أحمد بن حمدان يُدشن أول مراكز «الشراع» المعتمدة دولياً
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
دبي (الاتحاد)
بحضور الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان رئيس اتحاد الشراع والتجديف الحديث، وعدد من الشخصيات ممثلي اللجنة الأولمبية والأندية الرياضية والبحرية في الدولة، شهد مقر نادي زوارق شاطئ دبي في جميرا، تدشين خطوات منح الأندية الاعتماد العالمي، كمراكز للتدريب والتطوير وفق معايير الاتحاد الدولي للشراع.
وقام الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان برفع علم الاتحادين الدولي والإماراتي، في مقر نادي زوارق شاطئ دبي في جميرا، كواحد من أربعة أندية في دولة الإمارات، استوفت الشروط وحصلت على الاعتماد الدولي، وذلك في حفل مصغر، بحضور محمد بن درويش المدير التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية، وسيمون ريفيس رئيس مجلس إدارة نادي زوارق شاطئ دبي، ومحمد راشد الرميثي رئيس نادي العديد للرياضات البحرية، وأحمد إبراهيم محمد البلوشي المدير العام لنادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية، ومحمد عبدالله العبيدلي الأمين العام لاتحاد الشراع والتجديف الحديث.
ويُعد حصول اتحاد الشراع والتجديف الحديث على شهادة امتياز منح الاعتماد من قِبل الاتحاد الدولي للشراع لمراكز التطوير والتدريب في الرياضات الشراعية الحديثة، إنجازاً إدارياً جديداً يُعزز من مكانة رياضة الشراع الحديث في الدولة ويضع الأندية والمؤسسات في مصاف العالمية بمطابقتها الشروط والمعايير الدولية. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اتحاد الشراع اتحاد الشراع والتجديف أحمد بن حمدان بن محمد دبي أحمد بن
إقرأ أيضاً:
مراكز المساعدات الدموية ..مصائد الموت
غزة- «عُمان»- بهاء طباسي:
عندما غادر محمد الزبن بيته المهدم في خان يونس نحو رفح، كان يظن أن حمل كيس من الطحين يستحق مجازفة الرصاص، فقد صار الخبز في غزة أمنية أكبر من النجاة. عند الثالثة فجر الأحد الموافق الأول من شهر يونيو عام 2025، سار بين آلاف الأجساد التي التحفت الظلام، وكلٌّ منهم يحمل وجعًا مختلفًا. يقول الشاب ذو الثمانية والعشرين عامًا: «اعتدت النوم على صوت الرصاص، لكن تلك الليلة كانت تختلف، وكأن الموت خرج يتمشى بيننا».
فجر الموت قرب دوار العلم
لم يكن في مركز المساعدات الأميركي قرب دوار العلم سوى أربع شاحنات، لا تكفي حتى لكسر وجبة جوع. وما إن بدأت الحشود بالتراجع تحت وقع الرصاص المنهمر من الدبابات، حتى باغتتهم الزوارق من البحر، وأطلقت نيرانها على من احتمى بالموج. وخلال دقائق، تحوّل الشاطئ إلى مشهد جنائزي مفتوح، حيث سقط العشرات مضرجين بدمائهم، وارتفعت صرخات لا يسمعها إلا البحر والسماء.
المشهد كان مهيبًا لا يُنسى، الجثث ملقاة بين الرمال وبين الأمواج التي تهمس بالحزن، والناس يصرخون طالبين النجدة وسط ظلام فجر لا يرحم. النساء تئنّ بألم الفقد، والأطفال يختبئون خلف أجساد آبائهم، أما الشبان فكانوا يحاولون حمل المصابين على أكفهم الهزيلة، وسط أزيز الرصاص الذي لم يتوقف.
في ذلك الوقت، كان محمد الزبن وسط الحشود، يشاهد بأم عينيه كيف تحوّل انتظار المساعدات إلى كابوس مرعب. بينما كان الشباب يحملون المصابين على الدراجات الهوائية، كان يعي تمامًا حجم الخطر الذي يحيط بهم، وكيف تُزهَق أرواح أبرياء في لحظة يبحثون فيها فقط عن لقمة تسد جوعهم.
من شردته الحرب، أكلته المعونات
محمد لم يكن وحده. شبان من غزة وشمال القطاع قضوا ليلتهم قرب المركز، بحثًا عن علبة طحين أو قطعة جبن. البعض حمل أطفاله على الأكتاف، والآخرون افترشوا الرمل. حين بدأت الدبابات تطلق النار، احتموا خلف السواتر الترابية، لكن القذائف لم تترك لهم فرصة حتى للبكاء.
تراجع محمد مع الشباب الآخرين إلى شاطئ البحر هرباً من كثافة الرصاص، وهناك حدثت المأساة الكبرى، إذ لم يقتصر الاستهداف على الأرض، بل امتد من البحر عبر زوارق حربية أطلقت نيرانها على الفارين، مما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والمصابين. بين الحاضرين، سقط شاب يقف بالقرب من محمد فجأة، ضحية رصاص البحر المباشر، في لحظة تركت الجميع في صدمة عميقة.
مع توقف إطلاق النار عند طلوع الفجر، اندفع الناجون إلى مركز التوزيع ليجدوا أمامهم كمية محدودة جداً من المساعدات، لا تكفي سوى جزءًا صغيرًا من الحضور، مما زاد من وجعهم وسط فقدان أصدقائهم وأحبائهم الذين لم يتمكنوا من اللحاق بالنجاة.
المساعدات.. مشروع فوضى بإشراف عسكري
منذ بدء عمل ما يُعرف بـ«مؤسسة غزة الإنسانية» الأميركية المدعومة من الاحتلال، تكررت مشاهد الفوضى، والتدافع، والانفلات الأمني، وسط غياب شبه كامل لأي تنظيم أو حماية للمدنيين. لم تشهد مراكز التوزيع سوى شحنات محدودة، في مقابل آلاف الجائعين، بينما تكررت حالات الاستهداف، وكأن الجوع صار فخاً للموت.
أبرزها «مجزرة الأحد»، عندما استهدفت القوات الإسرائيلية مركز توزيع المساعدات في منطقة تل السلطان غرب رفح، ما أسفر عن استشهاد 31 فلسطينيًا وإصابة81 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء. جاء الهجوم بينما كان مئات المواطنين يتجمعون تحت شمس الظهيرة، على أمل الحصول على طرد من الأرز أو كيس دقيق، لكن الرصاص والدبابات باغتتهم
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد أن 52 شهيدًا و340 جريحًا سقطوا في مراكز التوزيع التي تشرف عليها المؤسسة الأميركية، منذ 27 مايو 2025، وهو ما يعيد طرح تساؤلات صعبة عن حقيقة الدور الإغاثي لهذه الجهة، وطبيعة علاقتها المباشرة مع قوات الاحتلال التي تحميها، بل وتنسق معها في لحظة إطلاق الرصاص.
رصاصة في الرأس بدلاً من وجبة
شحدة محمد بركة، رجل في منتصف العمر من سكان دير البلح، حمل على عاتقه هموم ستة أطفال وأعباء الحياة القاسية في ظل الحصار والظروف المعيشية المتردية. لم يكن من بين أولئك الذين يثقون في مراكز توزيع المساعدات أو ينتظرون تحت شمس غزة الحارقة، بل خرج يبحث عن قوت يومه في سوق قريب، أملاً في أن يجد شيئًا يطعم به عائلته المتعبة. لكنه وجد نفسه فجأة في قلب العاصفة التي لم تكن ترحم أحدًا.
في تلك الليلة التي قضى فيها شحدة تحت السماء المفتوحة قرب دوار العلم في رفح، لم يكن يتخيل أن مشهد البحث عن طعام يتحول إلى مأساة لا حدود لها. وبينما كان يحاول الإمساك بقطعة من الأمل في زحمة الانتظار، اخترقت رصاصة دخان الليل والبرد جسده، مستهدفةً رأسه، لتسقطه شهيدًا قبل أن يسمع أحد صرخاته أو يجد له يدًا تواسيه.
حكى شقيقه هاني، بصوت متقطع يحمل ألم الفقد، أن شحدة لم يكن يقصد التوجه إلى مركز المساعدات، وكان بعيدًا عن دائرة الخطر. لكنه بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وغياب أي حل لأزمات العائلات، اضطر إلى المخاطرة بكل شيء. «لم يكن يريد أن يقف في الطوابير، لكنه دفع ثمن الجوع والاحتلال»، قال هاني، وهو يسترجع لحظات الفاجعة التي قلبت حياة العائلة رأسًا على عقب.
المشفى لا يحتمل المزيد
يارين أبو النجا، أم لأربعة أطفال، لم يكن أمامها خيار سوى أن تمسك بيد شقيقها محمد وتجرّه معها في رحلة الخوف إلى مركز توزيع المساعدات غرب رفح. كانت تعلم أن أبناءها وأبناء أخيها لم يذوقوا طعاماً منذ ثلاثة أيام، وكان الأمل معلقًا على طرد غذائي صغير يعيد الحياة إلى بطونهم الفارغة. مع اقترابهما من الساحة، بدأت الدبابات تطلق نيرانها بكثافة، فاختلط الصراخ بدوي الرصاص، وتبددت الحشود كغبار في مهب الهلع.
وسط الفوضى، تاهت يارين عن شقيقها. لم تعِ كيف فقدت أثره، فقط تتبعت صوت الرصاص، ثم الركض، ثم الصمت، حتى جاءها النبأ بأن محمد أصيب في بطنه برصاصة إسرائيلية. أسرعت إلى مجمع ناصر الطبي، وهناك بدأت مأساة أخرى. تقول وهي تحاول كبت ارتجاف صوتها: «كان المستشفى يغلي بالدم والأنين. المصابون يتدفّقون بالعشرات، والكوادر الطبية تحاول المستحيل. بعد إسعاف أخي، قالوا إن عليه المغادرة لأنه لا توجد أسرّة كافية، فأخرجوه ليمنحوا مكانه لحالة أخطر».
لم تكن إصابة محمد طفيفة، لكن في المشفى المحاصر بالجرحى، لا مكان للتفاصيل. تضيف يارين: "أمسك بيدي وقال لي: ما تخافيش، أنا بقدر أتحمل، خلّي السرير لحد تاني يمكن ينقذوه. بس أنا كنت شايفة وجهه شاحب، وجرحه ينزف. حسّيت إني تركته على باب الموت". وبينما حملوه إلى مكان قريب خارج قسم الطوارئ، لم يكن في يد العائلة إلا الصبر، والانتظار على أمل أن يتوفر سرير، أو يتراجع سيل الدم، أو تهدأ السماء قليلاً.
"المساعدات" التي تخطف الأرواح
بعيداً عن رفح، في منطقة "محور نتساريم" القريبة من جسر وادي غزة، لم يكن المشهد أقل مأساوية. ففي الوقت الذي كان الناس يقفون في انتظار المساعدات، فتحت قوات الاحتلال نيرانها عليهم. الشاب ساهر تيسير عيد أصيب برصاصتين رغم مرضه بالسرطان.
يحكي شقيقه صائب، وهو يلازمه في المشفى الأميركي بدير البلح: "كان يمدّ يده للمساعدة، لا لأخذ الطرد فقط. حمل ثلاثة جرحى، وفي الرابعة أصابوه. كأنهم لا يطيقون حتى أن نتعاون مع بعضنا لإنقاذ من يسقط".
عبيدة.. الطفل الذي ضاع بين الرصاص
جبر موسى، والد الطفل عبيدة، ينام منذ أيام على بعد أمتار من مركز المساعدات في وادي غزة. لا يطلب طحينًا ولا سكرًا، بل خبرًا عن ابنه. يقول حاتم، شقيق عبيدة: "ذهب معنا دون أن نعلم، وكان يحمل هوية أمي ليحصل على الطحين. عندما أطلقت الدبابات النار، حاول الهرب مع أحد جيراننا، لكن ثلاث دبابات حاصرته من ثلاث جهات. أصيب في بطنه، وسمعناه يقول: أمانة لا تتركوني. لكن القذائف منعت أي أحد من الاقتراب".
ما يبعث بعض الأمل في نفوس العائلة، أن شهودًا رأوا مروحية إسرائيلية تقلع من المكان، وجيبًا عسكريًا قرب نقطة إصابته. لا أحد يعلم إن كان عبيدة قد نُقل مصابًا أم جثمانًا، لكنهم أبلغوا الصليب الأحمر والمركز الفلسطيني للمفقودين، دون أن تصلهم أي إجابة.
مشاهد صادمة... وسلاح في وجه الجوعى
أظهرت مقاطع مصورة عناصر أمن المؤسسة الأميركية وهم يشهرون أسلحتهم في وجه المحتشدين، في مشهد لا يمتّ للعمل الإنساني بصلة. ووفق روايات الأهالي، فإن أحد مسؤولي التوزيع صعد إلى تلّة ترابية، وأعطى إشارة انسحاب إلى جنود الاحتلال، ليبدأ بعدها إطلاق النار.
في اليوم التالي، عاد جبر موسى إلى الموقع ذاته، لا ليحصل على طرد، بل ليعرف فقط: هل مات عبيدة؟ وعلى بعد 100 متر فقط، أطلقت دبابة وطائرات مُسيّرة وابلًا جديدًا من الرصاص، فسقط جارهم محمد أبو حجير شهيدًا، وأصيب آخرون.
الموت بإشراف إنساني
أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، حذّر من استمرار ما وصفه بـ"المسار الدموي لتوزيع المساعدات في غزة"، مؤكدًا أن الطريقة التي تُدار بها تلك العمليات لا تندرج تحت أي إطار إنساني، بل تُستخدم كأداة للقتل المنهجي.
وأوضح أن مراكز توزيع المساعدات التي تُقام تحت مظلة أميركية، وبتنسيق مباشر مع جيش الاحتلال، تحوّلت إلى كمائن معدّة سلفًا لاستدراج المدنيين الفلسطينيين، لا سيما النازحين والجوعى، بهدف استهدافهم بدمٍ بارد.
وأضاف الشوا لـ«عُمان» أن ما يجري على الأرض ليس سوى جزء من حملة متكاملة لتبييض وجه الاحتلال، عبر تقديم واجهة إنسانية خادعة، يُراد بها خداع الرأي العام العالمي، وإظهار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بمظهر من يسعى لحل الأزمة الإنسانية، بينما هو في الواقع يُشرف على تكتيك إجرامي مزدوج: قتل المدنيين واستثمار دمائهم في خطاب علاقات عامة موجه للغرب.
وأشار إلى أن هذا النموذج من "الإغاثة القاتلة" يُعد انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية، داعيًا المجتمع الدولي إلى رفض هذا المسار المشوَّه، ومطالبة الأمم المتحدة باستعادة دورها الكامل في الإشراف على الإغاثة، بعيدًا عن أجندات الاحتلال ومخططاته. وشدد على أن الفلسطينيين لا يريدون فتاتًا مشروطًا بالدم، بل حقهم في الغذاء والكرامة دون أن يُقتلوا وهم يصطفون من أجل كيس عدس.
وختم الشوا بالتأكيد على أن من يزرع الفوضى تحت راية المساعدات، إنما يستثمر في معاناة الناس لأغراض سياسية، مؤكدًا أن أي مشروع إغاثي لا يضمن الحماية الكاملة للمدنيين هو شريك ضمني في الجريمة، وليس جزءًا من الحل.