في بداية الحرب اندهش العديد من المراقبين من خارج السودان في صمود الجيش السوداني وعدم انهياره رغم الفارق الكبير في العتاد والعدد والانتشار في قلب العاصمة.

وأحدهم علق معجبا بالثبات الإنفعالي للجيش ويرود الأعصاب في لحظات الصدمة الأولى للحرب. ولكن لا أظنهم تصوروا أن الجيش سينتصر في النهاية. ربما ظنوا أن الجيش سيصمد إلى الحد الذي يمكنه من الوصول إلى حل تفاوضي مع المليشيا، والذي سيعد بحد ذاته إنجازا للجيش كونه صمد ولم يتم تدميره ولم ينهار.

ولكن المسافة التي قطعها الجيش منذ تلك اللحظات، لحظات الصدمة الأولى والحصار والهجوم العنيف، حيث كان كل شيء إحتماليا بما في ذلك تدمير الجيش بالكامل، كانت مسافة أسطورية وربما لم تخطر ببال أكثر المراقبين تفاؤلا.

في لحظات لم يكن أمام جيش كامل سوى الصمود بلا أي معطيات موضوعية حول إمكانية النصر أو حتى النجاة: قيادة تحت الحصار بما في ذلك القائد العام، المعسكرات الرئيسية كلها عرضة للهجوم وأغلبها تحت الحصار والهجوم بالفعل، كان كل شيء وراد، بما في ذلك الخيانة الداخلية.

في تلك اللحظات كان العامل الذاتي والمتمثل في الثبات والشجاعة والإيمان بالواجب لقلة قليلة من القادة والجنود أمام أرتال الجنجويد المدججين بكل أنواع الأسلحة هو العامل الوحيد الذي رجح كفة الجيش، ربما أكثر من أي خبرة مهنية. وفي الغالب التخطيط لكسب الحرب جاء في مرحلة لاحقة بعد الصدمة.

حقيقة ما بين حصار القيادة العامة ومحاولة قتل أو أسر القائد العام للجيش ومعه كل هئية الأركان وحدث اليوم ملحمة أسطورية بمعنى الكلمة، ستدهش الكثيرين وسيخلدها التاريخ.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أكد أنه لا مبرر لوجوده خارج مؤسسات الدولة.. السوداني: حصر السلاح بيد الحكومة أولوية وطنية

البلاد (بغداد)
أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن الوضع الأمني المستقر، الذي يشهده العراق يفرض عدم وجود أي سلاح خارج إطار مؤسسات الدولة، مشدداً على أن هذا المبدأ لا يستهدف أي جهة أو فرد بعينه، بل يهدف إلى ترسيخ سلطة القانون وتعزيز هيبة الدولة.
جاءت تصريحات السوداني، خلال مشاركته في مؤتمر عقد بالعاصمة بغداد، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية”واع”. وأوضح أن الحكومة ماضية في “مسار الخدمات” الذي تبنته منذ بداية عملها، مضيفاً:”حوّلنا هذا الشعار إلى سلوك عملي في كل محافظة وملف، ونحرص على زيارة جميع المحافظات للوقوف على تنفيذ المشاريع، وتلبية احتياجات المواطنين الخدمية والاجتماعية”.
وشدد رئيس الوزراء على أن المرجعية الدينية والفعاليات الاجتماعية والشعبية طالما نادت بحصر السلاح بيد الدولة، وتطبيق القانون، ومكافحة الفساد، مؤكداً أن هذه المفردات الثلاث تشكل ركائز أساسية لعمل الحكومة، ولا يمكن التهاون في تنفيذها. كما دعا العشائر العراقية إلى دعم سلطة القانون والقضاء؛ باعتبارهما ضمانة لاستقرار البلاد.
ورغم أن السوداني لم يوجه خطابه إلى جهة محددة، فإن مراقبين رأوا أن رسالته موجهة بالدرجة الأولى إلى الفصائل المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة، في سياق مشابه للإجراءات التي يتخذها لبنان حالياً لحصر السلاح بيد الجيش.
وتأتي هذه التصريحات بالتوازي مع التطورات في الساحة اللبنانية، حيث وافق مجلس الوزراء هناك الخميس على “أهداف” ورقة المبعوث الأميركي توم برّاك لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. كما أقر المجلس تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة لحصر جميع الأسلحة بيد الدولة، بما فيها سلاح”حزب الله”، قبل نهاية عام 2025، على أن تُعرض الخطة خلال أغسطس الجاري.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم عثمان يكتب: تكتيكات الصغار
  • “الدعم السريع” يستسلم للجيش السوداني
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام يؤكد أهمية تطوير وتعزيز علاقات السودان الخارجية
  • خطوة لإنهاء الحرب.. البرهان يسجل زيارة سرية لدولة أوروبية
  • كشف عن خطط جديدة.. هل يستطيع جبريل إنعاش الاقتصاد السوداني؟
  • السوداني: لا مبرر لوجود أي سلاح خارج المؤسسات الحكومية
  • ميليشيا كتائب حزب الله:ما أعلنه السوداني في الإعلام عن إعفاء أمري لوائي حشد 45 و46 يختلف عن الوثيقة الرسمية لدى الحشد!!
  • معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الاتجاهين الجنوبي والشرقي بدارفور
  • أكد أنه لا مبرر لوجوده خارج مؤسسات الدولة.. السوداني: حصر السلاح بيد الحكومة أولوية وطنية
  • البراء بن مالك جزء من كتائب الاحتياط للجيش السوداني بموجب قانون الاحتياط الشعبي