عمرو الليثي: تدريب الإعلاميين على تناول قضايا الدين ضرورة لمواجهة خطاب الكراهية
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
أعرب الإعلامي الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيون الدول المنظمة التعاون الإسلامي، عن سعادته بافتتاح الدورة العاشرة للاتحاد، التي تُعقد بالتعاون مع وزارة الأوقاف تحت عنوان "مهارات تناول الدين باللغة المعاصرة ورؤية وسطية".
وأكد أن انعقاد هذه الدورة في القاهرة يعكس المكانة الريادية لمصر في دعم الخطاب الديني الرشيد وترسيخ قيم الوسطية والتسامح.
وثمن الليثي- خلال كلمته- دور مصر قيادة وشعبا تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدا أنها ستظل دومًا دولة العلم ومنارة الفكر ووجهة لكل من ينشد المعرفة، وأن ما تقدمه من جهود في تعزيز الوعي الديني المستنير يعكس رسالتها الحضارية الضاربة بجذورها في التاريخ.
ووجه الليثي الشكر إلى وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري على رعايته الكريمة لهذه الدورة، مشيدًا بالدعم الذي تقدمه الوزارة لتمكين إعلاميي دول منظمة التعاون الإسلامي وتزويدهم بالأدوات المعرفية اللازمة لأداء رسالتهم النبيلة، خاصة في ظل عالم باتت تتشابك فيه المنصات وتتعدد الروافد الإعلامية، مما يجعل التدريب ضرورة مهنية وأساسًا للتميز.
وأكد أن الإعلام الذي يقدمه الاتحاد يحرص على مخاطبة العقول واحترام القيم وتجسيد وسطية الإسلام وعدالته ورحمته، مشيرًا إلى أن انعقاد الدورة العاشرة بالتعاون مع وزارة الأوقاف يثبت أن هذه الدورات ليست مجرد أرقام، بل هي شاهد حي على مسيرة ممتدة للاستثمار في الإنسان، وبناء قدراته، وتطوير الفكر الإعلامي في عالم سريع التغير.
ورحب الليثي بالمشاركين من مختلف دول العالم الإسلامي، مؤكدا أن حضورهم يعكس إيمانهم بأن الإعلام مسؤولية ورسالة، وأن التدريب يمثل حجر الأساس في بناء إعلام محترف وقادر على مواكبة التطورات المتسارعة.
وقال إن الرسالة الإعلامية المنشودة تستند إلى جوهر الدين الإسلامي، وإلى الحكمة البالغة المستمدة من قوله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" ومن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية».
وأوضح أن المسيرة الحقيقية للتعلم تقوم على وعي عميق يدركه كل من يحسن السعي للارتقاء بنفسه، مؤكدًا أن طريق العلم لا يُبلغ إلا عبر مراتب متصاعدة، ولا يصل إليها إلا من أيقن أن التعلم ليس لحظة عابرة، بل رحلة تبدأ بتهذيب النفس قبل تلقي المعارف.
وأكد أنه في عالمنا اليوم أصبح تطوير الإعلام الديني ضرورة لا ترفا خاصة في ظل وجود وجود تحديات خطاب الكراهية والتأويلات المغلوطة وحملات التضليل التي تستهدف المجتمعات الإسلامية.
وفي نهاية اللقاء، أهدى الدكتور عمرو الليثي درع الاتحاد للدكتور أسامة الأزهري؛ تقديرا لدوره في دعم هذه الدورات التي يقيمها اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف الرئيس عبدالفتاح السيسي التعاون الإسلامی عمرو اللیثی
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: التعاون العلمي بين المؤسسات الدينية أصبح ضرورة ملحة لإنتاج خطاب ديني رشيد
استقبل الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم الثلاثاء، وفدًا من المتدربين في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، من كازاخستان والهند ونيجيريا والجزائر وغينيا كوناكري وغينيا بيساو، وذلك في إطار التعاون المستمر بين الأكاديمية ودار الإفتاء المصرية.
وأكد فضيلة مفتي الجمهورية في مستهل اللقاء، أن اجتماع هذه النخبة من الدارسين تحت مظلة واحدة يجسد ما يجمع الأمة من روابط الإيمان ووحدة المقصد، مشيرًا إلى أن التعاون العلمي بين المؤسسات الدينية أصبح ضرورة ملحة لإنتاج خطاب رشيد قادر على الاستجابة لتحديات الواقع.
وقدّم فضيلته عرضًا لتاريخ دار الإفتاء التي صاحبت الحضور الإسلامي في مصر عبر عقود طويلة، قبل أن تتخذ شكلها المؤسسي الحديث عام 1895، والتي نهضت بدور مؤثر على يد علماء رسخوا مكانتها محليًا ودوليًا حتى غدت مرجعًا موثوقًا تقصده الهيئات والمؤسسات الكبرى.
وتناول فضيلته خلال اللقاء، الدور المتنامي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تضم اليوم 111 عضوًا من 108 دول، مبينًا أنها تمثل منصة دولية فاعلة لتوحيد الجهود الإفتائية ومواجهة التحديات الفكرية.
واستعرض منظومة العمل داخل دار الإفتاء التي تتكامل فيها خدمات الفتوى الشفوية والهاتفية والإلكترونية والكتابية لتلبية احتياجات الجمهور وفق منهجية تراعي الواقع وتحفظ الثوابت، مشيرًا إلى الدور المجتمعي لدار الإفتاء من خلال مركز الإرشاد الزواجي وإدارة فض المنازعات ووحدة الحوار الفكري، فضلًا عن الحضور الرقمي المتقدم لدار الإفتاء عبر تطبيقات ومنصات حديثة، أبرزها تطبيق «فتوى برو» الموجه للمسلمين في الغرب بخطاب وسطي معاصر.
وأشار فضيلة مفتي الجمهورية إلى جهود مركز التدريب بدار الإفتاء الذي يقدّم برامج ممتدة لإعداد المفتين وتطوير أدواتهم العلمية والمنهجية، إلى جانب البرامج المتوسطة والقصيرة ومسارات التعليم عن بُعد التي تلبي احتياجات الدارسين حول العالم، إضافة إلى مركز الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش، ومركز سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا الذي يحظى بدعم رئاسي كبير والذي ويقدم دراسات نوعية في تفكيك خطاب التطرف، مؤكدًا انفتاح دار الإفتاء على مختلف مسارات التعاون العلمي والبحثي والتدريبي؛ ترسيخًا لرسالتها في نشر الوسطية وتعزيز الوعي وبناء مجتمعات راسخة القيم.
من جانبهم، عبّر المتدربون عن بالغ تقديرهم لفضيلة مفتي الجمهورية ولدار الإفتاء المصرية، لما لمسوه من منهج علمي رصين ورؤية وسطية متوازنة في تناول القضايا الشرعية والفكرية، وأن ما شاهدوه من منظومة عمل متقدمة وخدمات إفتائية متكاملة يمثل أنموذجًا يحتذى به في ترسيخ الفهم الصحيح للدين ومواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.