أصدرت المحكمة العليا الأمريكية قراراً يسمح بتطبيق سياسة ترامب لتقييد جنسيّة الميلاد خلال 30 يوماً، دون حسم شرعيتها، ما أثار لبساً قانونياً ومخاوف واسعة بين المهاجرين وأفراد الجالية. اعلان

أثارت المحكمة العليا الأمريكية لبساً قانونياً واسعاً بعد أن سمحت بدخول سياسة الرئيس دونالد ترامب الخاصة بتقييد جنسيّة الميلاد حيز التنفيذ خلال 30 يوماً، من دون أن تحكم بشكل نهائي على شرعية هذه السياسة.

القرار الذي صدر يوم الجمعة الماضي جاء من قبل الأغلبية المحافظة في المحكمة، حيث وافقت على طلب ترامب بتقليص سلطة القضاة الفيدراليين في إصدار أوامر تمنع تنفيذ سياسات إدارية قبل نظرها بالكامل في القضايا المرفوعة ضدها. لكن المحكمة لم تفصل في جوهر القضية، مما خلف فراغاً قانونياً يهدد بخلق تباين كبير في تطبيق القانون بين الولايات.

سياسة ترامب تهدد الجنسيّة بالولادة

السياسة التي أعلن عنها ترامب في يناير تهدف إلى إنهاء الاعتراف بجنسيّة الأطفال المولودين داخل الولايات المتحدة والذين لا يحمل أحد والديهما الجنسية الأمريكية أو إقامة دائمة قانونية. وتم حظر هذا الأمر من قبل ثلاثة قضاة في محاكم مقاطعات مختلفة، ما أدّى إلى تصعيده إلى المحكمة العليا.

وبناءً على القرار الأخير، فإن السياسة قد تبدأ تطبيقها في 28 ولاية لم تشارك في الدعاوى القضائية الرامية لوقفها، بينما ستبقى محظورة في الولايات الأخرى التي رفعت دعاوى قضائية.

وقد يؤدي هذا التباين إلى تقسيم قانوني غير مسبوق في تطبيق حق كان يُعتبر مضموناً بموجب التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي، والذي يمنح الجنسيّة لأي شخص يولَد داخل البلاد بغض النظر عن وضع والديه.

ارتباك ومخاوف بين المهاجرين

في صباح اليوم التالي للقرار، بدأ المحامون والمدافعون عن حقوق المهاجرين في استقبال مكالمات من أفراد كثيرين يحاولون فهم مدى تأثرهم بالقرار. ومن بين هؤلاء لورينا، وهي طالبة لجوء كولومبية تبلغ من العمر 24 عاماً وتقيم في هيوستن وتتوقع ولادة طفلها في سبتمبر القادم. وقالت إنها "لم تفهم القرار بشكل جيد"، وأضافت أنها تخشى أن يُحرم طفلها من أي جنسية.

Relatedترامب يفعّل قرار حظر دخول مواطني 12 دولة: إليك كل ما يجب معرفته عن هذا الإجراء غوانتنامو يعود إلى الواجهة... ولكن للمهاجرين هذه المرّة!مظاهرة في لوس أنجلوس ضد سياسة ترامب المناهضة للهجرة

من جانبه، قدّم ترامب السياسة على أنها خطوة لوقف ما وصفه باستغلال نظام جنسيّة الميلاد من قبل مهاجرين يأتون خصيصاً لإنجاب أطفال على الأراضي الأمريكية.

وقال خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: "مئات الآلاف من الناس يتدفقون إلى بلدنا بسبب جنسيّة الميلاد. لم يكن الهدف من وجود هذا الحكم أصلاً."

مخاوف من الفوضى التشغيلية

على الصعيد العملي، قد تواجه المستشفيات والأطباء تحديات كبيرة في تحديد جنسية المواليد الجدد، خاصة مع غياب إرشادات واضحة حول آلية التطبيق. وأشارت كاثلين بوش-جوزيف، محللة السياسات في معهد السياسة المتعلقة بالهجرة، إلى أن الوضع قد يؤدي إلى "فوضى ارتباك" في أنحاء البلاد.

في الوقت نفسه، قدّم المدعى عليهم شكوى معدلة أمام محكمة اتحادية في ولاية ماريلاند تطالب بإدراج فئة واسعة من المتضررين المحتملين ضمن الدعوى القضائية بهدف توسيع نطاق الحظر ليشملهم.

ورغم السماح المؤقت بتطبيق السياسة، أكدت المحكمة أن بعض المجموعات، مثل منظمة "كاسا" و"مشروع الدفاع عن طالبي اللجوء"، لا تزال محظورة من تطبيق السياسة في ولاياتها، من دون أن تتضح آليات الالتحاق بهذه المنظمات أو كيفية التحقق منها على مستوى الولايات المختلفة.

ويقدر النشطاء أن نحو 150 ألف طفل سنوياً قد يفقدون حقهم في الجنسية الأمريكية إذا تم تطبيق السياسة بشكل كامل. ووصفت جوليانا ماسيدو دو ناسيمنتو، المتحدثة باسم منظمة "يونايتد وي دريم"، الوضع بأنه "فوضوي"، مشيرة إلى أنه سيؤدي إلى تقسيم المواطنين داخل الدولة الواحدة إلى فئات مختلفة من الحقوق.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل إيران دونالد ترامب غزة النزاع الإيراني الإسرائيلي هجمات عسكرية إسرائيل إيران دونالد ترامب غزة النزاع الإيراني الإسرائيلي هجمات عسكرية الجنسية محكمة أزمة المهاجرين دونالد ترامب الهجرة إسرائيل إيران دونالد ترامب غزة النزاع الإيراني الإسرائيلي هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي ضحايا روسيا أوكرانيا حروب المملكة المتحدة المحکمة العلیا

إقرأ أيضاً:

ترامب يلتقي بوتين في ألاسكا.. قمة حاسمة لوقف الحرب وإعادة رسم خريطة السياسة العالمية

في خطوة تترقبها العواصم الكبرى، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعقد لقاءً ثنائيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مدينة "أنكوريج" بولاية ألاسكا، لتكون أرض الجليد مسرحًا لمحادثات قد تعيد رسم خريطة العلاقات الدولية في ظل أجواء عالمية مشحونة.

موعد اللقاء وأهميته

المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أكدت خلال مؤتمر صحفي أن ترامب سيتوجه صباح الجمعة إلى ألاسكا للقاء بوتين، مشيرة إلى أن القمة تأتي في وقت بالغ الحساسية على الصعيد الدولي، وسط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وتباين المواقف الغربية حيالها.

حرب أوكرانيا على طاولة النقاش

لم تخفِ ليفيت انتقادها للإدارة السابقة، مشيرة إلى أن "الحرب القاسية بين روسيا وأوكرانيا اندلعت في عهد جو بايدن"، لكنها شددت على أن ترامب عازم على إنهاء النزاع ووقف نزيف الدم، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي "يُفضّل دائمًا السلام والشراكة على الصراع". وأضافت بثقة: "لا يوجد أي زعيم في العالم اليوم أكثر تمسكًا بمنع الحروب أو إنهائها من الرئيس ترامب".

الهجرة غير الشرعية.. ملف داخلي حاضر في القمة

ورغم الطابع الدولي للقمة، لم تغب الملفات الداخلية عن تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، حيث سلطت الضوء على إنجازات إدارة ترامب في ملف الهجرة غير الشرعية، مؤكدة أنه خلال ستة أشهر فقط من ولايته تم اعتقال 300 ألف مهاجر غير شرعي، في إشارة إلى استمرار هذه السياسة الصارمة حتى القضاء على الظاهرة.

 

لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا ليس مجرد اجتماع بروتوكولي، بل اختبار حقيقي لقدرة واشنطن وموسكو على تجاوز الخلافات وتبني لغة الحوار بدلًا من لغة السلاح. في ظل برودة الطقس في أنكوريج، تترقب العيون حرارة المواقف التي ستخرج من القاعة المغلقة، والتي قد تحدد شكل المرحلة المقبلة على الساحة الدولية.

طباعة شارك البيت الأبيض ترامب ألاسكا الحرب الهجرة

مقالات مشابهة

  • سفير روسيا: جولة جديدة من المشاورات مع أمريكا بشأن تطبيع العلاقات
  • ترامب : أمريكا وروسيا تتمتعان بإمكانات هائلة لبناء علاقات تجارية ممتازة
  • لن تصدق ما فعلته وزارة الصحة بشأن الأمهات والأطفال حديثي الولادة
  • لماذا طرد ترامب خبراء السياسة الروسية من الخارجية؟
  • ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا وسط مخاوف أوروبية من تسوية تُفرض على أوكرانيا
  • مفوضية الانتخابات تؤكد شرعية موقفها بعد حكم «المحكمة العليا»
  • الولايات المتحدة: استقرار الضفة الغربية يتماشى مع هدف ترامب لتحقيق السلام بالمنطقة
  • ترامب يلتقي بوتين في ألاسكا.. قمة حاسمة لوقف الحرب وإعادة رسم خريطة السياسة العالمية
  • رئيس المحكمة العليا في إيران يدين الإبادة الجماعية في غزة
  • قبل طرحه رسميًا.. سعر هاتف iphone 17 pro max بعد تطبيق الضرائب من أمريكا