يشهد لبنان مرحلة حساسة تتقاطع فيها الجهود الدبلوماسية العربية الداعمة مع تحديات تعنت الاحتلال الإسرائيلي، مما يضع البلاد أمام مفترق طرق. في ظل الحراك العربي المكثف، يتجلى حرص الدول الخليجية على مساندة لبنان ودعمه في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي. هذا الدعم يأتي متزامنًا مع مخاوف متزايدة من نية إسرائيل التملص من التزاماتها بالانسحاب من الجنوب اللبناني وفق اتفاق وقف إطلاق النار.

من جهة أخرى، يبرز موقف حزب الله الحازم الداعي إلى الالتزام التام بالاتفاق، فيما تستمر إسرائيل في توجيه اتهامات للبنان بالتقصير والتلميح بتمديد وجودها العسكري، ضاربة بعرض الحائط الموعد النهائي للانسحاب. إن هذه اللحظة تتطلب رؤية لبنانية موحدة لتعزيز الموقف الوطني، وسط جهود عربية تدفع نحو تطبيق القرارات الدولية وإنهاء التدخلات الإسرائيلية، مع التأكيد على الإصلاحات التي تعد بوابة لإعادة لبنان إلى خارطة الاستقرار والتنمية.

دعم عربي متزايد لتعزيز استقرار لبنان

شهدت بيروت زيارات دبلوماسية لافتة لمسؤولين عرب رفيعي المستوى، كان أبرزهم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية الكويتي. هذه الزيارات تأتي في إطار تأكيد الدول العربية على دعمها لاستقرار لبنان وسيادته ومساندته في مواجهة التحديات الراهنة
زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بعد غياب طويل عن الساحة اللبنانية حملت إشارات واضحة على اهتمام المملكة بإعادة بناء العلاقات مع لبنان. وأكد الوزير السعودي على أهمية تعزيز الإصلاحات كمدخل أساسي لاستعادة ثقة الدول العربية والمجتمع الدولي

قلق من تعنت إسرائيلي بشأن الانسحاب

رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، سجلت إسرائيل أكثر من 630 خرقًا منذ بدء سريان الاتفاق، ما أثار قلقًا متزايدًا بشأن نواياها الحقيقية ومدى التزامها بالانسحاب من جنوب لبنان في الموعد المحدد. الخروقات شملت عمليات اقتحام للمنازل وهدمها ومنع الأهالي من العودة إلى قراهم
تقارير إعلامية إسرائيلية ألمحت إلى احتمال تمديد بقاء القوات الإسرائيلية في الجنوب، مدعية أن الجيش اللبناني لم يستكمل تنفيذ التزاماته. هذه التقارير زادت من الغموض والشكوك حول نوايا الاحتلال تجاه الاتفاق

موقف إسرائيلي متصلب يثير الجدل

وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل قد تطلب تمديد اتفاق وقف إطلاق النار أو حتى تؤجل انسحابها من جنوب لبنان، بحجة الحاجة إلى مزيد من الوقت لتدمير البنية التحتية لحزب الله. هذا الموقف يعكس تصلبًا إسرائيليًا واضحًا قد يزيد من تعقيد المشهد
تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أكدت على استمرار نشر الجيش الإسرائيلي في المناطق الجنوبية، مع تحذير من ردود "قاسية" في حال وقوع أي خروقات من حزب الله. هذا التعنت الإسرائيلي يعكس توجهًا نحو التصعيد بدلًا من التهدئة

حزب الله يشدد على الالتزام الكامل بالاتفاق

في بيان حازم، أكد حزب الله أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يتم بشكل كامل ودون أي تأجيل أو مماطلة. الحزب شدد على أن انسحاب إسرائيل من الجنوب في الموعد المحدد هو اختبار لمدى جدية التزامها بالقرارات الدولية
دعا الحزب الدولة اللبنانية إلى اتخاذ موقف صارم تجاه أي انتهاكات للاتفاق، مشيرًا إلى أن الالتزام بالموعد المحدد للانسحاب هو جزء أساسي من استعادة السيادة اللبنانية وتعزيز الموقف الوطني

 الزخم العربي يدعم الإصلاحات في لبنان

الدول العربية شددت خلال زياراتها على أهمية إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية كشرط أساسي لدعم لبنان وإخراجه من أزماته المتفاقمة. هذا الزخم الدبلوماسي يعكس حرصًا عربيًا على مساعدة لبنان لاستعادة دوره الإقليمي
الرئيس اللبناني جوزيف عون أشار إلى أن الحكومة الجديدة ستعمل على وضع أسس جديدة للتعاون مع الدول الخليجية، مشددًا على أن الالتزام بالإصلاحات سيكون بوابة لاستعادة الثقة العربية والدولية بلبنان

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: لبنان دعم عربي حزب الله الانسحاب الإسرائيلي وقف اطلاق النار الإصلاحات السيادة الخروقات الخليج العربي الاستقرار اتفاق وقف إطلاق النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق

وقع اليوم بروتوكول تعاون مشترك بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق، بحضور ورعاية المستشار عبدالوهاب عبدالرازق – رئيس مجلس الشيوخ المصري ورئيس مجلس أمناء المحكمة، والسوداني المهندس هشام عوض – رئيس الجهاز العربي للتسويق، في خطوة جديدة لتعزيز مناخ الاستثمار العربي وتطوير آليات حل النزاعات وتسوية الخلافات التجارية.

ويهدف البروتوكول إلى توطيد أواصر التعاون المؤسسي بين الجانبين في مجالات التدريب وبناء القدرات القانونية، وتقديم الاستشارات الفنية والقانونية، بالإضافة إلى تبني آليات ودية ورسمية لحل النزاعات التي قد تنشأ بين الشركات أو الأفراد المنتمين للجهاز العربي للتسويق.

كما يتضمن البروتوكول العمل على ضمان حقوق العملاء والشركات المشتركة في الجهاز، من خلال تفعيل دور المحكمة العربية للتحكيم كجهة موثوقة في فض المنازعات وحل الخلافات بأساليب مرنة تضمن سرعة الفصل وتحقيق العدالة، بعيدًا عن تعقيدات الإجراءات القضائية التقليدية.

وأكد المستشار عبدالوهاب عبدالرازق في كلمته خلال مراسم التوقيع أن هذا التعاون يُعَدّ خطوة نحو دعم مناخ الثقة في بيئة الاستثمار العربي، مشيرًا إلى أهمية التحكيم كوسيلة عصرية لحل النزاعات تحمي الحقوق وتحفّز على التنمية.

ومن جانبه، أعرب المهندس هشام عوض عن سعادته بهذا التعاون، مؤكدًا أنه يفتح آفاقًا جديدة لتطوير منظومة العمل داخل الجهاز العربي للتسويق، بما يضمن الحفاظ على مصالح الأعضاء والمستثمرين العرب ويُسهم في تيسير حركة التجارة والتسويق على مستوى الوطن العربي.

 

 



مقالات مشابهة

  • أزمة مالية تضرب حزب الله؟
  • يضون بارك بإقرار تعديل بدل الإدارة للمديرين
  • إسرائيل تهاجم قرار كندا المرتقب بالاعتراف بفلسطين
  • نعيم قاسم: مسألة السلاح شأن داخلي ولا علاقة لإسرائيل به
  • ضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات
  • جيش الاحتلال يتحدث عن خروقاته في لبنان بعد وقف إطلاق النار
  • البعريني: خطوة الدول الكبرى اعترافاً بفلسطين تغيّر مسار الصراع العربي–الإسرائيلي
  • عاجل | مؤتمر تنفيذ حل الدولتين: تأكيد الالتزام بحل الدولتين إسرائيل وفلسطين بحدود آمنة ومعترف بها
  • ملك الأردن يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة والسماح بتدفق المساعدات
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق