يمانيون:
2025-12-12@23:07:16 GMT

صفقات ترامب..!

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

صفقات ترامب..!

بقلم- احمد الديلمي

كما يقال في المثل ” الجنون فنون” إلا أن الإشكالية تبدو كبيرة جداً إذا تعلق هذا المرض بأشخاص لهم باع طويل في السياسة أو من الوجاهات الاجتماعية الكبيرة التي تتطلع إلى أعلى المناصب في البلاد ، وهذا هو حال المدعو “ترامب” الرئيس الجديد القديم للولايات المتحدة الأمريكية ، كم أشفق كثيراً على المحللين الذين ظلوا لمدة شهور يتفاءلون بهذا الرجل ويؤكد البعض منهم أنه قد غير سلوكه وأصبح يتطلع إلى السلام والأمن والاستقرار بحسب تصريحاته التي كان آخرها أنه يُريد أن يُصبح العالم أكثر أماناً وأنه سيورث للعالم السلام .

ليست المشكلة في الشعب الأمريكي فهو الذي أختار هذا الرجل ومقتنع بأدواره بحسب البرامج المنهجية للحزب الجمهوري ، لكن من استمع إلى خطاب التنصيب لا شك أنه سيستغرب كثيراً من حالة التناقض وعدم الاستقرار النفسي التي يعيشها الرجل، وكما أسلفنا من تصريحاته السابقة فقد قلب الأمور رأساً على عقب في خطاب التنصيب ويُعلن كما أعلن قبل فترة أنه يُريد أن تتوسع مساحة دولة الكيان الصهيوني وأنه غير متفائل باستمرار اتفاق غزة ، كما شن حرباً شعواء مصحوبةً بالتهديد والوعيد على دول أمريكا الجنوبية ، وأعلن عزمه عن ضم عدد من الدول إلى الدولة الأمريكية بقوة السلاح وركز كثيراً على قناة بنما وكندا والمكسيك .

الرجل يبدو في حالة هيجان كبير وغرور إلى حد الفجور وعدم الاكتراث بمشاعر وتطلعات الآخرين وكأنه يحسب كل شيء بالدولار ، لذلك حتى في حفل التنصيب دعا إليه أكبر رجال الأعمال في أمريكا وأوروبا أصحاب المليارات الذين دعموا حملته الانتخابية ، أما دول الخليج فهي مضمونه ودورها قادم ولا تزال عبارة “البقرة الحلوب” التي وصف بها السعودية ساطعة في الرؤوس خاصة أنها انتهت بحصول الرجل على 450 مليار دولار وهو مبلغ كبير جداً لا شك أنه أثر على توجهات السعودية والخطط التي تبنتها للارتقاء بالحياة في هذه البلاد وفي المقدمة مشاريع الترفيه، التي اعتقد ابن سلمان أنها أكبر هدية للسعوديين بعد أن عاشوا زمناً طويلاً من الحرمان وهيمنة علماء الوهابية المتطرفين والمنغلقين على الذات .

المهم أن من مولوا الحملة الانتخابية أصابتهم صدمة شديدة حين سماعهم لكلمته، والمحللون أصبحوا في حيرة كيف يقيمون تصرفات هذا الرجل وما المتوقع منه بعد استلام الحكم؟! خاصة أنه ألغى فكرة الشراكة الجماعية في الحكم وحذف تماماً حرف النون وأبدلها بالألف وهو يتحدث عما سيقوم به ، فبينما سمعنا كثيراً رؤساء أمريكا يقولون سنعمل.. سنعمل.. جاء هذا الرجل ليقول سأعمل.. سأعمل.. وكأنه لا ديمقراطية ولا شراكة ولا مؤسسات بل يوجد دكتاتور واحد هو “ترامب”، يبدو الرجل تأثر كثيراً بالحُكام العرب ، فالملك أو الرئيس في هذه الدول هو صاحب القرار الأول والأخير ولا ينازعه فيه منازع، وهذا ما أظهره “ترامب” ففي حين كنا ننتظر أن هؤلاء الرؤساء والملوك سيستفيدون من تجربة أمريكا خاصة المتعلقة بالديمقراطية والحكم الجماعي فإذا بالأمور تتغير تماماً ويتحول “ترامب” إلى نسخة مكررة من هؤلاء الملوك والرؤساء وهو يتحدث عن إدارته الجديدة .

الغريب في الأمر أولئك البائسون أصحاب النفوس المريضة من إخواننا اليمنيين الذين لا يزالون يعلقون آمالاً كبيرة على هذا الـ”ترامب” وأنه الوحيد الذي سيعيدهم إلى صنعاء كما يعتقدون ، ومن أجل هذه الرغبة الخبيثة التي تستدعي المستعمر الأمريكي ليُثبت أقدامه في اليمن وينصرهم على من يسمونهم الحوثيين ، الأمر لا يدعو للاستغراب فقط ولكنه يستدعي التفكير العميق في عقول هؤلاء وسلوكياتهم الشاذة التي خرجت عن نطاق الحدود الإنسانية وتحولت إلى الحيوانية ، وإلا كيف يستسيغون أن يأتي آخر في مستوى “ترامب” لكي يتحكم في مصير بلادهم، وكيف سيكون مصيرهم إذا ما حدثت هذه القضية لا سمح الله؟!

وكما يقول الكثيرون “عشم إبليس في الجنة” أما اليمن فستظل عصية على الجميع ، وبحسب وصف أحدهم فلقد قال إن ترامب أول رئيس أمريكي يستعين بالله في برنامجه وكأنه انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين ، وهذا هو حال رئيس أمريكا الجديد ، والعاقبة للمتقين ، والله من وراء القصد ..

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هذا الرجل

إقرأ أيضاً:

تقدير إسرائيلي.. تنسيق قطر مع أمريكا بشأن غزة يُضيّق الحيز الاستراتيجي للاحتلال

ما زالت الأوساط الاسرائيلية تترقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الشروع في المرحلة الثانية من اتفاق ‏وقف إطلاق النار في غزة، حتى بدون إعادة جثة آخر جندي قتيل في غزة، وبدون نزع سلاح كامل من ‏القطاع، وفي الوقت الذي يُطلب من الولايات المتحدة تضييق الفجوة مع دولة الاحتلال، يبقى السؤال عما إذا كان ‏ذلك على حسابها.‏

أمير بار شالوم المحلل العسكري في موقع زمان إسرائيل، ذكر أنه "في نهاية الأسبوع الماضي، انعقد "منتدى ‏الدوحة" في قطر، وهو مؤتمر جمع قادة عربًا قدّموا العديد من التصريحات البارزة حول قضية الاحتلال ‏الإسرائيلي وقطاع غزة، ومع ذلك، كشف تصريحٌ باللغة الإنجليزية لرئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ‏ثاني عن نظرة الدولة المضيفة للمؤتمر إلى استمرار خطة ترامب للقطاع، قائلا إننا اجتمعنا هنا لفرض استمرار ‏العملية، مستخدما كلمة "فرض"، ما لا يدع مجالاً للشك في مقصده". ‏

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "ينبغي لهذه الكلمات أن تثير قلق الاحتلال، لأنها تشير إلى الاتجاه ‏الذي تنظر به قطر، وربما تركيا أيضاً، إلى استمرار العملية، وتتمثل في فرض حل على الجانب الإسرائيلي، بدلاً ‏من الحوار معه، ولذلك لم يكن استخدام المصطلحات القطرية مصادفة، بل نتاج تحليل لتصريحات رئيس الوزراء ‏بنيامين نتنياهو الأخيرة". ‏

وأوضح أنه "من وجهة نظر إسرائيل، لا استمرار للمرحلة الثانية من الخطة ما لم تعد جثة الجندي القتيل ‏ران غويلي من قطاع غزة، فقد ألمح بنيامين نتنياهو لذلك في مؤتمر صحفي عقده مؤخراً مع المستشار الألماني ‏فريدريش ميرتس، قائلاً إننا أوشكنا على إتمام المرحلة الأولى، ولم يتبقَّ لنا سوى مختطف واحد لإعادته، ستكون ‏المرحلة الثانية هي الأصعب، أما السؤال المطروح هو ما سيكون عليه الموقف الأمريكي من هذه المسألة، فهل ‏سيتبنى النسخة الإسرائيلية أم القطرية لاستكمال العملية". ‏

وأشار إلى أنه في غضون ذلك، وطالما أن حماس عاجزة عن العثور على جثة غويلي، فإن الاحتلال لا ينظر في ‏الموضوع بتاتًا، و"ثمة نقطة اختبار أخرى يقترب منها بخطى حثيثة، وهي موعد ومدة وكيفية نزع سلاح حماس، ‏فمن وجهة نظره، لا توجد خطة لإعادة إعمار غزة دون نزع سلاح كامل لها، وفي الوقت الراهن، على الأقل، لا ‏توجد دولة مقبولة لديه ومستعدة لإرسال جنود إلى قوة متعددة الجنسيات يُفترض أن تدخل القطاع". ‏

وأكد أنه "من وجهة نظر حماس، فالوضع مختلف تمامًا، فمن خلال ما يصدر عن قيادتها، يبدو أن هناك ‏محاولة لإيجاد حل وسط يتمثل في إيجاد صيغة تُبقي الحركة مسلحة، وفي موقع قوة مؤثر، وليس من المستبعد ‏أن تحظى هذه الخطوة بدعم من قطر وتركيا، وقد صرّح مسؤولوها بأنها منفتحة على جميع الخيارات بشأن ‏مصير الأسلحة. يمكننا مناقشة تجميدها، أو تخزينها، أو التخلص منها، مع ضمانات فلسطينية بعدم استخدامها ‏إطلاقاً خلال فترة وقف إطلاق النار". ‏

وأكد أنه "بعبارة أخرى، لا يتضمن أي من هذه الخيارات نزع سلاح الحركة، ومن المحتمل أن تتوافق هذه الخيارات ‏مع التعويضات التي وُعدت بها مقابل إطلاق سراح الرهائن، بمعنى آخر، من الممكن أن يكون الوسطاء قد ‏أوضحوا لحماس أنه مقابل إطلاق سراح الرهائن، سيكون لها خيار البقاء في قطاع غزة بتشكيل معين، وعندما ‏سُئل نتنياهو عن وضع جداول زمنية لنزع سلاح حماس، وعن المدة التي سيكون مستعدا للانتظار فيها، تهرب ‏من الإجابة، وقال إنه سيناقش الأمر في اجتماعه المرتقب مع ترامب نهاية الشهر". ‏



وأشار أنه "بات من الواضح الآن أن على الولايات المتحدة التدخل لسدّ هذه الفجوة من أجل المضي قدماً في خطة ‏ترامب لإعادة إعمار قطاع غزة، في غضون ذلك، يبرز اختلاف كبير وجوهري بين التفسيرين الإسرائيلي والقطري ‏للمرحلة الثانية، وهذا التباين والانقطاع بين تل أبيب والدوحة قد يفسران الاجتماع الذي عُقد في الولايات المتحدة ‏بين المبعوث الأمريكي للمنطقة، ستيف ويتكوف، ورئيس الموساد ديفيد بارنيع، وممثل رفيع المستوى للحكومة ‏القطرية، ولعلّ موافقة القطريين على الاجتماع تحديدًا مع بارنيع دون غيره من الممثلين الإسرائيليين لم تكن عبثًا".‏

وأضاف أن "رئيس الموساد مسؤول عن الملف القطري نيابةً عن إسرائيل، لذا فمن المنطقي أن يكون هو الممثل ‏في هذا الاجتماع، لكن ثمة حقيقة لا بد من التذكير بها، ففي سبتمبر، عارض المحاولة الإسرائيلية لاغتيال قيادة ‏حماس في الدوحة، ولم يغب هذا الأمر عن أنظار كبار المسؤولين في الدوحة، وفي الواقع، يُعدّ الاجتماع الذي ‏عُقد في نيويورك، من وجهة نظر الولايات المتحدة، استمرارًا مباشرًا لمحادثة الاعتذار التي فرضها ترامب على ‏نتنياهو خلال زيارته للبيت الأبيض في سبتمبر، عقب الهجوم الفاشل في الدوحة مباشرةً". ‏

تكشف هذه القراءة الإسرائيلية القلقة أن هناك محاولة أمريكية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين مجددًا، انطلاقًا ‏من معرفة ترامب بأن قطر عاملٌ ذو تأثير كبير على حماس، وبالتالي فهي مفتاحٌ هام لنجاح المرحلة الثانية، لكن ‏السؤال الإسرائيلي المقلق هذه المرة ما إذا سيكون ذلك على حساب الاحتلال هذه المرة.‏

مقالات مشابهة

  • أمريكا تصادر ناقلة نفط فنزويلية.. وكاراكاس تتهمها بالسرقة
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • WSJ: أمريكا محبطة من عدوانية إسرائيل ضد النظام الجديد في سوريا
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • أكسيوس: ترامب سيعين جنرالا أمريكا لقيادة قوة الاستقرار في غزة
  • أمريكا ترامب: سلامٌ بالقُوّة (القوّة الذّكيّة)
  • أمريكا ترامب: سلامٌ بالقُوّة (القوّة الذّكيّة[1])
  • تقدير إسرائيلي.. تنسيق قطر مع أمريكا بشأن غزة يُضيّق الحيز الاستراتيجي للاحتلال
  • على عكس تصريحات ترامب عن خسارة أوكرانيا.. مصادر لـCNN: الوضع في ساحة المعركة لم يتغير كثيرا
  • ترامب يهاجم قادة أوروبا بشكل غير مسبوق.. ضعفاء يتحدثون كثيرا