أمريكا.. مخاوف المهاجرين تتزايد بعد قرار المحكمة العليا بشأن جنسيّة الطفل عند الولادة
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
أصدرت المحكمة العليا الأمريكية قراراً يسمح بتطبيق سياسة ترامب لتقييد جنسيّة الميلاد خلال 30 يوماً، دون حسم شرعيتها، ما أثار لبساً قانونياً ومخاوف واسعة بين المهاجرين وأفراد الجالية. اعلان
أثارت المحكمة العليا الأمريكية لبساً قانونياً واسعاً بعد أن سمحت بدخول سياسة الرئيس دونالد ترامب الخاصة بتقييد جنسيّة الميلاد حيز التنفيذ خلال 30 يوماً، من دون أن تحكم بشكل نهائي على شرعية هذه السياسة.
القرار الذي صدر يوم الجمعة الماضي جاء من قبل الأغلبية المحافظة في المحكمة، حيث وافقت على طلب ترامب بتقليص سلطة القضاة الفيدراليين في إصدار أوامر تمنع تنفيذ سياسات إدارية قبل نظرها بالكامل في القضايا المرفوعة ضدها. لكن المحكمة لم تفصل في جوهر القضية، مما خلف فراغاً قانونياً يهدد بخلق تباين كبير في تطبيق القانون بين الولايات.
سياسة ترامب تهدد الجنسيّة بالولادةالسياسة التي أعلن عنها ترامب في يناير تهدف إلى إنهاء الاعتراف بجنسيّة الأطفال المولودين داخل الولايات المتحدة والذين لا يحمل أحد والديهما الجنسية الأمريكية أو إقامة دائمة قانونية. وتم حظر هذا الأمر من قبل ثلاثة قضاة في محاكم مقاطعات مختلفة، ما أدّى إلى تصعيده إلى المحكمة العليا.
وبناءً على القرار الأخير، فإن السياسة قد تبدأ تطبيقها في 28 ولاية لم تشارك في الدعاوى القضائية الرامية لوقفها، بينما ستبقى محظورة في الولايات الأخرى التي رفعت دعاوى قضائية.
وقد يؤدي هذا التباين إلى تقسيم قانوني غير مسبوق في تطبيق حق كان يُعتبر مضموناً بموجب التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي، والذي يمنح الجنسيّة لأي شخص يولَد داخل البلاد بغض النظر عن وضع والديه.
ارتباك ومخاوف بين المهاجرينفي صباح اليوم التالي للقرار، بدأ المحامون والمدافعون عن حقوق المهاجرين في استقبال مكالمات من أفراد كثيرين يحاولون فهم مدى تأثرهم بالقرار. ومن بين هؤلاء لورينا، وهي طالبة لجوء كولومبية تبلغ من العمر 24 عاماً وتقيم في هيوستن وتتوقع ولادة طفلها في سبتمبر القادم. وقالت إنها "لم تفهم القرار بشكل جيد"، وأضافت أنها تخشى أن يُحرم طفلها من أي جنسية.
Relatedترامب يفعّل قرار حظر دخول مواطني 12 دولة: إليك كل ما يجب معرفته عن هذا الإجراء غوانتنامو يعود إلى الواجهة... ولكن للمهاجرين هذه المرّة!مظاهرة في لوس أنجلوس ضد سياسة ترامب المناهضة للهجرةمن جانبه، قدّم ترامب السياسة على أنها خطوة لوقف ما وصفه باستغلال نظام جنسيّة الميلاد من قبل مهاجرين يأتون خصيصاً لإنجاب أطفال على الأراضي الأمريكية.
وقال خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: "مئات الآلاف من الناس يتدفقون إلى بلدنا بسبب جنسيّة الميلاد. لم يكن الهدف من وجود هذا الحكم أصلاً."
مخاوف من الفوضى التشغيليةعلى الصعيد العملي، قد تواجه المستشفيات والأطباء تحديات كبيرة في تحديد جنسية المواليد الجدد، خاصة مع غياب إرشادات واضحة حول آلية التطبيق. وأشارت كاثلين بوش-جوزيف، محللة السياسات في معهد السياسة المتعلقة بالهجرة، إلى أن الوضع قد يؤدي إلى "فوضى ارتباك" في أنحاء البلاد.
في الوقت نفسه، قدّم المدعى عليهم شكوى معدلة أمام محكمة اتحادية في ولاية ماريلاند تطالب بإدراج فئة واسعة من المتضررين المحتملين ضمن الدعوى القضائية بهدف توسيع نطاق الحظر ليشملهم.
ورغم السماح المؤقت بتطبيق السياسة، أكدت المحكمة أن بعض المجموعات، مثل منظمة "كاسا" و"مشروع الدفاع عن طالبي اللجوء"، لا تزال محظورة من تطبيق السياسة في ولاياتها، من دون أن تتضح آليات الالتحاق بهذه المنظمات أو كيفية التحقق منها على مستوى الولايات المختلفة.
ويقدر النشطاء أن نحو 150 ألف طفل سنوياً قد يفقدون حقهم في الجنسية الأمريكية إذا تم تطبيق السياسة بشكل كامل. ووصفت جوليانا ماسيدو دو ناسيمنتو، المتحدثة باسم منظمة "يونايتد وي دريم"، الوضع بأنه "فوضوي"، مشيرة إلى أنه سيؤدي إلى تقسيم المواطنين داخل الدولة الواحدة إلى فئات مختلفة من الحقوق.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران دونالد ترامب غزة النزاع الإيراني الإسرائيلي هجمات عسكرية إسرائيل إيران دونالد ترامب غزة النزاع الإيراني الإسرائيلي هجمات عسكرية الجنسية محكمة أزمة المهاجرين دونالد ترامب الهجرة إسرائيل إيران دونالد ترامب غزة النزاع الإيراني الإسرائيلي هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي ضحايا روسيا أوكرانيا حروب المملكة المتحدة المحکمة العلیا
إقرأ أيضاً:
تضارب بين البنتاجون ووكالة الاستخبارات الأمريكية بشأن نتائج قصف منشآت إيران النووية
شهدت الإدارة الأمريكية حالة من التباين في التقديرات الرسمية بشأن نتائج الغارات الجوية التي أمر بها الرئيس السابق دونالد ترامب ضد منشآت نووية إيرانية، في عملية وُصفت بالأوسع نطاقًا منذ سنوات، وأثارت جدلًا سياسيًا وأمنيًا واسعًا داخل المؤسسات الأمريكية.
CIA: البرنامج النووي الإيراني تعرض لضرر بالغ وعدة منشآت دُمرت بالكاملأعلن جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، أن الوكالة تمتلك معلومات استخباراتية موثوقة تؤكد أن البرنامج النووي الإيراني قد "تضرر بشدة" بفعل القصف الجوي الأمريكي، وأن "العديد من المواقع الرئيسية تم تدميرها"، مشيرًا إلى أن هذه الأضرار ستتطلب سنوات لإعادة البناء.
إيران تفتح المجال الجوي للنصف الشرقي من البلاد للرحلات الداخلية والدولية عاجل- ترامب يصف New York Times وCNN وNBC بـ“القمامة والحثالة” بعد تقارير تأكيد عدم تدمير نووي إيرانوأكد راتكليف عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه المعلومات تم جمعها من "مصدر/طريقة موثوقة ودقيقة تاريخيًا"، موضحًا أن ما تداولته بعض وسائل الإعلام من تقييمات أخرى أقل تأثيرًا غير دقيق، ويعتمد على تقارير "غير قانونية" أو "ناقصة".
البنتاجون: تأثير الضربات مؤقت.. وتأخير البرنامج الإيراني لبضعة أشهر فقط
في المقابل، أصدرت وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقييمًا أوليًا مخالفًا، ذكرت فيه أن الضربات الجوية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية قد أخرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، وهو تأثير أقل بكثير مما أعلنه ترامب عقب تنفيذ العملية.
وأشار التقييم إلى أن الأضرار لم تكن كافية لتعطيل البرنامج بشكل دائم، وأن إيران لا تزال تحتفظ ببعض مكونات البرنامج الأساسية، بما في ذلك أجزاء من أجهزة الطرد المركزي، التي لم يتم تدميرها أو حتى رصدها في المواقع المستهدفة.
ترامب يرفض تقييم البنتاجون.. ويصر على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكاملوقبل صدور بيان راتكليف، هاجم الرئيس السابق دونالد ترامب تقييم وكالة الاستخبارات الدفاعية ووصفه بأنه "ضعيف الثقة" وغير حاسم، مؤكدًا أن جميع المنشآت النووية الإيرانية قد تم تدميرها، مشددًا على أن العملية "أجهزت بالكامل على البرنامج النووي لطهران".
كما أدان ترامب ونواب جمهوريون مقربون منه تسريب تقارير البنتاجون لوسائل الإعلام، متهمينها بـ "تقويض الموقف الأمريكي وتشويه إنجازات العملية العسكرية".
الديمقراطيون: البيت الأبيض يضخم النتائج والحقائق لم تُحسم بعد
وفي سياق متصل، وجه نواب الحزب الديمقراطي في الكونغرس انتقادات شديدة للرئيس السابق ترامب، متهمين إدارته بـ المبالغة في تقدير نتائج الضربات العسكرية بهدف تحقيق مكاسب سياسية، وسط غياب تقييم دقيق ونهائي لما تم إنجازه فعليًا على الأرض.
وأشار النواب إلى أن التقارير الاستخباراتية لا تزال غير مكتملة، وأن هناك أسئلة مفتوحة حول مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب ومدى الضرر الفعلي لأجهزة الطرد المركزي الحديثة التي لم يُعثر عليها في المواقع التي تعرضت للقصف.
تولسي جابارد تدعم تقييم CIA وتشير إلى دمار واسع النطاقمن جانبها، أكدت تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، في وقت سابق من اليوم، صحة تقييم وكالة الاستخبارات المركزية، مشيرة إلى أن معلومات موثقة تؤكد أن البرنامج النووي الإيراني تعرض لأضرار كبيرة، تتطلب سنوات لإعادة تأهيله.
وأوضحت أن التحليلات المستندة إلى صور الأقمار الصناعية، وشهادات ميدانية، تشير إلى أن عدة منشآت أساسية خرجت عن الخدمة بالكامل، ما سيؤثر على قدرة إيران على استئناف التخصيب في المستقبل القريب.