قالت صحيفة هآرتس إن الحكومة الإسرائيلية عادت إلى كذبتها المفضلة بأن "إرادة الشعب تداس" بعدما تم تعيين إسحاق أميت رئيسا للمحكمة العليا، ولكن الحقيقة هي أن أغلبية الشعب ترفض مواقف الحكومة من القضايا المهمة التي تواجه البلاد.

وذكرت الصحيفة -في مقال بقلم داليا شيندلين- مقولة الباحثة والسياسية اليهودية حنة أرندت إن "الكذب مهما بلغت ضخامة نسيجه لن يستطيع تغطية ضخامة الحقيقة"، موضحة أن ما تقوله الحكومة من أن أعضاء اللجنة "يدوسون" إرادة الشعب ليس سوى محاولة من ياريف ليفين وزير حزب الليكود الحاكم لعرقلة تعيين رئيس المحكمة العليا على أمل زرع موالٍ له في المنصب، مثلما عرقل حزب الله رئاسة لبنان لمدة عامين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تلغراف: ترامب يحطم بالفعل الدولة اليسارية العميقةlist 2 of 2جيروزاليم بوست: نوايا نتنياهو الخفية في صفقة الرهائن مثيرة للقلقend of list

وانفجرت هذه الأكاذيب -حسب الكاتبة- عندما اجتمعت لجنة التعيينات القضائية الأحد الماضي للموافقة على تعيين إسحاق أميت رئيسا للمحكمة العليا بعد أن ظل المنصب شاغرا لمدة 15 شهرا.

مياه الصرف الصحي فاضت

وأوضحت الصحيفة أن الوزير ليفين سعى لإعادة هندسة لجنة الاختيار في برنامجه للهجوم القضائي عام 2023 الذي أثار حركة الاحتجاج الضخمة المؤيدة للديمقراطية في إسرائيل، وعندما فشل أرجأ عقد اللجنة التي يرأسها بموجب القانون لعدة أشهر، وتمسك برئيس المحكمة حتى هذا الأسبوع.

إعلان

وقد تقدم المواطنون بعريضة إلى محكمة العدل العليا، التي قضت في سبتمبر/أيلول بضرورة المضي قدما في التعيين، وحكمت مرة أخرى بهذا المعنى في ديسمبر/كانون الأول، مما أغضب ليفين وأتباعه من دوس "إرادة الشعب" التي خمّنوا أنها تعارض وجود رئيس للمحكمة، حسب الكاتبة.

وقد أثار ليفين نوبة غضب ملحمية وأعلن، عندما تم تأكيد تعيين أميت، أنه لن يعترف بسلطة رئيس المحكمة، مما يخلق أزمة دستورية غير مسبوقة أخرى، وعندها فاضت مياه الصرف الصحي التي كانت تتصاعد منذ أشهر، حسب تعبير الكاتبة.

فقد أعلن وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش أن المحكمة تواصل سحق الديمقراطية وسيادة القانون، في الوقت الذي نخوض فيه حربا وجودية على 7 جبهات، وقبله ثار ليفين قائلا إن "قضاة المحكمة العليا داسوا على اختيار الشعب، وألقوا بأصوات ملايين المواطنين الإسرائيليين في القمامة".

وبعد أن أكدت اللجنة تعيين أميت الأحد الماضي، كتب وزير الاتصالات شلومو كارهي أنه "من غير المعقول أن تتحول حكومة يمينية منتخبة بأغلبية واضحة من الشعب إلى أضحوكة بين مجموعة من البيروقراطيين والقضاة الذين يسخرون من الناخبين"، وأوضح أن "الناخبين اليمينيين لن يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية بعد الآن. لقد بدأ النضال من أجل الديمقراطية الحقيقية".

وأشارت الكاتبة إلى أن هناك كثيرا من الأكاذيب التي يجب هدمها، وأولها أن هذه الحكومة تمثل "الشعب" رغم أنها منتخبة بشكل شرعي، وأكدت أن "الشعب" بثبات ملحوظ لا يزال يرفض الإصلاح المزعوم، مهما كذبت الحكومة.

 

الكذب يلطخ كل شيء

وفي هذا السياق، أوردت الكاتبة نتائج استطلاع خاص -أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي أوائل يناير/كانون الثاني الجاري- أظهر أن نسبة 61% من العينة عارضت المضي في الإصلاح القضائي، وتبنت أغلبية بلغت 55% موقفا مفاده أن الإصلاح من شأنه أن يركز قدرا أعظم مما ينبغي من السلطة في أيدي الحكومة.

إعلان

وأكدت شيندلين أن الحقيقة هي أن "شعب" إسرائيل رفض الهجوم القضائي الذي شنته حكومة نتنياهو بكل الطرق الممكنة، على الرغم من السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والصدمة و"الرهائن" والحرب، بل إن غالبيته ترفض مواقف الحكومة بشأن القضايا المهمة التي تواجه البلاد اليوم، على حد تعبيرها.

ولفتت إلى أن أغلبية الإسرائيليين مارسوا ضغوطا مستمرة من أجل الإفراج الفوري عن المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار، وبمجرد الإعلان عن الصفقة، أيدها 62% وأيّد ما يقرب من 60% الانتقال إلى المرحلة الثانية، وبعد دخول الصفقة حيز التنفيذ، وجد استطلاع صحيفة إسرائيل اليوم اليمينية أن 70% من الإسرائيليين يريدون الوصول إلى المرحلة التالية من الصفقة.

وخلصت الصحيفة إلى أن هذه الحكومة تبدو قادرة على التصرف بشكل صارخ ضد إرادة الشعب، إذ تجاهل نتنياهو المظاهرات العامة الضخمة منذ الاحتجاجات الاجتماعية عام 2011، وأظهر هو وحكومته لامبالاة وحشية تجاه المطالبات بصفقة لإعادة المحتجزين إلى الوطن، حسب قولها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات إرادة الشعب

إقرأ أيضاً:

ماكرون: ما تقوم به حكومة نتنياهو في غزة مخز.. تهرب من وصف ذلك بالإبادة

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، أن "ما تقوم به اليوم حكومة بنيامين نتنياهو (في غزة) غير مقبول"، و"مخز"، وأضاف "ليس لرئيس الجمهورية أن يقول (إنها إبادة) بل للمؤرخين".

وذكّر الرئيس الفرنسي خلال مقابلة مع محطة "تي اف 1" التلفزيونية الفرنسية بأنه كان "أحد القادة القلائل الذين توّجهوا إلى الحدود" بين مصر وغزة، واصفا ذلك بأنه كان "من أسوأ ما رآه"، وندّد بـ"منع الإسرائيليين" دخول "كل المساعدات التي أرسلتها فرنسا وغيرها من البلدان".

كذلك لفت إلى أن مسألة إعادة النظر في "اتفاقات التعاون" بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل" "مطروحة".



من جهته، دان المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيروم بونافونت التمديد المخطط له للعمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، وقال إن بلاده تعارض آلية توزيع المساعدات التي اقترحتها إسرائيل، وندعوها لرفع العوائق أمام الإمدادات الإنسانية ونشاط عمال الإغاثة في غزة فورا.

واعتبر المندوب الفرنسي أن آلية "إسرائيل" لإدخال المساعدات لغزة تتعارض مع القانون الدولي ولا تلبي الاحتياجات، مشددا على أن انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي لن تسهم في أمنها وتعرض استقرار المنطقة للخطر.

وحذر تقرير دولي، الاثنين، من أن كل الفلسطينيين بقطاع غزة يواجهون خطر مجاعة جماعية، مع توقّع أن يواجه نحو نصف مليون شخص "جوعًا كارثيًا"، وهي المرحلة الخامسة والأشد في تصنيف انعدام الأمن الغذائي.

وأرجع تقرير "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" الذي شاركت في إعداده 17 وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية دولية، ذلك إلى تصاعد الإبادة الجماعية الإسرائيلية، واستمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء إلى القطاع.

ووفق التقرير، فإن ما لا يقل عن 470 ألف شخص في غزة سيواجهون "جوعًا كارثيًا" (المرحلة الخامسة من التصنيف) بين أيار/ مايو الحالي وأيلول/ سبتمبر 2025، بزيادة 250 بالمئة عن التقديرات السابقة في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

ويتكون "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" من 5 مراحل تبدأ بمستوى "لا مشكلة" وهي الحد الأدنى من انعدام الأمن الغذائي، ثم مرحلة "الضغط" ثم "الأزمة" ثم "الطوارئ".



وخامسا تأتي مرحلة "الكارثة أو المجاعة" التي يفتقر فيها السكان كليا إلى إمكانية الحصول على الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى.

وذكر التقرير أن "السكان بأكملهم يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، متوقعاً "أن يحتاج 71 ألف طفل وأكثر من 17 ألف أُمّ إلى علاج عاجل لسوء التغذية الحاد".

مقالات مشابهة

  • المحكمة العليا الأمريكية تنظر في محاولة ترامب بإنهاء حق المواطنة بالولادة
  • المحكمة العليا: أحكام الفتوى والتشريع واجبة النفاذ وملزمة كالقضاء الإداري
  • خبير إسرائيلي .. نحن عالقون في وحل حكومة نتنياهو 
  • ماكرون: ما تفعله حكومة نتنياهو بغزة “عار”
  • صدمةٌ عارمةٌ لإهانات وإذلال ترامب للكيان .. هآرتس: ترامب اكتشف أنّ نتنياهو كذّاب ومتلاعب فعاقبه!
  • نتنياهو يمثل للمرة الـ31 أمام المحكمة للرد على تهم الفساد
  • ماكرون: ما تقوم به حكومة نتنياهو في غزة مخز.. تهرب من وصف ذلك بالإبادة
  • المحكمة العليا ببريطانيا تنظر دعوى تطالب بوقف إمداد إسرائيل بقطع غيار إف 35
  • المحكمة العليا البريطانية تنظر في تواطؤ محتمل بتزويد إسرائيل بأسلحة حرب غزة
  • المحكمة العليا البريطانية تنظر بدعوى ضد بيع أسلحة لإسرائيل