الإيمان ومعنى التوحيد.. يوضحها علي جمعة
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن أركان الإيمان تمثل الأساس الذي تقوم عليه العقيدة الإسلامية، وهي ستة أركان: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
وقد استنبطت هذه الأركان من حديث جبريل عليه السلام حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره» [رواه البخاري ومسلم].
وأكد جمعة أن الإيمان بالله هو أول أركان الإيمان، ويعني التصديق الجازم بوجود الله سبحانه وتعالى، وبأنه واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، وبأنه وحده المستحق لجميع أنواع العبادة.
وأوضح أن الإيمان بالله يتمثل في العقيدة الراسخة بـ "لا إله إلا الله"، التي تعني نفي استحقاق العبادة لأي أحد سوى الله، مضيفًا أن هذه الكلمة تنفي الشرك بجميع صوره وتثبت العبادة للخالق وحده.
الفرق بين الموحد والمشركوأشار جمعة إلى أن الملحد ينكر وجود الإله، والمشرك يخلط بين عبادة الله وعبادة غيره، بينما الموحد المسلم ينفي استحقاق العبادة عن غير الله ويؤمن بأن الله هو الخالق والمعبود بحق.
وأضاف أن كلمة "لا إله إلا الله" تعبر عن الإيمان الحقيقي الذي يجعل المسلم يثق بالله، ويعتمد عليه، ويستعين به، ويقصد وجهه الكريم في كل أموره.
شهادة التوحيد ومكانة النبيوأوضح جمعة أن شهادة "لا إله إلا الله" ترتبط بشهادة "محمد رسول الله"، فهي المدخل إلى الإسلام، مشيرًا إلى أن الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة توضح الطريق إلى عبادة الله بشريعته التي جاء بها النبي الكريم.
وقال إن الإيمان بالله لا يكتمل إلا باتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن ذلك هو السبيل الوحيد لعبادة الله العبادة الصحيحة والمقبولة.
وختم الدكتور علي جمعة حديثه بالدعاء أن يرزقنا الله فهم حقائق التوحيد، وأن يعيننا على تحقيق كمال الإيمان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة التوحيد الله الإيمان الأركان الإيمان بالله النبي صلى الله عليه وسلم الإیمان بالله
إقرأ أيضاً:
جمعة يوضح سر السلام الداخلي والسكينة في التعامل مع أقدار الله
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الكون كله ملكٌ لله تعالى، وأنه وحده من يدبّر أحداثه ويُجري مقاديره، مشيرًا إلى أن هذا الإيمان يُنشئ في القلب خُلُقَي التسليم والرضا، وما يترتب عليهما من رحمة وطمأنينة نفسية وتوكّل وشكر وتعظيم للنعمة.
وأوضح جمعة أن على الإنسان ألّا يجعل إرادته في صدام مع إرادة الله، لأن من أدرك أن الله هو المدبّر الحقيقي، أراح نفسه من القلق والتذمّر.
حال العارفين.. أربعون سنة بلا سخط
وساق جمعة مثالًا من أحوال العارفين بالله، مستشهدًا بقول أبي عثمان الحِيري:
«منذ أربعين سنة ما أقامني الله في حال فكرهته».
وأشار إلى أن هذا القول يكشف حالة من الرضا العميق، سواء كان الحال رخاءً وسعة، أو ضيقًا وشدّة، فصاحب هذا المقام لا يضطرب قلبه، ولا يتبرّم، بل يقابل كل قدر بالتسليم والثبات.
وأضاف أن النبي ﷺ أكّد هذا المعنى في الحديث الشريف:
«عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير؛ إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر»،
موضحًا أن حتى الشوكة يشاكها المؤمن تُعد تكفيرًا لذنوبه ورفعًا لدرجاته.
السخط.. علامة جهل بالله
وأشار جمعة إلى أن قول الحِيري:«ولا نقلني إلى غيره فسخطته» يوضح مقامًا أعلى، وهو الرضا عند التغيّر نفسه؛ انتقال العبد من حال لحال، سواء من الفقر إلى الغنى أو العكس، دون سخط أو اعتراض.
وبيّن أن من يسخط حاله أو يتذمّر من قضاء الله، فقد بلغ غاية الجهل بربّه، لأنه يتشوّف إلى غير ما أراده الله له، ويريد تغيير ما أجراه في الكون، وهذا منافٍ للأدب مع الله.
الحقيقة الثابتة
وشدد جمعة على أن الحقيقة التي ينبغي على المؤمن إدراكها يقينًا هي:أنه لا يحدث شيء في الكون إلا بإرادة الله، سواء كان خيرًا أو شرًا، نفعًا أو ضرًا، فكل شيء بأمره وتحت سلطانه، ولا حول ولا قوة إلا به.
دعاء الصالحين.. أدب مع اللهواختتم جمعة منشوره بالتذكير بدعاء كان يردده الصالحون دائمًا:«اللهم علّمنا الأدب معك»،
مبينًا أنه دعاء يجمع جوهر العلاقة بين العبد وربه، ويجعل القلب واقفًا بين يدي الله بالخشوع والرضا والتسليم.