قصة حارس وسجين غيرت مصير أسرة بمكة في عهد الملك فيصل.. فيديو
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
مكة المكرمة
ذكر الراوي عساف الغبيوي، موقف الملك فيصل بن عبدالعزيز من طلب أهل سجين متزوج من 3 سيدات نقله من سجن الرياض إلى مكة، وما فعله الحارس مع السجين.
وأوضح أن رجلا كان متزوج من 3 سيدات، وخالف النظام وحكم عليه بسنة سجن، وتم سجنه في الرياض، لكن أهله وزوجاته الثلاث يعيشون في مكة المكرمة فذهبوا إلى الملم فيصل – رحمه الله- وطلبوا منه أن ينقلوه إلى سجن مكة.
ولفت إلى أن أسرة السجين أوضحوا للملك فيصل أن السفر إلى الرياض يسبب مشقة عليهم، ولم يكن حينها المواصلات متوافرة مثلما الوضع اليوم، وذلك بحسب ما ذكره خلال حديثه في “برنامج الأجاويد” على قناة المجد.
وأضاف أن الملك فيصل وافق على نقله لمكة، وذهب الحارس مع السجين، وطلب الأخير من الأول أن يسمح له بزيارة أهله قبل الوصول للسجن، فتعاطف الحارس ووافق على ذلك خاصة وأنه لمس في السجين طيبة.
وأردف أن الحارس والسجين وصلا بالفعل لبيت الأخير وطلب أهله من الحارس أن يسمح له بالبقاء 3 أيام للجلوس مع زوجاته الثلاثة، مؤكدين له أن السجين لن يهرب ولا يسببوا له أذي.
وقرر الحارس الموافقة خاصة وأن السجين غير مدان بجناية وإنما كان مخالف فقط، وفي اليوم الرابع غادر الثنائي المنزل وذهبا إلى طريقهما نحو السجن، فيما شعر الحارس بأن السجين هو من يحرسه من طيبة قلبه.
وأضاف أن الحارس عاد بعد 10 أشهر إلى مكة ليعتمر وفي العودة قرر المرور على أسرة السجين فعلم أن الأخير توفى بعد تسليمه للسجن بأسبوع، وأن الليالي الثلاثة التي قضاها ما زوجاته أثمرت عن ولادة طفلين وطفلة فشعر الحارس بالصدمة وتعجب ، وشعر بمشاعر متناقضة مختلطة ما بين الفرحة والحزن.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/X2Twitter.com_FOvZr7AF0oFHlM1M_720p.mp4المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الملك فيصل حارس سجن مكة
إقرأ أيضاً:
قطع رواتب الأسرى الفلسطينيين!.. دعوة لإعادة النظر..
تردّدتُ في الكتابة عن هذا الموضوع فلعلّ وعسى أن يُحلّ بعد سماعي بموقف هيئة شئون الأسرى، ولكن عندما وصلني خبر أنه فيمن قُطعت رواتبهم الشهيد خضر عدنان، هرعت إلى القلم وجاشت في صدري أمانته الثقيلة.
كل من قُطعت رواتبهم على رأسي فمنهم من تجاوزت سنوات حبسه "نيلسون مانديلا" الذي خرج من سجنه ليكون رئيسا لبلاده؛ لا أن نمنّ عليه براتب يسدّ أدنى حاجاته. أمّا الشهيد خضر الذي يضيق المجال لذكر ما يمثّله هذا الرجل من قيم عليها وتضحيات لم نجد في التاريخ مثلها، لا أبالغ؛ هل سمعتم من حقّق شهادته على درب آلام إضراب مفتوح عن الطعام بلغ ستة وثمانين يوما دون أية مدعّمات؟ قطع هذا المارثون الإنساني النبيل حتى آخر رمق، حمل وحده راية الأسرى وكل معاناتهم وصدّر للتاريخ والعالم منارة إنسانية شامخة عالية خالدة، فلا تُذكر البطولة والشجاعة والرجولة ومصارعة الكف للمخرز أو الدم للسيف أو الطاغوت بكل خبثه للروح الجميلة الطيبة إلا استوجب ذكر خضر، هذا الشهيد الذي شكّل حياة مشتبكة بكلّ تفاصيلها وساعاتها وأيامها بروحه العظيمة مع هذا المحتلّ بكلّ تفاصيله القذرة وإفرازاته النتنة.
هذا الشهيد الذي خاض أوّل إضراب لكسر حلقة الاعتقال الإداري المقيت مدة ستة وستين يوما، والذي كشف حقارة المحتل في هذا النوع القاتل من الاعتقال للحياة الفلسطينية، انتزع حريته وفتح الطريق لأبطال ساروا على خطاه من بعده. لا أريد ان أسهب فنحن أمام سيرة عظيمة حافلة ليس هنا مكانها، ولكن على سبيل المثال، هذا الشهيد ما زال جثمانه محتجزا وما زالت عائلة من تسعة أبناء وزوجة تنتظر الإفراج عن جثمانه بفارغ الصبر، فبالله عليكم كيف بنا نصعقها بوقف راتب شهيدها؟؟
في سياق فلسطيني حرّ وعزيز وصل إلى توفير حياة كريمة لأهالي الشهداء والأسرى والجرحى عبر لوائح وقوانين عكفت عليها ثلّة صادقة تدرك تماما القيمة العالية والمهمّة لهذه الشريحة من الناس. ومن المعروف عُرفا أنّ هذا لا يمثّل مجرّد قيمة ماديّة أو راتب يسدّ الحاجة ولا يترك أعزّ الناس يدا سفلى في المجتمع تنتظر مساعدة وشفقة اليد العليا من الناس.
بل أدركوا أنّ الأمر أبعد من هذا بكثير، إذ يؤكد بداية شرعية النضال الفلسطيني وأنّه يأتي في سياق تحرّري انبرت فيه طلائعه لتشتبك مع المحتل وظلمه وعدوانه، فقدّمت أرواحها أو زهرة أعمارها أو أجزاء من أجسادها حبّا وطواعية، سمت بروحها وتخلّت عن كلّ شهواتها ورغباتها ومصالحها الضيّقة، وقدّمت متطلبات الوطن مهما كلّف الأمر من ثمن ولو كان ذلك أرواحها أو وضع حدّ لحياتها.
هذا الذي يضحّي بغير حساب كان له حقّ على مجتمعه أن يرعى أهله رعاية عزيزة كريمة، وهذا أقلّ الواجب عند كل المجتمعات التي تقع في رجس الاستعمار. وهو عُرف وخُلق وحق عند كلّ من يحمل في قلبه مثقال ذرّة من انتماء لقيم هذا الوطن العزيز الغالي.
الحديث الشريف: "ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا" ، لخّص وجمع بين يديه كل ما نريد أن نصل إليه من قيم ومعاني للحياة الشريفة الأصيلة التي تعطي لأبنائها الوزن الذي يليق بهم. الحديث جعل الناس صنفين: هناك من يغزو وهناك من يقدّم خدماته للغازي وأهله، في تجهيزه أو رعاية أهله إن أصابه مكروه، وهذه أقلّ الواجب وهي دون مرتبة ذاك الذي يتقدّم الصفوف. وعلى هذا تقسّم الأدوار، فمن لم يغز ولم يرتق لمنزلة الغازي فلا أقلّ من أن يكون مع الصنف الثاني. وشجّعه الحديث على القيام بواجبه باعتباره غازيا مثل ذاك الذي ضحّى وقدّم.
وهذا من شأنه أن يقطع الطريق على الشيطان أوّلا؛ الذي ما فتئ يخوّف الناس ويعدهم الفقر ويجعل من الآجال والأرزاق قاطعا لطريق التضحية والفداء، وتقديم الأوطان على مصالح الأنا المتلفّعة بجبنها وخَوَرها وحرصها الكبير على دنياها وأشيائها ومصالحها الضيّقة، فكما ورد أيضا "الولد مجبنة مبخلة"، أي أن تفكير المرء بولده دون وطنه وكرامته يجعل منه جبانا وبخيلا. ولا يغيب أيضا عن بالنا أن الشيطان يعد الناس في دنياهم ويمنّيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.
وقد تشكلّ الشيطان في هذا الزمان على شكل احتلال يفكّر بنفس الطريقة فيعمل على تخويف الناس بأرزاقهم وهدم بيوتهم وإلحاق الضرر بأهلهم وذويهم، حتى إذا وصل إلى أن يضحّي بنفسه حسب حساب أهله من بعده، وهذه منهجية معروفة في السياسات الاستعمارية التي من تجلياتها العقوبات الجماعية، تعاقب العائلة وقد تعاقب البلد كلّها كي تشكّل سياسة رادعة تجعل من المقاوم للمحتل وسياساته يعيد النظر، إن لم يفكّر بنفسه يفكّر بما سيجري على غيره ممن يحبّ من أهله وذويه وأهل بلده.
لذلك، فإنّا لا نخفي شيئا إن قلنا أنّ المحتلّ يسعى لقطع المناضل من جذوره وضرب الدوائر المحيطة به كسياسة رادعة، تدفع المجتمع بكلّ من فيه إلى أن يكون قطيعا مستسلما لا يرجو إلا رضى الاحتلال وحسن العاقبة، وكأن العاقبة التي يصنعها الاحتلال لمجتمعات قد رضيت به أحسن من تلك التي قاومته ورفضته، وسرعان ما يكتشف الناس أن تخلّيهم عن مناضليهم لم يصنع لهم حياة أفضل بل حياة أمعنت في الاذلال والامتهان، حياة مسلوبة الكرامة والشرف وكلّ القيم التي أرادها الوطن، فتخلت عنهم قبل أن يتخلّى الوطن عنهم ويدعهم في حالة قد ضاعت فيها إنسانيّتهم كما ضاعت أوطانهم وكرامتهم وكلّ قيمهم.
بكلّ موضوعيّة وحياديّة ونصيحة وحبّ ودون أية مزايدة يجب الاستمساك بهذا القانون الذي وفّر لأهالي الشهداء والأسرى والجرحى الحدّ الأدنى من واجبنا اتجاههم، والعودة السريعة عن هذا التخلّي الذي حصل، يكفي شعبنا ما يصيبه من ويلات الاحتلال وما ينتظره من أيام في غاية القسوة والتوحّش كما يجري الآن في غزّة وشمال الضفّة، فالإصرار على هذه الإجراءات هو مساس بروح وجذور القيم الوطنية التي تحقّق النسيج الأصيل لهذا المجتمع الفلسطيني المرابط على هذه الأرض المباركة.