المسلة:
2025-12-07@09:48:44 GMT

هل المعرفة متاحة للجميع في العراق؟

تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT

هل المعرفة متاحة للجميع في العراق؟

1 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: انوار داود الخفاجي

المعرفة هي حجر الأساس في تطور أي مجتمع، فهي تفتح الأبواب أمام الفرص الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والسياسية. في العراق، الذي يمتلك تاريخًا طويلًا من الحضارات العريقة التي أسهمت في إنتاج المعرفة الإنسانية، تظل قضية إتاحة المعرفة للجميع موضع تساؤل.

فهل يتمتع جميع العراقيين بإمكانية الوصول إلى المعرفة بشكل متساوٍ؟

يعتبر التعليم الوسيلة الأساسية لنقل المعرفة وتعميمها، لكن في العراق، يواجه النظام التعليمي تحديات كبيرة تعيق وصول الجميع إلى المعرفة. تعاني المدارس والجامعات من ضعف البنية التحتية، ونقص التمويل، وتفاوت جودة التعليم بين المناطق الحضرية والريفية. فبينما يستطيع طلاب بغداد أو أربيل الوصول إلى مدارس وجامعات أفضل نسبيًا، يواجه الطلاب في المناطق النائية أو التي تضررت بسبب النزاعات صعوبات في الحصول على تعليم لائق.
إضافة إلى ذلك، فإن الفجوة الرقمية تلعب دورًا مهمًا في مدى إتاحة المعرفة. فرغم انتشار الإنترنت في المدن الكبرى، إلا أن العديد من المناطق الريفية ما زالت تفتقر إلى اتصال جيد بالشبكة، مما يحرم سكانها من الوصول إلى المصادر التعليمية الإلكترونية والبحث العلمي.

كما لعبت الأوضاع السياسية غير المستقرة والاقتصادية المتدهورة دورًا كبيرًا في تقييد انتشار المعرفة في العراق. فقد أثرت الحروب والصراعات المتكررة على المؤسسات التعليمية والثقافية، وتسببت في هجرة الكفاءات العلمية والأكاديمية، مما أدى إلى تراجع مستوى البحث العلمي والإنتاج المعرفي المحلي.

وايضا التحديات الاقتصادية دفعت العديد من الأسر إلى التركيز على تأمين الاحتياجات الأساسية بدلًا من الاستثمار في التعليم، مما يزيد من معدلات التسرب المدرسي، خاصة بين الفئات الفقيرة. وهذا بدوره يؤثر على قدرة المجتمع على الوصول إلى المعرفة والاستفادة منها.

وبرغم وجود مؤسسات أكاديمية ومراكز بحثية، فإن حرية الوصول إلى المعلومات في العراق ليست مضمونة بالكامل. إذ يواجه الباحثون والصحفيون أحيانًا صعوبات في الوصول إلى مصادر المعرفة بسبب الرقابة أو القيود المفروضة على تداول المعلومات.
إضافة إلى ذلك، تعاني المكتبات العامة من الإهمال، مما يقلل من فرص الأفراد في الوصول إلى الكتب والمواد البحثية. وحتى مع توفر الإنترنت، فإن نقص المحتوى الرقمي المحلي وضعف ثقافة البحث العلمي تحدّ من قدرة العراقيين على الاستفادة الكاملة من المعرفة المتاحة عالميًا.

ورغم التحديات، هناك مبادرات تهدف إلى توسيع نطاق المعرفة في العراق. فقد بدأت بعض المؤسسات التعليمية في تطبيق التعليم الإلكتروني، وهناك جهود لدعم المكتبات الرقمية والمصادر المفتوحة. كما أن المجتمع المدني يلعب دورًا متزايدًا في تعزيز المعرفة من خلال ورش العمل، والمنتديات الثقافية، والمبادرات الشبابية التي تسعى إلى نشر الوعي والتعليم.

في المجمل، لا تزال المعرفة في العراق غير متاحة للجميع بشكل متساوٍ، حيث تؤثر العوامل الاقتصادية، والسياسية، والتكنولوجية، والتعليمية على إمكانية الوصول إليها. ومع ذلك، فإن هناك جهودًا تُبذل لتقليص الفجوة، ويظل الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا والسياسات الداعمة للمعرفة هو الحل الأمثل لضمان وصول الجميع إليها.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الوصول إلى فی العراق

إقرأ أيضاً:

كيف نقرأ قرار الحكومة العراقية بتصنيف (حزب الله وأنصار الله) ضمن المنظمات الإرهابية؟

4 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: محمود الهاشمي

أثار القرار الحكومي المتعلق بتصنيف حزب الله وأنصار الله ضمن المنظمات الإرهابية جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية العراقية، لما يحمله من تداعيات داخلية وخارجية. وفيما يلي قراءة منهجية لأبرز النقاط المرتبطة بالقرار والخلفيات المحيطة به:

1. توقيت القرار وتأثيره الانتخابي

صدر القرار قبل أشهر من الانتخابات التشريعية، ولم يُنشر في جريدة الوقائع العراقية، ما يشير إلى إدراك الجهة المصدرة لحساسية توقيته وتأثير إعلانه على نتائج الانتخابات.

2. عدم قابليته للتنصل بعد المصادقة

لا يُنشر أي قرار في جريدة الوقائع إلا بعد مصادقة السلطات الثلاث: التنفيذية والقضائية والتشريعية، الأمر الذي يمنع أي جهة من التنصل منه أو وصفه بأنه “خطأ فني”.

3. معرفة مسبقة بالحيثيات وردود الفعل

الجهات التي صاغت القرار كانت على دراية كاملة بملابساته وبردود الفعل المحتملة، ما يفسّر لجوء شخصيات سياسية وإعلامية للدفاع عنه مباشرة بعد إعلان تفاصيله.

4. ردود فعل شعبية وسياسية غاضبة

قوى المقاومة والكتل السياسية والنخب الثقافية والمواطنون عبّروا عن رفضهم للقرار، معتبرين أنه يستهدف فصائل لعبت دوراً محورياً في مواجهة الاحتلال الأميركي والعدو الصهيوني والتنظيمات الإرهابية، وتمتلك رصيداً من الحكمة والخبرة السياسية.

5. التوجه الشعبي العراقي

يميل المزاج العام في العراق إلى دعم قوى المقاومة ومناصرة القضية الفلسطينية، ما يجعل تبنّي التصنيفات الأميركية أمراً مرفوضاً شعبياً.

6. تراجع الحكومة وتأثيره على هيبة الدولة

إعادة الحكومة النظر بالقرار، وتبريرها بأنه “ورد سهواً” مع إعلانها التحقيق ومعاقبة الجهات المسؤولة، أضرّ بهيبة الدولة وصورتها أمام المجتمع الدولي.

7. حق مشروع بردّ الفعل

سرعة الاعتراض من الأطراف السياسية والمقاومة والنخب مثّلت دفاعاً عن سمعة العراق، قبل أن تكون دفاعاً عن فصيل بعينه، لما لهذه الفصائل من رمزية إقليمية.

8. إلزامية تعديل القرار بقرار جديد

تنص المادة (3) من تعليمات النشر في جريدة الوقائع رقم (6 لسنة 2016) على أن أي قانون يُنشر يصبح نافذاً ولا يُعدّل إلا عبر قرار لاحق، ما يفرض على الحكومة إصدار قرار جديد يلغي السابق.

9. لجنة التحقيق… باب للتسويف

الدعوة لتشكيل لجنة للتحقيق تُقرأ باعتبارها محاولة لتأجيل حسم الملف، إذ تُعرف اللجان في السياق المحلي بأنها وسيلة لكسب الوقت.

10. القرار ضمن مسار سياسي أوسع

يضع مراقبون القرار في سياق سلسلة خطوات حكومية أثارت الجدل سابقاً، مثل زيارة قطر والإمارات، ودعوة ممثل حكومة الجولاني لقمة بغداد، وحضور قمة شرم الشيخ، وبيان التنديد بكتائب حزب الله، والإشادة بـ”ترامب” كمرشح للسلام، ما يربط مجمل هذه التحركات باتجاه مناوئ للمقاومة.

11. ضرورة تعزيز دعم المقاومة

على قوى المقاومة والأطر السياسية والإعلامية مواصلة دعم خط المقاومة والتعامل بحذر مع المرحلة المقبلة، خصوصاً عند اختيار شخصية رئيس الوزراء لما لهذا المنصب من صلاحيات وتأثير كبيرين.

12. أثر القرار على محور المقاومة

ترك القرار صدىً سلبياً لدى فصائل المقاومة في لبنان والمنطقة، التي لطالما اعتبرت العراق ـ حكومةً وشعباً ـ داعماً للمقاومة والقضية الفلسطينية.

13. استثمار إعلامي خليجي ضد المقاومة

وسائل إعلام خليجية ومناهضة للمقاومة صعّدت في تغطيتها للخبر، معتبرة أنه خطوة داعمة للمشروع الصهيوني ومسار التطبيع.

14. الشعب العراقي… موقف أصيل

أكدت ردود الفعل الشعبية الواسعة رفضاً للقرار، أن الشعب العراقي شعب أصيل يقف مع الحق ولا يمكن تضليله أو جره إلى مواقف تتعارض مع تاريخه الوطني.

ختاماً، تكشف تداعيات القرار وتفاعلاته عن حساسية المشهد السياسي العراقي، وعن أهمية التعامل الحكومي الحذر مع الملفات ذات الارتباط الإقليمي، خصوصاً ما يتعلق بمحور المقاومة الذي يشكل جزءاً من وجدان شرائح واسعة من المجتمع العراقي

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العراق يصف تقلبات السوق الموازية الأخيرة بـ «التذبذب الطارئ»
  • العراق يعتزم بناء متحف لعرض آثار “لم ترَ النور”
  • بيان الخارجية الأميركية يفضح بغداد.. تراجع قرار التجميد لم يكن خطئأ إداريا بل تراجعا
  • طقس العراق.. أمطار غزيرة وسيول وعواصف رعدية
  • ضغوط أميركية تعرقل حسم رئاسة الوزراء في العراق وسط خلافات الإطار التنسيقي
  • حمدان بن محمد يَطّلع على خطط مؤسسة صندوق المعرفة في تطوير قطاع التعليم بدبي
  • الاتحاد الدولي: العراق حقق قفزة في سرعة عبور التجارة الدولية البرية
  • كيف نقرأ قرار الحكومة العراقية بتصنيف (حزب الله وأنصار الله) ضمن المنظمات الإرهابية؟
  • ترامب في رسالة لـ العراق: عازمون على إنهاء قرون من الصراعات
  • تحقيق حكومي: منفذو الهجوم على حقل كورمور .. “خارجون عن القانون”