المغرب يتعبأ لمواجهة موجة البرد بتوجيهات ملكية..تدابير شاملة لدعم آلاف الأسر
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
تنفيذاً للتعليمات الملكية، استنفرت وزارة الداخلية، بتنسيق مع كافة الوزارات والإدارات المعنية، جهودها لتفعيل تدابير استعجالية بهدف دعم المواطنين المتضررين من موجة البرد القارس التي تشهدها عدد من مناطق المملكة.
وأكدت الوزارة في بيان لها أنه تم توجيه ولاة الجهات وعمال الأقاليم المعنية للتعبئة الشاملة، وضمان تتبع تطورات الوضع، وتنظيم عمليات التدخل الميداني.
وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الداخلية عن تفعيل مركز قيادة ويقظة على المستوى المركزي، إلى جانب لجان إقليمية للتتبع، في إطار المخطط الوطني الخاص بالموسم الشتوي 2024-2025. ويشمل المخطط مستجدات أبرزها توسيع قاعدة الدواوير المستهدفة لتشمل 185 دواراً إضافياً، مع منح الأولوية للمناطق المتأثرة بالزلازل والفيضانات الأخيرة.
ويستهدف البرنامج حوالي 872,778 نسمة، موزعة على 169,134 أسرة في 2,014 دواراً، تغطيها 241 جماعة ترابية على مستوى 28 عمالة وإقليماً.
ومن بين الإجراءات المتخذة، تم ضمان التموين المستمر بالمواد الأساسية ووسائل التدفئة، إضافة إلى توزيع المساعدات الغذائية، الأغطية، وحطب التدفئة.
كما تمت تعبئة الآليات اللازمة لفتح المسالك المهددة بالانقطاع، وتنظيم تدخلات فورية لإنقاذ السكان في الحالات الحرجة. هذا إلى جانب العمل على استمرارية شبكات الطرق والهاتف، وتوفير الأعلاف للمواشي في المناطق المتضررة.
وأوضحت الوزارة أن هذه التدابير تأتي في إطار التعبئة الشاملة، بهدف تقديم الدعم اللازم وضمان سلامة المواطنين وممتلكاتهم، انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الرامية إلى التخفيف من معاناة الساكنة في الظروف الصعبة.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: الزلازل الشتاء الفيضانات المساعدات الإنسانية المغرب الملك محمد السادس المناطق المتضررة تدابير استعجالية
إقرأ أيضاً:
تونس تستنفر طاقاتها لإخماد الحرائق المستمرة لليوم الثالث.. موجة حر ورياح قوية تُعقّد جهود السيطرة
تخوض فرق الإطفاء والحماية المدنية في تونس سباقاً مع الزمن لليوم الثالث على التوالي للسيطرة على حرائق غابات واسعة اجتاحت عدة مناطق شمالية، وسط موجة حر شديدة ورياح عاتية تسببت في توسّع رقعة النيران، مما أدى إلى إطلاق نداءات استغاثة من الأهالي وتعبئة وطنية شاملة لمكافحة الكارثة البيئية.
ووفق بيانات رسمية، أعلنت الإدارة العامة للحماية المدنية تمكنها من السيطرة على 202 حريق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، إلا أن جهود الإطفاء لا تزال مستمرة في بؤر متجددة في غابات جبل منصور، التي تمتد بين محافظتي زغوان وسليانة، حيث اشتعلت النيران في مناطق وعرة يصعب الوصول إليها بالمعدات الثقيلة.
النيران تلتهم الغابات… والدخان يقترب من المناطق السكنية
أظهرت مقاطع فيديو وصور تداولها ناشطون ومدونون سحباً ضخمة من الدخان الأسود وألسنة لهب شاهقة تلتهم الأشجار وتزحف نحو القرى المجاورة، بينما تعمل فرق الدفاع المدني بمشاركة وحدات من الجيش على فتح مسالك ترابية لمنع تمدد الحريق نحو المناطق الآهلة بالسكان.
وقال شهود عيان إن بعض القرى المجاورة اضطرت إلى إخلاء جزئي، فيما أطلقت أسر محلية نداءات استغاثة مع اقتراب ألسنة اللهب من منازلهم، وسط أجواء خانقة وغياب الرؤية نتيجة كثافة الدخان في الهواء.
حرارة قياسية ورياح تزيد الأزمة تعقيداً
تزامن اندلاع الحرائق مع تسجيل درجات حرارة تجاوزت 46 درجة مئوية في بعض المناطق الداخلية من البلاد، مدفوعة برياح جافة جنوبية شرقية تزيد من سرعة انتشار النيران، وتعقّد مهام رجال الإطفاء.
وقال المعهد الوطني للرصد الجوي إن الظروف المناخية الحالية تمثل بيئة مثالية لاشتعال الحرائق، مشدداً على أن الأسبوع الجاري سيكون الأكثر سخونة منذ بداية الصيف، مع احتمالات كبيرة لموجات حر جديدة.
خسائر بيئية فادحة… ومخاوف من تأثير طويل المدى
ووفق التقديرات الأولية، تسببت الحرائق في تدمير مئات الهكتارات من الغابات الطبيعية والأراضي الحراجية التي تضم تنوعاً نباتياً وبيئياً مهماً، ويُخشى من أن تؤثر هذه الحرائق على النظام الإيكولوجي المحلي وتزيد من مخاطر التصحر في المناطق الجبلية المتأثرة.
ورغم عدم تسجيل أي خسائر بشرية مباشرة حتى الآن، إلا أن الخسائر الاقتصادية والبيئية باتت كبيرة، حيث تضم المناطق المتضررة أراضٍ زراعية وأشجار زيتون وغابات صنوبر تُعد من الموارد الطبيعية الحيوية في البلاد.
دعوات للحذر وتحذيرات من إشعال النيران
أطلقت وزارة الداخلية والإدارة العامة للغابات عدة نداءات للمواطنين تحثهم على تجنّب التوجه للغابات أو إشعال النار في الفضاءات المفتوحة، مؤكدة أن الوضع لا يزال تحت السيطرة النسبيّة، لكن التطورات المناخية المفاجئة تتطلب أقصى درجات الحذر من الجميع.
كما حذّرت السلطات من احتمال وجود حرائق ناتجة عن الإهمال أو الفعل العمدي، مؤكدة أنها تتابع هذه الملفات قضائياً وستحاسب كل من يثبت تورطه في التسبب في الكارثة.
خلفية موسمية… ولكن بخطورة متصاعدة
تعد حرائق الغابات في تونس ظاهرة موسمية تتكرر صيفاً، لكنها في السنوات الأخيرة أصبحت أكثر عنفاً واتساعاً نتيجة التغيرات المناخية والضغوط البشرية المتزايدة على الغابات.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى اندلاع أكثر من 400 حريق غابات سنوياً في تونس، معظمها في شهري يوليو وأغسطس، لكن عام 2025 يُسجّل حتى الآن أعلى معدل من حيث المساحات المحترقة وتواتر الحرائق مقارنة بالأعوام الخمسة الماضية.
آخر تحديث: 29 يوليو 2025 - 17:03