تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في لقطةٍ حملت دلالاتٍ عميقةً عن التعايش بين الأديان، رأيت  صورةً لراهب مسيحي وهو الاب فرنسيس سليمان رئيس كنيسة ودير ومزار سيدة الانتقال للرهبان الفرنسيسكان بالمدينة المريمية بدير درنكة أسيوط وهو يشرب الماء من دورقٍ زجاجي مُزيّن بشعار "رمضان كريم"، المشهد الذي بدا بسيطًا تحوّل إلى رسالةٍ عالميةٍ تُعبّر عن قوة التسامح في مجتمعٍ تُعدّد الثقافات سمةً أساسيةً فيه.

جاءت الواقعة خلال زيارتي لهم بدير الرهبان في أسيوط  حيث لاحظ الحضور استخدام الراهب لدورق مياهٍ يحمل العبارة المرتبطة بشهر رمضان، والتي يُطلقها المسلمون عادةً في تحية بعضهم خلال الشهر الفضيل. 

لم يتردّد الراهب في استخدام الدورق علنًا، مؤكدًا في حديثٍ غير مباشرٍ عبر الصورة على احترامه لتقاليد الجانب الآخر

وفسر الاب فرنسيس الصورة قائلا أن اختيار "الماء" في هذا المشهد ليس عبثيًا، فهو في الرمزية الدينية يشير إلى الطهارة والحياة المشتركة، ما يعكس قيمًا إنسانيةً تتجاوز حدود العقيدة. 

أما شعار "رمضان كريم"، الذي يُكرّس ثقافة العطاء خلال الشهر، فقد حوّله الراهب إلى وسيلةٍ للتواصل، وكأنه يقول: "التقارب يبدأ بخطوة بسيطه 

وقال "هذا ما نحتاجه في زمن الفرقة" "الاحترام المتبادل هو أساس السلام". 

يُذكر أن عدّة مؤسسات في مصر تُطلق مبادراتٍ مشتركة خلال رمضان، مثل إفطار صائمٍ بالكنائس، أو تبادل التهاني بين رجال الدين، إلا أن الصورة الحالية تميّزت ببساطتها وقدرتها على الوصول إلى قلوب الملايين دون أيّ كلمات.  

هذا المشهد يُذكّر العالم بأن جمال الإنسانية يكمن في تفاصيل صغيرةٍ تُترجم الكبير من القيم، خاصةً في منطقةٍ مثل الشرق الأوسط، حيث تُختبر كل يوم معاني الوحدة والاختلاف 

في وقتٍ تتصاعد فيه الخطابات المُتطرّفة، تبقى مثل هذه الصور نافذةً للأمل، تُثبت أن التعايش ليس شعارًا، بل ممارسة يومية يمكن أن تبدأ بكوب ماءٍ مُشرّبٍ بالاحترام.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فرنسيس درنكة أسيوط رمضان

إقرأ أيضاً:

النوم التشريعي العميق: الجلسات البرلمانية طقوس رمزية تنفق عليها المليارات

10 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: في موسم الخريف البرلماني الأخير، بدا المشهد السياسي في العراق وكأنه يعيد عرض مسرحية مكرّرة، عنوانها العجز والغياب والتشظي. وبينما تدخل البلاد منعطفاً حساساً استعداداً لانتخابات تشريعية يُفترض أن تكرّس إرادة الناخب، يبدو مجلس النواب عالقاً بين ضجيج البيانات وصمت القاعة، حيث يُتوقّع ألا يعقد أكثر من جلستين شكليتين خلال ما تبقى من عمره، في غياب واضح لأي نية سياسية جادة لمعالجة الملفات المعلّقة.

وتمثّل “اتفاقية خور عبد الله” أحدث فصول السجال، لا بوصفها اتفاقية حدودية وحسب، بل باعتبارها مرآة لعجز مؤسسي عن حسم القضايا السيادية بمنطق الدولة.

ويعبّر تعليق النائب مصطفى سند، بأنه “سينام إذا تم إدراج التصويت على الاتفاقية”، عن حجم السخرية المريرة التي تطغى على الخطاب السياسي، إذ تتحوّل الجلسات المفترضة إلى أحاديث فيسبوكية لا إلى مداولات تشريعية، وسط انهيار فاضح في فكرة “المسؤولية النيابية”.

ولا تُعدّ أزمة النصاب حادثاً طارئاً بل بنية ثابتة في الواقع البرلماني، حيث لم تُعقد سوى 10 جلسات منذ تشرين الأول الماضي، مقابل رواتب شهرية ضخمة تُنفق في غياب تام للفاعلية التشريعية. ويأتي هذا الشلل بينما تُقدَّر القوانين المعطلة بأكثر من 150 مشروعاً، بعضها استراتيجي ومصيري، لتُظهر النخبة السياسية انشغالها الأكبر بإدارة معارك ما قبل الانتخابات، على حساب إدارة الدولة نفسها.

وتبدو القضايا الجوهرية – من تعديل قانون الانتخابات إلى قانون الحشد الشعبي – رهينة التفاهمات المؤجلة أو الرغبات المؤدلجة، حيث تتعمد بعض الأطراف تعطيل الجلسات خشية تمرير قوانين تضر بمصالحها أو تعجّل بإزاحة بعض الحلفاء.

وفي أمام المشهد المتشظي، تبرز مسألة “جداول موازنة 2025″، التي لم تصل حتى الآن إلى المجلس، كعقدة أخرى في مسلسل الغموض. فبينما تطالب كتل سياسية بجلسات استثنائية أو حتى اعتصامات داخل البرلمان، تكتفي الحكومة بالصمت، في انعكاس لتواطؤٍ غير معلن بين التنفيذي والتشريعي على تأجيل كل شيء.. إلى ما بعد الانتخابات.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • أطباء يحذرون من الإفراط في احتساء القهوة خلال الطقس الحار
  • غواصان يحققان أعمق غوصة في تاريخ المملكة بعمق 161 مترًا .. فيديو
  • الإفراط في القهوة خلال الطقس الحار.. خطر خفي على صحتك
  • ابنة كريم محمود عبدالعزيز تخطف الأنظار في «مملكة الحرير».. والجمهور: «الموهبة ماشية في العيلة»
  • تحرير 547 محضرًا تموينيًا للمخابز والأسواق خلال حملات مكثفة بأسيوط
  • الصين: نأمل أن تكون سياسة أمريكا تجاهنا قائمة على التعايش السلمي
  • مقاتلو حزب العمال الكردستاني يحرقون أسلحتهم في مراسم رمزية بشمال العراق
  • هاندا أرتشيل عن فقدان والدتها: أحاول التعايش.. فيديو
  • اجتماع المجلس التنفيذي بأسيوط برئاسة المحافظ اليوم
  • النوم التشريعي العميق: الجلسات البرلمانية طقوس رمزية تنفق عليها المليارات