مترجمون وأساتذة يتحدثون: استخدام الذكاء الاصطناعي في الترجمة بين المخاطر والمميزات
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
كتب- أحمد الجندي:
استضافت قاعة "الصالون الثقافي" ندوة بعنوان "ترجمة العلوم الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي: المحور الثالث أخلاقيات الترجمة"، تحت إشراف الدكتور إسلام فوزي وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
من جانبه، تحدث الدكتور أحمد بدران، أستاذ الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، عن التحديات التي تواجه النصوص الأصلية أثناء ترجمتها إلى لغات أخرى، لا سيما مع إدخال لغات نادرة ومختلفة في الترجمة للأعمال الأدبية.
وأوضح " بدران" أن من أهم هذه التحديات عدم إلمام المترجم باللغة الأصلية للنص، وبيّن أن الترجمة هي عملية تراكمية قديمة، وتستمر في التطور مع مرور الزمن، حيث يُضاف لها مصطلحات لغوية جديدة. ورغم أن الذكاء الاصطناعي أداة لا تمتلك مشاعر ولا تستطيع أن تُعبّر عن البُعد الدلالي والعاطفي الذي يضيفه المترجم، إلا أن هذه التكنولوجيا توفر مميزات في توفير الوقت والمال.
و أكد المترجم أحمد عويضة على أنه لا يمكن الاعتماد بالكامل على الذكاء الاصطناعي في الترجمة، فهو لا ينقل العاطفة والمشاعر وروح النص، وهي الوظيفة الأساسية للمترجم.
ومع ذلك، أضاف "عويضة" أنه يمكن الاستعانة بهذه التكنولوجيا في بعض الحالات لتوفير الوقت والمجهود، لكن لا يمكن الاعتماد عليها لترجمة نصوص كاملة، حيث قد تظهر النصوص مترجمة بشكل مشوه. وفي المستقبل، من الممكن أن يشهد الذكاء الاصطناعي تطورًا ليصبح أكثر دقة.
من جانبه، تحدث المترجم محمد مطاوع عن مشروعه "Plan Sheet"، وهو برنامج يساعد ذوي الإعاقة البصرية والحركية على تعلم الترجمة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يقوم البرنامج ببرمجة التعامل مع الكلمات والنصوص وأخلاقيات الترجمة. وأشار إلى أن البرنامج يضم حاليًا 17 متطوعًا من ذوي الإعاقة البصرية، مع أمل في زيادة هذا العدد قريبًا.
أما دكتور محمد نصر الجبالي، أستاذ الأدب الروسي في جامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلى للثقافة، فقد أكد أن أخلاقيات الترجمة لا تتعلق بالمترجم فقط، بل أيضًا بعوامل أخرى مثل دار النشر التي قد تفرض بعض العناوين أو المواضيع غير المناسبة، بالإضافة إلى العقود المجحفة التي قد يتعرض لها المترجم.
واقترح تدريس مادة خاصة بأخلاقيات الترجمة في كليات الترجمة، بهدف إعداد جيل من المترجمين يكونون ملمّين بالقيم الثقافية والأخلاقية ويُقدّرون تقبل الآخر دون تحيز، مع ضرورة الاهتمام بالتوازن النفسي للمترجم.
فيما أكد الدكتور ياسر آمان، أستاذ بكلية الآلسن جامعة المنيا، أن الذكاء الاصطناعي يمثل استعمارًا للعقول والقلوب، حيث يترجم النصوص بناءً على البيانات والمعلومات المسجلة به، حتى وإن كانت هذه البيانات مغلوطة أو متحيزة.
وأضاف " آمان" أن استخدام الذكاء الاصطناعي ينطوي على بعض المخاوف، خصوصًا فيما يتعلق بعدم دقة الترجمة، حيث يمكن أن يتم تعديل النصوص وفقًا لأجندات أو خوارزميات مسجلة مسبقًا.
كما أعربت الدكتورة صفاء نور، مدرس اللغة والدراسات اليابانية بجامعة القاهرة، عن رأيها بأن الذكاء الاصطناعي يعد أداة فعّالة لتوفير الوقت والمجهود، ولكنها لا يمكن أن تحل محل المترجم بشكل كامل دون الاهتمام بأخلاقيات العمل.
وأوضحت " نور" أن المترجم هو المسؤول الأول عن الحفاظ على أخلاقيات الترجمة، حيث يتحكم هو في الآلة وليست الآلة هي من تتحكم فيه، مشيرة إلى أنه رغم قوة الذكاء الاصطناعي، فإنه لا يمكنه نقل المشاعر وروح النص التي يتقنها البشر.
يُذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يُقام في الفترة من 23 يناير وحتى 5 فبراير تحت شعار "اقرأ.. في البدء كانت الكلمة"، بمشاركة 1345 ناشرًا من 80 دولة، ويضم أكثر من 600 فعالية ثقافية.
اقرأ أيضا:
وزير الصحة يوجه بتحرير محضر بعد التعدي على ممرضة بمستشفى السادات: لن نتسامح في هذه الوقائع
هل تخرج الدكتور حسام موافي في كلية التجارة؟.. اعرف حقيقة الطبيب الشهير
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: حسام بدراوي: التوجه الحزبي الواحد قد يؤدي إلى انحراف الفكر الأخبار المتعلقة حدث في 8 ساعات| التنمية المحلية تكشف عن موعد اختبارات وظائفها.. والأرصاد: أخبار وزير الثقافة يبحث مع نظيره الفنزويلي بمعرض القاهرة للكتاب تعزيز التعاون أخبار معرض القاهرة للكتاب.. مثقفون يلقون الضوء على "الوطن في أعمال فاطمة المعدول" أخبار وزير الشباب والرياضة: هرم مصر رمز للعراقة ونهر النيل شريان الحياة أخبارإعلان
إعلان
مترجمون وأساتذة يتحدثون: استخدام الذكاء الاصطناعي في الترجمة بين المخاطر والمميزات
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
20 13 الرطوبة: 44% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانكالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب صفقة غزة مسلسلات رمضان 2025 سعر الدولار تنصيب ترامب نظام البكالوريا الجديد أسعار الذهب سكن لكل المصريين الحرب على غزة سعر الفائدة أول أيام شهر رمضان 2025 الصالون الثقافي معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب الذکاء الاصطناعی صور وفیدیوهات معرض القاهرة فی الترجمة لا یمکن
إقرأ أيضاً:
نيويورك تضع قواعد جديدة للذكاء الاصطناعي في الإعلانات والفنون
في خطوة تعكس تنامي القلق العالمي من تداعيات الذكاء الاصطناعي على الصناعات الإبداعية وحقوق الأفراد، بدأت ولاية نيويورك في رسم إطار قانوني واضح ينظم استخدام هذه التقنيات داخل قطاع الترفيه والإعلان.
فقد وقّعت حاكمة الولاية، كاثي هوتشول، حزمة قوانين جديدة تُلزم جهات الإنتاج بمزيد من الشفافية عند استخدام شخصيات مولّدة بالذكاء الاصطناعي، وتضع ضوابط صارمة على استغلال صورة واسم الأفراد بعد وفاتهم لأغراض تجارية.
القوانين الجديدة تأتي في توقيت حساس، مع التوسع السريع في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على إنتاج شخصيات افتراضية شديدة الشبه بالبشر، بل وإعادة إحياء صور ممثلين وفنانين راحلين بشكل يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية معقدة. وتسعى نيويورك، من خلال هذه الخطوة، إلى تحقيق توازن بين تشجيع الابتكار التكنولوجي وحماية حقوق الفنانين والمستهلكين.
أحد أبرز هذه القوانين هو مشروع قانون الجمعية A8887B، الذي أصبح يُعرف رسميًا باسم S.8420-A، ويركز بشكل مباشر على الإعلانات التجارية. وينص القانون على إلزام منتجي ومبدعي الإعلانات بالإفصاح الواضح عمّا إذا كانت أعمالهم تتضمن شخصيات أو وجوهًا مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي. الهدف من ذلك هو منع تضليل الجمهور، خاصة في الإعلانات التي قد توحي بأن شخصية حقيقية تشارك في الترويج لمنتج أو خدمة، بينما هي في الواقع نسخة رقمية مصنوعة بالكامل.
أما القانون الثاني، S.8391، فيتناول قضية أكثر حساسية تتعلق باستخدام صورة واسم الشخص بعد وفاته. ووفقًا لهذا التشريع، لا يجوز لأي جهة استخدام اسم أو صورة أو أي تمثيل مشابه لشخص متوفى لأغراض تجارية دون الحصول على موافقة صريحة من الورثة أو من منفذي الوصية. ويُعد هذا القانون تطورًا مهمًا في حماية ما يُعرف بـ"الحقوق الرقمية بعد الوفاة"، خاصة في عصر بات فيه من السهل تقنيًا إعادة إنتاج ملامح وصوت أي شخص بدقة لافتة.
وفي تعليقها على توقيع القوانين، أكدت الحاكمة كاثي هوتشول أن هذه الخطوة تهدف إلى ترسيخ مبدأ الشفافية ومنع الاستغلال غير المشروع. وقالت إن نيويورك تسعى إلى وضع معيار قانوني يواكب التطور السريع للتكنولوجيا، مع ضمان حماية الفنانين والمستهلكين حتى بعد رحيلهم، في إشارة واضحة إلى أن الإبداع لا يجب أن يكون على حساب الكرامة الإنسانية أو الحقوق القانونية.
وتأتي هذه القوانين في سياق أوسع من النقاشات التي شهدتها الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الإضراب التاريخي الذي قادته نقابة ممثلي الشاشة SAG-AFTRA في عام 2023. وكان ملف استخدام الذكاء الاصطناعي، ولا سيما تقنيات التزييف العميق والنسخ الرقمية للممثلين، أحد أبرز أسباب ذلك الإضراب. وفي نهاية المطاف، وافقت النقابة على السماح باستخدام هذه التقنيات بشروط صارمة، من بينها الحصول على موافقة صريحة من الممثل قبل إنشاء نسخة رقمية منه، والحصول على موافقة منفصلة في كل مرة يتم فيها استخدام هذه النسخة، إلى جانب الاتفاق المسبق على المقابل المادي.
القوانين الجديدة في نيويورك تضيف طبقة إضافية من الحماية، وتُعد مكملة لما تم الاتفاق عليه بين النقابات وشركات الإنتاج. كما أنها تضع الولاية في مقدمة الولايات الأمريكية التي تحاول تنظيم الذكاء الاصطناعي على المستوى المحلي، في وقت تتزايد فيه القوانين المقترحة أو المعتمدة في ولايات أخرى.
في المقابل، لا تخلو هذه التحركات من جدل سياسي، خاصة مع وجود توجهات على المستوى الفيدرالي تسعى إلى الحد من قدرة الولايات على سن تشريعات مستقلة في هذا المجال. فقد شهدت الفترة الماضية محاولات لإقرار حظر مؤقت يمتد لعشر سنوات على تنظيم الذكاء الاصطناعي على مستوى الولايات، ضمن مسودات تشريعية اتحادية. كما ترددت أنباء عن ضغوط من شخصيات بارزة في وادي السيليكون لإقناع الإدارة الأمريكية باتخاذ خطوات تنفيذية تعيق مثل هذه القوانين المحلية.
ورغم ذلك، تبدو نيويورك ماضية في طريقها، معتبرة أن حماية الحقوق الفنية والإنسانية لا تقل أهمية عن دعم الابتكار. ومع تسارع تطور الذكاء الاصطناعي، قد تتحول هذه القوانين إلى نموذج يُحتذى به في ولايات أخرى، وربما تمهّد لنقاش أوسع حول الحاجة إلى إطار وطني شامل ينظم استخدام هذه التقنيات دون أن يخنق الإبداع أو يفتح الباب أمام الفوضى الرقمية.