المفاجآت واردة تشكيلاً وتأثير الخارج يقارب الصفر
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
كتب أنطوان مراد في "نداء الوطن": لم يكن في الحسبان سياسيا، ويصب ولو جزئياً في خانة تداعيات التطورات الميدانية، هو انتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية في ظروف تداخلت فيها الالتباسات والتحولات والانقلابات الصغيرة، إلى درجة اتخذت معها شكل مفاجآت معبّرة، بعدما كان التجاذب في العشية يراوح بين أسماء عدة يطرحها فريقا المعارضة والممانعة، مع ميل لدى المعارضة لوصول عون إذا استعصى خيار الأسماء السياسية، وميل لدى الممانعة لاستبعاد قائد الجيش ما أمكن، انطلاقاً من الرهان على عجز المعارضة عن إيصال المرشح الذي تريد، وتالياً العودة إلى دائرة التعطيل.
وما لم يكن في الحسبان، نجاح المعارضة في الانتقال إلى خيار عون بالاتفاق مع قوى وشخصيات عدة، مقابل رفض "الثنائي" البحث في أسماء أخرى طرحها الفريق السيادي، ما دفع بالثنائي إلى التسليم بانتخاب عون، وتالياً تخفيف الأضرار المترتبة عليه بسبب التعطيل.
وما لم يكن في الحسبان أخيراً، أن تنقلب الأمور بين ليلة وضحاها فعلاً لا قولاً ومجازاً، لمصلحة القاضي والسفير نواف سلام، وفهمت أكثر من كتلة ولا سيما ذات النبض السني أن ثمة رضى غير مباشر على سلام من المرجعية الروحية وما يعنيه ذلك، فضلاً عن انضمام جبران باسيل إلى تأييد سلام على قاعدة الرد على ما اعتبره خديعة من الثنائي بتسهيل انتخاب قائد الجيش، خلافاً للتوافق معهما على الحؤول دون وصوله إلى بعبدا.
ولا تستبعد أوساط مراقبة إذا ما طالت المناورات والتجاذبات، أن ينتقل الرئيس سلام في لحظة معينة إلى تغيير معايير التشكيل بالتوافق مع رئيس الجمهورية لمصلحة حكومة من الشخصيات المستقلة والتي تلتقي مع المناخ الجديد الذي عبر عنه خطاب القسم وكلام الرئيس سلام بعد التكليف، وحينها سيكون الخاسر الأكبر هو فريق الممانعة الذي لا يملك حق الفيتو ولو من منظاره، طالما أنه تساوى مع جميع الفرقاء الآخرين، في استبعاد المرشحين القريبين من مختلف القوى والكتل السياسية على السواء.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اقتراح حكومي: عسكريون من الخارج للتحقّق من حصر السلاح
كتب مجد بو مجاهد في" النهار": مقترح لبنانيّ جديد طرحه رئيس الحكومة نواف سلام قائم على إحضار مندوبين عسكريين من دول صديقة يرافقون الجيش اللبنانيّ في جولات للتحقّق من مهمّة حصر السلاح جنوب لبنان، وسط عدم اقتناع إسرائيليّ بالإجراءات المتبعة.وبحسب معطيات رسميّة لـ"النهار"، تشاور رئيس الحكومة في هذا المقترح الذي لا يزال أوّلياً، مع مبعوثين خارجيين وقائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي سيطرحه في اجتماعات سيعقدها، ويمكن أن يبحث فيه أيضاً خلال زيارات خارجية.
توازياً، لا تزال إسرائيل تنفّذ ضربات هجومية على أهداف غالبيتها في جنوب لبنان، باعتبارها منشآت أو مخازن أسلحة لـ"حزب الله". ويتظهّر أنّ اقتراح رئيس الحكومة يتلاءم مع نهج رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي يحبّذ أن يطّلع المجتمع الدولي على ما يتحقق توالياً في مهمّة حصر السلاح.
الطرح الهادف إلى تأليف قوة دولية من العسكريين لتنفيذ مهمة حصر السلاح، والذي يحاول رئيس الحكومة الحض على التوصل إليه مع اقتراب نهاية عام 2025، يختلف عن فكرة أخرى كان لفت إليها أيضاً، مقترحاً قوة أممية مساندة لمراقبة الهدنة أو قوة حفظ سلام محدودة عندما تنتهي ولاية "اليونيفيل" آخر 2026. وإذ تتنوع طروحات رئاستي الجمهورية والحكومة وتتعدّد حول هذه الفترة وفترات مقبلة، فإنّ المقترح الحكوميّ لم يلقَ اكتراثاً سياسيّاً كبيراً، ولا يمكن إغداق الترجيحات حوله حتى الآن، علما أن ثمة من ينتقده.
يقول عضو الهيئة التنفيذية في "القوات اللبناتية" النائب السابق وهبي قاطيشا لـ"النهار": "إذا كان الهدف التبرير، فإنّ مقترح إحضار قوة من مندوبين عسكريين دوليين قد يكون ضارّاً ويظهر لبنان على أنه ليس بدولة".
ولا يغفل الخبير عسكرياً في الجنوب اللبنانيّ أنّ "على الدولة اللبنانية الضغط على "حزب الله" وتنفيذ حصر السلاح، وإلا سيكون لبنان عرضة للخطر. الأفضل إنهاء مهمة حصر السلاح، وما تبقى من اقتراحات يشكّل هروباً من الواقع".
أمّا النائب عبد الرحمن البرزي فيرى أن "مقترح دعوة مراقبين دوليين خبراء للتأكد من أن الجيش اللبناني يقوم بالمهمة المطلوبة منه جيّد، لأنه يعطي انطباعاً دوليّاً أن لبنان رغم إمكاناته المتواضعة يقوم بالمطلوب منه. ونعتبر أن دعوة مراقبين دوليين، ما دامت تحصل بإشراف الجيش اللبناني وبطلب من الحكومة اللبنانية، فإنها تتحقق ضمن الأطر السيادية".
ويستطرد البزري: "إذا كان وجود مراقبين للتأكد من تنفيذ مهمة الجيش فأهلاً بهم. لن تكون المرة الأولى يلجأ لبنان إلى دوليين للتأكد من التنفيذ".
لم يطرح مقترح رئيس الحكومة على اللجنة العسكرية الخماسية "الميكانيزم"، رغم أنّ سلام مستعدٌّ للتنسيق مع اللجنة حوله على أنّه طرح لبنانيّ لا يزال في طور البحث. ورغم وجود عسكريين في لجنة "الميكانيزم" حالياً، فإنّ رئاسة الحكومة اللبنانية تفضّل أن ينفّذ مقترحها من خارج اللجنة. ولا يمكن التوسّع في كيفية تنفيذ الطرح الحكوميّ أو من أيّ دول يمكن أن يحضر عسكريون دوليون وصلاحياتهم حيال المهمات التي قد تُسند إليهم، لأنّه لا يزال مقترحاً أوّلياً تقدمه رئاسة الحكومة محاولة مواجهة الانتقادات الإسرائيلية للأداء اللبنانيّ في حصر السلاح.
مواضيع ذات صلة سلام استقبل وزير خارجية مصر: الجيش يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح Lebanon 24 سلام استقبل وزير خارجية مصر: الجيش يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح