بغداد اليوم -  ترجمة

اعلن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافاييل غروسي، اليوم الخميس (23 كانون الثاني 2025)،  عن "تصعيد" ايران لعملية تخصيب اليورانيوم بشكل "غير مسبوق"، مؤكدا انه تلقى بلاغا من الحكومة الإيرانية بان التصعيد يهدف للوصول الى نسبة 90 بالمئة. 

وقال غروسي بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، ان الحكومة الإيرانية أبلغت الوكالة رسميا بانها رفعت نسب التخصيب الحالية الى نسبة نقاء 60 بالمئة، مشيرة الى نيتها الاستمرار بعملية تصعيد عمليات التخصيب حتى الوصول الى نسبة 90 بالمئة الضرورية لانتاج أسلحة دمار شامل، بحسب وصفه.

 

المسؤول الاممي اكد ان الهدف الإيراني من التصعيد هو لانتاج السلاح النووي، موضحا "لا يوجد أي سبب مدني على الاطلاق يبرر رفع نسب التخصيب الى هذه المستويات العالية جدا"، ومضيفا "على القوى الغربية التعامل بجدية مع هذا التصعيد الخطير والتوجه نحو الدبلوماسية الشاملة مع ايران". 

وأشار المسؤول الاممي أيضا، الى ان على الإدارة الامريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، ان تعيد النظر بالصفقة النووية وتحاول العودة للعمل بها مرة أخرى، موضحا ان ايران كانت ملتزمة بالقيود الدولية على تخصيب اليورانيوم حتى انسحاب الولايات الامريكية من الصفقة النووية.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

التخصيب العالي لليورانيوم: ما وراء الأرقام؟

 

 

أ. د. حيدر أحمد اللواتي **

تحدثنا في مقالنا السابق عن خطر الإشعاعات النووية المختلفة وكيف يمكنها تدمير الخلايا البشرية، وهنا قد يطرح البعض سؤلًا مُهمًا مفاده: إذا كانت هناك مخاطر بالغة الخطورة تنتج من هذه الإشعاعات النووية، فلماذا السعي نحو تطوير تقنيات قائمة عليها؟ وما هي الفوائد المرجوة؟ وهل هذه الفوائد تعادل المخاطر أو تفوقها قيمة؟

يكمُن السبب الرئيسي في محاول امتلاك هذه التقنيات في بحث العالم عن الطاقة؛ إذ اتِّضح لنا أن أي تقدم مهما كان نوعه يحتاج إلى مصدر للطاقة، وكلما كان المصدر المستخدم غنيًا بالطاقة كانت فائدته أكبر وأكثر نفعًا، وهذا ما تتميز به الطاقة النووية؛ فالطاقة الناتجة من جرام واحد من اليورانيوم تفوق بـ4500 مرة الطاقة الناتجة من استخدام 1 جرام من النفط! هذا إذا كان اليورانيوم المستخدم منخفض التخصيب (3 إلى 5%)، أما إذا كان عالي التخصيب كأن يكون 60%، فإن الطاقة الناتجة من 1 جرام من اليورانيوم حينها ستفوق ملايين المرات الطاقة الناتجة من 1 جرام من النفط! وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل الدول تسعى للحصول على هذه التقنية المُهمة.

والمقصود من عملية التخصيب هو تحويل نظير اليورانيوم 238 إلى 235، وهناك نظيران لليورانيوم في الطبيعة، الأول يورانيوم 238 ويُشكِّل ما نسبته 99.3%، بينما الثاني يُشكِّل ما نسبته 0.07% ويُعرف باليورانيوم 235، وهو الذي يتم استخدامه في المفاعلات النووية، ولأن نسبته بسيطة فلا بُد من تحويل جزء من اليورانيوم 238 إلى 235، وعندما نقول إنَّ نسبة التخصيب وصلت إلى 5% فإنَّ ذلك يعني أننا حصلنا على 5% من اليورانيوم 235.  

وللحد من خطورة هذه الإشعاعات، فإنَّ أغلب الاستخدامات السلمية التي يتم فيها استخدام الطاقة النووية، لا تتجاوز نسبة التخصيب فيها 5%، وهذا هو الحال مثلًا مع محطة بوشهر الإيرانية، ووظيفتها الأساسية إنتاج الكهرباء لمختلف الأغراض السلمية.

لكن هناك منشآت نووية أخرى لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية مثل فوردو ونطنز، تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى نسب مرتفعة تصل إلى 60% من تخصيب اليورانيوم، علمًا بأنَّ نسبة التخصيب المستخدمة في السلاح النووي تصل إلى حوالي 90%، فهل يعني تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% أن إيران قادرة على صنع أسلحة نووية؟

والجواب من الناحية التقنية: نعم، بإمكانها القيام بذلك؛ إذ تشير بعض الدراسات إلى أنَّ 20% من التخصيب يكفي لذلك، لكن المستوى المثالي لإنتاج أسلحة نووية متطورة وفعّالة يكون عادة عندما تصل نسبة التخصيب إلى حوالي 90%؛ لأنَّ هذا المستوى من التخصيب يسمح بتصغير حجم السلاح وتقليل وزنه مع تحقيق قوة تدميرية كبيرة، لذا فإنَّ السلاح النووي من اليورانيوم المُخصَّب بنسبة 60% سيكون أكبر حجمًا وأكثر وزنًا وأقل كفاءة من سلاح مصنوع من يورانيوم مُخصَّب بنسبة 90%.

فهل يمكن لإيران أن تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 90%، أم أنها لا تمتلك التقنيات للوصول إلى ذلك، والجواب إن التقنية اللازمة لتخصيب اليورانيوم إلى 90% لا تختلف عن تلك المستخدمة للوصول إلى 60%، والسبب هو أنَّ عملية التخصيب تتم على مراحل متتابعة باستخدام أجهزة الطرد المركزي، فيمكن استخدام نفس تقنية الطرد المركزي وتكرار العملية للوصول إلى 90% بسهولة نسبيًا.

وتدَّعي الولايات المتحدة والدول الغربية أنهم يخشون ذلك؛ اذ يشير عدد من التقارير إلى أن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم والتي لا تمتلك سلاحًا نوويًا ومع ذلك فإنها تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%؛ حيث إن جميع الدول التي تستخدم الطاقة النووية للتطبيقات السلمية تقوم بإنتاج يورانيوم مُخصَّب بنسبة لا تزيد عن 5%، بينما تُصِر إيران على أن إنتاجها لهذا المستوى المرتفع من التخصيب، إنما هو لأغراض سلمية بحتة.

فهل تسعى إيران لامتلاك سلاح نووي؟ وإذا لم تكن تسعى لذلك، فلماذا تقوم بتخصيب اليورانيوم لهذا المستوى العالي من التخصيب الذي يفوق الاستخدامات السلمية بحوالي 12 ضعفًا؟!

وللحديث بقية...

** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مجموعة السبع تدعو إيران إلى استئناف العمل مع وكالة الطاقة الذرية
  • بزشكيان: إيران تتصدى للسلوك "الهدام" لمدير الطاقة الذرية
  • فرنسا تُدين تهديدات إيران لرئيس وكالة الطاقة الذرية وتطالب بضمان سلامة موظفيها
  • صحيفة طالبت بإعدامه.. إيران تنفي تهديد مدير الطاقة الذرية
  • ألمانيا: تهديدات إيران لوكالة الطاقة الذرية تثير قلقًا بالغًا
  • التخصيب العالي لليورانيوم: ما وراء الأرقام؟
  • ترامب: إيران كانت قريبة من امتلاك سلاح نووي والعودة للاتفاق ممكنة بشروط
  • "الطاقة الذرية": إيران يمكنها تخصيب اليورانيوم في غضون أشهر
  • وكالة الطاقة الذرية ترجح قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم خلال أشهر
  • إيران: بقاء مخزون اليورانيوم المخصب بإشراف الطاقة الذرية أفضل من نقله