حققت الباحثة الشابة ياسمين يحيى عبده مصطفى الشهيرة بـ"ياسمين مصطفى"، إنجازا كبيرا في مجال العلوم والتكنولوجيا، حيث تم تكريمها اليوم الاثنين بمقر وزارة الأوقاف بالعاصمة الإدارية الجديدة. 

حصلت ياسمين على المركز الأول عالميًا في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة عام 2015، وهو إنجاز يُعَدّ فخرًا لمصر وللشباب العربي.

. فمن هي ياسمين وماذا فعلت؟

تكريم ياسمين مصطفى

أشاد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بإنجازات ياسمين، مؤكدًا أن تفوقها يعكس قدرة الشباب المصري على الإبداع والتميز في مجالات متعددة. 

وقد تم تقديم درع الوزارة لها تقديرًا لمسيرتها العلمية، التي تمثل مصدر إلهام للأجيال القادمة، حيث أشار وزير الأوقاف إلى أهمية دعم البحث العلمي وتشجيع الموهوبين.

من هي ياسمين مصطفى؟

تعود جذور ياسمين إلى قرية كفر المنازلة بمحافظة دمياط، حيث فقدت والدها في صغرها ولكنه زرع بداخلها روح الطموح والاعتماد على الذات. 

على الرغم من الظروف الصعبة، استطاعت التفوق في دراستها، حيث كانت الأولى في فصلها طوال سنوات دراستها، ودرست هندسة البترول في جامعة الشرق الأوسط التقنية في شمال قبرص.

وفي عام 2015، تمكنت ياسمين من الحصول على المركز الأول في مسابقة إنتل للعلوم والهندسة، بمشروعها الفريد “القوة الكامنة لقش الأرز”، وتنافست مع 1700 متسابق من أكثر من 87 دولة، وتألفت لجنة التحكيم من علماء حائزين على جائزة نوبل. 

كانت ياسمين الفتاة العربية الوحيدة التي تنجح في تحقيق هذا الإنجاز منذ بدء المسابقة، وقد أُطلق اسم "مصطفى 31910" على بعض الكويكبات تيمناً باسم عائلتها.

ماذا قالت ياسمين عن عائلتها؟

ولفتت ياسمين، النظر إلى الدعم الكبير التي تلقته من عائلتها، وخاصة والدتها التي شجعتها على السفر إلى أمريكا والمشاركة في المسابقة، وتقول: "كسر الأعراف والتقاليد قد يكون محفوفًا بالمخاطر، ولكن عندما يُصر الإنسان على متابعة أحلامه، يمكنه أن يصنع العجائب".

وتواصلت دار نشر هاينمان معها عام 2018، حيث رغبت في تأليف كتاب عن مسيرتها العلمية، تم طبع أكثر من مليون نسخة من هذا الكتاب وتوزيعها على المدارس والجامعات، لتكون نموذجا فريدا يتعلم منه الطلاب. 

لم يتوقف تأثير ياسمين عند حدود الإنجازات العلمية فحسب، بل ظهرت أيضًا على غلاف كتاب اللغة الإنجليزية المعدل للصف الثالث الثانوي للعام الدراسي 2021- 2022. 

وقد أشار وزير التربية والتعليم السابق، الدكتور طارق شوقي، إلى أن ياسمين تُعتبر نابغة في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا، ما يعكس أهمية الشخصيات الملهمة في المناهج الدراسية.

ما مشروع ياسمين العلمي؟

تضمن مشروع ياسمين اقتراح حلول تنقية مصادر المياه، ومن ثم تحويلها لمصادر طاقة كهربائية. 

استخدمت ياسمين، تقنية المعالجة البيولوجية لتنقية المياه بواسطة حرق قش الأرز، ما أدى في النهاية إلى زيادة استخدام وقود الديزل الحيوي لتوليد الطاقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ناسا وزير الأوقاف ياسمين مصطفى المزيد یاسمین مصطفى

إقرأ أيضاً:

أطفال غزة... عمل شاق تحت وطأة التجويع والإبادة الإسرائيلية (تقرير)

في سوق شعبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة قرب مركز للإيواء، يتناوب مجموعة أطفال على تشغيل آلة معدنية يدويا لفرم حبات الحمص الصلبة، في محاولة لكسب لقمة العيش وسط تجويع ممنهج تفرضه إسرائيل التي ترتكب إبادة جماعية منذ 20 شهرا.

بأياد صغيرة ووجوه أرهقها الجوع والتعب، يدفع الأطفال بقوة آلة الفرم في حركة دائرية مرهقة، في مشهد يلخص حجم المسؤوليات التي باتت تثقل كاهلهم، بعدما فقدوا حقهم في التعليم والحماية والعيش الكريم.

ينخرطون في أعمال شاقة فرضتها ظروف الحياة البدائية التي أعادتهم إليها الحرب بعد قطع الكهرباء منذ 7 أكتوبر 2023، وما تبعه من تعطل الأجهزة الإلكترونية على إثر ذلك وغياب التكنولوجيا ووسائل النقل، ما أجبرهم على أداء مهام تفوق قدراتهم وأعمارهم.

ومن تلك الأعمال على سبيل الدلالة لا الحصر، عملية فرم الحمص يدويا بدلا من الآلات الكهربائية، وجر العربات الثقيلة، ما يضاعف من معاناة الأطفال ويفاقم من التداعيات السلبية للعمالة التي تشكل انتهاكا للقانون الدولي والقيم الإنسانية.

وتدعو منظمة العمل الدولية للقضاء على عمالة الأطفال ومكافحتها، ودشنت لهذا الغرض يوما عالميا يوافق 12 يونيو من كل عام.

وفي 16 مارس الماضي حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة « يونيسف » من أن أطفال فلسطين يواجهون أوضاعا « مقلقة للغاية » ويعيشون في « خوف وقلق شديدين »، ويعانون تداعيات حرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية.

ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما 43 في المائة من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ويدفع الأطفال الثمن الأعلى لهذه الحرب المتواصلة والتي خلفت وفق البيانات الرسمية أكثر من 18 ألف قتيل منهم، وإصابة عشرات الآلاف بينهم حالات بتر لطرف أو أكثر من أجسادهم، وفق ما أكدته تقارير حقوقية.

وأما باقي الأطفال، فيعيشون ظروفا مأساوية جراء النزوح المتكرر وفقدان أفراد من عائلاتهم بينهم المعيل الأساسي، ما جعلهم يتحملون مسؤوليات كبيرة أبرزها توفير قوتهم.

** توفير قوت العائلة

الطفل عبد الرحمن أبو جامع، أحد المتناوبين على فرم الحمص، النازح من بلدة بني سهيلا إلى وسط خان يونس، يقول لمراسل الأناضول إن الإبادة الجماعية المتواصلة أفقدتهم كامل حقوقهم.

عبد الرحمن يلفت إلى أن أطفال غزة كانوا يعيشون قبل الحرب بسعادة، ويتعلمون في المدارس ويرتدون ثياب الأعياد الجديدة، إلا أن حياتهم تغيرت منذ بدء الإبادة.

وأوضح أنه اضطر مدفوعا بالجوع والفقر للعمل في تحضير « الفلافل » من أجل توفير قوت يوم عائلته وإطعامهم وسط المجاعة المتفشية في القطاع.

وأشار إلى أن الحلول الأخرى من أجل الحصول على الطعام كالتوجه لنقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية « مميتة »، قائلا: « من يخرج لتلقي المساعدات يُقتل أو يُصاب ».

وحسب وزارة الصحة بقطاع غزة، فإن حصيلة ضحايا « المساعدات » قرب نقاط التوزيع الأمريكية الإسرائيلية، بلغت « 224 شهيدا وألف و858 إصابة » منذ 27 ماي.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت إسرائيل في 27 مايو تنفيذ مخطط لتوزيع « مساعدات » عبر « مؤسسة غزة الإنسانية » المدعومة أمريكيا وإسرائيليا، ويقول فلسطينيون إن المخطط يستهدف تهجيرهم من شمال القطاع إلى جنوبه.

يأتي ذلك بينما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولم تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.

وعبر الطفل الفلسطيني عن خطورة الأوضاع في قطاع غزة، قائلا إن « الفلسطيني لا يضمن نجاته حتى على بُعد خطوتين »، في إشارة إلى احتمالية تعرضه لقصف إسرائيلي في أي لحظة حتى أثناء تنقله ومشيه.

** « الطفولة حُلم »

أما الطفلة حبيبة (8 أعوام)، فتتجول قرب مركز الإيواء بحثا عن أشخاص يشترون منها البسكويت من أجل مساندة عائلتها ماديا.

وتقول حبيبة التي نزحت مع عائلتها من شرق خان يونس إلى أحد مراكز الإيواء، إنها تبيع البسكويت لمساعدة عائلتها بمواصلة الحياة بحدها الأدنى.

وتضيف للأناضول، إنها تعمل من أجل شراء الدقيق في ظل المجاعة ومنع إدخال المساعدات.

وعن أحلامها، توضح الطفلة حبيبة أنها تتمنى « أن تعيش حياة طبيعية مثل باقي الأطفال »، لافتة إلى أنها قبل الحرب كانت « تلعب وتدرس ».

لكن مع بدء حرب الإبادة، أشارت إلى أن إسرائيل لم تبق شيئا على حاله، فيما عم الدمار كل مكان.

ووفق أحدث إحصاءات المكتب الحكومي بغزة، فإن نسبة الدمار الذي خلفته الإبادة منذ 7 أكتوبر 2023 بلغت نحو 88 في المائة من البنى التحتية والمنازل والمباني في القطاع.

خوف وخطر

الطفلة نور الشوا (11 عاما)، تقصد « مستشفى ناصر » يوميا برفقة أفراد من عائلتها لتعبئة المياه.

تقول وهي تدفع كرسيا متحركا عليه عدد من عبوات المياه الممتلئة والثقيلة، إنها فقدت الدراسة والتعليم.

وتعرب نور عن خوفها بسبب استمرار الإبادة الإسرائيلية التي سرقت منهم طفولتهم وطمأنينتهم.

وتشاطرها المعاناة الطفلة تالا الشنباري، التي اضطرت إلى العمل والوقوف لبيع بعض الأغذية من أجل مساعدة عائلتها في تأمين لقمة العيش.

وتستعيد تالا بمرارة ما كانت عليه حياتها قبل الحرب، قائلة: « كنا نعيش حياة جميلة، أما الآن فكل شيء تغير، المعابر مغلقة، ولا طعام ولا شراب، والوضع يزداد صعوبة مع استمرار القصف ».

وتوضح أنها برفقة عائلتها افتتحت « بسطة صغيرة لتأمين لقمة العيش »، وتابعت بمرارة: « نذهب للموت كي نجلب الطعام ».

وتأمل الطفلة الفلسطينية أن تنتهي الحرب في أقرب وقت بما يشمل عودتهم إلى مكان سكنهم شمال قطاع غزة، والالتقاء بأقاربهم.

 آمال بانتهاء الحرب

الطفل يامن القرا، يقول وهو يفترش الأرض بعدد من الملابس بعضها بالٍ: « أبيع الملابس لمساعدة أسرتي على شراء الطحين ».

وتحت أشعة الشمس الحارقة يوضح يامن أنه فقد حقوقه في الدراسة واللعب، وتحول إلى عامل من أجل مساعدة عائلته.

ويعرب عن آماله في التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق نار بغزة، كي يعود إلى مدرسته وحياته الطبيعية.

وتحت وطأة المجاعة المتفاقمة، تعمل الطفلة منة الشنباري (14 عاما) على بيع الخبز مضطرة للفلسطينيين لمساندة عائلتها.

وبدلا من اللعب والضحك، تصرخ منة بصوتٍ عالٍ للفت انتباه المارة في السوق الشعبي: « يلا (هلموا إلى) الخبز ».

ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 182 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

كلمات دلالية أطفال غزة إسرائيل طوفان الأقصى فلسطين

مقالات مشابهة

  • أطفال غزة... عمل شاق تحت وطأة التجويع والإبادة الإسرائيلية (تقرير)
  • هل يعلم وزير الأوقاف بمخالفة عضو المجلس العلمي بمراكش للتعليمات الملكية في نحر الأضحية؟
  • طلبات عروض بقيمة 100 مليار سنتيم لتمويل البحث العلمي بما يعادل ضعف ما أُنفق خلال 30 سنة (وزير)
  • وزير التعليم العالي: لا نتوفر على منظومة للابتكار والأساتذة يقومون بالبحث العلمي بمبادرات شخصية
  • وزير الأوقاف ينعي وفاة عضو التدريس بكلية التربية بجامعة الأزهر.. برصاصه غادرة
  • زلزال نحر الأضحية نيابة عن المغاربة يسقط مسؤولين كبار بالمجلس العلمي ووزارة الأوقاف
  • وزير الأوقاف ينعي دكتور بجامعة الأزهر
  • وزير الأوقاف اليمني يحذر من خرافة يوم الغدير وعنصرية الولاية
  • من الطبيعي ألا يفهم فاقد الكرامة لماذا اسمها حرب الكرامة؟!
  • وزير الأوقاف: أكثر من 24 ألف حاج يمني استكملوا مناسك الحج بنجاح