قالت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" إن إدمان "تيك توك" على المراهقين ينتج عنه مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق وزيادة السلوكيات الخطيرة.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن دراسة حديثة خلصت إلى أن مراهقا من بين كل خمسة مراهقين يقضي أكثر من ساعتين يوميا على "تيك توك" أو يوتيوب، مما قد يؤدي إلى آثار سلبية منها القلق والاكتئاب، وصولا إلى السلوك العدواني السادي والميل إلى اتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر دون تقييم العواقب.



وأكدت الصحيفة أن تيك توك أصبح يشكل حالة من الهوس بين المراهقين، حيث تحول تصفح مقاطع الفيديو على هذه المنصة الشهيرة إلى إحدى وسائل الترفيه الأكثر انتشارا حول العالم.

مؤشرات خطيرة

وكشفت الدراسة التي أجرتها جامعتا "أوبيرتا دي كاتالونيا" و"بومبيو فابرا" في إسبانيا، ونُشرت في مجلة "نيتشر"، أن مراهقا واحدا من كل خمسة مراهقين يقضي أكثر من ساعتين يوميا على تيك توك، متجاوزا الحدود الموصى بها لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضحت الدراسة أن تيك توك يختلف عن وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى مثل إنستغرام وإكس وفيسبوك، لأنه يشجع على استهلاك سلبي بدرجة أكبر لمقاطع الفيديو مع تفاعل أقل بين مستخدميه، مما يجعله عقبة أمام التواصل الاجتماعي.

وقام الخبراء بعد مقابلات مع 1000 مراهق من أنحاء إسبانيا تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما، بتحليل إدراكهم الذاتي للرفاهية الرقمية، أي التوازن المثالي بين الوقت الذي يقضونه على الإنترنت وصحتهم العقلية والعاطفية.

وقد وجدوا أن أكثر من نصف المشاركين في الدراسة (أكثر من 53 بالمئة) يقضون أكثر من ساعة يوميا على تيك توك، وأكثر من 35  بالمئة يتجاوزون الساعة والنصف، ويتخطى أكثر من 20 بالمئة الساعتين. وقد بينت الدراسة أن الفتيات يستخدمن تيك توك أكثر من الذكور، حيث تصل نسبة الفتيات اللواتي يقمن بتصفح مقاطع الفيديو إلى 25 بالمئة، مقابل 15 بالمئة بالنسبة للذكور.

وأكدت الدراسة أن إدراك المراهقين للرفاه الرقمي يتناقض بشكل واضح مع الوقت الذي يقضونه على تيك توك. فعلى مقياس من 1 إلى 5، قيّموا قدرتهم على وضع حدود للوقت الذي يقضونه على التطبيق بمتوسط 3.22، بينما بلغت قدرتهم على التعامل العاطفي مع المحتوى الذي يشاهدونه 3.31، أما قدرتهم على تكوين روابط اجتماعية وبناء علاقات فقد بلغت 3.64.

ولكن، كلما زاد الوقت الذي يقضونه على تيك توك، قلت قدرتهم على التحكم في استخدامهم للتطبيق. فالأشخاص الذين يشاهدون مقاطع الفيديو لأكثر من ساعتين يوميا يقيمون قدرتهم على وضع حدود عند 2.93 من 5، في حين أن من يقضون أقل من ساعة يوميا على التطبيق يقيمون قدرتهم على ضبط الوقت عند 3.33.

ولفتت الدراسة إلى أن المعطيات تتناسب عكسيا، حيث تتحسن الدرجة كلما تقلص استخدام التطبيق: إذ تصل إلى 3.47 لمن يستخدم التطبيق لأقل من نصف ساعة، وترتفع إلى 3.53 لمن يشاهد أقل من 10 دقائق يوميا.

وقالت الصحيفة إن هذه البيانات قد تصبح مؤشرا مهما عند ربطها بالأبحاث السابقة التي أكدت أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من ساعتين يوميا يرتبط بانخفاض التقدير الذاتي للجسد، وزيادة خطر الشعور بضيق التنفس والأفكار الانتحارية.

الملل والاضطرابات النفسية

وفقا لدراسة أجرتها جامعة تورنتو ونُشرت في "مجلة علم النفس العام"، فإن الاستخدام القهري لتطبيقات تيك توك ويوتيوب، أي التنقل بشكل متواصل بين مقاطع الفيديو، يرتبط بزيادة الشعور بالملل.

وعلى الرغم من أن أحد الأسباب الرئيسية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الهواتف الذكية هو "تمضية الوقت"، إلا أن التكنولوجيا قد تؤدي إلى تفاقم هذا الشعور، وفقا للدراسة.

كما أن تصفح الشاشة باستمرار قد يكون له آثار سلبية على الصحة النفسية، إذ يرتبط الملل المزمن بأعراض الاكتئاب والقلق، والسلوك العدواني السادي، واتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر دون تقييم كافٍ للعواقب.

ويعتقد الخبراء أن الاعتماد على الرقابة الأبوية ليس كافيا، وأن هناك حاجة إلى برامج تعليمية تعزز العادات الرقمية الصحية بين الشباب.

وتحذر الدراسة الإسبانية من أن الإجراءات الأكثر صرامة، مثل حظر تيك توك، ليست الحل الصحيح، بل يجب تعليم الشباب كيفية استخدام التطبيق بشكل معتدل، مع إجراء مراجعات منتظمة لخوارزميات وسائل التواصل لمنع آثارها السلبية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة تيك توك الصحة صحة تطبيقات تيك توك المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وسائل التواصل الاجتماعی مقاطع الفیدیو على تیک توک قدرتهم على یومیا على

إقرأ أيضاً:

عدد الساعات ليس المؤشر الوحيد.. كيف تتعرف على مدمن وسائل التواصل؟

على الرغم من أن مصطلح "إدمان وسائل التواصل الاجتماعي" لا يُصنف رسميا كاضطراب طبي، فإن تأثيره بات مصدر قلق متزايد لدى الكثير من الأسر، خصوصًا تلك التي تضم مراهقين.

ومع الانتشار الواسع للهواتف الذكية بين الفئات الصغيرة وامتلاك أغلبهم حسابات على منصات التواصل، حذّرت منظمة الصحة العالمية، استنادًا إلى بيانات جُمعت عام 2022 في 44 دولة ومنطقة بأوروبا وآسيا الوسطى وكندا، من ارتفاع ملحوظ في معدلات الاستخدام بين المراهقين، إذ ارتفعت النسبة من 7% عام 2018 إلى 11% عام 2022. وذكرت المنظمة أن واحدا من كل 10 مراهقين يظهر نمطًا سلوكيا على وسائل التواصل يحمل سمات شبيهة بالإدمان، تتجلى في صعوبة التحكم في الاستخدام، وظهور آثار سلبية على حياته اليومية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إحالة أوراق عامل بمدرسة في الإسكندرية إلى المفتي بعد إدانته بالاعتداء على 4 أطفالlist 2 of 2فوائد غير متوقعة للأحضان في أوقات الامتحانات.. درجات أفضل وقلق أقلend of listهل تسبب الإدمان؟

يُعد إدمان وسائل التواصل الاجتماعي شكلا من أشكال الإدمان السلوكي، إذ يستخدم المراهق هذه المنصات بشكل مفرط وغير منضبط إلى حد يؤثر على أنشطته اليومية وعلاقاته ونومه. وبما أن الدماغ في مرحلة المراهقة يمر بمرحلة نمو حساسة، فإنه يكون أكثر قابلية للتأثر بهذا النمط من الاستخدام.

ورغم أن المركز الأميركي للإدمان يشير إلى أن إدمان وسائل التواصل لا يُعترف به طبيا كاضطراب قائم بذاته على خلاف إدمان ألعاب الفيديو، فإنه أكد في الوقت نفسه أن عددا كبيرا من المراهقين يواجهون صعوبة في الابتعاد عن هواتفهم أو التوقف عن تفقد حساباتهم باستمرار. ويعود ذلك إلى أن الدماغ يتعامل مع الإشعارات والإعجابات بالطريقة نفسها التي يتفاعل بها مع المكافآت الصغيرة، مما يحفّز المستخدم على تكرار السلوك مرارا.

كما أعلن المركز أن منصات التواصل الاجتماعي قد تُسبب درجة عالية من الإدمان لدى المراهقين باعتبارها مصممة لزيادة الارتباط بها وتعزيز السلوك التكراري.

إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يُعد شكلا من أشكال الإدمان السلوكي (شترستوك)علامات إدمان وسائل التواصل الاجتماعي

يعاني المختصون من غياب أدوات معتمدة لقياس إدمان وسائل التواصل بدقة، كما أن مقدار الوقت الذي يقضيه المراهق على هذه المنصات لا يكفي وحده لتحديد ما إذا كان يعاني من الإدمان. فوفقًا لدراسة تحليلية موسعة نُشرت على منصة "ساينس دايركت" بعنوان "هل يشعرنا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالسعادة؟" تبيّن أن مدة الاستخدام تفسّر فقط 6% من مشكلات استخدام الإنترنت، مما يعني أن الإدمان يرتبط إلى حد كبير بنمط الاستخدام وسلوكياته وليس بالوقت فقط.

إعلان

ومع ذلك، يشير "مركز ريدج" المختص بعلاج إدمان المراهقين إلى وجود مجموعة من العلامات التي قد تدل على حاجة المراهق إلى تدخل علاجي للتعامل مع إدمان وسائل التواصل، من أبرزها:

الإفراط في استخدام الشاشات وقضاء معظم الوقت على وسائل التواصل على حساب المسؤوليات الأخرى. تفضيل التواصل الافتراضي على التفاعل المباشر مع العائلة والأصدقاء. اضطرابات النوم والسهر لساعات طويلة لتصفح المنصات. الشعور بالتوتر أو القلق عند عدم استخدام وسائل التواصل. التحقق المستمر من الإشعارات والتنبيهات. انخفاض الأداء الدراسي وفقدان التركيز. تقلبات المزاج مثل الحزن أو الغضب أو التوتر أو الاكتئاب. العزلة الاجتماعية والاعتماد المتزايد على العلاقات الرقمية. إهمال النظافة الشخصية والعناية الذاتية بسبب الانشغال المستمر بالشاشات. التوقف عن ممارسة الأنشطة والهوايات السابقة التي كان يستمتع بها. لماذا تسبب الإدمان؟

في بيانات مركز بيو للأبحاث، ظهر أن 58% من المراهقين الأميركيين يجدون صعوبة في التوقف عن منصات التواصل. وأرجع تقرير على موقع "مام جانكشين" أسباب الإدمان إلى:

سهولة الوصول، إذ إن كل وسائل التواصل الاجتماعي مجانية ولا يوجد حد للاستخدام، كما يمكن فتحها في أي وقت عبر الهاتف أو الحاسوب، فيمكن قضاء ساعات طويلة دون قيود. المكافآت النفسية، إذ إن كل إعجاب أو تعليق يطلق الدوبامين في الدماغ فيشعر المراهق بالمتعة، ويقضي ساعات أطول للحصول على نفس الشعور مرة أخرى. كل إعجاب أو تعليق يطلق الدوبامين في الدماغ فيشعر المراهق بالمتعة (فري بيك)هل يمكن العلاج؟

رغم خطورة إدمان وسائل التواصل الإجتماعي، فإنه يمكن الشفاء منه. يحتاج الأمر إلى المتابعة المستمرة من الوالدين، وإدراك أنه نوع من الإدمان يحتاج إلى وقت وجهد وخطوات مدروسة، منها:

إجراء حوار مفتوح مع المدمن لمعرفة أسباب تعلقه بوسائل التواصل الاجتماعي. وضع قواعد واضحة للاستخدام مثل تحديد وقت يومي بدون هاتف. تشجيعه على ممارسة أنشطة بديلة رياضية أو ثقافية. تشجيعه على الوجود والتفاعل في التجمعات العائلية. تنظيم نومه وإبعاد الهاتف والأجهزة الإلكترونية عن غرفة النوم، وقبل موعد النوم بساعتين على الأقل. إيقاف الإشعارات قبل النوم بساعتين. مساعدته على بناء ثقة في النفس وعدم مقارنة نفسه بصور غير واقعية على وسائل التواصل. التعامل كقدوة جيدة فيما يخص استخدام وسائل التواصل. إذا استمر الإدمان أو ساءت حالته، يفضل استشارة مختص نفسي أو معالج.

مقالات مشابهة

  • ريديت تطعن في حظر أستراليا وسائل التواصل على القاصرين
  • سابقة عالمية.. أستراليا تحظر مواقع التواصل لمن دون 16 عاما
  • بدء العمل على الموسم الثاني من ورد وشوكولاتة: في رواية أحدهم
  • حظر مفاجئ لوسائل التواصل الاجتماعي للقاصرين في أستراليا
  • إدارة الأزمات إعلاميًا
  • أميركا تبدأ بفحص حسابات السياح على وسائل التواصل .. لمدة 5 سنوات
  • خطوة غير مسبوقة عالميا.. أستراليا تحجب وسائل التواصل لمن هم دون 16 عاما
  • إكس تلتزم رسميًا بالحظر الأسترالي وتباشر إزالة حسابات من هم دون 16 عامًا
  • مراهقون: الحد الأدنى لحظر مواقع التواصل يجب أن يكون 14 عامًا
  • عدد الساعات ليس المؤشر الوحيد.. كيف تتعرف على مدمن وسائل التواصل؟