صراع الأجيال.. المخضرم ديوكوفيتش يطيح بألكاراز الواعد
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
تغلب نوفاك ديوكوفيتش على غريمه الشاب كارلوس ألكاراز 4-6 و6-4 و6-3 و6-4 في معركة شرسة تستحق أن تكون على اللقب ليصعد إلى قبل نهائي بطولة أستراليا المفتوحة للتنس اليوم الثلاثاء ليواصل سعيه للفوز بلقبه 25 في البطولات الأربع الكبرى في رقم قياسي.
في أحدث فصل من المنافسة بين الأجيال والتي ظهرت في أبرز البطولات بما فيها مباراة الميدالية الذهبية في أولمبياد باريس العام الماضي، واصل ديوكوفيتش (37 عاماً) هيمنته على الملاعب الصلبة أمام ألكاراز.
وكانت الهزيمة ضربة موجعة للاعب الإسباني (21 عاماً) بطل فرنسا المفتوحة وويمبلدون الساعي لأن يصبح أصغر لاعب يحصد البطولات الأربع الكبرى، وبات عليه أن يستوعب خسارته الثالثة أمام ديوكوفيتش على هذا النوع من أرضيات الملاعب.
ووضعت بعض الضربات غير الموفقة في بداية المباراة ألكاراز تحت ضغط لكنه أطلق ضربة خلفية رائعة ليرد كسر إرساله، وأظهر أداءً قوياً منذ ذلك الحين، ليتقدم 5-4 في المجموعة الافتتاحية القوية بدنياً بعد أن ارتكب ديوكوفيتش خطأ.
وبعد أن خسر إرساله للمرة الثانية، طلب ديوكوفيتش وقتاً مستقطعاً للعلاج خارج الملعب وعاد بضمادة على فخذه الأيسر، لكن اللاعب الصربي المصنف السابع لم يتمكن من منع ألكاراز من الحفاظ على إرساله ليرسل اللاعب الإسباني ضربة إرسال ساحقة في النهاية ليحسم المجموعة الأولى.
وكان ديوكوفيتش أكثر شراسة في المجموعة الثانية واندفع عدة مرات نحو الشبكة ليفوز بأول ثلاثة أشواط قبل أن يسدد ضربة خلفية مباشرة مذهلة بمساعدة حبل الشبكة في مرحلة ما، لكن ألكاراز نجح في التعادل 3-3.
وتبدل الزخم مرة أخرى، إذ ضغط ديوكوفيتش على اللاعب الإسباني المصنف الثالث بضربات قوية ليفوز بالمجموعة الثانية ثم تلقى هتافات هائلة من الجماهير في ملعب رود ليفر عندما كسر إرسال منافسه ليتقدم 4-2 ثم 5-3 في المجموعة الثالثة.
ولعب ديوكوفيتش، الفائز ببطولة ملبورن بارك عشر مرات، وكأنه نسخة أصغر سناً منه وأظهر دقة كبيرة ليفوز بالمجموعة قبل أن يكسر إرسال منافسه في وقت مبكر من المجموعة التالية ليحكم قبضته على المباراة.
وفاز ألكاراز في تبادل للضربات استمر 33 ضربة لينقذ نقطة لكسر إرساله عندما كان متأخراً 4-2 في المجموعة الرابعة ثم ابتسم لكن ديوكوفيتش استخدم كل خبرته ليحسم الفوز بالمباراة ويضرب موعداً في قبل النهائي مع الألماني ألكسندر زفيريف المصنف الثاني.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بطولة أستراليا المفتوحة للتنس نوفاك ديوكوفيتش كارلوس ألكاراز فی المجموعة
إقرأ أيضاً:
بعض الأجيال الحالية بلا أهداف
لكل جيل من الأجيال أهداف مهمة في حياته يرتبط تحقيقها بإطار زمني محدد تبدأ معه من المراحل الدراسية المختلفة وخاصة في مرحلة الثانوية العامة التي أصبحت في المملكة بنظام المسارات التخصصية التي تُحدد هدف التخصص الجامعي الذي يرغبه، ثم التخرج من الجامعة في سن محددة (كمثال 22 عاماً) ثم التوجه إلى سوق العمل أو إكمال الدراسات العليا التي قد تمتد لثلاث أو أربع سنوات بحد أقصى، ثم الزواج في سن الثلاثين والإنجاب، ثم هدف تملك منزل في سن الخامسة والأربعين مثلاً، والبعض منهم تكون له طموحات أخرى كتأسيس عمل تجاري بدلا من الوظيفة خاصة مع تعدد وسائل التكنولوجيا وظهور التطبيقات الجديدة والتجارة الإلكترونية وغيرها من الخدمات العصرية الحديثة.
بلا شك أن الأهداف تجعل لحياة الإنسان معنى كبير وتقوده لحياة سعيدة بإذن الله وطريق واضح ومعروف نهايته ونجاح باهر، لكن المشكلة تكمن في بعض أفراد هذا الجيل الذي ليس له أهداف واضحة أو محددة، وعندما تسأل أحدهم عن أهدافه تجِدَه يقول: لا أعلم، أو لم أُحدِّد أهدافي بعد، أو الكلمة التي تعودوا عليها: سأتركها على الله.
بالطبع لكل مرحلة عمرية ما يُميزها وطريقة خاصة للتعامل معها، خاصة إذا شعر الأبوين أن الطفل أو المراهق لا يعرف ماذا يُريد ولم يفكر أصلا في وضع أهدافاً له في المستقبل، هنا لابد من المبادرة لتعليم الأبناء كيفية وضع الأهداف المستقبلية والسعي لتحقيقها بخطوات متتابعة لأن الطفل لو تدرَّب على وضع أهداف وتذوَّق حلاوة تحقيق النجاح، سوف تكون له عادةً وقاعدةٍ عند النضوج، خاصة إذا كانت هذه الأهداف من اختياره وملائمة لرغباته ستكون فرص النجاح والتحقيق لديه أكبر من غيرها، مع عدم تخلِّي الوالدين عنهم ومساعدتهم بالتوجيه السليم والنصائح المفيدة والمتابعة الدقيقة والدعم القوي بحيث تتناسب أهدافهم مع شخصياتهم وميولهم وفتح باب المناقشة والحوار لمعرفة الصعوبات والمشاكل التي يواجهونها في تحقيق الأهداف ومحاولة إبعادهم عن أصدقاء السوء وأصحاب الطاقات السلبية ومصاحبة الأخيار وذوي الطموح العالي، والأهم من ذلك هو التشجيع المعنوي (والمادي إن أمكن في حدود مُحكمة) عند تحقيق الأهداف مع كل مرحلة عمرية، خاصة في سن المراهقة.
إن من أهم عوامل تدريب الأبناء على تحقيق الأهداف هي وضع أهداف يومية تقودهم لمعرفة قيمة وأهمية الوقت واستغلاله والالتزام به وتوجيه طاقاتهم للجوانب الإيجابية لتحويل الكسل والخمول إلى نشاط وحيوية وتطوير مهاراتهم الاجتماعية وإثراء ثقافاتهم القرائية وإتقانهم لحل المشكلات والتفكير في إيجاد حلول مناسبة لها وتخطي المصاعب، مما يزرع الثقة في نفوسهم ويشعرهم بالمسؤولية والاستقلالية والاعتماد على النفس الذي يساعدهم على الالتزام بتحقيق الأهداف.
مما أصابني بالدهشة والإعجاب أنني قرأت أن اليابان قد خصصت مدينة للأطفال تقوم بتدريبهم عملياً على تجربة 80 وظيفة مختلفة كالطبيب والمهندس والطيار ورجل الأمن والإعلامي وعامل المحطات والكهربائي وغيرها من الوظائف العملية التي تهدف إلى نجاح الطفل الياباني ومساعدته في تحديد أهدافه واختيار مسار مستقبله الوظيفي على أرض الميدان من واقع الممارسة الفعلية لهذه الوظائف.
وأختم بأهمية قرب الأبوين من الأبناء ومعرفتهم بنقاط ضعفهم وقوتهم وإمكاناتهم عند تحديد الأهداف المطلوبة والتركيز على الجهد المبذول منهم والتقدم نحو أهدافهم قبل النظر إلى النتائج النهائية، وعدم مقارنتهم بالآخرين الذي قد يُسبب لهم الإحباط ويفقدهم الثقة في أنفسهم، مع تقديم الدعم الكامل لهم خاصة عند التعثر أو الفشل “لا قدر الله” والتعلم من أخطائهم وحثهم على عدم تكرارها، والابتعاد عن النقد الجارح والقاسي وتحفيزهم لمحاولة التكرار وعدم الاستسلام للفشل من أجل النجاح وضبط التوقعات الواقعية لهم دون السعي للكمال وعدم مطالبتهم بسرعة تحقيق الأهداف، وهذا يعني أن الآباء أيضا لهم أهداف واضحة ومحددة في صناعة أجيال تُجيد وضع الأهداف والتخطيط لها وتحقيقها حسب المراحل العمرية لخدمة الدين والوطن كما قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام “كُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ” (أخرجه البخاري).