مازالت حضارة القدماء المصريين تبوح لنا بأسرارِِ يُفتن لها الفكر والوجدان، وكانت عبقرية الفراعنة أنهم استطاعوا إنشاء حضارة قائمة على العلم والعقل والتفكير؛ ولذا عاشت آثارهم إلى الآن، ووصلت لنا منذ آلاف الأعوام.


ترك أجدادنا تمثالًا يقبع الآن بالمتحف المصري بالتحرير يتصف في شكله العام بالتفرد وكلما اقتربت منه وعاينت تفاصيله الدقيقة ازددت حيرة ودهشة، فهو تمثال الكاهن «جد – حور» مصنوع من حجر البازلت الأسود، ويعتبر من أشهر القطع الفنية بالمتحف المصري، اكتسب هذا التمثال شهرته من الشائعات التي انتشرت حوله والتى تقول بأنه تمثال «مسحور».


تستعرض جريدة «البوابة نيوز» قصة التمثال المسحور المتواجد بالمتحف المصري وسر الطلاسم المنقوشة عليه وحقيقة قدرته على الشفاء من الأمراض وكذاك السبب وراء التحذيرات الكثيرة من التعامل معه، وذلك خلال التقرير التالي:


العثور على التمثال
عثر على التمثال بمعبد في محافظة القليوبية يسمى «أتريب» فى شرق الدلتا، وهو مغطى بالكامل بنصوص سحرية كان الغرض منها العلاج من لدغات الحيات والعقارب والزواحف السامة.


معلومات عن التمثال
ونشرت الصفحة الرسمية للمتحف المصري على «الفيسبوك» صور ومعلومات عن التمثال المسحور والسحر فى مصر القديمة، حيث أفادت المعلومات أن تمثال الكاهن "دجد – حور" يعود إلى العصر المتأخر (حوالى 323 – 317 ق.م.) وهو يحمل الصفات الفنية لما يعرف بـ "ألواح حورس الطفل" ويعتبر أحد تنويعاتها.


علاج المرضى قديمًا
وكانت تلك الألواح تستخدم لأغراض علاجية وخصوصًا العلاج من لدغات الحيات والعقارب والزواحف السامة، وتعود "ألواح حورس الطفل" للعصر المتأخر، ويقال إن هذا التمثال كان يعالج من الحالات المستعصية، مثل لدغة العقارب والثعابين.


كيفية معالجة المرضى بالتمثال
وعن كيفية معالجة المرضى بتلك الألواح، قال علي أبو دشيش، الباحث في الآثار: أن حورس الطفل الذي يقف متزنا تماما رغم أنه يقف فوق تمساحين ويحمل فى إحدى يديه غزالا والأخرى أسدا كما هو مبين مرسوم على التمثال، إلا أنه يقف فى منتهى الاتزان، وهذا الاتزان هو السر الذي يكمن فيه الشفاء، فالمرض فى الأصل هو عبارة عن خلل فى توازن الإنسان، على حد اعتقاد القدماء المصريين.


وكان يأتى بالماء ويصب فوق رأس التمثال وتتجمع فى الحوض في قاعدة التمثال بعد أن يمر عبر الألواح السحرية والنقوش الغامضة حوله ليصبح ماء سحري وهذا الماء السحري يعتقدون أنه قادر على شفاء المريض من الأمراض كما يستخدم فى علاج لسعات العقرب وسم الثعابين كما يستخدم فى حماية المرأة الحامل وحماية الطفل المولود والكل يخاف من هذا التمثال المسحور.


قصة السائح الزائر للتمثال
ويذكر في رواية متداولة تقول أن أحد السائحين بعدما سمع قصة التمثال أتى إليه في يومِِ ما ومعه زجاجة ماء وألقى الماء على رأسه ثم أخذ الماء المتجمع وصبه فوق رأسه وجسمه، وكان السائح يُعاني من الصدفية المنتشرة في جسده ثم جاء السائح بعد 6 أشهر وزار التمثال وانحنى أمامه شاكرًا فقد شُفي من مرضه، ولكن حتى الآن لم يؤكد حقيقة تلك الرواية أحد خبراء الآثار.


نقوش وطلاسم
واستخدمت الرموز المحفورة بالألواح؛ لمخاطبة العالم الآخر وهو العالم النجمي، وكان بالنسبة لهم هو عالم متداخل مع عالمنا وليس منفصلًا عنه، العالم الذي تذهب إليه الأرواح بعد الموت وهو أيضًا المصدر الذى تأتى منه كل الأشياء، وفيه أيضا تكمن أسباب كل الأمراض، ويأتي دور الكهنة في مصر القديمة حيث أنهم كانوا يقومون بمعالجة المرضى عن طريق الاتصال بهذا العالم (الدوات).



السحر المصري القديم
عرفت مصر منذ آلاف السنين بالسحر، ويستعين الساحر بكتب خاصة بالتعاويذ السحرية التي تتطابق مع كل حالة من الحالات ويقوم بالترتيل لهذه التعاويذ بنفسه، وهذا ما يعرف بالشعائر الشفهية ثم تتبعها بعد ذلك الشعائر العملية، وكان المصريون يمارسون السحر في شؤون حياتهم بجانب عبادتهم للآلهة بدءًا من أكواخ الفلاحين والصيادين البسطاء وانتهاء بالمعابد والقصور الملكية، لذلك تحتوى المواقع الأثرية في مصر خصوصا على ضفاف النيل على تمائم وتعاويذ ورسومات وتماثيل حتى للساحرات والساحر المصري القديم كان يتمتع بثقافة رفيعة المستوى ويمتلك معارف واسعة، والسحر عند المصريين القدماء بمثابة علما مستندا من المصادر، ولكى يؤدى السحر مفعوله تقرأ بعض التعاويذ الدينية أو يقوم الشخص بحمل بعض التمائم التى تؤدي غرض الحماية وتأخذ بعض الرموز المقدسة عٌرف السحرة فى مصر القديمة باسم " حريو تب " لتحمل الترجمة اللفظية متصدر الجميع، حيث حمل السحرة هذا اللقب فى عهد الدولة الحديثة، بينما حملوا لقب كتبة نصوص الآله منذ بداية العصر المتأخر.

 


أشهر السحرة في العصر الفرعوني
ذكرت البرديات والنقوش المحفورة بعض هؤلاء السحرة في العصر الفرعوني ووردت الإشارة إلى قدرتهم السحرية ومكانتهم، ومن أشهر هؤلاء السحرة: "ديدي"، والساحر "جاجا أم عنخ".



ومازال تمثال «جد حور»، يجذب جمهور وزوار المتحف المصري وذلك لغرابته وغموضه، وكذا رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يقومون بصناعة فيديوهات تُظهر مدى سحر هذا التمثال وعظمة الحضارة المصرية القديمة التي لازالت تمتعنا وتبهرنا بأسرارها حتى في عصرنا الحديث.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البوابة نيوز المتحف المصري القدماء المصريون السحرة بالمتحف المصری تمثال ا

إقرأ أيضاً:

نهال طايل عن أزمة محمد صلاح: حكى عن عظمة الفراعنة

حرصت الإعلامية نهال طايل على دعم محمد صلاح، نجم منتخب مصر وفريق ليفربول الإنجليزي، وذلك بعد الأزمة التي يواجهها مع مدرب فريقه آرني سلوت، مؤكدة أنه فعل المستحيل ليصبح أيقونة لكل الشباب في الوطن العربي.


وقالت نهال طايل خلال تقديمها برنامج تفاصيل المذاع على قناة صدى البلد 2: «في زمن قل فيه اللي يفرح الناس طلع لينا محمد صلاح ابن بلادنا، محمد صلاح عمل المستحيل ليصبح أيقونة لكل شباب مصر والوطن العربي، ورفع اسم مصر وحكى عن عظمة الفراعنة».


وأشارت نهال طايل، إلى أن محمد صلاح ليس مجرد لاعب بل هو أسطورة كبيرة كتب اسمه بحروف من ذهب في ملاعب أوربا، مردفة أنها توجه له تحية كبيرة على ما حققه من نجاحات كبيرة في أنحاء الوطن.


وأضافت نهال طايل: تحية كبيرة للأسطورة الكبيرة محمد صلاح الاسم اللي بيتقال بنفهم أن الحلم مش بعيد وأن الطريق مهما طال لازم توصل هو مش مجرد نجم عادي.


وأختتمت نهال طايل حديثها قائلة: محمد صلاح بدأ من الصفر ونجح واستطاع أن يلمس السماء بالصدق والعزيمة والإصرار.. هو اللي قال ده وحبينا نقول كده في أزمة كبيرة جداً بيمر بيها الأسطورة محمد صلاح بنقوله فاكرينك وعارفين أنت بتعمل إيه.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • «بوزن 100 طن».. موعد رفع وتركيب أضخم تمثال للملك أمنحتب الثالث في الأقصر
  • متحف غريفان بباريس.. 250 تمثالا شمعيا لإضاءة صفحات التاريخ
  • نواب: إشادات المؤسسات العالمية بالمتحف الكبير شهادة تخدم السياحية
  • الفيلم الكوري مجنونة جدا.. لعنة منتصف الليل تكشف الحقائق المخفية
  • ميسي يكشف تمثاله الضخم في الهند افتراضياً
  • بطلة تجديف نادي المعادي تتوج بالذهب في سباق Alpha X بالمتحف المصري الكبير
  • حسام حسن يفرض الانضباط في معسكر الفراعنة قبل أمم إفريقيا
  • حسام حسن يفرض الانضباط في معسكر الفراعنة قبل أمم أفريقيا
  • نهال طايل عن أزمة محمد صلاح: حكى عن عظمة الفراعنة
  • تمثال ميسي الجديد.. أبرز معلم سياحي ورياضي في كولكاتا!