القدس المحتلة- زاد مشهد إفراج فصائل المقاومة الفلسطينية عن 4 مجندات إسرائيليات من وسط ميدان فلسطين في قلب غزة، تعقيدات الحالة الإسرائيلية بكل ما يتعلق بالثمَن الذي دفعته تل أبيب بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى، وسط تعزّز القناعات أن الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق أهداف الحرب، وأن حركة حماس بقيت صامدة وتسيطر على مقاليد الحكم بالقطاع.

سارت المجندات الإسرائيليات الأربع دانيئيلا غلبواع، وليري ألبِرغ، ونعاما ليڤي، وكارينا أيريڤ، بعض الأمتار وبَدَين بصحة جيدة ومظهر أنيق، حيث اعتلين منصة مراسم التسليم التي أعدتها المقاومة، وهن مبتسمات ويرتدين الزي العسكري، يلوحن بأيديهن للحشود في ميدان فلسطين.

وفي نهج يعكس محاولات التضليل للرأي العام المحلي التي تتعمدها وسائل الإعلام الإسرائيلية، سعت محطات التلفزة الإسرائيلية إلى تجاوز صور تسلم المجندات المختطفات وهن مبتسمات ويرتدين الزي العسكري ويحملن الحقائب، وامتنعت عن التعليق وهربت إلى الأمام بانتظار وصول المجندات إلى إسرائيل للترويج للفرحة التي كانت ممزوجة بالحزن، وتؤطرها مشاعر الغضب.

 

سي إن إن:
- حمـ.ـاس بدت وهي تحاول إظهار أنها لا تزال تسيطر بشكل كبير على غزة رغم ما تعرضت له خلال الحرب
- عملية تسليم الرهائن اليوم السبت كانت الأكثر تنظيما حتى الآن من جانب حمـ.ـاس#الجزيرة pic.twitter.com/J4qbbMfDz7

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) January 25, 2025

إعلان الانتصار المطلق

لكن صور تسليم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، 4 مجندات رهينات، بمراسم رسمية ووسط حضور شعبي وباعتراف الكثير من الإسرائيليين، سواء في القراءات التحليلية أو التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي تؤكد أن "الجو في غزة كان مليئا بالنصر والابتهاج".

وحمَلت مشاهد تجمع آلاف الغزيين، على أكوام الأنقاض والركام في ميدان فلسطين وسط أعلام فصائل المقاومة، بطيّاتها دلالات ومشاهد ورسائل متعددة، صدمت المجتمع الإسرائيلي الذي يعيش حالة من ترقب إعادة جميع الرهائن.

بدت فرحة الإسرائيليين منقوصة من المشاهد التي جسدتها منصة توقيع القسام مع مندوب الصليب الأحمر تسليم المجندات اللواتي اعتلين المنصة بالزي العسكري، وسط قوة حضور مشاهد النصر من خلال العرض العسكري لفصائل المقاومة التي كانت حاضرة بالحاضنة الشعبية للغزيين.

وتعليقا على المشاهد والصور التي حضرتها كتائب القسام في ميدان فلسطين خلال الإفراج عن المجندات، قالت المخرجة الإسرائيلية عينات فايتسمان، في تغريدة لها على شبكات التواصل الاجتماعي: "يا للإخراج! الديكورات، الملابس، الإعداد المسرحي. هكذا يتم إخراج الانتصار المطلق".

 

ينتشر عناصر من كتائب القسام وسرايا القدس في ميدان فلسطين أثناء تسليم 4 جنديات إسرائيليات للجنة الدولية للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار (وكالة الأناضول) رسائل دعائية

الطرح ذاته، تناولته مراسلة القناة 12 الإسرائيلية للشؤون الفلسطينية والعربية، سافير ليفكين، التي أوضحت أن حركة حماس تعمدت -من خلال عرضها العسكري- إخراجا منظما للمرحلة الثانية من صفقة التبادل، عبر رفع أعلام فلسطين والفصائل المسلحة واللافتات باللغة العبرية في رسائل متعددة للإسرائيليين.

قبل وقت قصير من تسليم المجندات الإسرائيليات المحتجزات إلى الصليب الأحمر، تقول ليفكين "تحولت ساحة فلسطين في غزة إلى ساحة إخراج لبث مشاهد النصر، حماس التي استغلت اللحظة الدرامية لنقل رسائل دعائية، نصبت منصة في وسط الميدان ووضعت عليها رموز جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الشاباك، إلى جانب شعار باللغة العبرية، الصهيونية لن تنتصر".

إعلان

وتعتقد المراسلة الإسرائيلية أن حماس اختارت بعناية الديكور على المنصة والرموز الإسرائيلية والنقوش العبرية، لتحويل مراسم تحرير المجندات إلى عرض دعائي. وقالت إن "حماس هدفت من تصميم ساحة فلسطين في غزة، إلى نقل رسالة للإسرائيليين وللعالم أيضا أنها صاحبة السيطرة والتفوق".

 

غصة إسرائيلية

وفي مؤشر يعكس الحزن والغصة والغضب الإسرائيلي الكامن من مشاهد تسليم المجندات إلى الصليب الأحمر، يقول المراسل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر "تم تسليم المختطفات في عرض سخيف لحماس حيث تجمع المسلحون لإظهار الوحدة بين الفصائل".

ولفت إلى أنه تم إطلاق سراح المجندات الإسرائيليات من مكان الصفقة نفسه التي تم التوصل إليها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وذلك في إشارة إلى أن حماس صاحبة القول الفصل بعد أن رفضت طلبات الصليب الأحمر لتنفيذ عروض خلال تسليم المجندات.

وأشار إلى أنه تم رفض طلب الجانب الإسرائيلي عدم عرض تسليم المجندات لافتات بين الحشود خشية تعرضهن للخطر، بيد أن حماس عمدت إلى تزيين ساحة فلسطين بشعارات، وأغاني دعم لجنين وصور لبنيامين نتنياهو وهرتسي هاليفي، وهو ما يؤكد من وجهة النظر الإسرائيلية أن مشاهد الإفراج عن المجندات تم تقديمها لأغراض دعائية.

"شكرا للقسـ.ـام على كل المعاملة الكويسة.. شكرا للأكل والشرب والملابس".. "كتـ.ـائب القسـ.ـام" تنشر مشاهد من عملية تسليمها الدفعة الثانية من أسرى الاحتلال ضمن المرحلة الأولى من صفقة "طوفان الأقصى"#فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/H4tzurZiV3

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) January 25, 2025

 

أثمان باهظة

بدا المحرر العسكري للموقع الإلكتروني "والا"، أمير بوحبوط، أكثر انحيازا للرواية الإسرائيلية، لكنه لم يتمكن من تجاوز مشهد صور المجندات الإسرائيليات من وسط ميدان فلسطين في قلب غزة، حيث قال "علينا ألا ننسى أن إسرائيل دفعت ثمنا باهظا في مفاوضات صفقة التبادل".

إعلان

ومن وجهة نظر المحلل العسكري، فإن المهمة العسكرية لإسرائيل لم تكتمل بعد، وذلك على الرغم من الفرحة بإطلاق سراح المجندات، قائلا "هناك المزيد من الرجال والنساء المختطفين الذين ينتظر الجميع إطلاق سراحهم، يجب إعادتهم جميعا".

وكرر بوخبوط أنه من المهم أن نتذكر أن إسرائيل تدفع ثمنا باهظا في المفاوضات. ومن الناحية الإستراتيجية، يضيف، يجب ألا ننسى أهداف الحرب المتمثلة في  هزيمة حماس وإبعادها عن الحكم.

ونقل بوحبوط عن قيادي عسكري رفيع المستوى بالقيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي قوله إن "حماس اختارت أن تشمل ضمن عملية إطلاق سراح المجندات مجموعة من مقاتلي النخبة يحملون بنادق تافور الإسرائيلية التي تم الاستيلاء عليها على ما يبدو كغنيمة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023″، وهوما يحمل دلالات أن المعركة لم تحسم بعد، بحسبه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

موافقة أمريكية على تدعيم لبنان بالعتاد العسكري

قال البنتاجون الأمريكي إن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على بيع محتمل لمركبات تكتيكية ومعدات إلى لبنان بتكلفة 90.5 مليون دولار.

وقال قائد القيادة الوسطى الأمريكية، اليوم الجمعة، إن لديهم مصلحة مع شركائهم الإقليميين في نزع سلاح حزب الله وحفظ السلام بالمنطقة.

ويأتي الحديث الأمريكي في ظِل الرغبة في حصر السلاح بيد الدولة في لبنان.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يثمن دعم الأمم المتحدة للفلسطينيين الخارجية الفلسطينية تدعو المجتمع الدولي لتنفيذ القرارات وحماية الشعب الفلسطيني

وأكد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي خلال لقائه وفدًا من مجلس الأمن، اليوم الخميس، أن قرار حصر السلاح بيد الحكومة لا يهدف إلى إرضاء أي طرف خارجي، بل يندرج في إطار تمكين الدولة من بسط سيطرتها على كامل أراضيها وتعزيز مؤسساتها.

وشدد الوزير على أن التجربة أثبتت عجز الخيارات العسكرية عن الدفاع عن لبنان وردع الاعتداءات الإسرائيلية، ما يستدعي إعطاء مساحة أكبر للحلول الدبلوماسية، والعمل على تجنيب البلاد مزيدًا من التصعيد عبر دعم الجهود الدولية الرامية لتحقيق الاستقرار.

وصعد جيش الاحتلال الإسرائيلي، امس الخميس، من نشاطه العسكري وتحذيراته في جنوب لبنان، بإصدار إنذارات عاجلة للسكان في مبانٍ محددة داخل قريتي جباع ومحرونة بإخلائها فوراً، بدعوى وجود مخاطر وشيكة.

وأعلن الجيش أنه يستعد لتنفيذ هجمات على بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في مختلف مناطق الجنوب، فيما كشف مصدر أمني إسرائيلي أن العمليات المرتقبة ستستهدف مستودعات أسلحة ومواقع يُعتقد أنها تستخدم لاختباء عناصر حزب الله.

ويأتي هذا التصعيد وسط توتر متزايد على الحدود بين الطرفين واحتمالات توسّع المواجهة العسكرية.

وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن قوات إسرائيلية توغلت في قريتي الصمدانية الشرقية والعجرف بريف القنيطرة.

ويأتي ذلك في ضوء استمرار الخروقات الإسرائيلية تجاه سوريا.

وأخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، امس الخميس، بهدم أربعة مساكن في التجمعات البدوية الواقعة شرق مدينة القدس المحتلة.

وأفادت محافظة القدس بأن قوات الاحتلال اقتحمت تجمعات بير المسكوب 1 وبير المسكوب 2 وواد اسنيسل، وقامت بتسليم أوامر هدم للمساكن، بينها منزل يعود للمواطن عيد محمد عيد ابسيس، كما عمدت إلى تصوير المساكن والحظائر في المنطقة.

ويأتي ذلك في إطار تصعيد متواصل يستهدف الوجود الفلسطيني في محيط القدس.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس الخميس، إنهم سيُعيدون المحتجز الأخير بغزة كما أعدنا 254 آخرين، على حد قوله.

ودافع يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، عن تعيين رومان جوفمان رئيسا للموساد.

مقالات مشابهة

  • قطر: الانتهاكات الإسرائيلية تهدد بتجدد الصراع في غزة
  • مصر وقطر تدعوان لانسحاب القوات الإسرائيلية ونشر قوة استقرار دولية في غزة
  • حماس: البلطجة الإسرائيلية تريد أن تخضع المنطقة لأجندتها وآن الأوان لتحرير القدس
  • "سرايا القدس" تبث مشاهد لتسليم جثة أحد أسرى الاحتلال شمال القطاع
  • “حماس”:”إسرائيل” تُريد أن تُخضع كل المنطقة لسيطرتها ويجب حماية سلاح المقاومة
  • داخلية غزة تدعو عملاء الاحتلال تسليم أنفسهم فوراً
  • موافقة أمريكية على تدعيم لبنان بالعتاد العسكري
  • صحيفة: الرواية الإسرائيلية حول مقتل زعيم "القوات الشعبية" تثير تساؤلات
  • فلسطين: انتهاكات خطيرة تهدد حياة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية
  • حماس: نثمن موقف العشائر التي تبرأت من ياسر أبو شباب