الجيش السوداني يستهدف قاعدة كرري في أم درمان.. والدعم السريع يعلن قرب انتهاء المعارك
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
استهدفت وحدات المدفعية الثقيلة المتمركزة شمالي أم درمان في قاعدة كرري العملياتية، صباح اليوم الاثنين، نقاط انتشار قوات الدعم السريع في عدد من مناطق المدينة.
إقرأ المزيدوشهدت سماء العاصمة الخرطوم، تحليقا لطيران الاستطلاع التابع للجيش السوداني، مع سماع دوي قصف مدفعي عنيف وإطلاق أعيرة نارية بصورة متتالية جراء استمرار المعارك حول محيط سلاح المدرعات ومنطقة الشجرة العسكرية.
إلى ذلك، قال الجيش في بيان له، إن 8 أشخاص، بينهم امرأتان، قتلوا وأصيب عدد آخر جراء قصف قوات الدعم السريع لمنطقتي السلمة في الخرطوم وكرري في أم درمان.
وفيما يتعلق بالمعارك في منطقة الشجرة العسكرية، قال الجيش إن قواته تمكنت من صد محاولات الهجوم، التي وصفها بالفاشلة، من قبل قوات الدعم السريع على سلاح المدرعات ومجمع الذخيرة.
وذكر أن المعارك في منطقة الشجرة أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، وتدمير 5 مدرعات ودبابة وآليتين مثبت عليهما مدافع مضادة للطائرات، مضيفا أنه استولى على 3 دبابات.
بالمقابل، كشف مصطفي محمد إبراهيم، مستشار قائد قوات الدعم السريع، بأن المعركة قاربت على الانتهاء وأن جنودهم يحاصرون سلاح المدرعات.
في غضون ذلك، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان ورئيس "يونيتامس"، فولكر بيرتس، إن "التطورات العسكرية الأخيرة مؤسفة، حيث أن ولايتي جنوب وغرب كردفان تمكنتا من تفادي مواجهات عسكرية واسعة النطاق في الأماكن المأهولة بالسكان خلال الأشهر الماضية".
داعيا إلى وقف كل الأعمال العسكرية وعمليات التعبئة فورا، لرفع المعاناة عن السكان المتأثرين.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الأمم المتحدة الجيش السوداني الخرطوم قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
???? حين ضاق الخناق .. هل قرر العالم أخيرًا التخلص من مليشيا الدعم السريع؟
قراءة مختلفة للمتغيرات الدولية… منذ اندلاع الحرب في السودان، كان الموقف الدولي في بداياته مرتبكًا، تتنازعه مصالح متضاربة وحسابات ضيقة. لكن يبدو أن الزمن كفيل بكشف الحقائق مهما طال الإنكار. واليوم، وبعد أكثر من عامين من المعاناة، بدأ المجتمع الدولي يغيّر لهجته، وربما حتى بوصلته.
فبيان وزارة الخارجية الأمريكية الأخير، واجتماع نائب الوزير كريستوفر لاندو مع سفراء الرباعية (الولايات المتحدة، مصر، السعودية، والإمارات)، يعكسان تحولاً لافتًا في طريقة مقاربة الأزمة: لم يعد الحديث عن وقف القتال فقط، بل عن معالجة جذرية، وأن لم يعلن عن تفاصيلها لكن يبدو أنها ستبدأ من تحمّل مليشيا الدعم السريع مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، وتفكيك الأزمة عبر إخراجها من المشهد بأقل الأضرار الممكنة.
الدعم السريع.. من ورقة ضغط إلى عبء ثقيل
كانت بعض العواصم في بداية الحرب تنظر إلى الدعم السريع كـ”أمر واقع”، يمكن احتواؤه أو توظيفه لمصالح سياسية ضيقة. لكن ما ارتكبته هذه المليشيا من فظائع — من نهب واغتصاب وتجنيد أطفال، إلى ترويع المدنيين واحتلال المدن وتخريبها — جعل أي محاولة لتبرير وجودها عبئًا لا يُحتمل أخلاقيًا وسياسيًا.
اليوم، تتعامل العديد من الدول مع هذه المليشيا كـ”ورقة محروقة”، لم يعد بالإمكان الدفاع عنها. التفاوض المقترح لا يهدف إلى إعادة تأهيل الدعم السريع، بل إلى إخراجه من المسرح السياسي، تحت عباءة “الحل السلمي”.
الجيش السوداني.. صمود بدّد الأوهام
التحول الدولي لم يكن منحة مجانية، بل ثمرة لصمود أسطوري لقواتنا المسلحة وقواتنا النظامية. فقد راهن البعض على انهيار الجيش، لكنه صمد، وقاتل، واستعاد زمام المبادرة في محاور عدة، رغم الظروف الصعبة.
وفي ظهره، وقف الشعب السوداني بكل ما يملك من صبر وكرامة. صمد في وجه الترويع، ورفض الخضوع، وعرّى المليشيا أمام العالم. حتى بعض القوى السياسية، رغم تباين المواقف، كان لها دور في فضح الانحيازات الدولية والتدويل غير النزيه.
التفاوض القادم: لا تنازل عن الثوابت
والآن، مع ازدياد الحديث عن تسوية سياسية، فإن الجيش وحكومة السودان لا يذهبان إلى الطاولة من موقع ضعف، بل من موقع الطرف الذي صمد ورفض أن ينكسر. ومن هنا، فإن أي مفاوضات جادة يجب أن تُبنى على الثوابت الوطنية، وأهمها:
1. تفكيك الدعم السريع كليًا، دون قيد أو شرط.
2. تقديم قادة المليشيا للعدالة على الجرائم التي ارتكبوها.
3. رفض أي مساواة بين الجيش والمليشيا في أي صيغة سياسية أو انتقالية.
4. الحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية والأمنية، واحتكارها المشروع لاستخدام القوة.
5. رفض أي وصاية خارجية، وتمسك كامل بسيادة القرار الوطني.
من يتحمّل فاتورة الإعمار؟
لا يمكن تجاهل الدور غير المعلن لبعض الدول في دعم الأزمة، وخاصة الإمارات التي أصبحت في خانة المساهم في تعقيد الموقف. واليوم، وقد بدأت هذه الدول تراجع مواقفها، فإن من الطبيعي أن نطالبها بالمشاركة الفاعلة في إعادة الإعمار، لا نكايةً، بل من منطلق المسؤولية السياسية والأخلاقية.
مؤتمر دولي، أو صندوق دعم تشارك فيه الدول الفاعلة، قد يشكّل بداية صحيحة لمصالحة قائمة على الاحترام المتبادل، لا على الإملاءات.
ختامًا: لا مكان للمليشيات في سودان الغد
ربما تغيّر الموقف الدولي، وربما نشهد محاولات لإنتاج تسوية جديدة، لكن الثابت أن الجيش والشعب كانا خط الدفاع الأول عن الوطن. وكل محاولة لحل الأزمة لا تعترف بهذه الحقيقة، ولا تستند إلى دماء الشهداء ومعاناة النازحين وصمود الجنود، ستكون مجرد وهم سياسي جديد.
السودان اليوم أمام مفترق طرق: إما أن يحسم المجتمع الدولي أمره ويضع حدًا لوجود المليشيا، أو يستمر في إدارة الأزمة إلى أن تنفجر بشكل أوسع. لكن الأكيد أن الجيش الذي لم ينكسر، لن يفرّط في نصرة ولا في كرامة شعبه.
السودان ليس أرضًا سائبة، بل وطن عريق، مليء بالخيرات، لكنه يعرف كيف يدافع عن نفسه. ومن لا يحسن قراءة تضاريسه، ستلتهمه أشواكه قبل أن يلتقط أنفاسه.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٥ يونيو ٢٠٢٥م
نشر بموقع صحيفة المحقق الإلكترونية