التراشقات لا تمنع مخططات التهجير للأردن
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
التراشقات لا تمنع #مخططات_التهجير للأردن _ #ماهر_أبوطير
يخضع تعليق المساعدات الأميركية للأردن إلى تجاذبات داخلية ما بين من يخرج بيننا ليهدد واشنطن بالويل والعقاب، وبين من يستهين بالقصة، وبينهما قوس طويل من ردود الفعل.
علينا أن نتحدث بهدوء شديد، لأننا لسنا وسط مشادة في وسط البلد في عمان القديمة، حتى يدار الأمر بهذه الطريقة، ما بين الانبطاحات التي يمثلها التيار البراغماتي، وتلك العنتريات التي لا جدوى منها في العلاقات الدولية، ولا تأتينا بشيء أصلا.
ما يقال أولا إن الفلسطينيين لن يخرجوا من قطاع غزة ولا الضفة الغربية، إلا إذا أرادت واشنطن وتل أبيب حرق الناس بالأسلحة الكيماوية، مثلا، على افتراض أن بإمكان واشنطن وتل أبيب فعل كل شيء، وهذا أمر مشكوك فيه، لأن الفلسطيني اليوم، عاد إلى بيته المهدوم ونصب خيمته فوق الأنقاض ولن يترك أرضه ولا بيته، وهو لن يكون أيضا جزءا من سياق آخر يتماهى مع المخططات، أو ينقل الأزمة إلى شقيقه العربي.
مقالات ذات صلة تزييف التاريخ 2025/02/01ثانيا تصريحات الرئيس الأميركي لم تترك أحدا فقد أطلق تصريحات ضد دول كثيرة، ويهدد يمينا ويسارا، من كندا إلى كولومبيا، في ظل تحسس أوروبي شديد منه، وقلق عربي، وهو هنا بدون مبالغة يقود الولايات المتحدة إلى نموذج جديد يصادم الكل بذريعة استعادة هيبة الولايات المتحدة، وهذه سياسة ستؤدي إلى التصادم مع مراكز نفوذ عالمية.
النقطة الثالثة هنا تتعلق بالأردن لأن العبث باستقرار الأردن، ومحاولة خلخلته ماليا أو أمنيا، أو العبث باستقراره، أو بنيته الاجتماعية، سيؤدي إلى نتائج خطيرة جدا، تتجاوز الأردن، وتمتد إلى كل الإقليم، وهي نتائج لها ارتداد على أمن الإقليم، وواشنطن والحدود مع إسرائيل، لان تصنيع أي نوع من الفوضى ناجم عن الاستهداف سيأتي بكلف معروفة منذ الآن، خصوصا، أن موقع الأردن يتوسط فلسطين وسورية ولبنان والعراق ويجاور مصر، والمغامرة بالضغط على عنق الأردن لن يدفع ثمنها الأردني وحده، بل ستتوزع الكلفة على منطقة كاملة، وعلينا أن نستبصر فقط كلفة أي فوضى، أو خراب، أو عدم استقرار.
من هنا نذهب للنقطة الرابعة، وهي مصالح الولايات المتحدة في الاردن، فالمنحة المالية المعلقة مدفوعة مقابل وجود أميركي عسكري، ومقابل مصالح، إلا إذا ظنت واشنطن أنها تحتل الأردن، وأن أهل الأردن مجرد مجاميع بشرية يمكن التحكم بها، والكيد لها، والتسبب بالأذى دون أي رد فعل، مع الإدراك هنا أن شعبية الولايات المتحدة منخفضة أساسا هنا.
اما النقطة الخامسة فهي تتعلق بتحالفات الأردن الدولية فالبلد الشرق أوسطي لديه مكانة دولية أكبر من مساحته الجغرافية، وليس أدل على ذلك من توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي التي سيتم بموجبها دفع 3 مليارات دولار للأردن على مدى 3 سنوات، إضافة إلى علاقات الأردن العربية التي يمكن وصفها بالإيجابية، وإدراك العرب أن كلفة أي سياسات موجهة ضد الأردن سوف تترك أثرا على كل الإقليم أيضا.
ما بين من يهدد بطرد الأميركيين من الأردن، وذاك الذي يقول لا نريد مساعدة الأميركيين ووزعوا قيمتها على شكل ضرائب لندفعها كشعب، وعبقري يقول لنتجاوب مع التوجه الأميركي ولنتفاوض على سعر مناسب للتهجير، وآخر يحول موجة رد الفعل إلى الداخل الأردني ويقول لنرفع سيوفنا على بعضنا البعض داخل الأردن بدلا من إسرائيل، للخلاص من كل هذا العبء والخطر، وآخر يقول لنطرد كل عربي من هذه البلاد، ومنبطح يقول إننا يجب أن نراعي واشنطن، فلسنا أصحاب قدرة على مواجهتها، يسود صخب وضجيج بحاجة إلى عقلنة وتهدئة وحلول عملية، حتى يبقى الأردن سالما من كل مخطط، وتبقى فلسطين أيضا سالمة لأهلها، بما يعني أننا بحاجة إلى “عقلاء” يقومون بترشيد كل هذه التراشقات، وتوجيه التراشقات نحو إسرائيل، لا إشعالها داخل الأردن، دون إدراك لكلفة هذه الأفعال.
تماسك البنية الداخلية في الأردن، والتوحد على عنوان جامع، وخفض المناكفات، والاختلافات، والاعتراضات في هذه المرحلة سيحمي الأردن، من مخططات التهجير القذرة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: مخططات التهجير الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
زاهي حواس يختتم محاضراته في الولايات المتحدة الأمريكية ويتجه إلى كندا
اختتم عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حواس جولته الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي استمرت على مدار ثلاثة أشهر، شملت 30 مدينة أمريكية، بدأت في فينيكس يوم 1 مايو، وانتهت في العاصمة واشنطن دي.سي يوم 23 يوليو.
وقد شهدت الجولة حضورًا جماهيريًا ضخمًا، حيث تجاوز عدد الحضور 40,000 شخص من مختلف الولايات، توافدوا للاستماع إلى أحدث الاكتشافات الأثرية التي كشف عنها الدكتور حواس.
زاهى حواساستقبل الجمهور الأمريكي الدكتور زاهي حواس بحفاوة كبيرة في كل مدينة، حيث قُوبل بعاصفة من التصفيق الحار، ووقف الحاضرون احترامًا له في بداية ونهاية كل محاضرة. وقد عبّر الحضور عن إعجابهم وتأثرهم الشديد بالمحتوى الذي قُدم، وأبدوا رغبة كبيرة في معرفة المزيد عن حضارة مصر القديمة.
وعقب كل محاضرة، اصطف الحضور في طوابير طويلة لالتقاط الصور التذكارية مع الدكتور حواس والحصول على توقيعه على كتبه، في لحظات وصفها الكثيرون بأنها “لا تُنسى”.
وقد وصف الدكتور زاهي حواس هذه الجولة بأنها “الأكثر نجاحًا” في مسيرته حتى الآن، معربًا عن فخره الكبير بالترحيب الحار الذي لقيه، وفرحته بنقل حضارة مصر العريقة إلى عشرات الآلاف من الأمريكيين.
وفي ختام الجولة، قالت السفيرة الأمريكية في مصر، هيرو مصطفى غارغ سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بمصر
“لقد كان شرفًا لي حضور إحدى محاضرات الدكتور زاهي حواس في واشنطن والتي تحتفي بالتراث الثقافي الاستثنائي لمصر.
واكدت" غارغ" إن الشعب الأمريكي يُعجب بمساهمات مصر في تاريخ الإنسانية، وأتطلع إلى افتتاح المتحف المصري الكبير، وإلى استمرار مصر في قيادة جهود الحفاظ على تراثنا الإنساني المشترك.”
وتستمر الرحلة الآن إلى كندا، حيث من المقرر أن يقدم الدكتور حواس محاضراته في ثلاث مدن كندية جديدة، مواصلاً مهمته في نشر الوعي بعظمة الحضارة المصرية.