أوضحت المنظمة على موقعها الإلكتروني أن أكثر من نصف دول العالم ملوثة بمخلفات الحرب المتفجرة، بما فيها الألغام الأرضية والذخائر العنقودية، مشيرةً إلى أن اليمن شهد منذ 2014 "كل أنواع الأسلحة المتفجرة، من قنابل جوية وصواريخ ومدفعية وقذائف هاون وعبوات ناسفة بدائية".

سجّلت أعداد ضحايا الألغام الأرضية أعلى مستوياتها خلال خمس سنوات، مدفوعةً بتصاعد النزاعات في دول مثل سوريا وميانمار وأوكرانيا وغزة، بالإضافة إلى تحركات بعض الدول الأوروبية للانسحاب من المعاهدة الدولية التي تحظر استخدامها.

وذلك وفقًا لتقرير "مراقبة الألغام الأرضية 2025".

52 دولة.. و90% من الضحايا مدنيون

ووصل عدد القتلى والمصابين بسبب الألغام والمتفجرات المتبقية من الحروب في عام 2024 إلى 6,279 شخصاً، حيث شكل المدنيون 90% منهم، وكان الأطفال ما يقارب نصف الضحايا (46%).

وأشار التقرير إلى أن الضحايا توزعوا على 52 دولة ومنطقة، من بينها 36 دولة موقعة على معاهدة حظر الألغام. وكانت ميانمار في المرتبة الأولى بعدد 2,029 ضحية، تلتها سوريا بـ 1,015 ضحية، ثم أفغانستان 624، وأوكرانيا 293، واليمن 247 ضحية.

وقد تعرض أكثر من ثلث الضحايا لإصابات ناجمة عن عبوات ناسفة مرتجلة. كما تضاعف عدد الضحايا الناتج عن الألغام المضادة للأفراد المصنعة ثلاث مرات بين عامي 2020 و2024، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ عام 2011.

في هذا السياق، قالت منظمة "الإنسانية والشمول (HI)": "عامًا بعد آخر، نشهد مقتل أو تشويه آلاف المدنيين بسبب الألغام والمتفجرات المتبقية من الحروب. في ميانمار وأوكرانيا، تواصل القوات المسلحة استخدام هذه الأسلحة على نطاق واسع. وحتى عند توقف القتال، تظل هذه الألغام نشطة لعقود، مما يدمر الحياة بعيدًا عن ساحات النزاع النشطة. يجب على الدول الأطراف الوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الألغام، وإدانة أي استخدام للألغام المضادة للأفراد بأقوى العبارات."

جندي من اللواء الآلي 24 يزرع ألغامًا مضادة للدبابات قرب تشاسيف يار في دونيتسك، أوكرانيا، في 30 أكتوبر 2024. Oleg Petrasiuk/Ukrainian 24 Mechanised brigade نظرة على دول عربية

وكانت المنظمة قد أشارت على موقعها الإلكتروني إلى ان أكثر من نصف دول العالم ملوثة بمخلفات الحرب المتفجرة، بما فيها الألغام الأرضية والذخائر العنقودية، مشيرةً إلى أن اليمن تحديدًا شهد منذ 2014 "كل أنواع الأسلحة المتفجرة، من قنابل جوية وصواريخ ومدفعية وقذائف هاون وعبوات ناسفة بدائية".

وأكد التقرير أن انفجارات هذه المخلفات تدمر البنية التحتية الحيوية كالجسور والموانئ والطرق والمستشفيات وشبكات المياه، مما يخلف أضراراً طويلة الأمد على المدنيين. كما سبق للمنظمة أن أشارت في تقرير سابق إلى أن أكثر من 11.5 مليون سوري يعيشون في مناطق ملوثة بالمتفجرات.

إلى جانب ذلك، تحذر أن الألغام الأرضية لا تزال تنتشر في مناطق مختلفة من لبنان، كرواسب من الحرب الأهلية والحروب مع إسرائيل وتوضح أن فرقها تواجه صعوبات في نزعها في المناطق الريفية بسبب الأشجار الكثيفة والتضاريس الوعرة.

Related كيف تقوم اليابان بحشد الخبرات العالمية لإزالة الألغام الأرضية في أوكرانيامنظمة تحذّر: "كل شخص في قطاع غزة يعيش وسط حقل ألغام مروّع" بقيمة خمسة ملايين دولار.. تمويل بريطاني لإزالة الألغام والذخائر في غزة تمهيدًا لعبور المساعدات خلفية

يُعزى الارتفاع الحاد في أعداد الضحايا، بحسب التقرير، إلى عاملين رئيسيين: تراجع الالتزام الدولي بالمعاهدات الإنسانية، وتقلص الموارد المخصصة للتعامل مع الآثار.

فقد شهد عام 2025 تحركات مقلقة لتقويض "معاهدة أوتاوا" (1997) التي تحظر الألغام المضادة للأفراد. حيث بدأت خمس دول أوروبية، إستونيا وفنلندا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، إجراءات الانسحاب الرسمي من المعاهدة. وأعلنت أوكرانيا، في خطوة غير مسبوقة، تعليق التزامها بها بشكل أحادي.

أما على صعيد التمويل، فقد أدى انخفاض الدعم العالمي للعمل الإنساني والتنموي إلى إضعاف جهود المكافحة بشكل كبير. حيث انخفض التمويل الدولي لأنشطة إزالة الألغام بنسبة 5% في 2024، ليصل إلى 761 مليون دولار فقط. كما انخفض دعم برامج مساعدة الضحايا وإعادة تأهيلهم بنسبة 23% في العام ذاته.

وذكر التقرير أن إيران وميانمار وكوريا الشمالية استخدمت حديثًا الألغام المضادة للأفراد،، مع وجود دلائل متزايدة على استخدام أوكرانيا لها أيضاً، على غرار روسيا التي واصلت استخدامها المكثف منذ غزوها عام 2022.

ولم تقتصر الظاهرة على الدول، بل توسعت لتشمل جماعات مسلحة غير حكومية استخدمت الألغام في عشر دول على الأقل، منها بوركينا فاسو ومالي والنيجر ونيجيريا في أفريقيا، والهند وميانمار وباكستان في آسيا.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل الصحة بيروت لبنان البابا ليو الرابع عشر حروب إسرائيل الصحة بيروت لبنان البابا ليو الرابع عشر حروب ألغام سوريا ضحايا حروب أطفال الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة بيروت لبنان البابا ليو الرابع عشر حروب فولوديمير زيلينسكي سوريا روسيا بشار الأسد دونالد ترامب فلاديمير بوتين المضادة للأفراد الألغام الأرضیة ا الألغام أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد ضبط فراش المدرسة الدولية بالإسكندرية| أولياء أمور الضحايا يكشفون لـ “صدى البلد”: شاهدنا المتهم يخرج من غرفة وبرفقته طالبة في حالة ارتباك

لم تكن ليلة الخميس عادية بالنسبة لأهالي أحد الفصول بمدرسة دولية شهيرة في الإسكندرية. بدأت القصة بملاحظة عابرة من إحدى الأمهات، لكنها تحوّلت خلال 24 ساعة إلى صدمة كبرى واجهتها عشرات الأسر، وبلاغ رسمي، وتحقيقات موسعة، ولجنة تفريغ كاميرات، وضبط متهم اعترف بتفاصيل هزّت المجتمع المحلي. ما حدث داخل غرفة مغلقة بالمدرسة، بعيدًا عن أعين المعلمين، تحول إلى حديث الشارع، ودفع الأهالي إلى المطالبة بالحقيقة ومحاسبة كل من قصّر.

لحظة الاشتباه.. أم تلتقط الشرارة الأولى

وبحسب رواية إحدى أولياء الأمور لموقع صدى البلد، فبدأت القصة حين كانت إحدى الأمهات متواجدة في المدرسة يوم الخميس. ولاحظت خروج رجل يبلغ من العمر 59 عامًا من إحدى الغرف وهو يعدل ملابسه، وخلفه طفلة بدت عليها علامات الارتباك. الأمر لم يمر مرور الكرام. سارعت الأم بتصوير الرجل والطفلة، ثم شاركت الصور خلال الليل في مجموعة أولياء الأمور الخاصة بالفصل، محذّرة:
"يا جماعة، شفت حاجة غريبة النهارده في المدرسة… اتأكدوا من ولادكم، واللي يعرف أم البنت يبلغها فورًا."

وهذه الرسالة كانت بداية سلسلة من الاتصالات والأسئلة والشكوك. ومع تتبع الأمهات للواقعة، اكتشفن أن أربع بنات وطفلًا يدخلون الغرفة نفسها بشكل متكرر، وأن الرجل وهو عامل بالمدرسة يقوم بتصرفات "غير لائقة" مع الأطفال، بحسب ما تداوله الأهالي.

تصاعد غضب الأهالي وتحرك فوري

وفي صباح اليوم التالي، توجه أولياء الأمور إلى المدرسة الواقعة بنطاق قسم المنتزه ثانٍ. ومع تزايد الشهادات، تحركت الجهات الأمنية فورًا، وتم تحرير محضر رسمي. وصلت لجنة لتفريغ كاميرات المراقبة، بالتنسيق مع إدارة المدرسة، فيما حاولت بعض الجهات التزام الصمت إلى حين اكتمال التحقيقات، وفقًا لرواية الأهالي.

وتقول إحدى الأمهات:
“الموضوع كبير.. ومحدش يقدر يسكت. لازم كل أم وأب يسألوا أولادهم، لازم نعرف الحقيقة.”

كما عبّرت أخريات عن دهشتهن من صمت بعض الأطفال، رغم أن أي تهديد بسيط عادة يجعل الطفل يخبر والديه. الأمر الذي أثار تساؤلات حول الطريقة التي كان المتهم يستخدمها لإسكات ضحاياه.

القبض على العامل.. والتحقيقات تكشف المزيد

وألقت قوة من مباحث قسم منتزه ثانٍ القبض على العامل فور ورود البلاغات. ووفقًا للتحريات الأولية، تبين أنه اعتدى على ثلاث فتيات وطفل داخل الروضة.

وأكدت مصادر أمنية أن التحقيقات مستمرة، وأن الأطفال سيتم إخضاعهم للكشف الطبي وفق الإجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه القضايا الحساسة.

كما أفادت التحريات بأن الاعتداءات حدثت داخل إحدى غرف الروضة بعيدًا عن الرقابة، ما أثار تساؤلات حول مسؤولية إدارة المدرسة وإجراءات الحماية المتبعة داخلها.

الأهالي يطالبون بالمحاسبة والشفافية

وسيطرت حالة من الغضب العارم على أولياء الأمور. البعض طالب بإعلان نتائج التحقيقات للرأي العام، فيما شدد آخرون على ضرورة مراجعة كاميرات المراقبة، وضمان عدم تكرار ما حدث في أي مؤسسة تعليمية.

أحد أولياء الأمور قال:
"إحنا مش هنخاف.. وعايزين حق أولادنا كامل. لازم المدرسة تشرح إزاي ده 
حصل جواها."

 الخوف يسيطر على أولياء الأمور

وقال أحد أولياء الأمور إن الحقيقة التي يجب ذكرها هي أن حالة من الخوف العميق باتت تسيطر على الأهالي بعد اكتشاف الواقعة، مؤكدًا أن كثيرين أصبحوا مترددين في إرسال أطفالهم إلى المدرسة خشية من تكرار ما حدث.

وأضاف: "إحنا بقينا مرعوبين.. مين يضمن إن ده ما يحصلش تاني؟ أولادنا بيروحوا مكان المفروض إنه آمن، ولو حصل فيه كده، نروح فين؟"

وأوضح أن الأهالي ينتظرون إجراءات حازمة من إدارة المدرسة والجهات المختصة، ليس فقط لمعاقبة المتهم، ولكن لضمان بيئة تعليمية آمنة لا تتكرر فيها مثل هذه المأساة المؤلمة.

فما حدث داخل هذه المدرسة بالإسكندرية لم يعد مجرد واقعة فردية، بل ناقوس خطر يدعو لمراجعة منظومة الأمان داخل المؤسسات التعليمية. فالأطفال، الذين يُفترض أن يكونوا في أكثر الأماكن أمانًا، تعرضوا لما لا يُحتمل. وبين تحرك الأمن وغضب الأهالي ولجان التفريغ والتحقيقات، يبقى الأهم الآن هو ضمان العدالة، ودعم الأطفال نفسيًا، واتخاذ إجراءات حاسمة تمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات.
فالأمان داخل المدارس ليس رفاهية.. بل حق أساسي يجب ألا يُساوم عليه أحد.

طباعة شارك النيابة المدرسه الصور الكاميرات الاسكندرية

مقالات مشابهة

  • كاف يكشف قائمة الأفضل.. حسام حسن يزاحم مدربي المغرب ونيجيريا على الصدارة
  • 4726 في نوفمبر.. انتزاع 961 لغمًا من الأراضي اليمنية خلال أسبوع
  • رايتس ووتش: معاهدة حظر الألغام الأرضية تواجه تهديدات غير مسبوقة
  • ضحايا الألغام الأرضية عند أعلى مستوى في 4 سنوات
  • الألغام الأرضية تقتل وتجرح الآلاف مع تراخي الحظر الدولي
  • قتلى الألغام الأرضية حول العالم في 2024 الأعلى خلال 4 سنوات
  • تقرير أممي: أوكرانيا تستخدم ألغاما مضادة للأفراد محرمة دوليا
  • بعد ضبط فراش المدرسة الدولية بالإسكندرية| أولياء أمور الضحايا يكشفون لـ “صدى البلد”: شاهدنا المتهم يخرج من غرفة وبرفقته طالبة في حالة ارتباك
  • تقرير حقوقي: أكثر من 13 ألف انتهاك ارتكبها الحوثيون في "الشقب" بتعز