للحصول على نوم هانئ.. أطعمة بـ”مفعول سحري
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
تشير أبحاث متزايدة إلى أن نوعية الطعام الذي نتناوله يوميًا، يمكن أن تكون العامل الأساسي للحصول على نوم هانئ وعميق.
ويؤكد الباحثون أن بعض الأطعمة تساهم في إنتاج مستويات مثلى من الهرمونات الضرورية للنوم الجيد، بينما تؤدي أطعمة أخرى إلى اضطراب تلك الهرمونات ورفع احتمالية الأرق أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل.
دراسات عديدة، بما في ذلك دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة كولومبيا، وجدت أن الأنظمة الغذائية السائدة في الدول الغربية، تحتوي على نسب عالية من المواد المصنعة، مثل السكريات المضافة والكربوهيدرات المكررة، وكلها ترتبط بتقليل الوقت الذي يقضيه المرء في النوم العميق.
وعلى النقيض، فإن النظام الغذائي الذي يركز على النباتات والأطعمة الغنية بالألياف والدهون غير المشبعة، مثل الفواكه، الخضروات، المكسرات، الأسماك، وزيت الزيتون، يساهم في تحسين جودة النوم.
وتظهر الأبحاث أن الانتقال إلى مثل هذا النظام يمكن أن يحسن النوم في غضون أسبوعين فقط، وفقًا للدكتورة ماري-بيير سانت أونج، أستاذة الطب التغذوي ومديرة مركز أبحاث النوم والإيقاع الحيوي في جامعة كولومبيا.
وتوضح سانت أونج في كتابها” تناول طعامك بشكل أفضل، حتى تنام بشكل جيد” أن الأطعمة التي نتناولها تؤثر على النوم، بينما يؤثر النوم بدوره على خياراتنا الغذائية في اليوم التالي، حسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
وترى الباحثة أنه عندما لا نحصل على قسط كافٍ من النوم، فإننا نشعر برغبة أكبر في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية مثل السكريات والدهون.
وفي المقابل، يؤدي النوم الجيد إلى تحسين قراراتنا الغذائية وزيادة النشاط البدني وتحسين المزاج.
الهرمونات الداعمة للنوم
لفهم كيفية تحسين النوم من خلال الطعام، يجب التركيز على هرموني “السيروتونين” و”الميلاتونين”، إذ يؤدي السيروتونين دورًا حيويًا في النوم العميق، بينما ينظم الميلاتونين الإيقاع اليومي للجسم ويساعد على الاستغراق في النوم.
والجسم ينتج هذين الهرمونين باستخدام حمض أميني يُسمى “التريبتوفان”، والذي نحصل عليه فقط من الطعام.
ويشير الباحثون إلى أن تناول أطعمة غنية بالتريبتوفان خلال اليوم، بجانب الأطعمة النباتية الغنية بالألياف والكربوهيدرات المعقدة، يعزز إنتاج السيروتونين والميلاتونين في الوقت المناسب.
كيف نحصل على المواد الداعمة للنوم؟
وفقًا لمراجعات علمية نشرتها”مجلة الجمعية الأميركية للتغذية”، فإن المواد الداعمة للنوم هي:
التريبتوفان: يوجد في اللحوم، والدواجن، والمأكولات البحرية (مثل السلمون والتونة)، والبيض، واللبن، وكذلك الأطعمة النباتية مثل التوفو، والعدس، والأرز البني، وبذور الشيا.
الميلاتونين: يتواجد في المنتجات الحيوانية مثل البيض والألبان، وكذلك في الفواكه والخضروات مثل الموز، والأناناس، والطماطم، والثوم.
السيروتونين: يمكن العثور عليه في الجوز، والأفوكادو، والسبانخ، والشوكولاتة الداكنة (التي تحتوي على 85 بالمئة كاكاو).
خطة غذائية
وتوصي سانت أونج بخطة غذائية بسيطة لتحسين النوم، تشمل:
الفطور: زبادي مع الشوفان والفواكه، أو عجة بالسلمون والسبانخ.
الغداء: سلطة بالتونة والحمص مع صلصة الزنجبيل والسمسم.
العشاء: سلمون مشوي مع الخضروات، أو معكرونة مصنوعة من الحمص مع الجوز وقطع البروكلي المشوي.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أمراض مميتة.. تسمم وفيروسات تنتقل بالطعام
تعتبر الأمراض المنقولة بالغذاء (Foodborne Diseases)، أو التسمم الغذائي، مشكلة صحية عالمية خطيرة تصيب ملايين الأشخاص سنويًا.
واكدت هيئة تكنولوجيا الغذاء أن هذه الأمراض تسبب معاناة كبيرة وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة وحتى الوفاة نتيجة تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة بمسببات الأمراض الضارة مثل البكتيريا، الفيروسات، الطفيليات، الفطريات، أو السموم الكيميائية.
لا تقتصر آثار الأمراض المنقولة بالغذاء على الصحة فحسب، بل تمتد لتشمل الاقتصاد والمجتمع.
وهناك أنواع ملوثات الغذاء الشائعة، مصادر التلوث، الأعراض، المضاعفات، وطرق تشخيص التسمم الغذائي والوقاية من الأمراض المنقولة بالغذاء لضمان صحة الفرد والمجتمع.
أنواع ملوثات الغذاء الشائعة: تهديدات خفية يجب معرفتها
تتنوع مسببات الأمراض المنقولة بالغذاء ويمكن تصنيفها إلى:
1. الملوثات البيولوجية:
• البكتيريا: السبب الأكثر شيوعًا للأمراض المنقولة بالغذاء. تشمل السالمونيلا (في البيض والدواجن)، الإشريكية القولونية (في اللحوم والخضروات الورقية)، العطيفة (في الدواجن النيئة)، الليستيريا (في الأطعمة المبردة الجاهزة)، والمكورات العنقودية الذهبية (تنتج سمومًا في الأطعمة المتروكة في درجة حرارة الغرفة).
• الفيروسات: تلوث الطعام والماء وتسبب أمراضًا مثل نوروفيروس (التهاب المعدة والأمعاء) وفيروس التهاب الكبد A (ينتقل عبر الطعام والماء الملوثين).
• الطفيليات: كائنات حية تتغذى على كائن حي آخر. تشمل الجيارديا (تسبب الإسهال)، الكريبتوسبوريديوم (في المياه الملوثة)، التوكسوبلازما (في اللحوم غير المطبوخة وفضلات القطط)، والديدان الشريطية والمستديرة (في اللحوم والأسماك غير المطبوخة).
• الفطريات والسموم الفطرية: تنمو على الأطعمة وتنتج سمومًا ضارة مثل الأفلاتوكسينات (في المكسرات والحبوب المخزنة بشكل غير صحيح) والأوكراتوكسين أ (في الحبوب والقهوة).
2. الملوثات الكيميائية:
• السموم الطبيعية: توجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة إذا لم يتم تحضيرها بشكل صحيح (مثل سموم الفطر والسيانيد في بذور الفواكه).
• الملوثات الصناعية: تتلوث الأطعمة بالمعادن الثقيلة والمبيدات والمواد الكيميائية المستخدمة في التعبئة والتغليف.
• المضافات الغذائية غير السليمة: استخدام مضافات بكميات غير مصرح بها أو غير آمنة.
مصادر تلوث الغذاء: رحلة الملوثات من المزرعة إلى مائدتك
يمكن أن يحدث تلوث الغذاء في أي مرحلة من السلسلة الغذائية:
• الإنتاج الأولي: تلوث التربة والمياه، استخدام غير صحيح للمبيدات والأسمدة، إصابة الحيوانات بالأمراض.
• التصنيع والتجهيز: تلوث المعدات، عدم اتباع النظافة الصحية للعاملين، التلوث العرضي.
• التوزيع والتخزين: عدم الحفاظ على درجات الحرارة المناسبة، التلوث المتبادل بين الأطعمة.
• التحضير والاستهلاك: عدم غسل اليدين، عدم طهي الطعام بشكل كامل، ترك الطعام في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة، استخدام أدوات ملوثة، عدم تخزين بقايا الطعام بشكل صحيح.
أعراض الأمراض المنقولة بالغذاء: علامات تحذيرية لا تتجاهلها
تختلف أعراض التسمم الغذائي حسب نوع الملوث، ولكن تشمل الأكثر شيوعًا:
• اضطرابات الجهاز الهضمي: الغثيان، القيء، الإسهال، آلام وتقلصات البطن.
• أعراض أخرى: الحمى، الصداع، آلام العضلات، الضعف العام، الدوخة.
قد تظهر الأعراض خلال دقائق إلى أسابيع بعد تناول الطعام الملوث. في معظم الحالات تكون خفيفة، ولكنها قد تكون شديدة لدى بعض الفئات وتتطلب تدخلًا طبيًا.
مضاعفات الأمراض المنقولة بالغذاء: مخاطر تتجاوز الانزعاج المؤقت
قد تؤدي بعض حالات التسمم الغذائي إلى مضاعفات خطيرة وطويلة الأمد مثل:
• الجفاف.
• متلازمة القولون العصبي اللاحقة للعدوى (IBS).
• متلازمة غيلان-باريه.
• متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS).
• الإجهاض أو الولادة المبكرة.
• التهاب المفاصل التفاعلي.
• الموت في الحالات الشديدة.
تشخيص الأمراض المنقولة بالغذاء: كيف يتم تحديد السبب؟
يعتمد تشخيص التسمم الغذائي على:
• التاريخ الطبي والأعراض.
• الفحص البدني.
• الفحوصات المخبرية (مثل فحص البراز والدم).
• التحقيق في حالات تفشي الأمراض المنقولة بالغذاء من قبل السلطات الصحية.
الوقاية من الأمراض المنقولة بالغذاء:
خطوات بسيطة لحماية صحتك وعائلتك
الوقاية من التسمم الغذائي هي الأهم.
اتبع هذه الممارسات لتقليل خطر التلوث:
1. النظافة:
o اغسل يديك جيدًا وبشكل متكرر.
o نظف الأسطح والأدوات المستخدمة في تحضير الطعام.
o اغسل الفواكه والخضروات جيدًا.
2. الفصل:
o افصل الأطعمة النيئة عن الأطعمة المطبوخة لمنع التلوث المتبادل.
o خزن الأطعمة النيئة في أرفف منفصلة في الثلاجة.
3. الطهي:
o اطهى الطعام جيدًا، خاصة اللحوم والدواجن والبيض والمأكولات البحرية، إلى درجة حرارة داخلية آمنة.
o أعد تسخين الطعام بشكل كامل.
4. التبريد:
o برد الطعام القابل للتلف بسرعة خلال ساعتين.
o برد بقايا الطعام على الفور.
o لا تذوب الطعام في درجة حرارة الغرفة.
o تأكد من أن درجة حرارة الثلاجة مناسبة.
5. الحذر خارج المنزل:
o اختر المطاعم النظيفة التي تتبع ممارسات سلامة الغذاء الجيدة.
o تأكد من تقديم الطعام المطبوخ ساخنًا والبارد باردًا.
o تجنب الأطعمة غير المطبوخة جيدًا أو المتروكة في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة.