وسط ضجيج المؤامرات ودعوات التهجير القسري التي تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، يشهد التاريخ اليوم لحظة فارقة تُعيد تعريف إرادة الصمود والتحدي. مليون مواطن فلسطيني عادوا إلى شمال غزة عبر محور "نِتساريم"، المحور الذي أقامه الاحتلال متباهيا بأنه الحصن الذي لن يُهزم، ليصبح شاهدا على هزيمة أسطورية أمام عزيمة الشعب الفلسطيني وإبداع مقاومته.



محور "نِتساريم"، الذي كان رمزا لتوحش الاحتلال واستعلائه، أصبح اليوم نقطة تحول تعكس حقيقة لا يمكن إنكارها: لا قوة في الأرض تستطيع كسر إرادة شعب يؤمن بحقه. هذا الشعب، الذي عانى الويلات من قصفٍ ودمارٍ وتشريد، عاد إلى دياره رغم أنف المحتل، ليؤكد أن الجغرافيا التي يسكنها الاحتلال مؤقتا، هي ملك للشعب الفلسطيني إلى الأبد.

دعوات تهجير أهل غزة إلى دول الجوار ليست وليدة اللحظة؛ بل هي جزء من مخطط قديم جديد لتفريغ الأرض من سكانها الأصليين، وتصفية القضية الفلسطينية. لكن المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، بموقفها الأسطوري، تُسقط هذه المؤامرات الواحدة تلو الأخرى.

عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة ليست مجرد حدث، بل رسالة سياسية وإنسانية لكل من راهن على استسلام هذا الشعب
إن عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة ليست مجرد حدث، بل رسالة سياسية وإنسانية لكل من راهن على استسلام هذا الشعب. إنها ترجمة عملية للمقولة الخالدة: "إنه لجهاد، نصر أو استشهاد"، هي رسالة للعالم أجمع بأن التهجير القسري والإبادة الجماعية لن تقضي على شعب يملك ذاكرة وطنية، وإيمانا مطلقا بحقه، واستعدادا للتضحية بكل ما يملك من أجل كرامته.

إن هذا المشهد يعكس صورة أكبر للصراع، صورة تُبرز أن الفلسطينيين لم يقبلوا يوما أن يكونوا ضحايا بلا صوت. لقد تحولوا إلى أيقونة للمقاومة في وجه الظلم، مُحرجين كل من تطاول عليهم بمبادرات سلام وهمية أو مؤامرات للتصفية.

عودة غزة إلى الشمال ليست فقط انتصارا لفلسطين، بل هي رسالة لكل عربي ومسلم بأن الكيان المحتل لا يزول إلا بإرادة حقيقية تتجاوز الكلام إلى الفعل، وأن كل محاولة لتحييد القضية الفلسطينية هي خيانة لتاريخ الأمة وهويتها.

ختاما، شعب غزة وشعب فلسطين عامة، بعودتهم وصمودهم، يثبتون أن الأرض لمن يدافع عنها، وأن المقاومة هي الخيار الوحيد لاسترداد الحقوق المسلوبة. إنها لحظة علينا جميعا أن نستخلص منها العبرة، ونقف داعمين لهذه القضية العادلة، التي تُلخّص معركة الأمة في وجه الظلم والاستعمار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة المقاومة عودة فلسطين مقاومة غزة عودة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني تُدين مجزرة الاحتلال في نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية

 

الثورة نت/

أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، بشدة المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بإطلاقها النار على المدنيين الجائعين المتجمعين أمام أحد نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية غرب مدينة رفح.

وأسفر هذا الهجوم الوحشي حتى الآن عن استشهاد 30 مواطنًا وإصابة أكثر من 150 آخرين، وفقًا للإحصائيات الأولية.

ولا يزال الضحايا يتوافدون إلى مستشفى ناصر في خان يونس على عربات تجرها الدواب، بسبب الحصار الذي يمنع سيارات الإسعاف من إخلاء الجرحى وانتشال جثامين الشهداء.

وأدانت الهيئة الجريمة الأخرى التي أطلقت فيها قوات الاحتلال النار على المدنيين المتجمعين بالقرب من نقطة توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية وسط غزة على طول محور نتساريم، ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.

وأدان المركز الدولي للسياسات العامة (ICSPR) تحويل قوات الاحتلال الإسرائيلي نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية إلى بؤر للقتل والفوضى والإذلال وإهانة الكرامة الإنسانية.

وقال البيان الذي تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) : لقد أدى تكرار الاعتداءات على المدنيين الجائعين إلى ارتفاع حصيلة القتلى منذ تطبيق آلية توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في 27 مايو 2025 إلى 49 شهيدًا ونحو 250 جريحًا، بالإضافة إلى عشرات المفقودين.

وأضاف: تُستخدم هذه الآلية فعليًا كأداة للإبادة الجماعية والقتل الجماعي، وتُستخدم كسلاح للتجويع والمساعدات الإنسانية ضد سكان غزة، في انتهاك صارخ للمبادئ الإنسانية والقانون الإنساني الدولي.

وجدد المركز دعوته للمجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف واتفاقية منع الإبادة الجماعية، إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية لوقف هذه الإبادة، وإلغاء الآلية الأمريكية الإسرائيلية الفاشلة التي تُشرّع جرائم التجويع وتُقصي المنظمات الإنسانية الدولية.

كما دعا لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على استئناف تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والمستلزمات الطبية دون قيود عبر الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وخاصة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والمنظمات الإنسانية الأخرى.

وطالب المركز ببذل جهود جادة لتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، وتفعيل آليات المقاطعة والعقوبات ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبة قادتها وشركائها أمام المحاكم الدولية على جريمة الإبادة الجماعية.

مقالات مشابهة

  • مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية ووزير الأوقاف يلتقيان بالحجاج الفلسطينيين المستضافين ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين
  • المجموعة العربية المشاركة بمؤتمر العمل الدولي تنظم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بجنيف
  • الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني تُدين مجزرة الاحتلال في نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية
  • سلمان الفرج: النصر أراد التعاقد معي وقالوا لي اكتب الرقم الذي تريده.. فيديو
  • «رئيس الوزراء الفلسطيني» يجدد دعوته إلى لوكسمبورج للاعتراف بدولة فلسطين
  • شيخ الأزهر: الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة جماعية والكيان أثبت أنه ضد الإنسانية
  • المظاهرات العالمية تتواصل تضامنا مع الشعب الفلسطيني بغزة
  • وقفة لكوادر مستشفى صعدة للأمومة والطفولة تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • شيخ الأزهر: الشعب الفلسطيني يتعرض لأسوأ إبادة جماعية وتطهير عرقي
  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني