مشروع ترامب لتهجير أهالي غزة.. رفض أردني ومصري وجدل واسع
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
أثارت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أعلن عنها قبل أيام والتي تضمنت دعوة الأردن ومصر إلى استقبال أهالي قطاع غزة ، جدلاً واسعا في الأوساط السياسية والشعبية.
الكشف عن هذه الأطروحة جاء عبر مكالمة هاتفية بين ترامب والعاهل الأردني عبد الله الثاني، مما أثار موجة قلق واسعة في الأوساط السياسية والاجتماعية الأردنية، خاصة مع ما رافقها من تهديدات ضمنية بوقف المساعدات الخارجية
جاء هذا الطرح وسط تزايد الدعوات الدولية لتهدئة الأوضاع في فلسطين، وقد قوبلت هذه الدعوة برفض من الأردن ومصر عبر تصريحات لوزارتي الخارجية المصرية والأردنية، مشددين على رفض أي محاولات لتوطين الفلسطينيين أو إعادة طرح سيناريو التهجير.
عربي21، قابلت عددا من السياسيين والمحللين للحصول على تعليقهم على هذا المقترح.
الانفتاح على الكل الفلسطيني
يرى عريب الرنتاوي، رئيس مركز القدس للدراسات في حديثه لـ "عربي21"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وضع الدبلوماسية الأردنية وجهًا لوجه، أمام واحدٍ من أسوأ كوابيسها عبر دعم أطروحة اليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفًا، لتهجير الفلسطينيين عن ديارهم، وحل قضيتهم الوطنية على حساب الفلسطينيين والأردن سواء بسواء.
وقال الرنتاوي، إن "مواجهة هذا المشروع تتطلب تمتين الجبهات الداخلية والانفتاح على كل القوى الفلسطينية لضمان موقف موحد. كما ينبغي تحريك موقف عربي موحد لا لدعم فلسطين فحسب، بل لحماية أمن الأردن ومصر واستقرارهما".
كما أكد على أهمية التوسع في التحرك الدبلوماسي على المستوى الأوروبي والأممي لعزل الموقف الأمريكي وكشف خطورته مشيرا إلى أن تجربة العرب مع "إسرائيل" أثبتت أن السلام لم يحقق الأمن المنشود، بل فتح المجال أمام اليمين الإسرائيلي المتطرف لتهديد استقرار المنطقة، ما يتطلب استجابة حازمة تحول دون تنفيذ مشروع تهجير الفلسطينيين.
إعلان حرب
وعلى الرغم من تصريح ترامب مرة أخرى بأنه يرجح قبول الرئيس المصري وملك الأردن استقبال الفلسطينيين من غزة إلا أن كل ما يصدر عن البلدين حتى الآن يشير إلى رفض قاطع لهذا المقترح ولو لم يأت التصريح الرسمي على شكل رد مباشر على ترامب.
أما شعبيا فقد تصاعد الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأروقة السياسية سيما مجلس النواب الذي أكد على رفض مشاريع التهجير، فيما كان للمعارضة السياسية سقف أعلى من الخطاب المباشر لترامب عبر تصريحات للمراقب العام للإخوان المسلمين مراد العضايلة لـ "عربي21" وصف فيها مقترح التهجير بإعلان حرب على الدولة الأردنية.
وأضاف أنه لا مساومة على الأردن أو فلسطين ولا حاجة للأردنيين بمساعدات ترامب، مشيراً إلى أن الشعب الأردني سيقف كتفاً إلى كتف مع الجيش في مواجهة التهديدات والمخاطر على الأردن وإفشال مشروع الوطن البديل، معتبراً أن الشعب الفلسطيني اليوم الذي دفع من دمه 50 الف شهيد لا يمكن ان يكون مشروعاً للمساومة ولا للتهجير بعد ما حققه من نصر غير مجرى التاريخ.
وقال العضايلة، إن إصرار ترامب على هذا المشروع يعني توسع معركة الطوفان لتشمل كل الأمة مضيفاً بالقول "لتأخذ يا ترامب اليهود معك إلى أمريكا".
وحول التأثير والضغوطات الاقتصادية قال العضايلة إن هذه فرصة لاعتماد سياسة اقتصادية قائمة على الاكتفاء الذاتي ما يدعم سيادتنا الوطنية والأردنيون على استعداد لوضع صخرة على بطونهم إذا ما تعلق الأمر بمصير بلدهم.
الحاجة لداخل أردني متماسك
وبالعودة للموقف الرسمي فقد جاء أردنياً بشكل سريع وبعدة مناسبات خلال أيام معدودة تصدّر التعبير عنه وزير الخارجية أيمن الصفدي الذي أكد رفض الأردن القاطع لمشاريع التهجير ودعا إلى العودة لحل الدولتين ليبيا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي حديثه لـ "عربي21"، اعتبر عضو مجلس الأعيان الأردني عمر العياصرة أن الأردن يمر بظرف دقيق مع قدوم إدارة ترامب التي تنحاز لرواية اليمين الصهيوني مشيرا إلى الحاجة لمواجهة أحلام اليمين المتعلقة بالتهجير والتفوق الديمغرافي في فلسطين عبر داخل أردني متماسك وتوفير الفرصة لمؤسسات الدولة للتحرك وهذا لا يعني عدم وجود النصيحة والنقد البناء.
وأضاف: علينا أن نفهم أن الولايات المتحدة قد تستخدم الضغط الاقتصادي للضغط علينا وهذا يحتاج منا صبراً وتحمل ومقاربة جديدة إذا حصل ذلك.
وتابع: نرى أهالي غزة بعد حرب إبادة استخدم فيها الاحتلال كمية متفجرات بحجم قنابل نووية نراهم يتوجهون للشمال بدلا من الذهاب نحو الشيك وهنا مربط الفرس برفض الفلسطيني للتهجير جملة وتفصيلا.
وقال، إن "على الدولة اليوم التحدث مع مواطنيها فهم صمام الأمان والكنز الاستراتيجي وأنا أناصر عبارة شدو بعضهم يا أردنيين".
ويثير هذا المقترح مزيدا من الضغط والتخوّف لا سيما بعد إيقاف المساعدات الخارجية للولايات المتحدة، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تجميد كل المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما، باستثناء مصر والكيان الإسرائيلي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ترامب غزة الاردن غزة ترامب خطة تهجير المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الجنائية الدولية تتعرض لهجوم سيبراني متطور وسط تصاعد الضغوط السياسية والقانونية
أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، أمس الاثنين، عن تعرضها لـ"حادث أمني سيبراني متطور وموجه"، هو الثاني من نوعه خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك في وقت تشهد فيه المؤسسة القضائية الدولية تصعيدًا سياسيًا وقانونيًا غير مسبوق من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، بسبب مذكرات التوقيف الصادرة بحق مسؤولين إسرائيليين.
وقالت المحكمة، في بيان رسمي، إن الحادث وقع في نهاية الأسبوع الماضي، وتم رصده واحتواؤه بسرعة بفضل أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة السيبرانية التي تعتمدها المؤسسة.
#ICC detects and contains new sophisticated cyber security incident ⤵️ https://t.co/t5AkO46I4u — Int'l Criminal Court (@IntlCrimCourt) June 30, 2025
وأشارت إلى أن "تحليل تداعيات الهجوم لا يزال جاريا"، موضحة أن تدابير قد اتُخذت للحد من تأثيراته.
ورفض متحدث باسم المحكمة، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، الإفصاح عن توقيت وقوع الهجوم أو الجهات المشتبه بها، في حين لم يتضمن البيان الرسمي أي إشارات إلى دوافع أو أطراف محتملة.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد حدة الهجمات السياسية والإعلامية ضد المحكمة، لا سيما بعد إصدارها مذكرات توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا، وبحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو٬ ووزير حربه السابق يوآف غالانت، بسبب اتهامهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وتعتبر هذه المذكرات تطورًا غير مسبوق في مسار العدالة الدولية، حيث تمثل تحديا مباشراً لحصانة قادة دول كبرى، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي، ما أثار غضب حلفائها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.
ترامب يهاجم المحكمة
وفي هذا السياق، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سبق أن فرض عقوبات على المحكمة خلال ولايته الأولى، هجومه ضد الجنائية الدولية، معتبرًا أن "الإجراءات التي تستهدف إسرائيل والولايات المتحدة تفتقر إلى أي أساس قانوني، وتشكل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية".
وقال ترامب، في تصريحات سابقة، إن المحكمة "تتجاوز اختصاصها"، واتهمها بـ"ملاحقة الجنود الأمريكيين بشكل غير مشروع"، في إشارة إلى التحقيقات الجارية بشأن ارتكاب القوات الأمريكية جرائم حرب في أفغانستان.
وكانت إدارة ترامب قد فرضت، في عام 2020، عقوبات على المدعية العامة السابقة للمحكمة فاتو بنسودا وأحد كبار مساعديها، ردًا على فتح تحقيقات تمس جنودًا ومسؤولين أمريكيين.
تحذيرات من تقويض عمل المحكمة
وفي كانون الأول/ديسمبر 2023، حذرت رئيسة المحكمة الحالية، القاضية اليابانية توموكو أكاني، من أن العقوبات الأمريكية "قد تقوض قدرة المحكمة على تنفيذ ولايتها القانونية، وتهدد وجودها ذاته كمؤسسة دولية مستقلة".
وأضافت أن مثل هذه الضغوط تؤثر سلبًا على جميع القضايا المعروضة على المحكمة، وليس فقط القضايا المرتبطة بالولايات المتحدة أو الاحتلال الإسرائيلي.
سابقة في 2023 وهجمات متكررة
ويعيد الحادث السيبراني الأخير إلى الأذهان هجومًا إلكترونيًا "غير مسبوق" تعرضت له المحكمة في أيلول/ سبتمبر 2023، والذي وُصف حينها بأنه يستهدف "التجسس"، دون أن تكشف المحكمة تفاصيل إضافية حول الجهات الضالعة فيه.
وفيما لم تتضح بعد طبيعة الهجوم الجديد، يرى مراقبون أن استهداف المحكمة قد يكون محاولة لتعطيل سير التحقيقات الجارية في عدد من القضايا ذات الحساسية الجيوسياسية، في مقدمتها العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر عن استشهاد وإصابة نحو 190 ألف فلسطيني منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق إحصائيات فلسطينية.