شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب جلسة حوارية متميزة لمناقشة كتاب "الكلمات الإيطالية المشتقة من اللغة العربية: دراسة لغوية مقارنة"، أدارها الشاعر والكاتب أسامة جاد، وشارك فيها الدكتور عبد الله النجار، مترجم الكتاب، والدكتور عصام السيد.

وتناولت الجلسة أثر اللغة العربية في تشكيل مفردات اللغة الإيطالية، والعلاقات الثقافية والتاريخية التي دعمت هذا التأثير عبر العصور.

 

افتتح أسامة جاد الندوة بالتأكيد على أهمية الموضوع، مشيدًا بالخبرة الواسعة للمشاركين، حيث أشار إلى إنجازات الدكتور عبد الله النجار، الذي ترجم أكثر من 50 كتابًا وأعد 80 دراسة بحثية، وامتدح مهارة الدكتور عصام السيد في الترجمة والبحث. 

وأوضح جاد أن اللغات تتأثر ببعضها البعض كالكائنات الحية، مشيرًا إلى التأثير العميق للعربية على الإيطالية في فترات تاريخية مختلفة.  

من جانبه، أوضح الدكتور عبد الله النجار أن الكتاب يمثل ترجمة مشتركة بينه وبين الدكتور عصام السيد، حيث عملا على تقسيم الأجزاء ومراجعة كل منهما عمل الآخر لضمان وحدة الأسلوب وسلاسة النص. 

وأكد النجار أهمية الترجمة كوسيلة لنقل النصوص الأصلية بأمانة دون إضافات أو تغييرات، مشيرًا إلى أن اختيار الكتاب جاء بناءً على اقتراح الدكتور عصام السيد، مع توضيح أن مؤلف الكتاب الإيطالي، "لويجي رينالدي"، قدم مقدمة منصفة عن العرب والمسلمين.  

الدكتور عصام السيد أشار إلى التحديات التي واجهها الإيطاليون في توحيد لغتهم خلال العصور الوسطى، موضحًا أن دخول الكلمات العربية إلى الإيطالية ساهم في تعزيز التفاعل الثقافي بين الشعبين.

وأشاد بدور الدكتور النجار في تحسين جودة الترجمة، مؤكداً أن اللغة العربية أثرت بعمق على لغات عديدة، بما فيها الإيطالية.  

في سياق النقاش، تحدث النجار عن أهمية الترجمة كصناعة ثقافية، موضحًا أن اختيار الكتب للترجمة يعتمد على قيمتها الثقافية ورسالتها. 

كما شدد على أهمية الحفاظ على روح النصوص الأصلية مع مراعاة بعض التحفظات المتعلقة بالرموز الدينية.  

وقال الدكتور عصام السيد إن الكتاب يُعد مرجعًا ثمينًا للمؤرخين واللغويين، مؤكدًا أن العربية قدمت إسهامات كبيرة في تطور اللغات الأخرى. كما تناول أهمية ثقافة الترجمة ودور الدول في تعزيزها، مشيرًا إلى أن الترجمة تتيح الحفاظ على الثقافات والفلسفات المتعددة من الاندثار.  

اختتمت الجلسة بقراءة الدكتور عبد الله النجار مقتطفات من الكتاب، مستشهداً بنصوص تدعم رؤية المؤلف الأصلية حول التأثير الإيجابي للعرب والمسلمين على الثقافة واللغة الإيطالية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الدكتور عبد الله النجار الكلمات الإيطالية المشتقة المزيد الدکتور عبد الله النجار الدکتور عصام السید اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

«سلمان العالمي» يفتح باب التسجيل ببرنامج «تأهيل خبراء العربية في العالم»

أعلن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية فتح باب التسجيل في النسخة الثانية من برنامج (تأهيل خبراء العربية في العالم) بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز ممثلةً بوقف لغة القرآن الكريم، وهو برنامج مهنيّ مكثف يهدف إلى تطوير مهارات معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها وفق منهجيات أكاديمية متقدمة.

ويستمر التسجيل حتى 18 ديسمبر 2025م، ويُنفَّذ في المدة من 20 يناير 2026م، حتى 5 فبراير 2026م، ضمن برنامج تدريبي يمتد 4 أسابيع، ويجمع بين الجانبين النظري والعملي.

وأشار الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، إلى أن البرنامج يواصل حضوره بعد النجاح الذي حققته النسخة الأولى، مؤكدًا أن هذا البرنامج يُعدُّ مسارًا مهمًّا لتمكين معلمي العربية في العالم؛ إذ يجمع بين المعرفة الحديثة والخبرة التطبيقية، ويوافق احتياجات مؤسسات تعليم العربية في بيئات دولية مختلفة.

وبيّن أن النسخة الأولى من البرنامج أسهمت في تأهيل (22) معلمًا ومعلمةً من (11) دولةً، واستقبل فئة متميزة من المهتمين بتعليم العربية للناطقين بغيرها؛ وهو ما عزّز توجه المجمع في بناء قدرات تعليمية عالمية مستندة إلى أعلى المعايير المهنية.

ويقدِّم البرنامج تجربةً تدريبيةً متكاملةً تجمع بين المحاضرات النظرية، والتطبيقات العملية داخل الصفوف، والحلقات التفاعلية، والأنشطة الإثرائية التي تتناول الثقافة العربية، إضافةً إلى زيارات ميدانية لمعاهد تعليم اللغة، وحضور محاضرات أكاديمية متخصصة، وجلسات لتقييم الأداء (تقييم النظير)؛ على نحو يُكسِب المشارك فهمًا أعمقَ لطبيعة تعليم العربية للناطقين بغيرها، وكيفية تطوير ممارساته التعليمية.

ويهدف البرنامج إلى تمكين المعلمين من تصميم المواد التعليمية التفاعلية، وتعزيز قدراتهم في تعليم العربية لأغراض أكاديمية ومهنية وثقافية، ورفع كفاءتهم في إدارة الصفوف متعددة الخلفيات، وإثراء خبراتهم في دمج الجانب الثقافي ضمن الدرس اللغوي.

وستُخصَّص المقاعد التدريبية للمتقدمين الذين تنطبق عليهم شروط القبول، وهي: أن يكون المتقدم حاصلًا على شهادة جامعية في تعليم اللغة العربية، أو تخصص ذي صلة، وألا تقل خبرته عن سنتين في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها.

الجدير بالذكر أن البرنامج يعتمد على نموذج تدريبي مهنيّ متكامل؛ بهدف تمكين المشارك من توضيح المفاهيم المتصلة بتعليم العربية، وتطبيق مهارات اللغة وعناصرها، وإدراك البعد الثقافي للغة العربية والبيئة السعودية، وصولًا إلى مخرجات تدريبية تساعد المعلم على ممارسة دوره بكفاءة في بيئات تعليمية عالمية، وينال الخريج عند إتمامه البرنامج شهادة اجتياز معتمدة من المجمع.

جامعة الملك عبدالعزيزأخبار السعوديةمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • بالذكاء الاصطناعي.. «جوجل» تكسر حاجز اللغة بترجمة فورية عَبْر السماعات
  • سياسات اللغة العربية وآفاقها
  • «سلمان العالمي» يفتح باب التسجيل ببرنامج «تأهيل خبراء العربية في العالم»
  • ورشة عمل في "كتاب جدة" حول فلسفة التربية
  • العربية لغة الحياة
  • الثلاثاء القادم .. اتحاد كتاب مصر يناقش كوكب سيكا لعبده الزراع
  • ورشة عمل في “كتاب جدة” حول فلسفة التربية
  • “كتاب جدة” يستهل ندواته الحوارية بـ”الفلسفة للجميع”
  • برعاية شبابية.. معرض بـ1700 كتاب في كركوك دعماً للقراءة والثقافة
  • نتيجة فحص التظلمات في مسابقة وظائف معلم مساعد اللغة العربية