15 شهيدا في إطلاق نار إسرائيلي على العائدين لقرى الجنوب
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
برج الملوك. (لبنان).«وكالات»: استشهد 15 شخصا على الأقل بنيران قوات إسرائيلية، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم، مع اندفاع مئات اللبنانيين منذ الصباح الباكر ومحاولتهم على متن مركبات أو مشيا، دخول بلدات وقرى حدودية لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي.
يأتي ذلك في يوم انقضاء مهلة انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق حدودية توغلت فيها خلال الحرب مع حزب الله.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية: إن 15 شخصا استشهدوا وأصيب 83 في مواقع عديدة في الجنوب. وأضافت الوزارة في بيان اليوم إن القتلى والمصابين سقطوا جراء «اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة».
وأكد الاحتلال أن قواته ستبقى لما بعد المهلة، بينما اتهمها الجانب اللبناني بـ«المماطلة».
وشاهد مراسلون مواكب من مئات السيارات والدراجات النارية يرفع بعض من ركابها شارات النصر ورايات حزب الله الصفراء وصورا لمقاتلين منه قضوا خلال الحرب، تتجه نحو مناطق لا يزال الجيش الإسرائيلي فيها.
وأظهرت اللقطات أشخاصا يتقدمون نحو سواتر ترابية تقف خلفها عربات للجيش الإسرائيلي عند مدخل قرية كفر كلا. كما تقدمت مواكب سيّارة نحو قرى أخرى منها ميس الجبل وعيتا الشعب وحولا.
وفي ميس الجبل، حاول شبان ونساء دخول القرية وتجاوز الساتر الترابي مشيا أو على متن دراجات نارية. ورفع بعضهم صورا للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله الذي اغتيل بضربة جوية إسرائيلية في 27 سبتمبر.
وأفادت وزارة الصحة بسقوط «أحد عشر شهيدا وثلاثة وثمانين جريحا في حصيلة غير نهائية لاعتداءات العدو اليوم في جنوب لبنان»، مشيرة إلى أن من بينهم امرأتان وعسكري في الجيش اللبناني.
وكان الجيش اللبناني أعلن مقتل جندي وإصابة آخر بنيران الجيش الإسرائيلي «في سياق اعتداءاته المتواصلة على المواطنين وعناصر الجيش في المناطق الحدودية الجنوبية».
من جهته، اعترف الجيش الإسرائيلي أنه أطلق النار زاعما انه هدف إلى إبعاد وإزالة تهديدات في عدة مناطق تم رصد مشتبه فيهم يقتربون منها».
وأوضح المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي عبر إكس «تم اعتقال عدد من المشتبه فيهم في المنطقة بعد أن تحركوا بالقرب من القوات وشكلوا تهديدا حقيقيا.. حيث يتم التحقيق معهم». وكان المتحدث قد حذّر السكان من العودة إلى القرى والبلدات الحدودية.
وحاول جنود لبنانيون ثني الناس عن التقدم باتجاه مناطق وجود قوات إسرائيلية، لكن العديد منهم واصلوا طريقهم .
وقال علي حرب (27 عاما) الذي كان يسعى لدخول قرية كفركلا، «في نهاية المطاف سنعود إلى قرانا، كل الناس ستعود إلى قراها. العدو الإسرائيلي سيرحل، غصبا عنه سيرحل حتى لو كلّفنا الأمر شهداء، نحن جاهزون».
وأكد الجيش اللبناني أنه «يواكب دخول المواطنين» إلى بلدات حدودية، داعيا إياهم إلى «ضبط النفس واتباع توجيهات الوحدات العسكرية حفاظا على سلامتهم».
وأظهرت لقطات من ميس الجبل، جنودا لبنانيين وأشخاصا حملوا رايات لحزب الله وحليفته حركة أمل، على بعد أمتار من دبابة ميركافا وجنود إسرائيليين.
ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون سكان جنوب لبنان إلى «ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم».
وشدد في بيان على أن «سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم».
وبموجب الاتفاق المبرم بوساطة أميركية، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها خلال 60 يوما، أي بحلول 26 يناير، وأن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل).
كما يتوجب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالى 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية في الجنوب.
وأكدت إسرائيل أنها لن تنسحب ضمن المهلة نظرا لعدم تنفيذ لبنان الاتفاق «بشكل كامل» على حد زعمها. في المقابل، ندد الجيش اللبناني بـ«المماطلة» الإسرائيلية في الانسحاب، مؤكدا أنه جاهز لاستكمال انتشاره بمجرد خروج تلك القوات.
واعتبر النائب عن حزب الله حسن فضل الله اليوم أن سكان الجنوب «فتحوا الطريق لجيشنا الوطني كي يتمركز.. في كل القرى والبلدات» الحدودية.
وأضاف لقناة «الجديد» من قرية عيتا الشعب الحدودية «كان الكثيرون يتوقعون أن هذه المنطقة ستكون منطقة عازلة، وكان الكثيرون يتوقعون أن أهل هذه القرى لن يعودوا إليها، لكن بالمقاومة وبالتضحيات وبالصمود وبالثبات وبالأثمان الكبيرة، نحن نعود إلى هذه القرى وهذه البلدات».
ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم «الدول التي رعت تفاهم وقف النار إلى تحمّل مسؤولياتها في ردع العدوان وإجبار العدو الإسرائيلي على الانسحاب من الأراضي التي يحتلها».
في المقابل، اعتبرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ورئيس بعثة قوة اليونيفيل في بيان مشترك أن «الظروف ليست مهيأة بعد لعودة آمنة للمواطنين إلى قراهم الواقعة على طول الخط الأزرق».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الجیش اللبنانی حزب الله
إقرأ أيضاً:
تقرير إسرائيلي يكشف: حزب الله لا يزال نشطا في جنوب لبنان
كشفت تقرير صادر عن المركز الإسرائيلي "ألما" للأبحاث، أن حزب الله لا يزال يحتفظ بنشاطه العسكري جنوب نهر الليطاني، رغم مضي أشهر على وقف إطلاق النار بينه وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية نقلا عن التقرير إلى أن دولة الاحتلال "نفذت منذ بدء الهدنة 371 هجوما داخل الأراضي اللبنانية، أسفرت عن مقتل 84 عنصراً من الحزب، بينهم عدد من الشخصيات البارزة".
وأوضح التقرير أن "الأسبوع الماضي وحده شهد 21 هجوما إسرائيليا منها 18 في الجنوب اللبناني وثلاثة في منطقة البقاع، أسفرت عن مقتل ستة من عناصر الحزب، بينهم ثلاثة من وحدة الرضوان".
وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية شملت "تصفية نبيل بلاغي الذي وُصف بأنه قائد معسكر حزب الله في بلدة ياطر"، على حد إداء التقرير.
وشدد مركز "ألما" على أن حزب الله لا يزال يحتفظ ببنيته العسكرية في الجنوب، بما في ذلك عناصر من وحدة الرضوان، رغم تصريحات الحكومة اللبنانية التي تؤكد أنها تسيطر على أكثر من 90% من المناطق جنوب الليطاني.
وأوضح المركز الإسرائيلي أن العديد من المواقع التابعة لحزب الله لا تزال خارج نطاق السيطرة الفعلية للجيش اللبناني.
ولفتت صحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أن التقرير الصادر عن مركز الأبحاث يتزامن مع "تصعيد في الخطاب السياسي داخل لبنان ضد حزب الله".
وتواصل دولة الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في نهاية العام الماضي، من خلال شن هجمات يومية على جنوب لبنان، واستمرار احتلالها لخمس تلال لبنانية استراتيجية ضمن المناطق التي سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة.
وفي 8 تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، بدأ جيش الاحتلال عدوانا على لبنان سرعان ما تطور إلى حرب شاملة في 23 أيلول /سبتمبر عام 2024، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفا آخرين، فضلا عن تهجير قرابة مليون و400 ألف مدني.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، ارتكبت دولة الاحتلال ما يزيد عن 3 آلاف خرق، ما أدى إلى سقوط 203 شهداء وما لا يقل عن 500 جريح، حسب المصادر الرسمية.