الشاعر المغربي مراد القادري من معرض الكتاب: نحن مدينون لمصر ثقافيًا
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
شهدت قاعة ديوان الشعر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 لقاءً شعريًا مميزًا مع الشاعر المغربي الكبير د. مراد القادري، أدارها الشاعر د. مسعود شومان، وسط حضور لافت من محبي الشعر والثقافة.
استهل د. مسعود شومان الندوة بالإشارة إلى أنها ستتناول موضوعات متعددة حول اللغة، والمدارس الشعرية، والاستلهامات الأدبية، مؤكدًا أن ضيف اللقاء شاعر وناشط ثقافي مغربي بارز، حاصل على الدكتوراه في الأدب المغربي الحديث، وترجمت أعماله إلى عدة لغات عالمية، منها الإسبانية والفرنسية.
كما أوضح شومان أن مصطلح “الزجل” في المغرب يُطلق على من يكتب الشعر بالعامية المغربية، وهو ما يثير جدلًا اصطلاحيًا حول ما إذا كان شعر العامية شعرًا قائمًا بذاته، أم زجلًا، أم شعرًا شعبيًا، مما يطرح تساؤلات حول مكانته مقارنة بشعر الفصحى.
من جانبه، أعرب د. مراد القادري عن سعادته بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، موجهًا شكره إلى الهيئة المصرية العامة للكتاب، وإلى الشاعر مسعود شومان، كما حيّا الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد والحضور الكريم.
وأشار القادري إلى أن العقد الأخير شهد تغيرًا في نظرة شعراء العامية إلى مصطلح “الزجل”، حيث أصبحوا يرفضون هذا اللقب ويصرون على إصدار أعمالهم تحت مسمى “شعر”، مؤكدًا أن الأهم هو الجوهر الفني للنصوص، وليس المسميات الجانبية.
وأضاف: “تعلمنا من فؤاد حداد، وصلاح جاهين، وعبد الرحمن الأبنودي، ومن شعراء الأغنية الذين أثرت أعمالهم في الدراما، وكان المحافظون في الماضي يعارضون العامية، باعتبارها لغة تختلف عن الفصحى التي نزل بها القرآن الكريم، ولهذا أطلقوا على شعر العامية اسم الزجل، لكننا نتمسك بلقب شعراء وليس زجالين".
وخلال حديثه، أكد القادري أن مصر لعبت دورًا مهمًا في حركة الشعر العامي المغربي، قائلًا: “نحن مدينون لمصر، فأول أطروحة أكاديمية تناولت الشعر العامي المغربي خرجت من هنا، حيث قدمها عميد الأدب المغربي د. عباس الجراري في رسالة علمية بجامعة عين شمس. كما أن أحد أبرز شعراء العامية المغربية، حسن المفتي، عاش في مصر، مما يعكس الارتباط الوثيق بمصر ثقافيًا وأدبيًا".
تطرق القادري إلى الإشكالات النقدية التي تواجه شعر العامية، مشيرًا إلى أن هناك تفاوتًا في مفهوم الكتابة بين الشعراء، حيث يركز البعض على التأثير المباشر في المتلقي، بينما يرى آخرون ضرورة الارتكاز على دراسة معمقة للحرفة الشعرية، وهو ما حاول الحفاظ عليه في أعماله.
وعن تطور اللغة في الشعر، أوضح القادري أن جيله، جيل السبعينيات، لاحظ اختلافًا واضحًا في اللهجة العامية التي يستخدمها الجيل الجديد في الكتابة، حيث أصبحت أكثر ارتباطًا بالرؤى الثقافية والفكرية، في حين أن لغة جيله كانت تحمل طابعًا وجدانيًا يعبر عن النضال السياسي والاجتماعي.
وحول الجدل الدائر بشأن هوية فن المربعات، وما إذا كان ينتمي إلى الشاعر ابن عروس أم إلى الشاعر المغربي عبد الرحمن المجدوب، أكد القادري أن هذا الفن “ملك للإنسانية جمعاء، فالثقافة ليست حكرًا على أحد، بل هي مساحة رحبة تسع الجميع".
وفي ختام الندوة، أكد القادري أن شعر العامية في المغرب يمثل “قارة شعرية” قائمة بذاتها، حيث يضم تجارب متعددة، بعضها يستلهم الأساطير الشعبية بأسلوب جمالي، بينما يقع البعض الآخر في فخ الحشو دون تحقيق قيمة فنية حقيقية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الشاعر د مسعود شومان المزيد شعر العامیة العامیة ا
إقرأ أيضاً:
وزير الداخلية ينصب الأمين العام الجديد للوزارة ومدير الديوان
أشرف إبراهيم مراد، وزير الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية اليوم، على تنصيب كل من محمود جامع بصفته أمينا عاما للوزارة، وأنيس فتح الدين العكروف، بصفته رئيسا للديوان.
وجرت مراسم التنصيب بمقر الوزارة وبحضور المدير العام للأمن الوطني، المدير العام للحماية المدنية، ووالي ولاية الجزائر. بالاضافة إلى الإطارات السامية من مسؤولي المديريات العامة الهيئات والمؤسسات تحت الوصاية.
وبالمناسبة أكد مراد أن تعيين محمود جامع، أمينا عاما للوزارة، الموسوم بثقة رئيس الجمهورية، والقائم على معياري الكفاءة والخبرة، من شأنه إعطاء دفع هام لمتابعة مختلف الملفات القطاعية، وتحقيق التقدم المنتظر في المشاريع الجاري استكمالها.
وشدد مراد على ضرورة مواصلة إيلاء العناية الخاصة لتنفيذ السياسات العمومية ذات الأثر المباشر على المواطن. كما شدد الوزير على التغطية الأمنية وحماية المواطن وممتلكاته من مختلف التهديدات، وكذا تحسين فعالية الاستجابة عند كل طارئ.
وخلال مراسم التنصيب ذكر الوزير بضرورة تعزيز الجهد بالتنسيق مع الجماعات المحلية قصد التحسين المتواصل للإطار المعيشي للمواطن والإرتقاء بالخدمات العمومية المقدمة بما يستجيب لتطلعات مختلف فئات المجتمع ووفق خصوصيات كل منطقة.
ووجه الوزير إلى ضرورة تسريع وتيرة الرقمنة، وتحقيق تقدم في مختلف الورشات القطاعية، على المستويين المركزي والمحلي، مع مواصلة رفع تحدي التنمية المحلية المنصفة عبر ولايات الوطن.
وفي الأخير أسدى مراد عددا من التعليمات الرامية للتحضير الأمثل لموسم الإصطياف، وكذا اتخاذ الترتيبات الضرورية لاجتياز امتحانات نهاية السنة في أمثل الظروف، مع العمل على التحضير الاستباقي للدخول الاجتماعي القادم.