الفتوى توضح حكم الدم الذي ينزل بعد السقط في الإسلام
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
أجابت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، عن مسألة هامة تتعلق بالدم الذي قد ينزل بعد السقط، موضحة أنه من الأسئلة التي تتكرر بين النساء في مختلف أنحاء العالم، حيث تتساءل بعضهن عما إذا كان هذا الدم يعتبر دم نفاس ويمنعها من أداء العبادات، أو هو دم استحاضة مما يتيح لها مواصلة أداء العبادات.
وأوضحت الدكتورة هبة إبراهيم خلال حلقة برنامج "هن"، المذاع على قناة الناس اليوم الخميس، أن الدم الذي ينزل بعد السقط يختلف حكمه حسب مرحلة الحمل التي وصل إليها الجنين. إذا حدث السقط بعد أن تم نفخ الروح في الجنين، وهي مرحلة يحددها الفقهاء عادة بعد مرور 120 يومًا من الحمل، فإن الدم الذي ينزل في هذه الحالة يُعتبر دم نفاس.
وأضافت أنه في حالة الدم الناتج عن السقط بعد هذه الفترة، يجب على المرأة الامتناع عن أداء العبادات التي تتطلب الطهارة من الدم مثل الصلاة والصيام. ويُعامل الدم في هذه الحالة تمامًا كما يعامل دم النفاس الذي ينزل بعد الولادة.
حكم الدم في حالة السقط المبكرأما إذا حدث السقط قبل مرور 120 يومًا من الحمل، أي قبل مرحلة نفخ الروح في الجنين، وأكد الأطباء المختصون أن الجنين لم يصل بعد إلى مرحلة النفخ فيه، فإن الدم الذي ينزل في هذه الحالة يُعتبر دم استحاضة، وليس دم نفاس.
وبالتالي، يمكن للمرأة في هذه الحالة أن تستمر في أداء عباداتها مثل الصلاة والصيام، مع اتباع الأحكام الخاصة بدم الاستحاضة التي تختلف عن أحكام دم النفاس.
التشخيص الطبي ودوره في تحديد نوع الدموأكدت الدكتورة هبة إبراهيم، أن الفقهاء وضعوا قواعد فقهية لتحديد ما إذا كان الدم ناتجًا عن جنين أم مجرد كتلة دموية. في حالات عدم اليقين حول ذلك، يمكن للطبيب المختص أن يستخدم الفحوصات الطبية الحديثة لتحديد ما إذا كان الدم ناتجًا عن جنين بدأ في التكون. وإذا تبين من الفحوصات أن الدم يخص جنينًا بدأ في التكوين، فإن الدم يُعامل كما لو كان دم نفاس، ويُحكم عليه بما يتناسب مع هذا الوضع.
توجيهات فقهية إضافيةوأشارت إلى أن الفقهاء قد وضعوا معايير إضافية لتحديد ما إذا كان الدم ناتجًا عن جنين، مثل حالة المرأة التي تكون قد تجاوزت 28 يومًا من آخر دورة شهرية لها، وظهور الجنين في الفحوصات الطبية. في هذه الحالة، يُعتبر الدم الذي ينزل بعد السقط دم نفاس، ويُعامل بالضوابط الشرعية الخاصة بذلك.
ختمت الدكتورة هبة إبراهيم حديثها بالتأكيد على أن تحديد حكم الدم بعد السقط يعتمد على دقة التشخيص الطبي للمرحلة التي وصل إليها الحمل، وضرورة الالتزام بالأحكام الشرعية التي تتعلق بالدم في مثل هذه الحالات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر العالمي للفتوى فی هذه الحالة إذا کان
إقرأ أيضاً:
من الخميني إلى الإخوان.. الهذيان الفرنسي ومتلازمة الإسلام السياسي!
تأخذ "متلازمة الإسلاموفوبيا" الممزوجة بالعنصرية في فرنسا بعدا يتجاوز الهذيان المرَضي إلى ردود فعل تفوق السخافة والكاريكاتورية. ولعل أشد أنواع هذه "الإسلاموفوبيا الفرنسية، هو الهوس بـ"الإخوان المسلمين"، الذين يتم رؤيتهم أو بالأحرى تخيلهم واختراعهم في كل شيء، وفي كل مكان!
آخر حلقات هذا المسلسل التراجيكوميدي هو استهداف زهران ممداني، الذي فاز مؤخرا بترشيح الحزب الديمقراطي الأمريكي لخوض انتخابات اختيار عمدة جديد لمدينة نيويورك، حيث سارعت الأذرع الإعلامية والسياسية الإسلاموفوبية الفرنسية لمهاجمته بشكل فاق حتى اليمين الأمريكي العنصري المتطرف، لأنه مسلم، وذهبت لمحاولة تشويهه بالترويج بأنه معاد للسامية، لأنه يناصر فلسطين وينتقد إسرائيل (هو وعائلته)، رغم أنه حصل على دعم قطاع من يهود نيويورك في ترشحه.
وقد ذهبت كارولين فوريست، وهي واحدة من أبرز وجوه "الفاشية الإسلاموفوبية" كما توصف، في فرنسا إلى حد ربط ممداني بالإخوان المسلمين، والتحذير من خطره، وخطر "التغلغل الإسلامي". وقد أثارت اتهاماتها تعليقات ساخرة على اعتبار أن ممداني مسلم شيعي، فكيف يمكن أن يكون من حركة الإخوان المسلمين السنية!
جاء ذلك الزعم المثير للسخرية خلال ترويج فوريست لمقال يهاجم ممداني باعتباره معاديا للصهيونية، ويشكل خطرا لأنه استطاع استمالة البيض من الطبقة المتوسطة في نيويورك إلى جانب الطبقات الفقيرة. وقد نُشر المقال في مجلة "فران تيرار" (Fran-Tireur) الفرنسية، التي تدير فوريست تحريرها، والتي يقول اسمها ما يقول، حيث يعني باللغة الفرنسية "قناص أوجندي أو محارب غير نظامي" (ميليشيا يعني)! وهو اسم معبر عن عقلية فوريست ومن معها في نفس التيار الإسلاموفوبي العنصري، الذين يعتقدون أنهم في حرب، وبعضهم لا يتوانى في اعتبارها حتى "حربا صليبية"، مثل إيريك زمور، اليهودي الجزائري الأصل، الذي أسس حزبا اسمه "الاسترداد"، في إحالة على حروب الاسترداد المسيحية في إسبانيا ضد المسلمين قبل قرون!
بعقلية "الميليشيا" هاجمت فوريست (التي تدعي أنها يسارية) ومن معها المرشح المسلم لعمدة نيويورك بمحاولة ربطه بـ"الإخوان المسلمين"، وواصلت فوريست في أكاذيبها رغم الردود الساخرة عليها، التي تذكر بخلفية ممداني اليساري، ووالده الأكاديمي المعروف محمود ممداني ووالدته ميرا نايير، المخرجة السينمائية الهندية (الهندوسية) الشهيرة عالميا، وزوجته الفنانة السورية راما دوجي.بعقلية "الميليشيا" هاجمت فوريست (التي تدعي أنها يسارية) ومن معها المرشح المسلم لعمدة نيويورك بمحاولة ربطه بـ"الإخوان المسلمين"، وواصلت فوريست في أكاذيبها رغم الردود الساخرة عليها، التي تذكر بخلفية ممداني اليساري، ووالده الأكاديمي المعروف محمود ممداني ووالدته ميرا نايير، المخرجة السينمائية الهندية (الهندوسية) الشهيرة عالميا، وزوجته الفنانة السورية راما دوجي.
ورغم أن تيار الرئيس ترامب اليميني العنصري هاجم ممداني بمنطلقات إسلاموفوبية، وعنصرية باعتبار أنه مولود في أوغندا، وحصل على الجنسية الأمريكية قبل سنوات فقط، إلا أن ترامب هاجم ممداني بوصفه بـ"اليساري المتطرف والشيوعي المجنون" وبأن "مظهره سيئ للغاية، صوته مزعج، ليس ذكياً جداً"! وحذر ترامب من أن ممداني في طريقه للفوز ليصبح عمدة نيويورك.
ربما فات ترامب وأنصاره أن ممداني الشيعي الاثنا عشري هو أيضا "مندس إخواني"، مثلما تزعم فوريست ومن معها في فرنسا بكل سخافة هذا "الهوس المرضي بالإخوان المسلمين، والذي ظهر أيضا في حلقة أخرى لا تقل سخافة في مايو الماضي بعد اتهام وزير الداخلية برونو روتايو بتسريب تقرير حكومي بشأن "تأثير الإخوان المسلمين في فرنسا" بكثير من التهويل والادعاءات في نفس الأذرع الإعلامية الإسلاموفوبية الفرنسية، ولكن لما نُشر التقرير الرسمي بعدها بأيام، وبرغم كل ما احتواه من خلط وتغليط، ولكنه جاء أقل بكثير من التهويل الذي تم تسويقه عن خطر الإخوان المسلمين، كما روج له روتايو. بل بالعكس تحدث التقرير عن تراجع تأثير تيار الإخوان المسلمين، ودعا في توصياته إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما عتمت عليه فوريست ومن معها من داعمي إسرائيل!
اللافت أن "متلازمة الإخوان المسلمين" في فرنسا وبهذا الشكل التراجيكوميدي ليست جديدة، وتغذيها أطراف خارجية (عربية) وأخرى داخلية. ففي الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017، التي فاز بها إيمانويل ماكرون، تعرض مرشح اليسار، حينها بوُنوا هامون، لحملة تشويه ذهبت إلى حد وصفه بـ"بلال هامون مرشح الإخوان المسلمين" بفبركات فاقت من حيث الكاريكاتورية، اختراعات الإعلام المصري "المتعود دائما"!
كان بونوا هامون، مرشح اليسار المختار بعد انتخابات تمهيدية، فاز حينها على حساب رئيس الحكومة الفرنسية السابق مانويل فالس، والوزير الحالي في الحكومة الفرنسية. والمفارقة أن أنصار الأخير وفي حملة استهداف هامون، زايدوا في تهجماتهم عليه أكثر من أنصار اليمين المتطرف أنفسهم، فإذا كان أنصار مارين لوبان أطلقوا عليه اسم "بلال"، واتهموه بأنه مناصرللإسلاميين في فرنسا، فإن أنصار رئيس الحكومة الفرنسية " اليساري الاشتراكي" مثله، ووزير التربية السابق في حكومته، ذهبوا إلى اتهامه بأنه "مرشح الإخوان المسلمين".
وذهبت مجلة "فالور أكتيوال" (قيّم حالية) اليمينية المتطرفة (المملوكة لعائلة صفا المسيحية اللبنانية ـ الفرنسية)، عشية التصويت في الانتخابات التمهيدية إلى التساؤل تحت عنوان عريض:" بوُنوا هامون، مرشح الإخوان المسلمين؟"، وذلك نقلاً عن تقرير لصحيفة "ليبيراسيون" اليسارية، نقلت فيه عن أحد الوزراء من مناصري فالس، قوله إن هامون سيكون "مرشح الإخوان المسلمين"!
أخذ الهوس بالإسلام وبالإخوان المسلمين عند "فريد"، عفوًا فرانسوا فيون أبعادًا "سريالية"، حيث ربط المرشد الأعلى الإيراني (مؤسس نظام ولي الفقيه الشيعي الاثنا عشري في إيران) الخميني بجماعة “الإخوان المسلمين" السنية!غير أن حملة "الشيطنة" التي تعرض لها بُونوا هامون لم تؤثر عليه، بل استطاع بعدها هزم فالس، ليكون مشرح اليسار الفرنسي للانتخابات الرئاسية.
وأبَدى بُونوا هامون شجاعة في التصدي لحملة التشويه "الإسلاموفوبية"، التي تعرض لها، ورد على اليمين المتطرف، الذي أطلق عليه اسم "بلال"، بـالقول "إنه اسم جميل وهو مؤذّن الرسول محمد، وشدّد على "أن الإسلام لا يتعارض مع قيم الجمهورية، وأنه "من غير المقبول الاستمرار في جعل إيمان ملايين المواطنين الفرنسيين المسلمين مشكلة للمجتمع الفرنسي".
اللافت أن هوس اليمين المتطرف وبمنطلقات عنصرية، بالأسماء العربية (في الحقيقة)، والتي يعتقد أنها إسلامية فقط، أخذ بعداً "سرياليا" فقد أطلقوا اسم "علي" على ألان جوبي، المرشح المنهزم في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، كما أطلقوا اسم "فريد" على فرانسوا فيون، رئيس الوزراء الفرنسي السابق، الذي فاز حينها بالانتخابات التمهيدية لليمين ليكون مرشح اليمين في تلك الانتخابات الرئاسية. المفارقة أن الأخير، المتورط في فضيحة فساد كان يزايد بدوره في خطابه "الإسلاموفوبي" على اليمين المتطرف ومرشحته مارين لوبان.
وقد أخذ الهوس بالإسلام وبالإخوان المسلمين عند "فريد"، عفوًا فرانسوا فيون أبعادًا "سريالية"، حيث ربط المرشد الأعلى الإيراني (مؤسس نظام ولي الفقيه الشيعي الاثنا عشري في إيران) الخميني بجماعة “الإخوان المسلمين" السنية! وأصدر كتيباً بعنوان "لوِضع حد للتوتاليرية (الشمولية) الإسلامية" كتب فيه: "أذُكر فقط أن آية الله الخميني كان أحد زعماء الخلية الإيرانية للإخوان المسلمين، ومن خلالهم خاض حرباً ضد نظام الشاه منذ 1963. ولم تفك إيران ارتباطها بهذا الشكل من الجهاد، الذي تحول إلى سلاح فتاك للمتطرفين السنة إلا بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001"!
هذه الحلقات من الكذب والجهل والتلفيق ليست في اعتقادي إلا أعراض حالة مرضية متفشية بشكل وبائي في هذه الأوساط الفرنسية!
*كاتب جزائري مقيم في لندن