توثيق للذاكرة الوطنية.. «العريش سنوات الحب والحرب» في معرض الكتاب
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
شهدت قاعة "فكر وإبداع" مساء اليوم الجمعة ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "العريش سنوات الحب والحرب" للدكتور صلاح سلام، أدارتها الإعلامية نسمة شحاتة، وناقشها كل من الكاتب الكبير يوسف القعيد والدكتور جمال مصطفى سعيد، وذلك في إطار فعاليات الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي تحل فيه سلطنة عمان ضيف شرف هذه الدورة.
في مستهل الندوة، قدمت الإعلامية نسمة شحاتة الكتاب قائلة: "هذا الكتاب يتناول العديد من الأحداث التاريخية لسيناء، وهو مليء بالحكايات الشيقة التي تأخذك في رحلة تحمل الحنين للوطن"، مشيرة إلى التسلسل المتقن بين أحداث المجموعة القصصية، التي تعكس تكرار التاريخ. وأوضحت أن أولى صفحات الكتاب، وعنوانها "بطولة"، تحكي عن حدث مأساوي هز كيان أسرة سيناوية.
وقالت إن المؤلف، من خلال هذه المجموعة، ينقلنا إلى وحدة الترابط والتلاحم، حيث يعرض العديد من الروايات والحكايات في سيناء، مقدمًا صورًا خالدة للشهيد البطل، كما يطرح قضية التطرف بأسلوب أدبي، حيث تتناول المجموعة قضايا متنوعة، تحمل عناوين جذابة تدفع القارئ إلى متابعتها، وتعكس حياة أهالي سيناء.
من جانبه، قال الكاتب الكبير يوسف القعيد إن معرض الكتاب بمثابة عيد للثقافة العربية، معربًا عن سعادته بحضور فعاليات وندوات المعرض. وأشاد بالمجموعة القصصية "العريش سنوات الحب والحرب"، قائلاً: "سيناء هي الجزء النابض في حياتنا، وهي قطعة غالية علينا".
وتابع: "السنوات التي قضيتها في الخدمة العسكرية، التي امتدت لتسع سنوات، كانت لمواجهة القوات الإسرائيلية، وطوال خدمتي كانت سيناء هي الحلم اليومي الذي أراه قبل النوم. وعندما ذهبت للخدمة فيها، لم أصدق أنني بالفعل هناك".
وأشاد بهذه المجموعة، التي اعتبرها جزءًا ثمينًا من حياة المؤلف الدكتور صلاح سلام، وكذلك من حياتنا، مشيرًا إلى فترة الكفاح والحرب ضد العدو الصهيوني، التي شكلت جزءًا أساسيًا من حياتنا. وأكد أن هذا الكتاب يمثل خط الدفاع الأول عنا، كما أنه يعبر عن القضية الفلسطينية، التي هي قضيتنا الأساسية. وأضاف أن المؤلف يعد أحد حراس سيناء، حيث يذكرنا بهذا الجزء الغالي من أرضنا.
وقال: "أنا معجب بهذا الكتاب، لأن سيناء هي حبة القلب لكل من عاصر العدو الصهيوني". وأشار إلى علاقة الصداقة التي جمعته بالمفكر المصري جمال حمدان، صاحب كتاب "وصف مصر"، وكتابه عن سيناء، الذي يتناول الأحداث التي تشهدها سيناء الآن. وطالب مؤسسة دار الهلال بضرورة إعادة طباعة كتاب جمال حمدان عن سيناء.
وفي سياق متصل، قال الدكتور مصطفى سعيد: "إن هذه المجموعة القصصية تعد نموذجًا للسهل الممتنع، فهي لا تتطلب مجهودًا ذهنيًا كبيرًا عند قراءتها، رغم تميزها ورقيها". وأشاد بجهود المؤلف، وتأثيره الملحوظ في إثراء الحياة الثقافية في مصر والعالم العربي.
وأشار إلى اختيار الدكتور أحمد مستجير شخصية المعرض لهذه الدورة، موضحًا أنه يجمع بين العلم والأدب، وهو من علماء العلوم التطبيقية. وأضاف: "اختيار كتاب الدكتور صلاح سلام يعكس مكانته، حيث إنه يمثل أحد القامات التي تربط القارئ بين الدراسات العلمية والأدبية".
ولفت إلى أن توقيت الندوة مهم، خاصة في ظل ما تشهده سيناء من أحداث، وما يتردد في العالم عن مطار العريش، الذي يستقبل المعونات للفلسطينيين. وأكد أن الكتاب يعكس تنوع اهتمامات المؤلف، وعمق معرفته، واحتكاكه بأشخاص مؤثرين في حياة المصريين جميعًا.
وتابع: "تناول المؤلف السير الذاتية لأبطال مقالاته بأسلوب سلس، حيث استعرض مواقف خاصة، مثل لقاء توفيق الحكيم بآثار الحكيم، ولقائه بصديقه جورج إسحق، دون أن يتورط في تعقيدات السياسة، رغم أنها كانت جزءًا من حياته العامة، كونه عضوًا في المجلس القومي لحقوق الإنسان خلال فترة شهدت أحداثًا مهمة".
وأوضح أن أسلوب المؤلف يتميز بحس إنساني يتغلب على جفاف السرد، مما يجعل القارئ يشعر بأنه يتحدث بلسانه. وظهر ذلك في فصل "مين السبب"، حيث ناقش صناعة السينما وتاريخ الشعر والأدب، مسلطًا الضوء على عصر تميز بتوهج الفنون والآداب.
كما حرص على تقديم شخصيات ناجحة في مجالاتها المختلفة، بعيدًا عن الجمود المعتاد في كتابات السير الذاتية، مثل الدكتور هاشم فؤاد، عميد القصر العيني، والشهيد إبراهيم الرفاعي، والعقيد إبراهيم عبد التواب، إضافة إلى الوزير محمد فائق، الذي تحدث عن جولاته الخارجية وزياراته للمتاحف والمسارح حول العالم.
وأشار إلى أن المجموعة القصصية "العريش سنوات الحب والحرب" تناولت موضوعات متنوعة، مثل جائحة كورونا، وحرب اليمن، ومؤتمر المناخ، إلى…
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: العريش معرض الكتاب العدو الصهيوني المجموعة القصصیة
إقرأ أيضاً:
ترامب وإسرائيل والحرب المقدسة
«هو ذا شعب يرتفع كأسد، لا ينام حتى يأكل فريسته ويشرب دم القتلى»، تعد تلك الفقرة، والتي وردت بالتوراة وتحديداً في سفر العدد، بمثابة الشعار المركزي لليمين الصهيوني المتطرف الحاكم لإسرائيل.
ومن ثم فلا عجب أن تشتق منها الحكومة الإسرائيلية الحالية مسمى «الأسد الصاعد» لتطلقه على العدوان العسكري الذي تشنه على إيران في لحظتنا الراهنة.
فالقناعة لديهم، ولدى تيار المسيحية الصهيونية المتماهي معهم والمتحكم بالسياسة الأمريكية بقدر كبير، أن تلك الحرب هي حرب مقدسة من أجل القضاء على قوى الشر في هذا العالم، ومن أجل إفساح المجال وتمهيد الأرض لعودة مسيحهم المخلص والذي لن يأتي إلا بعد سلسة من المذابح والدمار الهائل التي قد يباد فيها أكثر من ثلثي سكان الكرة الأرضية بحسب اعتقادهم وتفسيرهم الحرفي لبعض نصوصهم المقدسة.
والأمر الباعث على القلق هو أن عدداً غير قليل من الشعب الأمريكي يعتقد في ذلك، وبخاصة من الإنجيليين، ففي استطلاع للرأي أجرته مجلة تايم الأمريكية عام 1998م أكد أن 51% من الشعب الأمريكي يؤمنون بهذه النبوءات حول نهاية العالم.
وبالقطع فهي تمثل غالبية الكتلة التصويتية التي انتخبت دونالد ترامب مقابل وعود منه بتطويع القرار الأمريكي من أجل تحقيق تلك النبوءات ومساندة مطلقة لإسرائيل وتدمير أعدائها.
لقد روجوا من قبل للحرب على العراق في عام 2003م وأضفوا عليها المبررات الدينية على اعتبار أن دمار العراق هو أحد علامات وإرهاصات الخلاص الديني في آخر الزمان.
تقول واحدة من هذه النبوءات الواردة في سفر إرميا:« فترتجف الأرض وتتوجع، لأن أفكار الرب تقوم على بابل، ليجعل أرض بابل خرابًا بلا ساكن، كف جبابرة بابل عن الحرب، وجلسوا في الحصون، نضبت شجاعتهم، صاروا نساء، حرقوا مساكنها، تحطمت عوارضها».
وفي سفر إشعياء تأتي نبوءة تدمير سوريا قبل الخلاص على النحو الصريح التالي:«وذا دمشق تزال من بين المدن وتكون رجمة ردم (كومة أنقاض)».
كذلك ستقابلك نبؤه أخرى تتحدث عن تدمير مصر، يقول سفر إشعياء: «هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها، وأهيج مصريين على مصريين، فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه».
أما فيما يتعلق بإيران، فهناك النبوءة التي وردت في سفر إرميا وتقول: هكذا قال رب الجنود: «ها أنذا أحطم قوس عيلام أول قوتهم، و أجلب على عيلام أربع رياح من أربعة أطراف السماء، وأجعل العيلاميين يرتعبون أمام أعدائهم و أمام طالبي نفوسهم، و أجلب عليهم شرا يقول الرب، و أرسل وراءهم السيف حتى أفنيهم و أبيد من هناك».
وعيلام هي محافظة خوزستان الإيرانية، والآية تتحدث عن تدمير إيران وتحطيم سلاحها، كذلك جرى تفسير فقرة «وأجلب على عيلام أربع رياح من أربعة أطراف السماء»، أنها تعني هجوم دول عديدة على إيران من جهات الأرض الأربعة حتى تدميرها.
فهم يعتقدون أن إيران «بلاد فارس» ستكون مهبط الملك المخلص من نسل داود، والذي سيقود المعارك الكبرى في آخر الزمان، وأنه لن يأتي إلا بعد تدمير المدن الإيرانية وكسر شوكتها العسكرية.
فالمرحلة الأولى، وفقاً لتلك النبوءات، هي احتلال فلسطين، وقد تمت بالفعل، ويتبقى لديهم المرحلة الثانية وهي غزو أرض فارس وتدميرها.
إن ما يعنينا ليس صدق هذه النبوءات بشكل حرفي من عدمه، ولكن ما يعنينا بالأساس هو أن تدفع الصهيونية العالمية مدعومة بالمسيحية الصهيونية نحو تحقيقها عبر إشعال المنطقة وتأجيج الصراعات السياسية داخلها، فالنبوءات تتحدث عن حتمية حدوث معركة كبرى تبيد ملايين البشر.
هي إذن الحرب المقدسة التي يعتقد بها اليمين الصهيوني المتطرف، كذلك اليمين الإنجيلي بالولايات المتحدة والذي انتخب ترامب ويسانده مقابل إشعالها في الشرق الأوسط.
ففي يناير 2016م أعلن القس المسيحي الصهيوني الأمريكي «جيري فالويل الابن» تأييده دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية مؤكدًا أنه سيمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية عبر تدمير منشآتها النووية.
بل ويقول القس المسيحي الصهيوني بات روبرتسون:«لقد أتاني الله في المنام وأراني المستقبل، لقد اصطحبني الله إلى السماء وحينها رأيت الرئيس ترامب جالساً بجوار الله وعلى يمينه».
والحقيقة أن هناك علاقة وثيقة بين الصهيونية المسيحية في أمريكا واليمين اليهودي الصهيوني داخل إسرائيل، فالاثنان يدفعان القرار السياسي الإسرائيلي نحو مزيد من التشدد فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، إذ ينطلقان من ذات الاستراتيجية، وهي استراتيجية تقوم على محورين: مزيد من الاستيطان، ومزيد من القتل والإبادة للعرب.
كما يشتركان في ذات الرؤى الخلاصية، وإن كانت بصيغ مختلفة بعض الشيء، إذ أن نهاية العالم وفقًا للاثنين سيسبقها مذابح ودمار هائل، من أجل ذلك يجري تأجيج الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، للإسراع والتعجيل بمعارك نهاية الزمان تلك.
من هنا يجري رفض عقد أي معاهدات سلام، بل إن الحرب لديهم هي القاعدة كشرط لتحقق الخلاص الديني، فها هو القس المسيحي الصهيوني جيمي سواجارت يؤكد استحالة تحقق السلام فيما يتعلق بصراع الشرق الأوسط قائلًا:«يمكنهم توقيع كل معاهدات السلام التي يريدونها لكنهم لن يحققوا السلام، فهناك أيام سوداء قادمة».
وهي ذات الأطروحات التي يدفع القس والتر ريجانز باتجاهها إذ يقول: «اتفاقيات السلام هي خيانة لله، فالسلام هو دعوى شيطانية».
تأسيساً على ذلك يمكن أن نفهم عقلية دونالد ترامب الذي يعتقد هو وأتباعه أنه مبعوث العناية الإلهية لإطلاق إشارة البدء لمعارك نهاية الزمان، فهو المجنون الذي سيدمر العالم معتقداً في أن ذلك سيقود لإصلاحه.
إذن، وفي التحليل الأخير، فنحن أمام قوى شيطانية تحكم العالم وتعبث بمصير البشرية، إذ تدفع بكل قوة نحو حروب مدمرة وصراعات لا تتوقف، وما يزيد الأمر مأساوية هو توظيفها لنصوص ومعتقدات دينية بشكل منحرف لتحقيق قناعاتها الأيديولوجية ودون وجود ردود أفعال دولية قوية للتصدي لهؤلاء.
من هنا حاجة البشرية لنظام عالمي جديد بعيداً عن سيطرة الولايات المتحدة وأتباعها، بل نريده بمثابة ديمقراطية عالمية يقف داخله الجميع على قدم المساوة، شريطة أن يجري تشييده تأسيساً على قيم الحق دون القوة، الحوار دون الصراع، التسامح دون الكراهية، البناء دون الهدم.
اقرأ أيضاًوسائل إعلام إسرائيلية: رصد 9 صواريخ على وسط وجنوب إسرائيل والقدس
إعلام عبري: انفجارات في تل أبيب والقدس وأنباء عن سقوط صاروخ في أسدود
جيش الاحتلال: استهداف 6 مطارات عسكرية وتدمير 15 طائرة ومروحية في إيران