نتائج غير ملموسة للأحداث!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
لم يحصل أن حدثًا أوجد انقسامًا في الرأي العام الأردني والعربي، كأحداث السابع من أكتوبر! وامتد الجدل بين نصر استراتيجي، وهزيمة استراتيجية! بل بين بطولة وتخاذل!، وبين تقديس المقاومة وتتفيهها بوصفها أذرُعًا لعدوّ حقيقيّ هو إيران!
لم يكن الانقسام في الرأي العام نتيجة قلة وعينا فحسب، بل كان بفعل فاعل، أو فواعل ربما ساهمت فيها أجهزة استخبارية عالمية ، ومراكز أبحاث، وكتاب تحت الطلب، وربما مفكرون وحكماء! لم يبق أحد إلّا وساهم، وما زال الجدل حول من مع مع من، ومن ضد من يكاد يكون أكثر حِدّة ممن أدخل البندورة إلى الأردن!
هل انتهت حرب” فلسطين وداعميها مع إسرائيل، وداعميها”؟ وهل يمكن الحديث عن نهاية حرب من دون قيام الحد الأدنى من دولة فلسطينية عاصمتها القدس؟
(01)
نتائج هذه الجولة
بعيدًا عن الدمار الواضح، وأعداد الشهداء، والخسائر الواضحة في ضعف كل المقاومات، وأصدقائها ، ومن تجرّأ على دعمها وتأييدها، والتغيرات الإقليمية الحاسمة في سوريا، ولبنان، والتغيرات الدولية السياسية وغيرها، فإننا يمكن أن نرصد عددًا من المتغيرات والنتائج.
(02)
حرب من دون لاجئين!
قد تكون الحرب الفلسطينية الإسرائيلية أول حرب مدمّرة ليس فيها لاجئون! طبعًا لم يكن ذلك بسبب رأفة العدو، وإنسانيته، وليس بسبب الضغوط الدولية، بل بسبب صمود الشعب الفلسطيني، وربما اقتناعه بعدالة المعركة، بوصفها حلقة من سلسلة الصراع الذي لن ينتهي إلًا بدولة فلسطينية مستقلة كاملة حتى لو بعد مئات السنين!! حرب غزة لم تنتج لاجئًا واحدًا!
(03)
اللجوء هدف الحرب
استهدفت إسرائيل تهجير الفلسطينيين من غزة، وفشِلت بشكل كامل! نجحت في تهجيرهم داخليّا لكنهم بقوا في مناطقهم، بل عادوا إليها! ولذلك يحق لأي شخص أن يدّعي بأن هدف الحرب لم يتحقق! ودليل ذلك أن الدعوة الكريمة لمساعدة الفلسطينيين، واستقبالهم في مصر، والأردن هي محاولة، أو وعد أمريكي لإسرائيل بتحقيق ما لم تحققه الحرب! فهل ينجحون في ذلك؟
(04)
إمكان هزيمة إسرائيل
اقتنع داعمو إسرائيل قبل أعدائها أن إمكان القضاء على اسرائيل متاح! وأن الدعم الخارجي التي حظِيت به قد لا يكون متاحًا دائمًا، فالتجارب العالمية والإقليمية، وآخرها نظام الحكم في سوريا، أثبتت أن الدعم الخارجي وحده لا يمكن استمراره في ظروف تاريخية معيّنة، ومع فارق التجربة السورية والتجربة الإسرائيلية إلّا أنّ المبدأ: “ما حكّ جلدَك مثلُ ظُفرك”! السابع من أكتوبر أملٌ دائم للفلسطيني، ولأي مناضل، ورعبٌ دائم لكل إسرائيلي، ولكل محتل!
وأخيرًا، هل صرنا وسط الحدث أم نحن في مأمن!
أين نحن، وأين سنكون؟
فهمت عليّ؟!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات
إقرأ أيضاً:
يواصل الحرب على خان يونس وبيت حانون.. الاحتلال بين أطماع التوسع والضغوط الدولية
البلاد – غزة
في مشهد يعكس تداخل الأهداف العسكرية مع الحسابات الجيوسياسية، تدخل العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة مرحلة توصف في خطاب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنها “حاسمة”، بينما يراها مراقبون محاولة مكشوفة لتحقيق أطماع توسعية تحت غطاء “القضاء على حماس”. وبينما تواصل إسرائيل حربها على خان يونس وبيت حانون، تواجه في المقابل عاصفة من الانتقادات والضغوط الدولية بسبب ما خلفته من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
التصريحات المتكررة من المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير، حول “حسم المعركة” في مناطق محددة كخان يونس، تثير تساؤلات عن حقيقة الأهداف المعلنة للحرب. فبينما تزعم إسرائيل أن الهدف هو تفكيك قدرات حماس، فإن طبيعة العمليات – تدمير شامل للبنية التحتية، قصف مكثف للأحياء السكنية، إخلاء قسري للمدنيين – توحي بتكتيكات تتجاوز القضاء على “الخطر الأمني”، إلى فرض تغييرات ديموغرافية وجغرافية قد تُفسر كمحاولات لتوسيع النفوذ الميداني، أو على الأقل إعادة تشكيل الواقع في غزة بما يخدم الأجندة الإسرائيلية طويلة الأمد.
في المقابل، لم يعد بإمكان إسرائيل تجاهل موجة الانتقادات الدولية المتزايدة. المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تصف غزة بأنها “المكان الأكثر جوعاً في العالم”، وتشير التقارير إلى أن أكثر من 100% من السكان مهددون بالمجاعة. كذلك، يواجه الاحتلال اتهامات بانتهاك القانون الدولي عبر استهداف منشآت طبية ومراكز إيواء، فضلاً عن قصف منازل المدنيين.
هذه الضغوط تمثل كابحًا حقيقيًا لأي طموح إسرائيلي بالتوسع أو إعادة هندسة القطاع ديموغرافيًا، كما تُقوّض محاولات تبرير العمليات تحت مظلة “مكافحة الإرهاب”، خصوصًا مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين إلى أكثر من 54 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال.
التحرك الأمريكي عبر المقترح الأخير لوقف إطلاق النار، يُنظر إليه كحبل نجاة يحاول إنقاذ إسرائيل من ورطة الحرب المفتوحة، دون أن يقدم فعليًا حلاً جذريًا للقضية الفلسطينية. قبول إسرائيل المشروط، ورفض حماس لما وصفته بـ”غياب الضمانات”، يعكس أن الأطراف لا تزال تتعامل مع التهدئة كمرحلة تكتيكية، لا كمدخل لتسوية شاملة.
من جانبها، تبدو حماس قادرة على توظيف تداعيات الحرب لتعزيز موقعها السياسي، رغم الخسائر المادية الفادحة. استمرارها في طرح تحفظات على المبادرات الدولية، وإصرارها على ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار، يظهر أنها تراهن على عامل الزمن وتآكل الدعم الدولي لإسرائيل، خاصة مع اتساع التعاطف العالمي مع المدنيين الفلسطينيين.
بين أطماع التوسع العسكري الإسرائيلي في غزة، وسقف المقاومة الفلسطينية المتجدد، تقف إسرائيل في موقع شديد الحرج أمام المجتمع الدولي. فالاحتلال بات محاصراً بين إصراره على “الحسم” وفق منطقه الأمني، وضغط متزايد من العالم الرافض لسياسات العقاب الجماعي. ومع استمرار النزوح، واتساع رقعة الدمار، تتقلص قدرة إسرائيل على تسويق روايتها، وتزداد الحاجة إلى حل سياسي يوقف دورة الدم ويفتح الباب لمعالجة جذرية للقضية الفلسطينية.