المجرم يفقد إنسانيته.. من الفيوم إلى الأقصر جرائم بشعة لا يعرفها المصريون.. خبراء: تعاطي المخدرات والكحول والغيرة والاضطرابات النفسية والانتقام أخطر دوافع للقتل
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
جريمة القتل الأولى، استشهاد العقيد فتحي عبدالحفيظ سويلم، من قوة مديرية أمن الفيوم، أثناء محاولته السيطرة على شخص في حالة هياج داخل بنك مصر بمحافظة الفيوم.
وجريمة القتل الثانية، مقتل مسن على يد متعاطى مخدر الشابو بالسلاح الابيض ويفصل رأسه عن جسده ويشرب من دماؤه ويأكل من لحمه فى ابو الجود فى الاقصر ويتم القبض عليه بصعوبه لاصابته بالصرع والهياج العصبى وتكبيله لخطورته على نفسه وعلى من حوله.
الطب النفسي
من جانبها تقول أستاذة الطب النفسى بالجامعة الأمريكية دكتورة هالة السيد ل " البوابة نيوز ": تعتبر جرائم القتل من أشد الجرائم التي تهز المجتمعات، وتثير تساؤلات حول الدوافع التي تدفع الأفراد إلى ارتكاب مثل هذه الأفعال الشنيعة. تتعدّد الدوافع وراء القتل، ولكن الدوافع النفسية تلعب دورًا حاسمًا في تفسير هذه الجرائم.
وتوضح: ان الدوافع النفسية للقتل تتنوع لكى تدفع الأفراد إلى القتل، ومن أبرزها تعاطي المخدرات والكحول والغيرة والاضطرابات النفسية والانتقام والشعور بالظلم والحب ألمرضى ووالإثارة والتشويق، وكل دافع له محفزات من أحداث الحياة تحركه فى اتجاه الجريمة كالتالى: تعاطي المخدرات والكحول حيث يزيد تعاطي المخدرات والكحول من احتمالية ارتكاب الجرائم، حيث يؤثران على قدرة الفرد على التحكم في سلوكه وتذهب عقله، والغيرة تعد من الدوافع الشائعة للقتل، خاصة في العلاقات العاطفية وقد تؤدي الغيرة إلى نوبات غضب شديدة تدفع الفرد إلى ارتكاب أعمال عنف،
واشارت هالة السيد الى ان الاضطرابات النفسية التى يعاني العديد من مرتكبي جرائم القتل منها مثل الفصام، والاكتئاب الشديد، واضطرابات الشخصية. قد تؤدي هذه الاضطرابات إلى هلاوس وأوهام تدفع الفرد إلى تصورات خاطئة عن الواقع، مما يؤدي إلى ارتكاب أعمال عنف، والانتقام الذى يشكل دافعًا قويًا للقتل، حيث يسعى الفرد إلى إيذاء من أساء إليه أو ألحقه بأذى.
وتابعت: قد يكون الانتقام نتيجة لخيانة عاطفية، أو خسارة مادية، أو إهانة شخصية، والشعور بالظلم وغالبا قد يدفع الشعور بالظلم والتهميش بعض الأفراد إلى ارتكاب جرائم القتل، خاصة إذا كانوا يعانون من صعوبات اجتماعية واقتصادية، والحب المرضي ففي بعض الحالات، قد يدفع الحب المرضي الفرد إلى القتل، حيث يعتقد أن قتل الحبيب هو أفضل طريقة لإثبات حبه أو لمنعه من الزواج من شخص آخر، والإثارة والتشويق فقد يرتكب بعض الأفراد جرائم القتل بدافع الإثارة والتشويق، حيث يبحثون عن تجارب جديدة ومثيرة.
العوامل المؤثرة
وتكمل هالة السيد: تتأثر الدوافع النفسية للقتل بعدة عوامل، منها: التربية التى تلعب دورًا هامًا في تشكيل شخصية الفرد وسلوكه فالأطفال الذين يتعرضون للإهمال أو العنف هم أكثر عرضة لارتكاب الجرائم في المستقبل، والمحيط الاجتماعي الذى يؤثر بشكل كبير على سلوك الفرد، فالأصدقاء السيئون والعصابات قد يشجعون الأفراد على ارتكاب الجرائم، إن الدوافع النفسية للقتل معقدة ومتشابكة، ولا يمكن تفسيرها بدافع واحد ولفهم هذه الجرائم، يجب دراسة كل حالة على حدة، مع الأخذ في الاعتبار العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الفرد.
المنظور الأمنى
ويقول الخبير الامنى اللواء عبد الحميد خيرت ل" البوابة نيوز ": تعد جريمة القتل واحدة من أشد الجرائم إثارة للقلق والاهتمام، وقد حظيت بدراسات معمقة من قبل مختلف التخصصات، لا سيما علم النفس وعلم الاجتماع والطب النفسي كل من هذه التخصصات يساهم في فهم الدوافع المعقدة التي تدفع الأفراد إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم.
ويكمل: يعني ايه عميل بنك يعمل محامي، يروح البنك لعمل معاملة بنكية ومعاة ( الة حادة ) مطواة قرن غزال أو سكينة، إلا إذا كان ناوي على شر، أو سيئ النية، أو بلطجي، أو معتوه ؟هل هذا المجرم يمتهن بالفعل مهنة المحاماة ( يعني لبس روب المحاماة ) أم خريج حقوق وبيقدم نفسه كمحامي، أصل غير متصور محامي بمعنى محامي يدخل البنك بمطواة أو سكينة مطبخ ؟ هل هذا المجرم يمكنه بمطواة قرن غزال أو سكينة قتل ضابط يحمل سلاح ناري ويصيب بعض أفراد قوة الأمن ( في حالة خطرة ) حال ضبطه، دون إستخدام سلاحهم الميري ؟
واضاف: لا يهمني المحامي فهو سينال عقوبته التي قد تصل للإعدام، لكن عندي سؤال،لماذا تردد الضابط الشهيد والقوة المرافقة لضبط المتهم في إستخدام السلاح كحق دفاع شرعي يقره القانون ؟ الله يرحم الفقيد الشهيد ويغفر له ويدخله فسيح جناته.
منظور علم النفس
حول ذات السياق يقول رئيس قسم علم النفس بكلية الاداب جامعة عين شمس دكتور محمد سيد خليل ل " البوابة نيوز ": يهتم علم النفس بدراسة العمليات النفسية الداخلية التي قد تؤدي إلى سلوكيات عنيفة، مثل القتل. يركز علماء النفس على:الاضطرابات النفسية المضاد ة للمجتمع، والاكتئاب الشديد، والفصام، والتي قد تكون مرتبطة بزيادة خطر العنف، والشخصية التى يعتقد بعض علماء النفس أن بعض سمات الشخصية، مثل العدوانية والانطواء، قد تزيد من احتمالية ارتكاب الجرائم العنيفة، وكذلك التفكير المشوه فقد يكون لدى بعض المجرمين أنماط تفكير مشوهة، مثل الهلوسات أو الأوهام، والتي قد تدفعهم إلى تصرفات عنيفة.
علم الاجتماع
فيما تقول رئيسة قسم الاجتماع بكلية الاداب جامعة المنصورة دكتورة دينا محمد السعيد ل " البوابة نيوز ": يهتم علم الاجتماع بدراسة العوامل الاجتماعية والثقافية التي قد تساهم في حدوث الجرائم، مثل البيئة الاجتماعيةالتى تؤثر فيها العوامل البيئية، مثل الفقر، والتمييز، والعنف الأسري، على سلوك الأفراد وتزيد من خطر تورطهم في الجرائم، يليها الضغوط الاجتماعية التى قد تؤدي إلى فقدان الوظيفة، أو الطلاق، او إلى سلوكيات عدوانية كرد فعل لفشل ما، والثقافة الفرعية التي تشجع على العنف فى سلوك أفرادها.
منظور الطب النفسي
بينما يقول استاذ الطب النفسى دكتور جمال فرويز ل " البوابة نيوز ": يهتم الطب النفسي بتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية التي قد تكون مرتبطة بالعنف ويركز الأطباء النفسيون على:التقييم النفسي بإجراء تقييم شامل للفرد لتحديد أي اضطرابات نفسية قد يكون يعاني منها، والعلاج الدوائي باستخدام الأدوية لعلاج الاضطرابات النفسية التي قد تساهم في العنف، وجلسات العلاج النفسي لتغيير أنماط التفكير والسلوك.
أهمية التنسيق بين التخصصات
وأوضح: من المهم أن نؤكد أن دوافع القتل هي نتيجة تفاعل عوامل متعددة ومتشابكة، ولا يمكن إرجاعها إلى سبب واحد. قد يكون هناك تفاعل بين العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية التي تؤدي إلى سلوك عنيف، لكن لينتج العلاج اثره ولتطوير فهم أفضل لدوافع القتل لعلاجها بجدية ودقة، من الضروري التعاون بين مختلف التخصصات. يمكن لعلماء النفس، وعلم الاجتماع، والأطباء النفسيين، والباحثين في مجالات أخرى، مثل علم الأعصاب، أن يعملوا معًا لتطوير برامج وقائية وعلاجية فعالة.
المنظور العلمى المجتمعى
تحذر أخر الأبحاث الصادرة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية من التعميم والأحكام المسبقة واستمرار الأمل فى العلاج والوقاية وتفصيلا:
تجنب التعميم فمن المهم تجنب التعميم عند الحديث عن دوافع القتل، فكل حالة فريدة من نوعها، والحذر من الأحكام المسبقة: يجب تجنب الأحكام المسبقة على الأفراد الذين يرتكبون جرائم قتل، فالأسباب قد تكون معقدة ومتنوعة.
الأمل في العلاج والوقاية: على الرغم من خطورة جريمة القتل، إلا أن هناك أملًا في تطوير برامج فعالة للوقاية والعلاج، من خلال فهم أعمق للدوافع النفسية والاجتماعية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ماذا بعد استشهاد العقيد سويلم الدوافع تعاطي المخدرات الاضطرابات النفسیة ارتکاب الجرائم البوابة نیوز علم الاجتماع الطب النفسی الأفراد إلى جرائم القتل إلى ارتکاب الفرد إلى علم النفس قد تؤدی التی قد قد یکون
إقرأ أيضاً:
ما دوافع سحب الرياض قوات درع الوطن الموالية لها من جنوب اليمن؟
أثارت عملية سحب قوات "درع الوطن" المدعومة من السعودية، من جميع معسكراتها في محافظة لحج والعاصمة المؤقتة عدن، جنوبا، بعد أيام من سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على حضرموت، شرقا، أسئلة عدة عن دوافع هذا الإجراء المثير.
ومنذ أيام، بدأت قوات "درع الوطن" التي تشكلت بمرسوم رئاسي من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، في يناير/ كانون الثاني 2023، والذي تشرف عليها المملكة، بسحب وإخلاء جميع معسكراتها في مديرية المضاربة بمحافظة لحج وعدن، واتجهت نحو منطقة العبر التابعة لمحافظة حضرموت، قرب الحدود مع السعودية.
كما سحبت المملكة في الأيام الماضية أيضا، قواتها المتمركزة في قصر معاشيق الرئاسي بالعاصمة المؤقتة عدن، ومطارها ومن معسكر البريقة التي كانت تتمركز فيه رفقة القوات السودانية، غربي عدن.
وكانت السعودية قد دفعت بقوات من "درع الوطن" كانت متمركزة في منطقة الوديعة حيث المنفذ البري الحدودي مع المملكة، نحو وادي حضرموت، للانتشار في المعسكرات والمواقع التابعة للجيش اليمني التي سيطرت عليها قوات المجلس الانتقالي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله، الأسبوع الماضي، دون قتال، إلا أن المجلس رفض ذلك.
واتهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي، العليمي الاثنين، المجلس الانتقالي ، بـ"اتخاذ إجراءات أحادية تشكل تهديدا مباشرا لوحدة القرار الأمني والعسكري"، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية" سبأ".
وشدد العليمي على "خروج جميع القوات القادمة من خارج حضرموت" في إشارة إلى قوات المجلس التي تم الدفع بها الأسبوع الماضي، نحو محافظات شرق اليمن.
خيارات الرياض محدودة
وتعليقا على هذا الموضوع، قال الكاتب والصحفي اليمني، أحمد الشلفي إن هناك ارتباكا في المواقف وغياب للمعلومات الدقيقة لا يسمحان حتى الآن بتشخيص واضح لما يجري في اليمن، وبالتحديد ما حدث في حضرموت والمهرة من استيلاء وسيطرة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على حضرموت ساحلًا وصحراء، وعلى محافظة المهرة؛ وهما محافظتان ترتبطان بحدود مباشرة مع المملكة العربية السعودية وتعدّان من أهم وأدقّ الحدود الاستثنائية بالنسبة لها.
وأضاف الشلفي في حديث خاص لـ"عربي21" إن الإجراءات السعودية الأخيرة – من إغلاق مطار عدن ثم إعادة فتحه، وسحب قواتها من المطار ومن قصر معاشيق – تمثّل رسالة مباشرة إلى الإمارات، لكن هذه الإجراءات تظلّ بحاجة إلى أدلة أقوى.
وكذلك الحال مع الحديث عن منع قوات الانتقالي الوفد السعودي من دخول سيئون ( ثاني كبرى مدن حضرموت التي وقعت مؤخرا تحت سيطرته) أو مغادرته حضرموت إلى الرياض، أو سحب قوات "درع الوطن" من مواقع تموضعها في حضرموت أو المهرة أو عدن أو لحج، وهي – كما نعلم – قوات ممولة سعوديًا وتدين بولائها للرياض.
وأشار "كل هذه الإجراءات المتداولة تحتاج إلى تثبّت قبل بناء استنتاجات نهائية من نوع أن السعودية تقف اليوم على مفترق طرق مع شريكتها الإمارات"، أو أن "الخلاف الواضح بينهما في السودان ينعكس بالضرورة على الساحة اليمنية، وأن الطرفين يتبادلان رسائل مشفّرة عبر تحريك الوكلاء المحليين هنا وهناك".
وقال الكاتب اليمني إنه منذ دخول التحالف إلى الحرب عام 2015، أستطيع القول إن توترات وأزمات عديدة سبقت بين السعودية والإمارات، وربما كانت في بعض الحالات أعمق مما نراه اليوم، لكن الرياض كانت في الغالب تمتصّ هذه الصدمات.
وفي أحسن الأحوال تخرج منها باتفاق سياسي جديد، على شاكلة "اتفاق الرياض" الأول في 2019، أكثر من ذهابها إلى قطيعة كاملة أو مواجهة مفتوحة مع أبوظبي، حسبما ذكره المتحدث ذاته
وتساءل الشلفي قائلا : هل يمكن أن يتجه الأمر إلى مواجهة مفتوحة بين السعودية والإمارات على الملعب اليمني؟
وتابع بأنه المشهد قد يتطور، لكن ما أقدّره هو أن الأجواء وإن كانت معكّرة بين الحليفين في اليمن، إلا أن هناك حسابات دقيقة لكل طرف تجعله يتراجع عن خطواته قبل الوصول إلى صدام مباشر.
وأردف قائلا : ومن واقع قراءة للمسرح اليمني، نرى أن الإمارات إذا تقدمت نحو هدف ما أو نحو السيطرة على منطقة أو سلطة، فهي لا تتوقف بسهولة.
وبناء على ما سبق، وفق الكاتب والصحفي اليمني فإن السعودية أمام خيارات محدودة ومعقدة في اليمن، أهمها: "الخروج من المشهد اليمني كليًا، وترك الأمر لليمنيين..".
أما الخيار الثاني فيتمثل في "التفكير بجدية في احتواء جبهة الحوثي وإنجاز تسوية سياسية"، لكن هذا الطريق أيضًا صعب ومعقد.
وبشأن الخيار الأخير أمام الرياض، فيكمن في "ترك المشهد لليمنيين، ودعم الطرف القادر على تحقيق سلام حقيقي — سواء عبر الحرب أو عبر السلم — بشرط ألا يصل البلد إلى التقسيم؛ لأن أول من سيدفع ثمن التقسيم هي الرياض قبل أي طرف آخر".
ونوه الصحفي اليمني إلى أن التشكيلات التي تدعمها الإمارات أصبحت تسيطر على أكثر من منفذ حدودي مع السعودية، فقوات طارق صالح على البحر الأحمر وباب المندب وميون.
فيما قوات المجلس الانتقالي في حضرموت تسيطر على المنفذ الحدودي البري مع السعودية، وعلى حدود المملكة مع محافظة المهرة، أقصى شرق البلاد.
مواقف متأخرة
وفيما يتعلق بمواقف الحكومة المعترف بها دوليًا، سواء من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أو عضو المجلس سلطان العرادة، فقال الشلفي إنها جاءت هذه المواقف متأخرة.
وأكد على أن رشاد العليمي حمّل المجلس الانتقالي مسؤولية ما حدث وطالب بعودة المقاتلين الوافدين إلى حضرموت والمهرة، لكن ذلك جاء بعد أن تم مضايقته وإخراجه وفريقه الأمني من عدن.. رغم أن المجلس الانتقالي كما تشير مصادر عديدة إلى أنه كان يجهز لهذه الخطوة منذ فترة طويلة، بينما كان العليمي على علم بما يجري لكنه لم يتحرك في الوقت المناسب.
ومضى قائلا :وفي ظل انقسام المجلس الرئاسي بين مؤيد وصامت ومعارض، كانت الكتلة التابعة للإمارات "فرج البحسني، وأبو زرعة المحرمي، وعيدروس الزبيدي" تقف بشكل كامل مع ما قام به المجلس الانتقالي الجنوبي، وأعلنت تأييدها الصريح له. إضافة إلى طارق صالح الذي يتلقى هو الآخر دعمًا إماراتيًا ويعتبر ما جرى في حضرموت والمهرة جزءًا من إعادة ترتيب مسرح العمليات.
ولفت إلى أن هذه التطورات كشفت واحدًا من أكبر الاختلالات في بنية المجلس الرئاسي، وأظهرت مدى العجز الذي يواجهه اليمنيون في ظل مجلس منقسم على ذاته، لا يملك موقفًا موحدًا تجاه أخطر الأحداث.
وقال أيضا "والآن، ورغم وجود محاولات للخروج من هذا المأزق، فإن كل ما يُطرح على الطاولة لا يبدو قادرًا على معالجة الإشكالية الأساسية، خاصة أن الميدان هو الذي يحكم، وأن الوقائع التي فرضت بقوة السلاح لا يمكن تغييرها بسهولة عبر بيانات أو مواقف سياسية".
الرياض تدفع الثمن
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أحمد الزرقة إن الرياض يبدو أنها باتت معنية بالحفاظ على حدودها بهذه القوات بعد أن فقدت حلفائها على الأرض لصالح أبوظبي التي لديها أهداف واضحة ومحددة وحلفاء تعمل معهم على الأرض منذ 2015.
وتابع الزرقة حديثه لـ"عربي21" بأن أبوظبي قد تمكنت من بناء قوتين عسكريتين بحوامل سياسية والمقصود هنا "المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية التابعة لطارق صالح" وتمكنت من تعزيز سيطرتها على مجلس القيادة الرئاسي الذي ابتكرته هي وباركته الرياض وتمتلك فيه نصابا كبيرا يتمثل بنصف المجلس ولدى كل منهم كيان مليشياوي مسلح.
فيما أضعفت الرياض حلفائها داخل المجلس الرئاسي ولم تساعدهم على بناء مكوناتهم السياسية أو تشكيلاتهم العسكرية ولم تفي بتعهداتها تجاه دعم الشرعية بل على العكس قامت بتفكيك معسكر الشرعية دون أن تخلق قوى بديلة مكافئة لتلك التي تتبع الإمارات.
وأضاف الكاتب اليمني أن المملكة قامت أيضا "بإعلان الحرب على حزب الإصلاح حليفها القوي في الأرض والذي التزم ويلتزم بالرؤية السعودية والتوجيهات القادمة من الرياض بحذافيرها بل وغالبية قياداته موجود في السعودية، أضعفت الإصلاح خدمة للإمارات وللحوثيين".
وبحسب المتحدث ذاته فإن السعودية اليوم تدفع ثمن العشوائية والتخبط في الملف اليمني وستدفعه مستقبلا في امنها وعمقها الاستراتيجي جراء السماح للإمارات في مجالها الحيوي المتمثل باليمن والبحر الأحمر وبحر العرب .
حصان طراودة
وأكد المحلل السياسي اليمني أن رشاد العليمي كان حصان طروادة للانتقالي والإمارات في المجلس الرئاسي فبسبب ضعفه وعدم قدرته على رفض إملاءات الانتقالي والإمارات اسهم في إضعاف مجلس القيادة وتعطيل فاعليته جراء محاولته اللعب على التوازنات وانتهاج سياسة الترضيات ومحاولة استثمار منصبة في شراء ولاءات شخصية وإعادة جزء من رجالات صالح للمشهد من جديد، وإصراره على تعطيل دور الحكومة والبرلمان وبقاءه في الخارج لفترات طويلة، والسماح بتجاوزات الانتقالي وطارق صالح في الملفات الأمنية والسياسية والعسكرية.
ووفق الزرقة فإن العليمي ترك فراغا في قيادة الدولة والمجلس الرئاسي قامت الأطراف الموالية للإمارات بملئه واليوم يبكي على اللبن المسكوب وهو من لم يعمل على مأسسة مجلس الرئاسة والمؤسسات التي تم إنشائها وفق اتفاق نقل السلطة وبالتالي فتحركه الأخير ليس إلا محاولة للعب دور الضحية ومحاولة تبني موقف السعودية التي تلقت ضربة مؤلمة لم تتوقعها من قبل حليفها الإماراتي وأدواته.
الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أوضح أن الكرة اليوم هي في الملعب السعودي بعد أن عطلت الشرعية وجلبت ممثلين هامشيين لإدارة المشهد اليمني واللعب على التناقضات وإضعاف الشرعية وعدم حلحة الملف اليمني.
والثلاثاء، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الساعي للانفصال في اليمن،، استكمال سيطرة قواته على محافظة المهرة المحاذية لسلطنة عمان شرقي البلاد، إلى جانب بسط نفوذه على وادي حضرموت.
جاء ذلك في حديث لرئيس المجلس عيدروس الزبيدي، خلال اجتماع موسع عقده بالعاصمة المؤقتة عدن، ضم أعضاء هيئة رئاسة المجلس، ورؤساء هيئات الأمانة العامة، ورؤساء لجان الجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، حسب الموقع الإلكتروني للمجلس.
وقال الزبيدي: "الجنوب اليوم يقف أمام مرحلة مصيرية ووجودية فرضتها معادلات الواقع السياسي والعسكري، وشعب الجنوب قدم تضحيات جسيمة للوصول إلى هذه اللحظة الحاسمة"، لافتا إلى أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة بناء مؤسسات ما أسماها "دولة الجنوب العربي القادمة".