الأعلى للثقافة يناقش الاقتصاد البرتقالي والثقافة المصرية.. شراكة من أجل مستقبل مستدام
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
خلال المائدة المستديرة التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة "بعنوان "الاقتصاد البرتقالي والثقافة المصرية.. شراكة من أجل مستقبل مستدام" برعاية د.أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.. شدد خبراء في مجال الثقافة والإعلام والاقتصاد على الدور الفاعل الذي يمكن أن يلعبه الاقتصاد المصري في إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد المصري وإبراز الهوية الثقافية المصرية عالميًّا، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر.
تفاصيل الاقتصاد البرتقالي والثقافة المصرية
خلال المائدة المستديرة، تحدث الدكتور حامد عيد الأستاذ المتفرغ بكلية العلوم جامعة القاهرة، ومستشار ثقافي سابق بالمغرب، ومقرر لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكاري، ومدير الندوة عن دور الاقتصاد البرتقالي الذي بدأ في التسعينيات والذي يمثل اندماج الفن والابتكار مع الأنشطة الاقتصادية، وأضاف أن هذا المفهوم طرح من قبل الرئيس الكولومبي السابق إيفان دوكي، ووزير الثقافة الكولومبي السابق فيليب بويتراجو، حيث يعكس أهمية الإبداع في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في السنوات الأخيرة.
وقد حظيت الأنشطة الثقافية والإبداعية باهتمام كبير كونها تمثل محركًا رئيسا للنمو الاقتصادي وفرص العمل.
وعن مصر قال إنها تتمتع بإرث ثقافي غني وموارد بشرية مؤهلة لتحقيق طفرة هائلة، ما يتيح لها استغلال هذه الموارد بتطوير منتجات ثقافية وإبداعية مبتكرة.
وعن الجامعات قال إن لها دورًا في تعزيز الاقتصاد البرتقالي لا يمكن إنكاره، ولكنها تحتاج إلى توفير بيئة داعمة للإبداع من خلال إنشاء مساحات عمل مشتركة ومختبرات مجهزة جيدًا، كما أن بناء الشراكات مع المؤسسات الثقافية والصناعية يعد أمرًا ضروريًّا لتوفير الفرص التدريبية والتوظيفية للخريجين وتعزيز التعاون بين القطاع الأكاديمي والخاص.
الإعلامي الدكتور حسين حسني
عرض الإعلامي الدكتور حسين حسني المذيع بقناة الغد - نائب مقرر لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة عددا من الأدلة التي تؤكد العلاقة بين الاقتصاد البرتقالي الفراعنة المصريين، مشيرًا إلى أن اللون البرتقالي الذي يرمز إلى هذا النوع من الاقتصاد كان رمزًا للثقافة والإبداع والهوية عند المصريين القدماء، حيث تزيّنت به العديد من المعابد والمقابر الفرعونية.
الإعلامي الدكتور حسين حسني
كما قدم الدكتور حسين حسني استراتيجية إعلامية أشاد بها المشاركون في المائدة المستديرة، تستهدف الترويج لمصر كوجهة عالمية أولى للاستثمار في الاقتصاد البرتقالي، والتي اشتملت على المواصفات الإعلامية العالية لمضمون الرسالة الإعلامية المصرية الخاصة بالاقتصاد البرتقالي، بجانب الآليات الفعالة لمخاطبة الجمهور المصري والعربي والأجنبي، بجانب أهم القوالب الإعلامية والصحفية التي يمكن استخدامها خلال عملية الترويج، والتي تتناسب مع وسائل الإعلام الرقمية، كما عرض المواصفات الإعلامية التي ينبغي توافرها في الصحفيين والإعلاميين المعنيين بالاقتصاد البرتقالي.
وأكد الدكتور حسين حسني على أهمية تضافر جهود الجهات الإعلامية المعنية لتنفيذ هذه الخطة بأعلى درجات الكفاءة مثل الهيئة الوطنية للإعلام، ونقابة الإعلاميين ونقابة الصحفيين والهيئة العامة للاستعلامات، مشيرا إلى أهمية تنظيم الدورات التدريبية المتخصصة في مجال الاقتصاد البرتقالي للصحفيين والإعلاميين المعنيين بهذا المجال الحيوي.
الكاتب محمد خضير
وتحدث الكاتب محمد خضير الصحفي ببوابة روزاليوسف وعضو لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة عن مساهمة القطاعات الإبداعية في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص العمل والتنوع الثقافي، مطبقًا على الإعلام، مؤكدًا أن الأنشطة والصناعات الثقافية والإبداعية ليست مجرد جزء من التراث الوطني، بل هي أيضًا عنصر أساسي في تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته.
وبما أن الاقتصاد البرتقالي، المعروف أيضا بـ "الصناعات الإبداعية الثقافية"، يشير إلى مجموعة من السلع والخدمات التي تنتجها الصناعات الثقافية المعتمدة على الابتكار.
ويتضمن الاقتصاد البرتقالي 6 قطاعات رئيسة تشمل التراث الطبيعي والثقافي، والكتب والصحافة، وفنون الأداء والاحتفالات، والإعلام المسموع والمرئي والتفاعلي، والفنون البصرية والحرف، والتصميم والخدمات الإبداعية.
كما يتفرع منه مجالات أخرى مثل صناعة النشر، السينما، الموسيقى، الفنون بمختلف أنواعها، والمتاحف والمكتبات.
وبالتالي نجد أن الاقتصاد الإبداعي هو جزء مهم من الاقتصاد العالمي؛ حيث أدركت دول العالم أهمية الصناعات القائمة على المعرفة، ومنها الصناعات الإبداعية التي باتت عنصرًا مهمًّا في اقتصادات كثير من هذه الدول من خلال مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير فرص العمل.
وتبذل وزارة الثقافة جهودًا كبيرة لتعزيز الصناعات الإبداعية بها، باعتبارها محركًا للنمو الاقتصادي، وأحد العوامل الرئيسة لتعزيز مكانتها الثقافية على المستويين الإقليمي والعالمي، وتسعى إلى تشجيع الابتكار والإبداع، ما يؤدي إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والإبداعية.
كما عرف الخبراء الصناعات الإبداعية بأنها تلك السلع والخدمات التي تستخدم الإبداع ورأس المال الفكري كمدخلات أولية، والتي تشمل 4 مجموعات، هي: التراث، والفنون، ووسائل الإعلام، والإبداعات الوظيفية.
متسائلًا: كيف يمكن للثقافة أن تسهم في تنمية اقتصادات الدولة المصرية؟ مفيدًا أن الثقافة المصرية تعد رافدًا اقتصاديًّا مهمًّا، فهي تلعب دورًا أساسيًّا في تنمية الاقتصاد المحلي، وتعد كذلك من خلال استثمار الفعاليات الثقافية مثل المهرجانات، المعارض، الملتقيات، والمؤتمرات، ويمكن جذب الشباب والجمهور، وكذلك جذب العرب والأجانب وزيادة الإيرادات.
وهذه الفعاليات لا تعزز فقط من الوعي الثقافي لدى الشباب، بل تساهم أيضًا في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز الأنشطة التجارية المحلية، وقطاع السياحة ليلتحم مع وزارة الثقافة من خلال التعاون مع وزارة السياحة والآثار، للحفاظ على الصناعات الثقافية والإبداعية وتسويقها من خلال وسائل الإعلام المحلية والدولية.
موصيًا بأهمية مساهمة القطاعات الإبداعية في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص العمل والتنوع الثقافي.. ودور الإعلام في هذا الجانب بأن يتم إعادة السياحة الثقافية إلى الواجهة وفق رؤية وخطة تنموية شاملة، وكذلك إبراز دور الصناعات الثقافية والإبداعية وإبراز أهميتها في وسائل الإعلام باعتبارها ركيزة أساسية تتجذر في العادات والتقاليد المصرية، مسهمةً بشكل كبير في المشهد الاقتصادي الوطني.
وطالب خضير بتوفير فرص العمل للشباب الذي يحمل موهبة أو لديه مشروع ينتمي إلى الصناعات الثقافية وتوفير الخدمات والدعاية والإعلام والوصول به إلى دعم الاقتصاد من خلال الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل جزءًا مهمًّا من هذا القطاع.
الدكتورة منى الحديدي
عرّفت الدكتورة منى الحديدي، أستاذ علم الاجتماع كلية الآداب بجامعة حلوان، مقررة لجنة الشباب، الاقتصاد البرتقالي بأنه يشير إلى الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالإبداع والثقافة، وأضافت أنه خلال السنوات العشر الأخيرة برز مفهوم الاقتصاد البرتقالي كأحد الحلول الفعالة لتعزيز الاقتصاد من خلال الاعتماد على الإبداع والثقافة، فالشراكة بين الثقافة والاقتصاد أمر ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من أجل بناء مستقبل أكثر نموًّا يضمن حيوية الثقافة المصرية في الميدان الاقتصادي العالمي، فالاقتصاد البرتقالي يمثل فرصة حقيقية لمصر للاستفادة من ثقافتها الفنية المتنوعة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الثقافة والإعلام التنمية المستدامة فى مصر الثقافة المصرية المجلس الأعلى للثقافة كلية العلوم جامعة القاهرة وزير الثقافة وزارة الثقافة الثقافیة والإبداعیة الصناعات الإبداعیة الاقتصاد البرتقالی الصناعات الثقافیة الثقافة المصریة الأعلى للثقافة فرص العمل من خلال
إقرأ أيضاً:
مهرجان أبوظبي يُعلن البرنامج الرئيسي لدورته الثالثة والعشرين
أبوظبي (وام)
تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، الراعي الفخري المؤسّس لمهرجان أبوظبي، وسمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، راعي مهرجان أبوظبي، حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أعلنت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، عن البرنامج الرئيسي لفعاليات الدورة الثالثة والعشرين من مهرجان أبوظبي المرتقب انطلاقه يوم 12 أبريل 2026، بمشاركة أكثر من 1000 فنان من 19 دولة، لعرض إبداعاتهم الفنية في أبوظبي وحول العالم.
أخبار ذات صلةوقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، راعي مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، إن مهرجان أبوظبي لعام 2026، يتّخذ من «حكمة الثقافة» شعاراً له، وذلك تعبيراً عن الثقافة الثرية لمدينة أبوظبي، وحرصاً على أن تكون هذه الثقافة المفعمة بالحيوية، جسراً ممتداً لتلاقي الحضارات والتواصل بين الشعوب، نهتدي في ذلك بالتوجيهات الحكيمة للقيادة الرشيدة التي تؤكد أن التنمية الثقافية بالدولة والارتقاء بها إلى المستويات العالمية الرفيعة، وهي مسؤولية وطنية لها أولوية قصوى، على خريطة العمل الوطني، بكلِّ ما يتطلبه ذلك من مبادرة والتزام على كافة المستويات في المجتمع. وأضاف معاليه: «يسعدني أن أرحّب بضيف شرف مهرجان أبوظبي 2026، الولايات المتحدة الأميركية، وأقدِّر كثيراً ما يمثله ذلك، من احتفالٍ مرموقٍ بعراقة وتفرُّد الفنون والفنانين من هذه الدولة الصديقة، وتعبيرٍ عن دور الثقافة والفنون في تعميق أواصر التفاهم والتعايش والسلام بين الشعوب».
ويحتفي المهرجان السنوي هذا العام بالثقافة تحت شعار «حكمة الثقافة»، إيماناً بأنها منارة تضيء دروب الإبداعات الفنية وتجمع أبوظبي بالعالم، في تعبير جليّ عن عمق الإبداع والقيم الإنسانية المشتركة.
وستكرّم دورة عام 2026 من المهرجان الولايات المتحدة الأميركية بوصفها «الدولة ضيفة الشرف»، احتفالاً بمرور أكثر من 50 عاماً من العلاقات الدبلوماسية والصداقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة. كما تأتي هذه الدورة أيضاً تزامناً مع مناسبة مرور ثلاثة عقود على تأسيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.
صوت الإنسانية
من جهتها، قالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسّس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسّس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: «تحت شعار «حكمة الثقافة» يحتفل مهرجان أبوظبي بدورته الثالثة والعشرين، بالحكمة التي تقرّبُ الشعوب بفرصٍ جديدة وإمكانات لا محدودة، وتجمعنا مع العالم، تلهمنا أن نُنْصِتَ إليه، وتُمكّنُنا من تجسيدِ هويّتنا. حكمة الثقافة التي تجعلُ الإبداع تطوُّراً وتقدّماً، بنبضها الحي إيقاعاً للمستقبل، وندائها الحكيم إلى التضامن، تجسيداً لصوت الإنسانية المشتركة».
وتابعت: «تشكِّلُ هذه الدورةُ علامةً فارقةً، بمرور ثلاثين عاماً على تأسيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسسة الأم للمهرجان. ثلاثون عاماً من الإسهام في إثراء رؤية أبوظبي الثقافية، من ريادة الثقافة كقوةٍ حيّةٍ، نابضةٍ بالإلهام، الرؤية، والأمل، في خدمة دولة الإمارات العربية المتحدة، والاستثمار في مستقبل الإنسانية».
وأضافت: «كما نحتفل بأكثر من نصف قرن من العلاقات الدبلوماسية، والصداقة مع الولايات المتحدة الأميركية، يتشاركُ الشعبان طموح وحيوية شبابهما، والشغفَ بالأفكار النيّرة التي تسهم في تقدّم العالم».
ومع برنامج متميّز يضم 10 من أبرز فرق الأوركسترا العالمية، إضافة إلى عروض الباليه والأوبرا والعروض الموسيقية للعزف المنفرد والحفلات الموسيقية، التي يحييها فنانون حائزون على جوائز عالمية مرموقة، ستُلهم الدورة الثالثة والعشرون من المهرجان الجمهور من مختلف الأعمار، وتصحبهم في تجربة غامرة من التألق الموسيقي.
رؤية راسخة
وقال إريك جاوديوسي، القائم بالأعمال في السفارة الأميركية في أبوظبي: «تتشرف الولايات المتحدة الأميركية بأن تكون ضيف الشرف في الدورة الثالثة والعشرين من مهرجان أبوظبي لعام 2026. فهذا الحدث البارز، الذي تقوده مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون برؤية راسخة، يجسّد قيم الحوار والإبداع والسلام التي تجمع بين بلدينا. ويؤكد شعار دورة هذا العام «حكمة الثقافة» أن الإبداع والابتكار عنصران متلازمان يدعم كل منهما الآخر».
وتابع: «عندما تحظى هذه الطاقات برعاية مؤسسات قوية، وتضافر جهود القطاعات المختلفة، ومشاركة مجتمعية واسعة، فإنها تولد قدراً أكبر من الحيوية والانفتاح، وتدعم تطوّر المجتمعات، وتُسهم في نمو اقتصادي مستدام، وتفتح آفاقاً أرحب للفرص».
وأضاف: «نتقدم بجزيل الشكر لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون على تقديرها لهذه المساهمة الأميركية، وعلى توفيرها منصة تعزّز من نمو وتطوّر التبادل الفني. ونتطلع إلى إبراز العمق والغنى اللذين تتميّز بهما الفنون والثقافة الأميركية، وتعزيز روابط الصداقة بين بلدينا من خلال هذه الاحتفالية الرفيعة بتاريخنا المشترك ومستقبلنا الواعد والمزدهر».
رعاية الإبداع
من ناحيته أوضح حميد عبدالله الشمري، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة، والرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية والموارد البشرية في مبادلة للاستثمار، إن مبادلة تواصل شراكتها مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومهرجان أبوظبي، في إطار الرؤية المشتركة التي تهدف إلى رعاية الإبداع والابتكار ودعم تطور المشهد الثقافي المتنامي في أبوظبي.
وأشار الشمري إلى أن هذا التعاون يجسد الحرص على تعزيز حضور مدينة أبوظبي مركزا عالميا للفنون والثقافة والتفاعل الإنساني، بما يرسّخ مكانتها على خريطة الفعاليات الثقافية الدولية.