جدل حول إعادة عوائل داعش من مخيم الهول إلى العراق ومخاوف أمنية في نينوى
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أثارت عودة دفعات جديدة من العوائل العراقية من مخيم الهول السوري إلى العراق جدلًا واسعًا بين الجهات الرسمية والزعامات العشائرية في محافظة نينوى، وسط مخاوف من تأثير هذه الخطوة على الوضع الأمني في المحافظة.
وبينما تؤكد الحكومة أن عمليات الإعادة تتم وفق إجراءات أمنية صارمة وبرامج إعادة تأهيل، يحذر معارضو الخطوة من مخاطر اندماج هذه العوائل في المجتمع دون ضمانات كافية لإمكانية استمرار تبنيها "الفكر المتطرف".
تفاصيل العودة وإجراءات التدقيق
أعلنت مديرية الهجرة والمهجرين في نينوى، التابعة لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية، عن عودة 148 عائلة عراقية من مخيم الهول في سوريا، معظمهم من النساء والأطفال، بعد إتمام عملية التدقيق الأمني والتأكد من عدم تورط العائدين بقضايا إرهابية أو كونهم مطلوبين أمنيًا.
وصرح خالد عبد الكريم، مدير فرع مديرية الهجرة والمهجرين في نينوى، بأن العائدين استقروا في مركز الأمل للدعم النفسي داخل مخيم الجدعة جنوبي الموصل، حيث سيخضعون لبرنامج خاص بإعادة التأهيل قبل السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية.
وأضاف عبد الكريم أن البرنامج يهدف إلى إعادة دمج العوائل في المجتمع العراقي عبر جلسات دعم نفسي وتوعية فكرية، إضافة إلى تقديم مساعدات إنسانية لتخفيف معاناتهم.
تحذيرات عشائرية من التسرع في الإعادة
في المقابل، عبّر عضو مجلس عشائر جنوب الموصل، خالد الجبوري، عن قلقه من إعادة هذه العوائل دون دراسة شاملة لجميع المخاطر المحتملة.
وقال الجبوري في حديث لـ"بغداد اليوم": "تلك العوائل ما تزال تؤمن بفكر داعش، وبالتالي يجب التأني وعدم إعادة الآلاف دفعة واحدة، خشية على وضع محافظة نينوى الأمني."
وأضاف أنه "يجب حصر هذه العوائل في مخيم الجدعة جنوبي الموصل، وعدم السماح بعودتهم إلى مناطقهم الأصلية دون التحقق من استعدادهم للاندماج مجددًا في المجتمع"، كما دعا إلى "ضرورة توزيعهم على محافظات أخرى بدلاً من تركيزهم في نينوى، مع تعزيز إجراءات التدقيق الأمني لضمان عدم تشكيلهم خطرًا مستقبليًا".
تحديات إعادة التأهيل والاندماج
رغم تأكيد الحكومة العراقية على اتباع خطوات مدروسة في إعادة هذه العوائل، لا تزال هناك تحديات جوهرية تعيق عملية إعادة التأهيل والاندماج، من بينها:
1. الرفض المجتمعي: تعاني العوائل المرتبطة بعناصر داعش من وصمة اجتماعية كبيرة، حيث ترفض بعض العشائر والمجتمعات المحلية عودتهم خوفًا من تسلل الفكر المتطرف مجددًا.
2. إجراءات التدقيق الأمني: رغم عمليات الفرز والتحقق الأمني، يرى البعض أن هذه الإجراءات قد لا تكون كافية، خاصة مع غياب رقابة طويلة الأمد على العائدين بعد خروجهم من مخيم الجدعة.
3. الجانب النفسي والاجتماعي: كثير من النساء والأطفال العائدين نشأوا في بيئات تسيطر عليها أيديولوجيا داعش، مما يستدعي جهودًا مكثفة لإعادة تأهيلهم فكريًا ونفسيًا قبل دمجهم في المجتمع.
4. مخاوف من استغلال سياسي: قد تتحول قضية إعادة العوائل إلى ورقة سياسية بيد بعض القوى، ما قد يعرقل إيجاد حلول واقعية توازن بين البعد الإنساني والأمني.
مواقف الحكومة والمجتمع الدولي
في ظل هذه المخاوف، تواصل الحكومة العراقية تنفيذ برامج إعادة التأهيل بدعم من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية، التي تؤكد أهمية معالجة هذه القضية من منظور حقوقي وإنساني، مع مراعاة المخاوف الأمنية المشروعة.
وتسعى بغداد إلى إغلاق ملف العراقيين في مخيم الهول نهائيًا خلال الأشهر المقبلة، حيث تقدر التقارير أن ما يقارب 25 ألف عراقي لا يزالون في المخيم، وسط ضغوط دولية لإيجاد حلول نهائية لهذا الملف الشائك.
يبقى ملف عوائل داعش من أكثر القضايا تعقيدًا في العراق بعد سنوات من هزيمة التنظيم. وبينما تحاول الحكومة الموازنة بين المسؤولية الإنسانية والاعتبارات الأمنية، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه إعادة دمج هذه العوائل في المجتمع، مما يتطلب استراتيجيات طويلة الأمد لضمان نجاح هذه العملية دون تهديد الاستقرار في نينوى وباقي المحافظات.
إعداد: قسم الشؤون السياسية في "بغداد اليوم"
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: إعادة التأهیل هذه العوائل مخیم الهول العوائل فی فی المجتمع فی نینوى من مخیم
إقرأ أيضاً:
ترامب يرحّب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ومخاوف من خروق مبكرة
يونيو 24, 2025آخر تحديث: يونيو 24, 2025
المستقلة/- دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيّز التنفيذ في تمام الساعة السابعة من صباح اليوم الثلاثاء، وسط أجواء من الحذر والترقب، بعد نحو 12 يومًا من التصعيد العسكري الأعنف بين الطرفين منذ عقود.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن دعمه الكامل للاتفاق، داعيًا الجانبين إلى الالتزام الكامل ببنوده. وكتب ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: “وقف إطلاق النار سارٍ حاليًا.. أرجو عدم خرقه. دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.”
ورغم سريان الاتفاق، لا تزال الغموض يكتنف بعض تفاصيله، خصوصًا في ظل تقارير إسرائيلية أفادت بتعرض مناطق داخل إسرائيل لهجوم صاروخي واسع النطاق من قبل إيران قبيل ساعات من بدء الهدنة، في ما وصفته الجبهة الداخلية الإسرائيلية بأنه “من أعنف الضربات منذ اندلاع القتال.”
وعلى الجانب الإيراني، أكد وزير الخارجية عباس عراقجي أن العمليات العسكرية الإيرانية استمرت حتى فجر اليوم، مشددًا على أن بلاده قامت “بمعاقبة إسرائيل على عدوانها حتى اللحظة الأخيرة، حتى الساعة الرابعة فجرًا.”
وكانت إسرائيل قد بدأت العمليات العسكرية في 13 يونيو الجاري، وردّت إيران خلال الأيام التالية بهجمات متفرقة، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مساء أمس الاثنين برعاية أمريكية غير معلنة التفاصيل.
ومع ترحيب دولي حذر، يتخوف مراقبون من إمكانية انهيار الاتفاق سريعًا، خاصة في ظل تصعيد الساعات الأخيرة وقصف اللحظات التي سبقت الهدنة. لكن في حال التزم الطرفان، فإن ذلك من شأنه أن يضع حدًا لموجة القصف المتبادل التي تسببت في خسائر بشرية ومادية فادحة، ورفعت منسوب التوتر في عموم الشرق الأوسط.